![]() |
نحنُ بين يدي غباءٍ مُخلصٍ !
عقل الإنسان الظاهر - الواعي - يُفكر بـ ألفي خلية ، بينما عقله الباطن - اللا واعي - فـ يُفكر بـ أربعة ملايين من الخلايا - كما يُقال - . هذا اللا واعي - كما يقول البروفسور طارق الحبيب - : [ غبي جداً ، و لكنه أكثر إخلاصاً ] . هو كـ الببغاء بل أشدّ ؛ يُكرر ما يسمع بكلّ دقّةٍ و أمانةٍ . هو طيرٌ مسجونٌ في قفصٍ يرعاه تفكيرك الواعي ، و يسقيه تِكراره لذات الشيء ، فإذا ما كَبُرَ تسلّم منك العصا ، ثم رعاك و عصى . أنت تُفكّر ، إذاً أنت تُثرثر بداخلك ، و تسكب المشاهد في أذن ببّغائك ذي الصوت الجهور الماكث في أعماقك ، و الذي لا يكلّ و لا يملّ من تشتيت كلّ جديدٍ بصرخاته المتتالية لـ كلّ صدىً يحاول أن يرتدّ بـ استحياءٍ إليك . أستطيع أن أشبّه كثير التفكير بـ الحزن أو اليأس بما يقول "بوسنت" : [ أصبح الكثير في هذا العالم مثل النملة التي تركب على ظهر الفيل ، تتجّه شرقاً بينما هو يتجه غرباً ] ! و على ذا الحال - فـ إما أن تتجه مع الفيل في وجهته فـ تفنى أيّامك تائهاً ، أو أن تُغيّر معقل الوجهات و مسمّياتها بـ داخلك فـ تُصدّقها مُتغافياً ، أو أن تكون لـ الفيل عقلاً يقوده و يوجّهه . فـ هذا الفيل هو وجهة المستقبل و أقدامه المأمورة ، و ذاك الطير هو العقل الباطن الذي يوجّه الفيل بـ نقراته و صرخاته المتتالية دون أدنى تفكير ، أما النملة فهي العقل الظاهر الذي علّم الطير و لقّنه الكلام ؛ لذلك دع طيرك ينفخ و يصرخ - و إن شئت فلـ يزأر كـ الأسُوْدِ - شرط أن لا يُثرثر تفكيرك الواعي بـ اتجاه ما لا تودّ و لا تريد - ! حزنك المتكرر على عقلك الواعي هو غالباً ما يتردد من صدى عقلك الباطن أو ذاكرته المتينة و التي مكّنتها منك دون قصدٍ أو شعورٍ . ذلك الشيء الذي لا تستطيع أن تتحرّر منه إلا أن تواجهه كلما أقبل بـ جميل ذكرياتك أو سعيد أحلامك أو أيّ تفائلٍ لا يؤثر سلباً على واقعك حين تعود . * * * م/ن |
الأخت غيداء موضوع جميل ولكننا في زمن ضياع العقول فلا الباطن ولا الواعي قادران ان يسطرا خطا مستقيما نحو مانسميه المستحيل لنتوقف دوما ونلعن اللاوعي لاننا نختزن احباطاتنا وامانينا الضائعه وهكذا نمارس لعنةعقلنا الواعي لا نه غبي غير قادر ان يوصلنا الى نهاية الخط او بدايته على الاقل نتوه بين عقلين لاننا احيانا تكون عقولنا في اجازه دائمة سبحان الله شكرا على هذا الموضوع العميق الذي يحتاج لنقاش مستفيض لان كثيرا من الحقائق النفسية تتبدل دون ان نرى انها من الثبات لاختلاف الاشخاص والانماط |
موضوع رائع يلمس قضيه او مشكله هامه
بحياتنا فهنا حقاً الانسان غافل يجرى ورا مطمعه بشده احييكِ للسرد القيم واسال الله تعالى ان نعود الى انفسنا وفكرنا السليم دمتى حبيبتى بكل الحب والود |
جزاك الله خير
على المواضيع المميزه بارك الله فيك يامشرفتنا الغاليه |
[ أصبح الكثير في هذا العالم مثل النملة التي تركب على ظهر الفيل ، تتجّه شرقاً بينما هو يتجه غرباً ] !
تشبيه بليغ لا شك مشكورة يا غيداء ويعطيك العافيه |
الساعة الآن 06:34 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |