منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   النقد الأدبي والفني (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=107)
-   -   كيف نتذوق جماليــــات النص الأدبي ؟ (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=21941)

شيماء يوسف 28 - 1 - 2012 11:34 PM

كيف نتذوق جماليــــات النص الأدبي ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم




إن البحث في جمالية النص الأدبي وكيفية تذوقه هو بحث في فلسفة الجمال ، والدواعي

والأسباب التي تبعث على الشعور بالجمال تجاه ماينتجه الإنسان ، لأن الإنسان مفطور

على حب الجمال و البحث عنه والسكون إليه .

واختيار الأدباء والدارسين لكلمة التذوق دلالة على استشعار مكمن هذا الجمال بلاغة

تصف بلاغة حتى لكأن النص الأدبي طعام يشتهى فيتذوق مع ما في التذوق من

الاستلذاذ المنزه عن النهم ، وإشارة أخرى أن حاجتنا إلى الأدب وما يروي النفوس

كحاجة الجسم إلى الطعام فكما أن نقص الغذاء يؤدي إلى الضعف والهزال وفقدان

العلم يؤدي إلى الضمور والشلل الفكري فكذلك نقص الغذاء الوجداني والدرس الأدبي

يؤدي إلى جفاف المشاعر وجدب الأحاسيس .

ومدركات الشعور بالجمال عند الإنسان متنوعة بتنوع حواسه فإنه يدرك جمال الزهرة

المتفتقة إدراكا بصريا وشميا ، ويدرك جمال الطعام إدراكا ذوقيا ، ويدرك جمال القصيدة

إدراكا شعوريا و ذهنيا .

ومفردة الجمال رغم اتفاقنا على أنها مفردة جميلة إلا أن الوقوف على حقيقتها متنوع

بتنوع زاوية النظر فـ"أفلاطون" يعرف الجمال على أنه :الصلاح والفضيلة ويحدد

"ايمانويل كنت" الجمال على النحو التالي، "هو ما يرضي الجميع بدون سابق تصميم أو

قاعدة يقاس عليها"ويعزز " شلر " رأي "كنت" بقوله "إن الجمال لا يرتبط بصورة أو

بقاعدة أو مثل أعلى يجب بلوغه، بل هو حر تام الحرية" وعلى الرغم من إغراق بعض

وجهات النظر في الفلسفة خاصة أن البحث الجمالي يعد من بحوث الفلسفة إلا أننا

يمكن أن نقول بسهولة إن الجمال مدرك يبعث الانشراح والسرور .

وحتى نؤطر هذا الحديث فإننا سنتناول النص الأدبي محورا للبحث عن الجمالية ، والنص

لغة : الرفع ومنه قول امرئ القيس :

وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش *** إذا هي نصته ولا بمعطل

بمعنى رفعته وكذلك يطلق على الإظهار ومنه منصة العروس لأنها تبرز وتظهر وهذا كله

جار على إظهار الصور والمعاني النفسية عن طريق اللغة .

والنص هنا موصوف بالأدبية تحديدا لطبيعة هذا النص .


كل ماسبق هو مقدمة لما سنتناوله إن شاء الله في هذه الدروس المقتضبة وهي مجموعة

أدوات معينة على فهم مناهج القراءة وكيفية إدراك جمالية النص الأدبي

مناهج القراءة النقدية




لقد أثرت نظرية الاتصال بأبعادها على عملية القراءة النقدية والأدبية فأصبح العمل

الأدبي يفسر من خلال أقطاب ثلاثة واعتبر النص الأدبي حلقة الوصل بين القطبين وهذه الأقطاب هي :

المرسل : وهو الأديب أو الشاعر .

الرسالة : وهي النص الأدبي قصيدة أو قصة أو مسرحية أو خاطرة .

المستقبل : وهو جمهور القراء بشكل عام أو النقاد بشكل خاص .

أي عمل أدبي لايخلو من هذه الأقطاب ويمكن تصويرها بالشكل الآتي :

المرسل ( الأديب أو الشاعر ) ----> الرسالة ( نص أدبي )---->المستقبل (

الجمهور والنقاد )

وحتى نفهم سويا كيف انتقلت الحركة النقدية وتنوعت مناهج القراءة سنقف على أبرز

مناهج قراءة العمل الأدبي :

المنهج الأول : قراءة العمل من خلال المرسل

يركز هذا المنهج على قراءة العمل الأدبي من خلال منشيء النص وكاتبه باعتباره صانع

هذا الإبداع وقراءة العمل لابد أن يكون من خلال قراءة المبدع للعمل لأنه صادر عنه

ويعكس النص الأدبي بطبيعته تلك التموجات النفسية فليس العمل سوى مرآة وصورة

نفسية للمبدع ومن خلال استعراض حياة الأديب وإسقاط العمل في قراءة سيرته نكون

قد وضعنا القراءة النقدية في صورتها الصحيحة .

