![]() |
ويل يومئذٍ للمكذبين
ويل يومئذ ٍ للمكذبين
لقد كثر في زماننا هذا المكذبون، الذين يكذبون بيوم الدين، الذين يقولون: لا إله، والكون مادة، وكل مافيه وجد صدفة،ولا يؤمنون بالله ولا بالبعث والنشور، ولا بالحساب والجزاء، ولا بالجنة والنار... وقد أشار إليهم القرآن منذ القِدَم فقال الله تعالى " وقالوا ما هي حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر"... وقد كانوا في الأزمنة الغابرة جماعات قليلة، وأفراد معدودة، أما في هذا الزمان الذي طغت فيه المادة ، فقد كثروا حتى أصبحوا أمما معروفة، ودولا ممكنة، ولا زال هذا الداء ينتشر ويتمدد يمينا وشمالا وشرقا وغربا حتى كاد يقضي على الإشراق الروحي والاطمئنان الإيماني ، فأصبحت البشرية في شقاء لا يكاد ينتهي، وتعاسة لا حدود لها، وذلك بسبب بعدها عن خالقها الذي خلقها من العدم... خطر في ذهني هذا الخاطر عندما كنت في صلاة العشاء ذات ليلة فقرأ الإمام سورة المرسلات التي تكررت فيها الآية الكريمة "ويل يومئذ ٍ للمكذبين" تسع مرات، وفي كل هذه المرات يأتي الله ببراهين قاطعة ، وأدلة واضحة على أن هذا الكون بضخامته الهائلة، ودقته المعجزة قد أوجده خالق عظيم، ومدبر حكيم، ولايمكن أبدا أن يكون وُجد صدفة، أو خُلق عبثا كما يزعم الكفار الملحدون... يقول سبحانه وتعالى "ويل يومئذٍ للمكذبين . ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين . كذلك نفعل بالمجرمين " فالله سبحانه وتعالى يهدد ويتوعد هؤلاء المكذبين الكفار بأن حسابهم سكون شديدا يوم البعث والنشور والحساب والجزاء ، ثم يأتي لهم بالبرهان القاطع والدليل الدامغ لعلهم يرجعون عن ضلالهم حيث يبين لهم أنه قد أهلك المكذبين السابقين وأن اللاحقين سيجدون نفس المصير إذا لم يرجعوا عن ضلالهم، وأن الذي بدأ الخلق - لا محالة - قادر على إعادته؛ لأن الإعادة أسهل من الابتداء ... ثم تأتي آيات أخرى، أكثر إيضاحا، وأشد بلاغا، يقول تعالى: "ويل يومئذٍ للمكذبين . ألم نخلقكم من ماء مهين . فجعلناه في قرار مكين . إلى قدر معلوم . فقدرنا فنعم القادرون" ... وفي هذه الآيات يبين الله تعالى أن أصل ذلك الإنسان المتكبر الذي دفعه كبره إلى أن يكفر بخالقه- هو ماء مهين أي حقير تافه يستقذره الإنسان ويتحاشاه؛ فكيف ينسى أصله ويجحد فضل ربه عليه، الذي نقله من تلك الحالة القذرة إلى أن أصبح إنسانا كاملاً سويا يملك القوة والإرادة والاختيار... ثم يقول تعالى " ويل يومئذ للمكذبين . ألم نجعل الأرض كفاتا . أحياء وأمواتا . وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا " بين تعالى في هذه الجزئية أنه جعل الأرض كفاتاً والكفت في اللغه الضم والجمع إي ضامة للأحياء على ظهرها والأموات في بطينها فهي ساترة لهم، متكفلة بما يصلح حالهم، وهذا أمر لا يمكن أن يكون صدفة من الصدف بل هو تدبير محكم لا يصدر إلى من حكيم قادر و هوالله سبحانه تعالى... ثم يقول تعالى في آية أخر " ويل يومئذٍ للمكذبين ، هذا يوم لا ينطقون ، ولا يؤذن لهم فيعتذرون" يبين الله حال هؤلاء المكذبين عندما يعرضون في عرصات القيامة، عندما تخرسهم جرائمهم التي اقترفوها في حق الله سبحانه وتعالى؛ فلا يستطيعون الكلام لأنه لا حجة لهم، ولا يؤذن لهم في ذلك جزاء إعراضهم عن تعاليم ربهم... وفي آيةآخر يقول تعالى: "ويل يومئذٍ للمكذبين . هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين . فان كان لكم كيد ففكيدون"... يوم القيامة عندما تجتمع الخصوم، وتجتمع الخلائق كلها، لاينفع هؤلاء المكذبين كيدهم، لأن الأمر كله لله؛ فهو الملك يوم الدين؛ حيث يبطل ملك كل مخلوق، ويبقى الملك للخالق وحده لاشريك له؛ حيث يفصل بين الخلائق لكي يميز الحق من الباطل والعدل من الظلم، وليس لأهل الضلال والكفر أي نصير، حيث يبطل كيدهم، ويتبرأ منهم شركاؤهم، ويغشاهم الندم والحسرة على ما فرطوا في جنب الله... وفي آية آخر يقول تعالى: "ويل يومئذٍ للمكذبين . وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون" لقد كانوا يسخرون من المؤمنين وإذا طُلب أن يقيموا الصلاة يرفضون ذلك بطراً وكبراً "... يحكى عن الإمام مالك أنه كان لايرى الصلاة قبل المغرب، وذات ليلة قال أحد الصبيان: صلوا ركعتين قبل الفريضة؛ فإذا بالإمام يصلي قبل الناس، فقيل له: هل رجعت عن قولك؟ قال: لا، ولكني تذكرت قوله تعالى " وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون" وفي آيةأخرى يقول تعالى "ويل يومئذٍ للمكذبين . فبأي حديث بعده يؤمنون" إذا لم يؤمنوا بعد هذه الآيات الواضحة من كلام رب العالمين؛ فبأي حديث يؤمنون إذن، لقد عرضت عليهم البراهين، وجاءتهم الأدلة؛ ومع ذلك لم يؤمنوا بربهم،ولم يرتدعوا عن غيهم؛ فقل لي بربك متى يؤمن هؤلاء، لقد أجرموا في حق ربهم بالتكذيب، وأجرموا في حق عباده بالظلم والجور والعدوان؛ لأن الذي يجحد حق ربه؛ فمن باب أولى أن يظلم عباده، فالكافر لا يردعه شيء فهو يقترف جميع القبائح، ويمارس جميع الجرائم، دون ضمير يؤنبه، أو إيمان يردعه، أو تهتز له شعره، أو يحس برحمة، ولذلك فلا بد أن ينال جزاءه كاملا في نار جهنم؛ حيث تشهد عليه أعضاؤه، وتخونه حجته، وتبطل حيلته، ويساق إلى جهنم في مشهد مرعب، وموقف مخيف، وأهوال تشيب لرؤيتها الولدان... " ويل يومئذٍ للمكذبين . انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون . انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب . لا ظليل ولا يغني من اللهب .إنها ترمي بشرر كالقصر . كأنه جمالة صفر " إنه لمشهد مرعب حقا، تلك النار التي شررها المتطاير من جرمها في ضخامة الأبل، بل في ضحامة القصر أي البناء العالي... وهذا هو الجزاء العادل على جرائم هؤلاء المكذبين؛ فهناك جرائم نسمع عنها في غاية الفظاعة، ومنتهى القسوة، كما حصل في البوسنة والهرسك حيث يؤتى بالأبرياء الذين ذنب لهم إطلاقا؛ فيُعذبون حتى الموت من أجل الاستحواذ على أرضهم وأموالهم، وهو مايسمى بالتطهير العرقي، وكما حصل في العراق حيث يعذب الأبرياء، الذين لاذنب لهم بخرق عظامهم ب(الدريل) تلك الآلة القوية التي يُخرق بها الجدران... أليس هؤلاء المجرمين يستحقون التعذيب بتلك النار التي ترمي بشرر كالقصر؟ نسأل الله العافية |
بارك الله فيك وجعلها ربي في ميزان حسناتك وجزاك كل خير لك التقدير |
جزاك الله خير
وبارك الله فيك وجعلها ربي بميزان حسناتك |
|
بارك الله بك وجزاك كل الخير
|
بارك الله بك ونفع بك الأمة تحياتي وتقديري
|
وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
|
بارك الله فيكم وجزاكم ربي الخير على تلطفكم بالمرور والردود
عيد مبارك عليكم |
|
الساعة الآن 06:08 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |