مـعـلم الـضـوء
 

العزيزة شيمو
لا يستطيع الانسان نفسه ان يعطي تقييما لنفسه بل من حوله هم من يقيمونه ان كان معلم ضوء أم ماذا؟؟
قد اكون وانا كمعلمة بالنسبة للبعض معلم ضوء وهذا ما جعل الكثيرات من طالباتي يتصلن بي بعد تخرجهن من المدرسة وليس قبل ذلك ,, كن فيما مضى يبحن لي بأني بالنسبة لهن مميزة واعطيهن الكثير من المعلومات وارشدهن , ولكني صدقا ولتسامحني طالباتي فقد ظننت أن هذا نوع من تملق الطالبه لمعلمتها لا أكثر ..
الحظ اني قد أثرت تأثيرا ايجابيا في الكثيرات بدليل حين التقي بهن أو بأولياء امورهن وامتداحهن لي او لهفتهن على التحدث معي ..
لا انكر انني ربما قصرت مع البعض فهناك من يحاول ان ستفيد من بقعة النور هذه ويوظفها لنجاحه وهناك من يحاول ان يغمض عينيه عنها كي لا تصله ..

اشكرك على هذا الطرح المميز عزيزتي وآمل ان يروق لك ردي المتواضع والذي قلته عن قناعتي..

تحيتي لكِ

شيمو العزيزة
اخترت لنا موضوعا شيقا حقا, معلم الضوء او المستنير او المرشد, اسماء مختلفة و ربما يكون المعنى نفسه, كنت قد شاهدت محاضرة لمستنير امريكي يتحدث فيها عن تجربته القاسية في الحياة, قال انه ابن لابوين مدمنين و العياذ بالله, و ان الدولة استلمت حق رعايته و بهذا اصبح يتنقل بين دور الرعاية بشكل مستمر و لم يجد من يتبناه لانه كان يعاني من مشاكل تربوية كثيرة, و هذا ليس بالغريب لمن عاش مثل حياته, ثم بدأت سن المراهقة و ابتدأت المشاكل الفعلية في حياته, سرقات و عصابات و ادمان, تعرض للسجن اكثر من مرة في سجن الاحداث, اخر مرة أوقف فيها كانت الاخيرة له في سجن الاحداث بعدها سوف يرسل الى السجن كناضج,, يستمر المرشد في رواية قصته و يقول ان هناك شخص غير من مسار حياتي و التي كانت ستنتهي اما بالقتل خارج اسوار السجن او داخلها قبل ان اصل لسن العشرين, يقول ان هذا المرشد ابتدأ العمل في سجن الاحداث و كان رحيم جد او حنون و لايتكلم كثيرا, لكنه فعل الكثر من اجلنا و بدون مقابل, قال قضيت معه ربع ساعة غيرت مجرى حياتي, قال لي كلاما عن المستقبل و الامل كنت متعود على سماعه من اخرين, كلام ممجوج لا طعم له و لا رائحة, و لكن صدق هذا المرشد اعطى للكلمات حياة, اصبحت منيرة و لها معنى, و تحسنت حياتي ...

لا استطيع ان اتكلم عن نفسي كما ذكرت اختي ارب و لكني استطيع ان اذكر من أثًر فيً من الناس, كنت في سنة اولى متوسطة و جائتنا مدرسة جديدة, صغيرة الحجم , لم نشعر انها تكبرنا كثيرا ربما لانها خريجة جديدة, كان الايمان يشع من محياها, كانت مدرسة لغة عربية و حدثتنا عن الصلاة, قالت انها تصلي الان لمدة سبع سنوات متواصلة و بدون انقطاع, و انها بدأت الصلاة لان مدرستها المفضلة كانت تصلي ايضا و حببتها في الصلاة, لا انسى ذاك اليوم الذي احصيت فيه سبع سنوات متواصلة لصلاتي ,كنت سنة اولى جامعة و سعيدة جدا, احببت ان اشكر مدرستي على حسن صنيعها معي, بدأت ابحث عنها و سمعت انها توفت قبل سنوات عديدة, بكيت بحرقة عليها و دعيت لها بالرحمة من كل قلبي, مازالت الى اليوم في بالي رحمها الله و جعل مثواها جنة الفردوس الاعلى, اللهم آمين

هذا الموضوع مفيد جدا و الحديث فه متشعب و ذو شجون, لكي نصبح معلمي نور للاخرين, علينا ان نجد النور داخلنا اولا, و نقرن افعالنا بأقوالنا و نحسن الظن بالله و بالاخرين

تحيتي لك شيمو

الاخت الغاليه شيمو ....انتظر المزيد من الردود لأستفيد ... الحكمة الالهية في صناعة الانسان
ليس هناك معلم وتلميذ هناك أدوار نتقاسمها وتجارب نقيس حجم المنفعة منها او الخسارة فيها
الحياة تختلف عن القناعات والقناعات أحيانا مستحيل ....ان الحياة فن اتقان الممكن وليس
الايمان بما لايمكن وهكذا الحياة فلسفة ملونه متلونه الافراد فيها مجرد خربشات لاتؤثر في
صناعتها نعم انها رمزية معلم الضوء في معانيها التي نرسمها لانفسنا أملا للخروج من النفق
ولكن من الممكن أن تصنع لنفسك مثلا عليا ومن الصعب ان تبيعها لغيرك لان مقاساتها مختلفه
فهي حياكة خاصة وليس ماتلبسه أنت يلبسه غيرك قد تتشابه الالوان وتختلف الخيطان هذه
قصة الانسان بكل حقائقها ...رائع هذا المقال اختي الغاليه فقد أدركت اننا مازلنا في عمى
الالوان ولن نكون معلمي ضوء يلزمنا زمن آخر لانعرف الى كم يمتد وان ينتهي وربما ليوم
الساعه .....