وحتى تكون الأمور أقرب للذهن :

نضرب مثلا بالمتنبي

فيرى أصحاب هذا المنهج أننا لا نستطيع قراءة المتنبي إلا من خلال تتبع تفصيلي دقيق

لسيرة الشاعر ومعاناته منذ الصغر وقصة أسره ونبوغه ثم تنقلاته من بلا سيف الدولة

إلى كافور الإخشيدي ثم مفارقته لكافور بعد أن خاب طموحه فيما كان يؤمل فيه .

هذا من زاوية تاريخية ويسمى أصحاب هذا المنهج ( المنهج التاريخي ) فهو تتبع لسيرة

الأديب أو الشاعر ثم قراءة العمل الأدبي من خلال هذه السيرة .

هناك منهج آخر أيضا كان رافدا من روافد الاعتناء بالمرسل وهم أصحاب المنهج

النفسي ويرى هؤلاء أن الشعر أو الأدب بالعموم هو نتاج النفس الإنسانية ويوغل

بعضهم في الشذوذ فيرى أن العمل الأدبي هو تنفيس لرغبة شهوانية جنسية كما يرى
"فرويد " وعلى كل فالذي يهمنا أن هذه المنهج يقوم بقراءة النص من خلال إسقاطات

نفسية ويتم التعامل مع النص الأدبي كأنه عينة مخبرية يتم جس نبض النواحي النفسية

عند مبدعها من خلاله

ولنضرب مثلا بأبي نواس .. رجل عرف بشذوذه في أنماط مختلفة فنية وحياتية فهو

رافض للمقدمة الطللية و موغل في الخمريات و مولع بالتغزل في الغلمان ، يقرأ

أصحاب المنهج النفسي نصوص أبي نواس باحثين عن هذه الإشكالات النفسية مفسرين

النصوص الشعرية من خلال تحليلات نفسية غير مغفلين المنهج التاريخي الذي يعينهم

بسيرة الشاعر كيف نشأ وأين ترعرع .

أيضا حين يكون شاعر كالحطيئة كان دميما قبيحا .. يلجأ أصحاب الاتجاه النفسي إلى

تتبع أثر هذه المشكلة في سلوكه الأدبي هل كان لهذه الصفة مثلا أثرا في هجائه

للآخرين .. إذن يتضح مما سبق أن أصحاب هذا المنهج اعتنوا كثيرا بالمرسل أو صاحب

النص فينطلقون في تحليلاتهم من خلال المبدع أو المرسل وبطبيعة الحال لايمكنهم عزل

ذلك عن النص أو حتى المستقبل لكن عنايتهم الفائقة كانت متجهة إلى المرسل صاحب

النص .

تحدثنا في السابق أن قراءة العمل الأدبي تنقلت بين سلطات العمل الثلاث المرسل

والنص والمستقبل ، وتحدثنا على المرسل ثم عرضنا للنص .. بعد ذلك ثار آخرون كانوا

يرون أن طرفا من أطراف نظرية الاتصال يكاد لا يظهر أثره في هذه العملية ألا وهو

القارئ أو المستقبل فاتجهت الأنظار إلى تفعيل أثر المستقبل في القراءة .

فانتقلت العناية من النص إلى المستقبل آخر أطراف العمل الأدبي وأدوا على أهمية أثر

المستقبل في فهم النص وقراءته ، وجعلوا العمل الأدبي لا ينتهي عند مبدعه بل ثمة مبدع

آخر هو القارئ فكأن النص يشترك فيه مبدعان المرسل الذي أنتج النص والمستقبل

الذي يفسر النص .

وجعلوا من مهمات القارئ أن يسد ثغرات النص ويبني النص بناء آخر جديد يقدر فيه

المسكوت عنه ويفسر فيه المكني ، وهذا يعني أن النص الأدبي لا يحتمل كثيرا من

التفصيلات خاصة في مجال الشعر لأنه محدود بوزن وقافية ولذلك فلغة الشعر لغة تميل

إلى الاختزال والتكثيف وهذا الاختزال والتكثيف يتمثل في الحذف على نية التقدير و

الأساليب التي تفتح أفق الخيال على مصراعيه هنا يأتي دور القارئ ليقدر المحذوف

ويفسر الصور ويؤطر الخيال.

وحين أقول القارئ فإنني أقصد القارئ الحذق ، وعلى كل فإن القراء ثلاثة :

قارئ منفعل : وهو قارئ قادر على تأويل وفهم النص الأدبي ولكنه غير قادر على

إنتاجه مرة أخرى فهو متذوق لكنه لا يستطيع أن يعبر عن هذا التذوق .

قارئ فاعل : وهو قارئ قادر على تأويل النص وفهمه و إعادة إنتاجه وهو مايركز

عليه هذا الاتجاه الذي يمثله منهج ( التلقي ) .

قارئ مفتعل : وهذا قراءات تخضع لكثير من المجاملات على حساب المودات والعلاقات

الشخصية ، وكم تزخر صحفنا بهذي النماذج .
وبهذا نلحظ أن القراءة النقدية اعتنت بتنوع مناهجها بعناصر العمل الأدبي ، وإن كنا

نرى الرأي الصحيح أن تسهم العناية بكل عنصر في الإعانة على فهم النص وتحليله

ويبقى أن مادة النص الأدبي ولغته هي المرتكز الأول التي تجب العناية بها . والاستعانة

بالمرسل والمتلقي في حل إشكالات النص .

بقي علينا أن نقول إن لكل ناقد أدوات يتسلح بها قبل الولوج في عالم النقد الأدبي


والقراءة النقدية ويمكن تصنيف هذه الأدوات إلى قسمين

1- أدوات طبعية : وهي أدوات يهبها الله من يشاء وهي ملكة التذوق فأصل

التذوق ملكة مفطورة في الإنسان نعم إن تربية هذه الملكة مكتسب ولكن أصلها طبع

2- أدوات مكتسبة : وهذه الأدوات هي العلوم المعينة على فهم النص الأدبي

فالقارئ بحاجة إلى علم النحو والتصريف لفهم علاقات المفردات والجمل وهو بحاجة إلى

علم العروض لملاحظة الإيقاع والوزن كما أنه بحاجة إلى التسلح بالثقافة الفكرية والتاريخية

وقديما كانوا يذكرون العلم بالأنساب لأنها أداة من أدوات فهم النص في ذلك الوقت .

وبطبيعة الحال فكل عصر يفرض أدواته التي تمليها طبيعة النص في تلك الحقبة .


منقوووووووووووووووول

يــتـبـع

شيماء يوسف 28 - 1 - 2012 11:36 PM

إن المفردة الشعرية هي اللبنة الأولى في بناء النص المحكم ، وباتحاد المفردة مع المفردة

يتكون لدي التركيب وبمجموع التراكيب تتكون السياقات ويتكون النص .

والمفردة أو اللفظ يمكن النظر إليه خارج السياق ولكن الحكم حيئذ حكم جائر لأنه لا

يراعي السياق الذي وضعت فيه ، فلا شك أن للسياق أثر في اصطفاء كلمة دون غيرها

ولكن زاوية النظر في اللفظ حيئذ تكون زاوية ذاتية وعليه فيكون التقسيم :

1- فصاحة اللفظ الذاتية

2- فصاحة اللفظ السياقية

وسأضرب مثلا :

يقول امرؤ القيس :

غَدائِرُهُ مُسْتَشْزِراتٌ إلى العُلاَ ... تُضِلُّ المدارَى في مُثَنّىً ومُرْسَلِ

إن لفظ ( مستشزرات ) لفظ يبدو ثقيلا عن اللسان بل تنفر النفس منه لأن الناطق به

يتلعثم في أدائه وهنا يمكن أن نقول إن هذه الكلمة بالنظر إليها قبل دخولها في سياق أي

أن ننزع هذه الكلمة ونتأمل فيها وحدها يمكن أن نقول حينها أنهاكلمة غير فصيحة


ولكن مع التأكيد أن هذا الحكم هو حكم صادر بالنظر إلى ذات الكلمة قبل دخولها في

الكلام وهذا ما أعنيه بالفصاحة الذاتية .

أما إذا نظرنا إلى سياق الكلام فإن الشاعر هنا سبق هذا البيت بأبيات يقول فيها :

وَجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّيمِ ليسَ بِفاحِشٍ، ... إذا هيَ نَصَّتْهُ، ولا بمُعَطَّلِ

وفَرْعٍ يَزينُ المَتنَ أَسْوَدَ فاحِمٍ ... أَثيثٍ كَقِنْوِ النّخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ

غَدائِرُهُ مُسْتَشْزِراتٌ إلى العُلاَ ... تُضِلُّ المدارَى في مُثَنّىً ومُرْسَلِ

وكَشْحٍ لَطيفٍ كالجَديْلِ مُخَصَّرٍ، ... وَسَاقٍ كأُنْبوبِ السَّقيِّ المُذَلَّلِ

إنه يصف محبوبته أن لها عنقا أخاذا لايشكو طولا مفرطا ولا قصرا زائدا مشبها ذلك

بجيد الظبي ثم يصف شعرها وقد انسدل على كتفيها وظهرها بسواد كالليل حالك

وكثيف ككثافة عذق النخل حين تتداخل أوراقه وتتدلى .. وتلك الصورة التي يبدو

فيها الشعر على طبيعته دون تسريح تبدو وكأنها قد داعبها النسيم فصارت خصلات

الشعر مفتولات إلى فوق ولا تستطيع أن تتخيل شعر كثيف يتخلله النسيم فيتفرق كما

تصوره لك كلمة " مستشزرات " إن التعثر الذي يتعثره اللسان في نطق هذه الكلمة
هو المعادل لتلك الصورة صورة الشعر الذي تداخل بعضهم في بعض وكأن القدرة

الصوتية في هذه الكلمة أفصحت عن الشكل وكأننه ماثل بين أعيننا

هذا ماكنت أعنيه من أن الكلمة قد تكون في ذاتها غير فصيحة ولكنها حين تدخل

السياق وبمعونة منه تأخذ مكانها الذي يفصح عن وظيفتها .

وعلى العموم فإن اللفظة المفردة قادرة على التصوير من خلال طاقاتها التي تتمثل في :

1- الطاقة الصوتية

2- الطاقة الدلالية


3- الطاقة الصرفية

الطاقة الصوتية :

إن تعدد مخارج الحروف ، والصفات التي يتميز بها كل حرف في نطقه من شدة و جهر

و همس كل ذلك يسهم بأثره في تصوير المعنى كالمثال الآنف الذكر والقرآن الكريم

يحفل بهذا الأسلوب فقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ

انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ"

إن كلمة اثاقلتم بالاتكاء على حرف الثاء هو تصوير بالصوت لتلك الحالة من الإعياء

والتراخي والتثاقل عن الاستجابة لأمر الله ولعل سامعا يسمع جرس هذه الكلمة فيتبادر

إليه إيحاؤها قبل أن يقرأ في معناها .

وحين يقول المتنبي :

جفخت وهم لايجفخون بهابهم * * * شنيم على الحسب الأغر دلائل

نعم إن كلمة ( جفخت ) ربما تكون غريبة وغير فصيحة ولكن هذا الحكم يكون

بالنظر إلى ذاتها وهذا لا مكان له في الدرس البلاغي ، أما حين ننظر إليها في سياقها

فإننا نجد أن المقام مقام مدح ومفاخرة والجفخ : فخر وتكبر فقد أدت المعنى بجرسها

وصوتها ، وسنكمل الحديث في الطاقة الدلالية والصرفية في اللقاء القادم إن شاء الله


التكليف الآن :

يقول أبو تمام مادحا عياش الحضرمي :

قد قلت لما اطلَخَمَّ الأمر وانبعثت *** عشواء تالية غبسا دهاريسا

لي حرمة بك أمسى حق نازلها *** وقفا عليك – فدتك النفس – محبوسا

كم دعوة لي إذا مكروهة نزلت * * * واستفحل الخطب ياعياش ياعيسى

لله أفعال عياش وشيمته يزدنه * * * كرما إن ساس أو سيسا


عيب على الشاعر استخدام مفردة ( اطلخم ) في البيت الأول

ثانيا : الطاقة الدلالية

مما يميز اللغة العربية أنها تملك معجما لغويا يزخر بالمفردات فتجد الشاعر أمام معجم

لغوي ثري يتيتح له انتقاء المفردة الأنسب والأدق ، وتتضح هذه الدقة في كتب

الفروقات اللغوية ككتاب أبي هلال العسكري .

فتجدهم مثلا يفرقون بين القيام والوقوف ويفرقون بين الهلع والخوف وبين الإيتاء

والإعطاء وهكذا .

ولعل القصة التي دارت بين النابغة وحسان بن ثابت – إن ثبتت – دليل على تلك

الدقة فقد ذكرت بعض المصادر

أن نابغة بني ذبيان كان تضرب له قبة من أدم بسوق عكاظ يجتمع إليه فيها الشعراء؛ فدخل

إليه حسان بن ثابت وعنده الأعشى وقد أنشده شعره وأنشدته الخنساء قولها:

قذى بعينك أم بالعين عوار

حتى انتهت إلى قولها:

وإن صخراً لتأتم الهداة به ... كأنه علمٌ في رأسه ثار

وإن صخرًا لمولانا وسيدنا ... وإن صخرًا إذا نشتو لنحار

فقال: لولا أن أبا بصيرٍ أنشدني قبلك لقلت: إنك أشعر الناس ! أنت والله أشعر من كل

ذات مثانة . قالت: والله ومن كل ذي خصيتين. فقال حسان: أنا والله أشعر منك ومنها.

قال: حيث تقول ماذا؟ قال: حيث أقول:

لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدةٍ دما

ولدنا بني العنقاء وابني محرقٍ ... فأكرم بنا خالاً وأكرم بنا ابنما

فقال: إنك لشاعر لولا أنك قللت عدد جفانك وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن

ولدك. وفي رواية أخرى: فقال له: إنك قلت " الجفنات " فقللت العدد ولو قلت "

الجفان " لكان أكثر. وقلت " يلمعن في الضحى " ولو قلت " يبرقن بالدجى " . لكان

أبلغ في المديح لأن الضيف بالليل أكثر طروقاً. وقلت: " يقطرن من نجدة دماً " فدللت

على قلت القتل ولو قلت " يجرين " لكان أكثر لانصباب الدم. وفخرت بمن ولدت ولم

تفخر بمن ولدك. فقام حسان منكسراً منقطعاً.

فهذه الملحوظات النقدية دليل على فطنة العربي ودقته في انتقاء مفرداته وعلى كل فقد


كانت هذه القصة موضع أخذ ورد بين النقاد منذ القدم وقد رد قدامة بن جعفر على

تلك الادعاءات مدافعا عن حسان بن ثابت رضي الله عنه فيقول :

"فمن ذلك أن حسان لم يرد بقوله: الغر، أن يجعل الجفان بيضاً، فإذا قصر عن تصيير جميعها

أبيض نقص ما أراده، وإنما أراد بقوله: الغر، المشهورات، كما يقال يوم أغر ويد غراء،

وليس يراد البياض في شيء من ذلك، بل تراد الشهرة والنباهة.

وأما قول النابغة في: يلمعن بالضحى، أنه لو قال: بالدجى، لكان أحسن من قوله: بالضحى،

إذ كل شيء يلمع بالضحى، فهو خلاف الحق وعكس الواجب، لأنه ليس يكاد يلمع

بالنهار من الأشياء إلا الساطع النور الشديد الضياء، فأما الليل فأكثر الأشياء، مما له أدنى نور

وأيسر بصيص، يلمع فيه، فمن ذلك الكواكب، وهي بارزة لنا مقابلة لأبصارنا، دائماً تلمع

بالليل ويقل، لمعانها بالنهار حتى تخفى، وكذلك السرج والمصابيح ينقص نورها كلما أضحى

النهار، والليل تلمع فيه عيون السباع لشدة بصيصها، وكذلك اليراع حتى تخال ناراً.

وأما قول النابغة، أو من قال: إن قوله في السيوف: يجرين، خير من قوله: يقطرن، لأن

الجري أكثر من القطر، فلم يرد حسان الكثرة، وإنما ذهب إلى ما يلفظ به الناس
ويتعاودونه من وصف الشجاع الباسل والبطل الفاتك بأن يقولوا: سيفه يقطر دماً، ولم

يسمع: سيفه يجري دماً، ولعله لو قال: يجرين دماً، لعدل عن المألوف المعروف من

وصف الشجاع النجد إلى ما لم تجر عادة العرب به"

وكذلك مما يوضح لنا تلك الطاقة الدلالية في المفردات مادار بين بشار ومروان بن أ[ي

حفصة حين سمع قول بشار :

لم يطل ليلي ولكن لم أنم ... ونفي عنيّ الكرى طيف ألمّ

حتى قال :

وإذا قلت لها جودي لنا ... خرجت بالصمت عن لا ونعم

ختم الحبّ لها في عنقي ... موضع الخاتم من أهل الذمم

خفّفي عنّا قليلاً واعلمي ... أنّنا يا هند من لحم ودم

قال مروان بن أبي حفصة قلت لبشّار وقد أنشدني هذا الشعر: هلاّ قلت خرست

بالصّمت عن لا ونعم! فقال لي: لو كنت في عقلك لقلته أتطيّر على من أحبّه بالخرس؟

فانظر إلة وعيهم ودقتهم وتفضيل الشاعر كلمة خرجت على كلمة خرست لما يترتب

على معنى كل .

يــتــبـــع

شيماء يوسف 28 - 1 - 2012 11:40 PM

الطاقة الصرفية

للكلمة طاقة صرفية وأعني بالصرفية هنا كل مايمت إلى تشكيل الكلمة في مادتها بصلة

فتشكيل الفعل في أزمانه الثلاث الأمر والمضارع والماضي والعدول باستخدام أحد هذه الأفعال في

موضوع الآخر له دلالته التي يرشحها السياق ، كذلك تشكيل الفعل ببنائه للمعلوم أو المجهول ،

صياغة جمع القلة أو الكثرة أو منتهى الجموع .

ولعل المثال الذي سبقت الإشارة إليه دليل واضح على ما أذكره حين أخذ النابغة على حسان في

قوله :

"لنا الجفنات "فقال له قللت العدد ولو قلت " الجفان " فهو دليل على خطإ في استخدام الطاقة

الصرفية للكلمة .

كذلك التفريق بين دلالة الاسم ودلالة الفعل فدلالة الاسم دلالة ثبوت واستقرار ودلالة الفعل

دلالة تجدد وحدوث .. ولعل أبرز مثال على ذلك من البيان العلي قوله تعالى : " أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى

الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ" فانظر إلى اصطفاء هذه المفردات ( صافات ويقبضن ) لم يكن

السياق ( صافات وقابضات ) ولم يكن ( يصففن ويقبضن ) بل اصطفاء الاسمية في ( صافات )

والفعلية في ( يقبضن ) وهو وصف دقيق لطيران الطير لأن الطائر الأصل في تحليقه أن يصف

جناحيه في الهواء محلقا وقبض الجناح يحدث بين فترة وأخرى فاستخدم السياق لما كان أصلا وهو
الصف الاسمية دلالة على ثبوته واستمراره واستخدم للحدث الطارئ الفعل دلالة على التجدد .

ومن البيان العلي للبيان العالي ، يقول الشاعر :

لعمري لقد لاحت عيونٌ كثيرةٌ ... إلى ضوء نار باليفاع تحرق

تشب لمقرورين يصطليانها ... وبات على النار الندى والمحلق

إن الشاعر هنا يمتدح صفة الكرم لذلك العربي الذي جعل من ضوء النار علامة للسائرين ، ليظفر

بالضيف .. انظر إلى ضوء النار وألسنتها لا تجدها قارة ساكنة بل تجدها يأكل بعضها بعضها

وتخمد تارة وترتفع أخرى في حركة متجددة فكان استخدام كلمة ( تحرق ) الفعل المضارع الذي

يدل على الحدوث والتجدد هو الأكثر دقة ، ولو استخدم ( محرقة مثلا لجانب الصواب

ومثل ذلك قول الشاعر :

أو كلما وردت عكاظ قبيلة * * * بعثوا إلي عريفهم يتوسم

يقول الإمام عبد القاهر :

"قوله بعثوا إلي عريفهم يتوسم وذلك لأن المعنى على توسم وتأمل ونظر يتجدد من العريف

هناك حالا فحالا وتصفح منه للوجوه واحدا بعد واحد ولو قيل بعثوا إلي عريفهم متوسما لم يفد

ذلك حق الإفادة ومن ذلك قوله تعالى هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لو

قيل هل من خالق غير الله رازق لكم لكان المعنى غير ما أريد"

أما عن اصطفاء الكلمة المبنية للمعلوم وللمجهول فانظر مثلا في البيان العلي تأدب الجان حين قالو :

"وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا" فبنوا الفعل للمجهول ولم يقولوا (

أشر أراد الله ) تأدبا ، وكذلك ( وخلق الإنسان ضعيفا ) ومن البيان العالي قول الشاعر :

فلو إذ نبا دهر وأنكر صاحب*** وسلط أعداء وغاب نصير

تكون عن الأهواز داري بنجوة*** ولكن مقادير جرت وأمور

يقول الشيخ محمد أبو موسى " وأراد بقوله أنكر صاحب " أنكرت صاحبا " ولكنه جاء على هذا

الأسلوب حتى لايسند إنكار الصاحب إلى نفسه صريحا في اللفظ ، وإن كان صاحب لئيما محتقرا غير

معروف بالصحبة ، ولا مشهور بخلالها ، وتنكير الأعداء في قوله " وسلط أعداء " فيه معنى التحقير وقلة

الشأن وأنهم ليسوا من مشاهير الرجال.. وأنهم أداء في أيدي غيرهم لايملكون من أمرهم شيئا "

وكل هذا لا يتأتى لو جيء بالفعل مبنيا للمعلوم .

يعد الرمز تقنية شعرية يلجأ إليها الشاعر هروبا من التصريح والتعبير المباشر عن بعض

المضامين إما هروبا من ضغوطات اجتماعية أو سياسية وإما قصدا للفنية .

وحين نتحدث عن الرمزية فإني لا أتحدث عن الرمزية مذهبا غربيا كرمزية بودلير

وإليوت فتلك لها خلفياتها الفكرية وفلسفتها الخاصة ، إنما أتحدث عن الرمزية أسلوبا

للتعبير غير المباشر ، وقد وجد هذا الأسلوب في تراثنا العربي ، فحميد بن ثور الهلالي

لجأ إلى الرمز في التعبير حين منع عمر بن الخطاب رضي الله عنه التشبيب فأخذ يتغزل

بالشجرة قائلا :
أبـى الله إلا أن سرحـة مـالك ** على كل أفنان العضاه تَروقُ
فقد ذهبتْ عرضاً، وما فوق طولها ** مـن السرح إلا عشة وسحوقُ
فلا الظل من برد الضحى تستطيعه ** ولا الفيء من ورد العشي تذوقُ
فهل أنـا إن عللتُ نفسي بسرحة ** مـن السرح مسدودٌ عليّ طريقُ

والرموز يمكن تقسيمها إلى رموز عامة ورموز خاصة .

الرموز العامة :

هي الرموز التي شاعت دلالتها على مضامين معينة مثلا كالحديث عن صلاح الدين
رمزا للبطولة أو التحرير ، أو الحديث عن عنترة رمزا للفروسية أو الحديث عن حاتم

الطائي رمزا للكرم ، هذه الرموز لا يخفى على القارئ المعنى المرموز إليه فيها، ولذلك

فهذا النوع من النصوص غالبا لايواجه القارئ فيها إشكالية في فهم النص و تفسير

الرموز وتأويلها .

الرموز الخاصة :

الإِشكال في المروز الخاصة أنها تخضع لتجربة الشاعر وانطباعه عن بعض الموضوعات

مثلا قد يتخذ الشاعر الجبل رمزا أما دلالة الرمز العامة للجبل فواضح أنه يرمز للثبات

والشموخ لكن قد ينطلق الرمز عند الشاعر من خلال زاويته الخاصة فربما نجد أن الجبل

عند الشاعر ذو دلالة مختلفة فربما كان الجبل مثلا رمزا للموت لأنه فقد صديقا أو حبيبا

عند هذا الجبل وقس على ذلك .

وهنا يقع الإشكال في تأويل الرمز لأنك حينها لابد أن تتقاطع مع الشاعر حتى تستطيع

تأويل الرمز.

هناك مفاتيح لقراءة الرمز الخاص منها :
1- عنوان النص

عنوان النص هو آخر مايكتبه الشاعر وأول مايقرؤه القارئ ، وتسطيع أن تقول إن

العنوان هو نص شعري مختزل جدا ومكثف جدا ، ولذلك قد يؤدي العنوان وظائف

مهمة في تأويل النص ..

قد يكون العنوان ذو دلالة إخبارية أي من خلال العنوان تستطيع أن تفسر الرمز فلو

أعدنا المثال السابق وكان عنوان النص ( ذاكرة الموت ) ثم تحدث عن الجبل إذن ثمة

علاقة تفسيرية أو إخبارية بين العنوان والنص .

أحيانا يكون العنوان ذو دلالة استفزازية جذبا للقارئ و لتفتح أفق التأويل أمامه فحين

تواجه عنوانا ( شظايا باردة ) تلمح التناقض الواضح بين الدلالتين فالشظايا لاتمكن أن

توصف بالبرود وهذا السؤال هو مايجلعنا أكثر تحفزا للتأويل لنبحث عن الدلالة الجديدة

للشظايا دلالة تتواءم مع الوصف بالبرودة .


2- قد تكون المقدمة التي يقدم بها الشاعر لقصيدته مفتاحا لتأويل النص فحين

يصرح الشاعر أن هذه القصيدة قيلت في مناسبة كذا ثم يتحدث عن شخصية تاريخية

أستطيع أن أربط هذه الشخصية بالحدث والمناسبة .

3- تاريخ تدوين القصيدة


قد يكون مفتاح تأويل الرمز تاريخ تدوين القصيدة ولنضرب على ذلك بقصيدة

يتحدث فيها الشاعر عن الغول ثم يؤرخ لهذه القصيدة بتاريخ 1967م ونعرف نحن أن

هذا التاريخ يمثل تاريخ النكبة التي حلت بالعالم الإسلامي باحتلال فلسطين .

هذه بعض المفاتيح المساعدة

الآن اقرأ هذه القصيدة لغازي القصيبي ، وحاول أن تفسر الرمز

القصيدة عنوانها الهنود الحمر

فمن المقصود بالهنود الحمر ، مع التفسير والتعليل .
الهنـــود الحمــر ...
كانوا يحبون الطبول ..

ويزمجرون على الخيول ..

حتى إذا جاء المســـاء تحلقوا

حول الزعـيم يدخنــون

ويـــثرثرون ..

ويهددون الأبيض الملعون ..

بالمــوت الزؤام

والليل يزأر بالطبــول

الليل .. ما أحـلى الكحول

والتبغ يلعب بالرؤوس ..

والحقد يجتاح النفوس ..

حتى إذا جاء الصبــاح

حملــوا الفئوس

ومضــوا إلى البيض اللئام

لكن سيلاً من رصــاص ..

سد الدروب فلا خــــــــــلاص ..

وتساقطوا مثل الذبــاب ..

حــتى الـــزعيم ..

صرعته امرأة .. فخــر على التـــراب ..

