منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   خواطر قصصية - أرب (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=172)
-   -   ُسكيْنـة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17891)

أرب جمـال 13 - 8 - 2011 02:20 AM

ُسكيْنـة
 
[frame="14 98"]
ُسكيْنـة

سكينة .. وآهـٍ من سكينة وذكرياتها الجميلة معه !!
جمعها وأياه مخيّم واحد وبلوك واحد ... نزحا من أرض البرتقال صغيرين مع اهليهما ومن نزح معهم ,, كانا طفلين لا يعرفان معنى النزوح والتشرد ولم يعرفا يوماً كيف تأتيهم لقمة العيش التي يسدون بها جوعهم إلى أن كبرا قليلاً وصار عليهما ان يسدّا عن اهليهما في الوقوف في الطابور انتظارا الى ان ياتيهم الدور .. وكانا أحيانا يتعبان فينامان تحت أشعة الشمس الحارقة ويذهب دورهما..
كان سليم يشفق على سكينة كثيرا لنحول جسدها واصفرار وجهها الدائمين فيجعلها ترتاح قليلا الى أن يأتي دورهما فينادي عليها ..
كان سليم يحمل المؤونة على عربته ويحمل لها مؤونتها ايضاً ..
صادق سليم كل اهل بيتها .. وأصبح يزورهم ويحضر لهم مؤونة البطاقة ولا يدع سكينة تخرج لانها كبرت وكان يصرّ على ذلك قائلا لأمها : يا خالة انت ليس لك ابن وأنا اعتبريني ابن لك .. ولا تدعي اختي سكينة ان تخرج وسط الشباب والناس تنظر اليها .. انا من سيتكفل بإحضار ما تريدونه وان اردت شراء اي شيء من الدكان او بسطة الخضار فأنا موجود ..
كان يقول لها اعتبريني ابنك وليته كان يستطيع ان ينطق ويقول لها اعتبريني خطيبها !
كان يخرج كل مرة مصحوبا بدعوات ام سكينة ويسمعها وهي تقول : لو ولدت ابنا من بطني ما كان ولن يكون مثل سليم .. يارب تجعله من نصيب سكينة يا الله ..
كبر الاثنين وقد جمع بينهما شيء خفي كانا لا يدريان ما هو .. إلى أن بادرها ذات يومٍ بسؤال احمر وجهها خجلاً من اجابته ..
- اتحبيني يا سكينة ؟؟
لم تدري ماذا تجيبه ؟؟ هرولت مسرعة الى بيتها وهي فرحة ولا تكاد الدنيا تسعها .. أصبحت تفكر به طوال الوقت .. وتتحين الفرصة لأن تلتقيه ..
كانت تلتقيه عند منعطف الشارع وهي عائدة من المدرسة فتنظر اليه بابتسامة حب وامل ان يحقق الله دعوات امها .. تارة تهديه وردة يأخذها وقلبه يكاد يطير من الفرح .. وتارة تهديه منديلا قضت ربعا من ليلها وهي تعطره وتتلمسه وتسال نفسها ان كان سيعجبه نوع العطر ..
وأحيانا تجمع من مصروفها فتشتري له دفتر رسائل او شريطا لعبد الحليم .. ولم تنسى يوما وفي موسم البرتقال أن تهديه برتقالة لتذكره بوطنها ومسقط راسها .. يافا..


وكان هو يهديها بعض من اشعار يكتبها لها .. خاتما واقراطِ وسلسال به قلب محفور عليه حرف اسميهما.. وصندوق خشبي صنعه لها لتحتفظ بأشيائهما الصغرى إلى ان يجمعهما بيت واحد كما أخبرها ذات لقاء ..

كبر هو وترك المدرسة من أجل العمل ولكنه لم ينسى أن يمرّ كل يوم على بيت الحبيبة ليحضر لهم لوازم البيت ..
اعتلّت صحة سكينة وأصبحت تتعب وتغيب عن المدرسة , لم تترك الأم طبيبا الاّ وأخذت ابنتها اليه والكل أجمع انها مصابة بمرض اللوكيميا .. وهي لن تعيش طويلاً !
.. كان سليم يذهب الى بيتها بحجة شراء ما تحتاجه الأسرة ولا مرة واحدة صادفها .. ولا مرة واحدة تجرأ أن يسأل عنها امها ولكنه كان يقرأ الحزن في عينيها دائما ,, وكان أحيانا يذهب إلى منزلهم ويراه مغلقا .. يطرق على بابه ولا يجيبه سوى السكون والصمت !!
اصابه الهم وبات يبحث عن وسيلة لكي يرسل اليها رسالة ليطمئن عليها ..
ويوماً وحين كان عائد من عمله في المساء , وكان لا يبعد عن البيت كثيرا خفق قلبه بشدة بين اضلعه..
كان هناك صوت نواح وبكاء في بيتها .. ونساء متشحات بالسواد يدخلن اليه ..
رحلت سكينة .. رحلت الحبيبة ورفيقة الطفولة فجأة ودون أن تخبره بموعد رحيلها .. ودون أن تترك له ولو سببا للرحيل !
ذهب الى بيتها والدموع في عينيه .. كيف يُعزّي أمها .. وماذا سيقول لها ؟؟
كان اللقاء موجعا ومفجعا .. احتضنته الأم وبكت بحرقة .. كان آخر اسم ذكرته ابنتها هو اسم سليم ..

بكى بحرقة شديدة كما يبكي كل يومٍ بيته هناك .. في أرض البرتقال !!
كل يوم يمرّ باحثا عنها .. يسمع صوتها تناديه .. يتخيلها امام مكتب الشؤون الاجتماعية .. يتذكر بطاقة المؤونة والطابور الطويل !!

كبر سليم وكبرت ذاكرته وما نسيها .. وفي موسم البرتقال كان يزور قبرها ويضع حبة برتقال عند الشاهد ويقرا الفاتحة ويرحل..

وبين الفينة والأخرى .. وفي ظلّ احدى الزوايا .. كنت أراه يجلس وحيداً يقلبّ ذاكرته ويعيد صفحاتها الاولى .. حيث كانت هي .. بمريولها المدرسي تنتظره عند منعطف الشارع لتلقي اليه بوردة او .. منديلاً معطراً !!
[/frame]

الآماكن 13 - 8 - 2011 02:33 AM

قصة جميلة واحداثها رائعه بالرغم من نهايتها المحزنة
سلمت الايادي

شيماء يوسف 13 - 8 - 2011 02:39 AM

رائعة سكينة تركت بنا وجع وألم فى النفس

سلمت يداك على ما ابدعتي

hakimnexen 13 - 8 - 2011 03:01 AM

[read]مشكورة اختى ارب
اتمني لك دوام التقدم
وكل عام وأنت طيبة
سلمت أناملك وندعوا الله ان يجعلنا من الصابرين
[/read]

روح., 13 - 8 - 2011 04:27 AM

سلمت الايادي على هذا الطرح لقصة قد تكون واقعية
اسلوب سلس وسهل
تحايا كبيرة بحجم عطاءك عزيزتي

majd 13 - 8 - 2011 04:29 AM

كانه مكتوب على هذا الحب ان لا يكتمل
مشكورة سيدتي ارب وبانتظار جديدك

قلب., 13 - 8 - 2011 04:33 AM

يروق لى دائما قراءة كلماتك العذبة ونصوصك الجميلة المعبرة

دائما مبدعة ورقيقة الاحساس والوطن في قلبك

لك تحياااااااتى الدائمة عزيزتي

سماح 13 - 8 - 2011 04:46 AM


اني اقــف حـائره أتاأمل تلـك الكلـمات

مـا اروع ما جئـت بــه !
سطـور وكلمـات في غاية الروعه والجـمال
انسكـبت من قلبـك الطيب اعذب الكلماات , ,
يسلمووو على هذا الابداع الذي
اجبرني ان ارتجل دون وعي
من رقة الكلمات وعذوبتها
وروعة المشاعر وتميزها
تقبلي مروري المتواضع
وما تحرمنا من هذا الابداع
ولك خالص محبتي واحترامي
http://www.aldegert.net/uploads/imag...00e80a6b44.gif

B-happy 13 - 8 - 2011 04:49 AM

أبدعت يا سيدة الحروف
وليس غريب عنك
تحيتي لك ولقلمك الذي اعتز بالقراءة له

أبجدية أنثى 14 - 8 - 2011 01:10 AM

قصة مؤثرة
سلمت الايادي التي خطتها
تحياتي لك وبانتظار جديدك


الساعة الآن 08:55 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى