زوج السيدة المدير |
23 - 10 - 2010 06:08 PM |
كبار السن بين جفاء الابناء واهمال المجتمع
كبار السن بين جفاء الابناء واهمال المجتمع
قصص من الواقع المؤلم
كانت تتباهى في استعلاء ,, أسلوب غريب في النقاش ,, في عُـمر الزهور ,, لكن طاغية في الغرور ,,
ولم تجد إلاّ أن تُـظهـر قِـواها اللفظيـّة على تِلك المـرأة...التي يُقـال عنها "أمها"....!!؟؟
إبــتدأ النقاش .. بشكوى تلك الأم من الإهمال المـرّ.. وتفضيل أبنـاءها قـضاء وقتهم الـثمين على مـلذاتهم الـماديّة بين الإدمـان العجيب على تِلك الشاشة الصغيرة في بحـر الإنترنت, وبين اللـهو مع بقـيّة البشر..تاركين احتياجات الوالدين جــانبآ.. أنا هنا لا أحـاول سرد حقــوق الوالدين, أو أن أطـرح موضوع لا طالما قـرأنا عنه, ويكـفي ما دعّـمه القـرءآن من فضل بـِرّ الوالدين,,
بل بحــقـــوق الأم كإنســان..و الأب كإنســـان..
عندما إشـتدّ الحــوار في ذلك الـيوم بين النـساء, أطلقـت تلك الصغيرة قـنبلتها الغـير متوقـعة, وسأفضّـل بأن أدعوها صــغــيرة رغم عمرها الذي يقـول عكـس ذلك تمامــآ..فالــصغــير مـن صـغُر في تـفهمه لِـما يجري حـوله, و ضِـيـقت نفسـه عـلى الإحتـمال لأرآء غـيره..قالت: لا يـوجد مـبدأ الحـوار في بيتـنا..!؟و خــلّـفَت كـارثة مـليئة بالعجــز ,لـِما رأيتهُ من دموعٍ خرسـاء مُحتـبسة في عـينيّ تلك الأم, التي قـدّمت التعـازي لمـاضيها بالصمـت المحـترق بين شفتـيها..!! إن هـذه الأم قد طُـعنـت في تربيـة هـؤلاء..سـُحقآ للـحظة التي أدمعـت بهـا تـلك العـظيمة..فقـد كـانت تـستمـع لـهم قبـل أن تأمـُرهم..إلى أن أتى الـيوم الذي تنتـظـر بـه أن يسمــعوا لها..و يسلـوها..فـقط..لا أكـثر..مـن أين لـتلك الصـغيرة بهـذه العبـارة التي لا محـلّ لهـا في رحمـتها على والديهـا..!؟إن الإنسان ضـــعـــيــــف,,مهما طغى و تكبر .. سيظلّ يحتـاج إلى الكلـمة الطـيبة الـتي ترسـم علـيه ابتـسامة تفـاؤل ليومـه,,لذا نرى الرسول عليه الصلاة والسلام قد استحـب التبسـم في وجـه أخيـك المسلم و اعتُـبرت صدقـة,,كيـف بإمـك...كيف بأبيك!ألم يحن الوقت لهم بأن تـُلاطفهم بدعاباتك, و قضاء بعض وقتك معهم,, بعيدآ عن السقوط في مبادئ البشر المـُستحدثة,, وقوانين التواصل اللانفعة لها..هنالك ما هو أهـمّ,,(حاجـة الإحساس بالوجود..و الإهتمام),,الجميع يستحق أن يشعر بأهميته, بمعنى وجوده كشخص بين البشر..إن كان قد إنعدم الإحساس بالمسؤولـية تجـاه الوالدين..و زاد الكِـبر بالتعلّق بتوافـه سُميت بفلسفة لا معنى لها..
و أصبح فلان يتبخـتر بغـباء كالــببغاء..مُرددآ عـبارات لم تـزدهُ إلا جفـاء بلا تعقـّل في الأمـور...فما نفـع الـتباهـي...؟؟
عـلى مـــــن..!!؟؟
أين التعــامل الإنســـاني ... بعيدآ عن الدعــوة الدينـية..لأن هـؤلاء الصغــار..حفظــوا الـكثير من الأدلـة الشـرعية ولم يعـرفوا أو لم يسعوا إلى تطبيقها..
لا أعـلم أين يكمـُن الخــطأ...!؟
هل هو على تلك الفتاة التي تُنـادي بمبدأ الحـوار..المصطلح المُـستحدث..بـين الأبناء و الوالدين!!؟
بالرغـم من أن تلك العائلة تُعتبر مثالية في نظري..لتعليم الوالدين العـالي..و أبنائهم أيضآ..!!!
أم على الأم والأب الذين يـُطالبـون بالشـعور بأبنائهم!!؟
هل مـُطالبـة الأم بالجلوس معها .. يحتـاج للحــوار قبل أن تـُبادر تلك الفتاة بالتفكير في تسلية أمها!!؟هل مطالبة الأب بالحديث اليومي مع ابنه الذي يسكن معه في نفس البيت, يحتاج للحوار قبل أن يتنازل ذلك الفتى من برجه العاجي للحديث مع ابيه!!هل إنتـظار الأم للشعور بـثـُقـل وجودها في المكان..يحتاج للحوار مُـسبقآ..!؟الله سبحانه خلق الإنسان ضعيفآ.......جميـعنا ضُـعفاء...و تسلّح البعض مـنّا بالعِلم....كيّ يشعر بقوةٍ ما...و تسلّح البعض الآخر بالمـال..كي يُـأجّـج قوة لا وجـود لها من دون قوة الله...والقـِلّة تسلّح بترهاتٍ يعلوها الغـباء....سُـميّت بفلسفة و حضارة الغرب...و نسـوا بأن الإنسان...يظل يحتاج الإهتمام.....مهـما بلغت قوته و جبروته...سـواء كان بعـلمه أم بـمالـه...فكيف لو تقـدّم بـه العمـر وذبلت لياليه ..!! إن كانت تتغنى بمبادئ الغرب .. فالغرب يا صغيرتي .. هم من استحدثوا (حـقـوق الإنسـان),أين أنتِ عن قوانينهم..!؟لـِم لم تتـبعيها أيضآ؟؟ألم تتـضمن بأن يجب أن يُـعامل الناس بروح الإخاء دون تفريق , فالجميع لديهم عـقلآ و ضميرآ وكرامـة..!قبـل أن تحـتجـيّ بإنعداميّة الحـوار رغـم أنـها موجـودة بالأصل...انظـري إلى الكـبرياء الـذي كــُره في الديانات..و أولـها الإسـلام..بالقـرآن والسـنّة..و حـتى في إحـدى العقـائد كان الكـبرياء من أعـظم الخطايا...الـتي هي سـبب في سقوط الشـيطان...ماالـذي يُريـده الإنسـان في حـياته..!؟
سـوى الإهـتمام في الصِـغر..والـمُراعـاة في الـكِـبَر...
و هنا يظهر لنا معنى الرحمة المزروع في قلب ابن آدم..فالرحمة قد أوجدها الخـالق في قلوب مخلوقاتـه..فهي ليست حالة عـاطفية مـُؤقته, بل إحساس عميق يزداد تأصـّله عندما يكون مُرتبطآ بمن تعطّف عليه.."على من يكون قريب إلى قلبك من أهلك و أحبائك"..
هل إنتزعت بذور الرحمة من تلك المطالِـبة بالحــوار!أين التودد إليهما بالنظرة الحانـية..!
ألم يحــنّ الوقت لمن زاد بهم الإزدراء على احتياجات الوالدين..بأن يترفقوا بهم و هم أحياء..!
أين اللمسة الدافئه على يديّ أمك...التي تحـلق بها بعيدآ عن ظلم الحياة, لتشعرها بحنـان ذلك النهار و أمــان ظلام الليل , وأنت بجانبها..!؟
أين الصوت الحـاني لأبيك..الذي لم ينتظره من أحد سواك..! لتبدد له ماعانى في تربيتك من مشقة وتعب ...إنتظارا ليوم تكون به اليد العطـوفه عليه..
هل يا ترى غـُـلـفنا بقسـوة التـجاهل لحـقيقة حاجة الوالدين لنا..أم تطـبّع البعض بالجفـاف..ليشعر بأنه قد سيطر على ضعف التلطّف إلى والديه!!!
و عندما تـُسأل تلك الصغيرة لـِم كل هذا!؟
تكون إجابتها في غير محلها,,و تتغنى "بأنهم لا يُـقدّروُن أرآئها..و لا يشعرون بأفكارها!!؟؟"
ربما هي لم تتدبّر تلك الآية في سورة الإسـراء: ( واخفـض لهـما جـناح الـذلّ من الـرحـــمة)"23:24"هنا معنى صريح بأن يتذلل الإنسان لوالديه مهما بلغ من علو المـنزلة والقـوة , كما تعـلو الطيـور,, و تذلل لهما رحمــــةً بهما...!!فليس هنالك دليل قرآني يدعوا إلى فرض الحـوار كما تدعي تلك الصغيرة!؟بل قرن الرسول صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين بالإشراك بالله, واعتبرهما من أكبر الكبائر..تعفنـت المشاعر في قبــور.... جُمل...كئيبة......:"ليس لدي وقت للـحديث مع أبي"..!!
"أمي لا تستمع إلي"؟؟؟
ألا تعـلمون بأن التجـاهل, يعتبر نـوع من أنواع الإضطـهاد العـاطفي..!؟
هذا جحـود..و نكـران...!؟
الجميع يحتاجون لترمـيمٍ في المشــاعر..
متى سيسـتعيد هؤلاء بصيرتهم....!؟
عندما يرتطـمون بعنف بجدار الصدمة "أمك رحمها الله...أباك رحمه الله"...
فسوف يأتي اليوم الذي لا يُـسمع فيه لصراخك..و حاجتك لهما..فلن يكون هنالك إلا كلماتك المتصلبة الظالمة لوالديك..تتردد على مسامعك...
إن كنت تبحث عن سراب..فأنا أصفـقّ لك بنهـاية الظـمأ...
فيـا من تقـرأني...قـــمّ و أظهـــر مشاعــرك لوالديك..و قـبّل أيديهما قبل الرحيـــل..
و أحتـضنهما قبل أن يحتضنهما التراب...
فلن يـسكب الدموع عليهما غيرك....حينها..!؟
فجميع ديـانات السـماوات والأرض لم تــُـحـــرّم حــُــبآ في شرائعها...
فأظهر أيها الإنسان القليل من الحب لهما..
و سوف يأتي اليوم الذي تحتاج به لمن يـُشعرك بأهمية وجودك...و ستعرف معنى إحتياجهما إليك...!
تمر السنين بسرعة وتتعاقب مراحل الحياة وفي لحظة ما يجد الانسان نفسة شبه وحيد وقد ذهب الشباب والصحة وضعف الجسد ويكون الامر اكثر صعوبة حين يفارقه الاهل والاحبه أو أنهم ينشغلوا عنه بحياتهم الخاصة، فيضل يقاسي الوحدة والعزلة ويعاني من جفاء المجتمع... هذا المجتمع الذي يفخر بقيمة التي تعطي كبار السن منزلة خاصة من الاحترام والتقدير.
(شبكة النبأ المعلوماتية) كان لها متابعة لبعض الحالات الآنسانية لكبار السن لعلنا نذكر بهم من نساهم أو تناسهم.
محطتنا الاولى كانت مع الحاج ابو حاتم (82عاما) الذي يقول، "خرجت من هذه الدنيا بأبن واحد وثلاث بنات وزوجة وبيت متواضع، أما البنات فقد تزوجن وانشغلن بحياتهن واما الولد فقد ذهب في الحرب مع ايران ولم يعد لحد الان".
ويضيف، "بقيت لوحدي مع زوجتي العجوز وقد تدهورت صحتي ورغم مساعدة بعض أقاربي لي في ظروف معينة، لكن أضطررت لبيع نصف بيتي المتواضع واوشك المال على النفاذ ولا أدري ماذا سافعل اذا أطال الله فيعمري".
ويستدرك ابو حاتم، "هناك من يقول أن ولدي أسير وهناك من يدعي بأنه قتل في معركة شط العرب، وأشاعه تقول بأنه أحترق ولم يتعرف عليه أحد، لا أدري لكنه لم يعد".
ويتابع، "علما باني ذهبت الى دائرة الرعايه الاجتماعية، فيقولوا لي لا يحق لك أن تتقاضى راتب، لأنك تستلم راتب أبنك المفقود تصورهل يكفي راتب كل ثلاثة أشهر، لي ولزوجتي وزوجة ابني المفقود وأبناءه جميعا".
الحاج ابو علي (77عاما)، له قصة غريبة لكنها تتكرر دائما فهو يقول، "اني رجل قد رزقني الله ثروة كبيرة وثلاثة أبناء وعندما كبر ابنائي أخذوا يديرون عملي، لكنهم أتفقوا على تقاسم اموالي وانا على قيد الحياة".
ويضيف، "صحيح انهم انهم لا يعملون أي شيء الا بموافقتي، لكن بمرور الوقت أخذ كل واحد نصيبه من الاموال وزوجته وابناءه، وذهبوا ولم أعد أراهم الا في المناسبات".
ويختتم ابو علي، "في آخر مرة دخلت المستشفى لم يهتم بي أحد منهم، بل جاءوا مثلما جاء الجيران والغرباء".
اما الحاج ابو عقيل (65عاما) له حالة خاصة فقد سيق الى جبهات القتال مع ايران ضمن ما كان يسمى بقواطع الجيش الشعبي، فوقع في الاسر وظل أسير لمدة خمسة عشر عاما وعندما عاد الى وطنه وجد نفسه غريبا حتى عن اولاده، بحسب قوله.
وقد زادت حالته النفسية سوا من عزلته، كما أن أبناءه الذين اعتادوا على عدم وجوده صاروا يشعرون به عبئا ثقيلا عليهم، فيقول، أتمنى لو اني قتلت قبل عشرين عاما، ولا اعيش ما انا عليه اليوم".
مواطن آخر رفض ذكر اسمه، يرى انه قد اذنب بحق والدته، فاراد كما يبدو ان يخفف من المه من خلال حديثه مع (شبكة النبأ المعلوماتية) فيقول، "أنني لن أسامح نفسي مهما طالت بي الحياة لأنني قصرت في حق والدتي".
ويضيف، "تصورت أن توفير الغذاء والملابس والدواء يكون كافيا للاهتمام بها، وكنت أطمئن الى زوجتي للعناية بها، وكم كنت مخطئا أذ أن زوجتي أهملتها هي الاخرى".
ويييييتابع، "كانت النتيجة أن أمي قد ماتت في ليلة شتاء قارصة البرد، وكانت بحاجه الى الدواء والدفىء لكنني أهملتها والان ادعوا الله كل يوم أن يغفر لي".
أما الدكتور (عباس الطائي) أختصاص علم نفس فيقول، "أن كبار السن تنتابهم حالات نفسية خاصه منها الشعور بأن ما كان في الماضي أفضل من الحاضر، ومنها الشكوى الدائمة ومنها التصلب في الرايء وادعاء الصواب دائما والعزلة والشعور بانه قد بلغ نهاية المطاف".
ويضيف الطائي خلال حديثه لـ (شبكة النبأ المعلوماتية)، "مهما بذلنا من عناية فان من الطبيعي أن تستمر مشاكلهم الصحية فعلى الابناء أن يكونوا أكثر ايجابية في التعامل مع أباءهم وامهاتهم بصبر وتفهم فليس من المنطق أن تطلب من بلغ السبعين عاما أن يحمل نفس أفكارنا وان يكون مرحا دائما بل يجب أن نتقبله كما هو، لان سنة الحياة هي أن الاب والام هم الذين يربون ولا يمكن أن نعكس هذه العملية عندما يكبر الابناء فيرغبون أن يعلموا اباءهم مفاهيم جديدة.
وفي الختام يجب أن نؤكد على أن كبار السن من الرجال والنساء لهم حق مقدس في ممارسة دورهم في الحياة كما هم الشباب والاطيقول بل ربما يستحقون منا أن نؤليهم أهتماما اكبرمن خلال متابعة حالاتهم الصحية والنفسية والمادية كذلك وفي ذات الوقت نحن ندعو كافة المنظمات الانسانية ومؤسسات المجتمع المدني والدوائر الطبية والاجتماعية ومسؤلي الدولة على أيجاد مساكن خاصه للمسنين والاهتمام بها أن وجدت وللتذكير فقط أن هذه المساكن تهمنا جميعا لاننا جميعا اذا طال عمرنا فسنقف في صفوف المسنين يوما ما.
|