مرت سنــون ..

واليوم ماذا عن حضــارتهم ؟

نقوش ..

ملءُ المتاحف .. او بقايا من سلالتهم ..

على السواح تعرض ..

ثم يبتســم الدليــل :

عاشــوا كما تحيـــا الوحوش ..

كانوا يحبون الطبول ..

ويزمجرون على الخيــول ..

ويلقبـــون زعيمهــم صقــر الجبــال ..


قل يا أخـــي ..

والنجمة المعقوفه الشوهاءُ

تلمـــع في المنــائر

والمسجد الأقصى ..

يردد ما يرتله اليهود من الشعــائر ..

هل يبصر السواح يوما ما

حضارتنا بقــايــا .. ملء المتاحف ..

أو سبايــا ..

في حانة في تل أبيب .


مما أعجبني وأحببت ان تشاركوني فيه

منتصر أبوفرحة 29 - 1 - 2012 12:39 AM

جميل ما قدمتي اخت شيماء
مشكورة
سبحان الله في كثير من الاحيان اتذوق الشعر العربي الجاهلي وخاصة اصحاب المعلقات واجد صعوبة في فهم الكلمات العربية التي تحتاج لشرح
ورغم ذلك احس بذوق عند سماع او قراءة هذه الاشعار

المفتش كرمبو 29 - 1 - 2012 01:03 AM

الانسة شيماء

شكرا لك هذا الجهد المميز والرائع

الامير الشهابي 29 - 1 - 2012 01:52 AM

الاخت الفاضله شيماء
تذوق النص الأدبي له مفردات متعدده
القارىء العادي يتذوق بطريقة تختلف عن قارىء كاتب
والقارىء الناقد يتذوق خلاف قرآءة القارىء العادي والقارىء الكاتب
وهنا تبدو مسألة التذوق مرتبطة ليس بفلسفة الجمال فقط لأن ألجمال
ألأبداعي مؤثر جدا في تمكن المتلقي من التفاعل مع النص الأدبي
وهنا لابد أن نؤكد على حقيقة هامه وهي أن التذوق الأدبي بقدر ما هو في
مايبدو في البحث عن الجمال بمعانيه بفلسفة الجمال إلا أنه يختلف عن فلسفة
ماوراء الطبيعة مثلا ..أن لكل نص أدبي وقارىء محيط أسميه زمان ومكان
النص الأدبي وإرتباط هذا بالحالة النفسيه للمتلقى ..لذلك تشعرين كقارئة أحيانا
دون الدخول لتفسير الجمال وفلسفته أن نصا ما يعبر عن حالتك لكاتب لاتعرفيه
وهو كتب في البعد البؤري للحالة النفسيه ألتي يعيشها الأنسان .
لذلك أن مانقرأه من عجالة وأن كان صحيحا إلا أننا نقرأ
أحيانا ونتذوق الجمال النفسي في النص الأدبي لأن النص يخاطب الحالة الوجدانيه
للفرد أحيانا .ولنعط مثلا الآن ..أي معلقة لعنتره أو أمرؤ القيس تؤثر فينا
بقدر خاطرة قريبة من البعد البؤري للنفس في أحاسيسها المكبوته وأمانيها
الشعور بالتأكيد مختلف جدا .وهنا ينبع ما نسميه التذوق بمعناه العام وحتى الخاص
لأن التذوق في التلقى ردة فعل لاإراديه على مانقرأ وليس تذوقا إراديا .فلا أقول أريد أن أتذوق النص هذا أو ذاك
لذلك ان التذوق الأدبي لدى أي متلق لابد أن يمر بمراحل ليصبح
التذوق قادرا أن يخرج من دائرة البعد البؤري للحالة النفسيه إلى الحاله
التي يصبح فيها المتذوق قادرا أن يتذوق النص بنكهة الأدب .
شكرا أختي شيماء موضوع رائع جدا ما دونت لنا لنتعلم
دوما كيف نتذوق مايكتب .
28/1/2012

سما 29 - 1 - 2012 02:14 AM

ابدعت باختيار الموضوع
بورك بك الاخت شيماء
يستحق التقييم

ابو فداء 30 - 1 - 2012 05:55 PM

شيماااء
أحببت أن أقول لك مشكوووره على هالطرح الرائع
أنا ضعيف كثير باللغه وخاصه القواعد والنحو
ولكن منكم نستفيد
مشكوووره

اشراقة شمس 31 - 1 - 2012 10:01 PM

موضوع مفيد ومميز
بارك الله فيك

عاشقة الوطن 6 - 2 - 2012 12:39 AM

بارك الله بك اخت شيماء على الطرح والافادة وجزاك الله كل خير عن القارئ له
دمت ودام تواصلك


الساعة الآن 02:28 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى