![]() |
كما الخطيئة ..
كما الخطيئة ..
لا يكاد يمر يوم أبيض دون أن نلطخه بقبح ممارستنا لهوايات مقززة ومقرفة.. نزعج بها كثيرين بداعي الترويح على النفس..والخروج من بوتقة التقوقع والتبعية..كم أكره هذه الكلمة ربما ؛لأنني أكثر تباعية أو العكس!! الأهم أنني أكرهها وأريد طمسها من قواميس اللغة القادمة! ولكن هل اذا محيت من القواميس ستمحى على واقع حد النخاع تابع؟!! لا أعتقد ذلك..وانما سنجازف في المضي نحو «...». إننا جزء من الواقع هكذا يقولون وحين نحاول الخروج من جلبابه نصطدم بواقع لا يتقبل أن تكون كما تريد بل كما يريد هو/هم/هن.. في حقيقة الأمر لا أدري من يريد أن نكون كذلك.. وليكن كما يريدون.. سنكون عندها نسخاً مكررة من أنفسنا.. ذاتنا..سيصبح الجميع نحن/أنا..وسأصبح..أنا/نحن!! سيختلط الأمر وسنغدو كما يريدون عندها..غارقين في الخطأ كما نبدو اليوم بكامل سوءاتنا! قديماً قيل ليس الخطأ في ذات الخطأ وإنما الخطأ في عدم تجاوزه إلى الاعتذار..عندها سنبدأ صفحة جديدة من كتاب سيكون معظمه أخطاء دون اعتذارات مسبقة!! المصيبة أنك حين تنحني لتعتذر تكون أكثر خطأ وأكثر ضعفاً كما يرى الآخر الذي يظن أن الاعتذار بحد ذاته خطأ لا يستلزم الاعتذار ألبتة!! الأمر يبدو مطلسماً إلى حدٍ ما..كما الخطيئة حين تأتي مغلفة بأشياء جميلة نقترب منها لنحترق فقط! ونبتعد لنجد أنفسنا أكثر ميولاً إليها..ربما؛لأنها الأكثر قرباً وملامسة لنا..ربما لأننا نجد فيها مالا نجده في أشياء أخرى أكثر جمالاً ورقة..وقد تكون كذلك ؛لذا نجدنا لا شعورياً ننغمس فيها ونغمس كثيرين غيرنا لم يكونوا قد اقترفوا ذلك من قبل. تتعدى الخطيئة أن تنحصر في مكان أو أشخاص دوناً عن آخرين وتتعدد في قوالبها المختلفة فقد نقترفها ونحن بجانب من يتأذى منها..وقد يتعدى الأمر أن تصبح ملازمة لنا أينما حللنا لنؤكد علاقة التلازم واللاانفكاك بيننا وما نمارس. كثيرون عبر بوتقة الخطأ يبثون ضيقهم وكبتهم ولا انسانيتهم أيضاً.. فالخطيئة كما أرى هي الابتعاد عن انسانيتنا لبعض الوقت ومن ثم العودة إلينا جازمين ألا نكرر ذلك مرة أخرى..ولكن كمايقال «كلام الليل يمحوه النهار». على حد القاص/محمد عبدالولي في أعماق كل منا شيء اسمه الحنين.. وهذا برأيي مايعيدنا إلى مانكرهه في لحظة ما لننزل عليه غضبنا لاعنين وشاتمين ،راكلين..الخ. لنعود إليه في وقت آخر!! الحنين يعيدنا إلى الأشياء الجميلة وفي ذات الوقت إلى الأشياء القبيحة والنتنة فيخالجنا الارتياح في الأولى..ونجد أنفسنا غير متقبلين من حولنا في الأخرى..وهكذا نثور على القبح..ولا غضاضة أن أجد نفسي فيه بعد لحظات..إنه الحنين إلى القبح واللا إنسانية..فما أتعسني حين أكون كذلك!! فهل يجب أن ننوي فقط لنتخلص من الخطيئة يجب قبل ذلك أن نغتسل ونلبس ثوب انسانيتنا وذلك كفيل لأن نعيش ليس دون خطيئة ولكن بالقليل منها! . . مما راق لي ..♥ |
اعتقد ان بها بعض الفلسفة والمبالغة
شكرا سعادة السفير لما راق لك ونقلته لنا .. واعتذر اني ما وجدت بهذا النص ما يثير .. تحياتي |
مشكور ويعطيك العافية على الموضوع
|
الساعة الآن 05:14 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |