منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   صفحات من التاريخ وحضارات الأمم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=201)
-   -   عالبال يا شام (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=12034)

امال 27 - 11 - 2010 12:23 AM

عالبال يا شام
 
عالبال يا شام



المنقلة
لعبة شعبية ذهبية مصنوعة من الخشب
مستطيلة الشكل تتكون من صفين من الجون >>لكل فريق صف يحتوي سبع جون >>يوضع بكل جونة سبع حبات من الحصى
للعبة قوانينها المسلية حيث تعتمد على الفكر والدقة الحسابية >> ذات طابع مميز وخاصة صوت طقطقة الحصى ....يا سلام



تذوق خبز التنور من ايد صبية ما بتنسى الطعمة حتى تموت




صندوق تصطحبه العروس من بيت اهلها الى بيت العريس يستخدم للألبسة والحلي والاشياء الاخرى




العنبر>>هو خزانة كانت تستخدم للمونة>>

مقسمة الى عدة اقسام ومغلقة باحكام >>له فتحات صغيرة في الاسفل لاخراج ما يحتاج من القمح او تين مجفف او البرغل او الطحين واشياء اخرى





تسمى( الجاروشة) او (الرحى)
عبارة عن الة حجرية تستعمل لجرش القمح او البرغل
هي عبارة عن قرصين من الحجر الاسود القاسي>>يدور القرص العلوي فوق القرص السفلي حول محور ثابت
استخدام يدوي فقط


يا لذلك الزمن الجميل المضمخ بروائح الطهر والبراءة والمحبة والبساطة، مضمخ بروائح الزوفا والزوبع والزعتر والحبق واللمام والمريمية والمرتكوش، الملون بألوان الميلادي والبر بارة والحسوم والرابع والدواليب والآبيّات والصليب المزين بأيام العيار والرشاش والنقا والحصاد والتذرية والرجاد والتتبين، والحواش والسطح والتهبيل، والجمع والعصر والخمير والتقطير المزخرف بليالي نطارة الشكارة من الثعالب والناس ونطارة مزراب العين الذي يجود بمائه في الخريف فينزل الى الدنان نقطة نقطة. ونطارة عين الرقيب ليلتقي حبيب بحبيبته بعد أن تعاهدا على الحب والوفاء والاخلاص.

يالذلك الزمن الجميل الذي كانت القرية تستيقظ فيه على صياح الديكة وزقزقة العصافير ورقرقة مياه النبع، وتنام على هدهدة أم لطفلها بأغنية المهد على شعاع خافت من قمر يطل في عليائه ناشراً الحب والصفاء والحنان فصارت في زمن العولمة تستيقظ على أبواق السيارات وأصوات الدراجات النارية وهدير المعامل والكسارات وتنام على أصوات مكبرات الصوت تبث لنا أغاني ليست من الغناء في شيء. ‏

يالذلك الزمن الجميل الذي غاب نهائياً ولن ترجع أيامه حيث ندفع ضريبة الحضارة نرفزة ومشكلات وقصراً في العمر وأمراضاً مستعصية وعجيبة وقلة سعادة فتعالوا يا من أنتم في سني أو أعمر «أطال الله عمر الجميع» نتذكر ذلك الزمن الجميل، واسمعوا يا شباب المستقبل وأمله الواعد كيف عاش أباؤكم وأجدادكم وحاولوا ان تتعلموا ان الرفاهية والرخاء اللذين تعيشونهما لم يهبطا فجأة من عالم آخر. ‏

بداية لابد من أن نقول: ان الجغرافيا هي العالم الأكثر تأثيراً في التراث والعادات والتقاليد، وما يتبع ذلك من مناسبات من غناء ودبكة ولباس وسكن وزراعة وصناعة وتجارة كل ذلك بما يتناسب مع طبيعة الأرض لمنطقة ما وتضاريسها ونستطيع القول ان المنطقة الساحلية المممتدة من الاسكندرون الى غزة ومن البحر حتى ذرا الجبال الساحلية التي تمتد قبالته هي منطقة متقاربة بالتراث من أغان ولهجات وأمثال ودبكات وعادات وتقاليد مع اختلافات بسيطة بين منطقة وأخرى وهذه الاختلافات تعطي لكل منطقة هويتها لكن من الصعوبة الفصل بين مكان وآخر تراثياً فالكل يتأثر ويؤثر حتى بين المسافات البعيدة فكيف إذا كانت المسافات قريبة. ‏

وعن القرى والبلدات: ‏

كان ايجاد سكن آمن وما زال الهم الرئيسي لكل كائن حي فمن أعشاش الطيور الى أكنان النحل وأوكار النمل وجحور الحيوانات الأخرى الى المغاور والكهوف الى ناطحات السحاب، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد جعل من الماء كل شيء حي فإننا لا نستغرب ان تكون منابع المياه ومجاريها ومصباتها وشواطئ البحار أماكن لحضارات سادت وامتدت وتوسعت ثم بادت أو بقي شيء منها. ‏

وفي منطقتنا كثير من البلدات التي ترجع في تاريخها الى أزمنة قديمة، وما القلاع والحصون المنتشرة في الساحل السوري وسفوح وذرا الجبال إلا أكبر دليل على ذلك. ‏

ومن هذه القلاع والحصون ما بقي منه الشيء الكثير وما زالت متماسكة ومنها من أتت عليها عوامل الزمن فهدمتها وتركتها أثراً بعد عين فإلى جانب برج صافيتا


وقلعة المرقب


http://www.syriatourism.org/servers/.../P2581_197.jpg

والقدموس وحصن سليمان وعمريت وتل كزل ويحمور هناك الكثير من الأماكن التي تدل على أنها كانت أماكن لإقامة الأقدمين كالآثار المتبقية في قرى أم حوش والمكتشفات الأثرية في جبل القضبون «منطقة القدموس » وكذلك في قرية العامودية التابعة لناحية القدموس وفي المقرمدة وصايا وقلعة الكهف والخوابي والعليقة وغيرهم كثير فإن القرى التي في أسمائها مايدل على التحصينات فإنها تعرفنا انها كانت موطناً لحضارات مثل: برج ميعار ـ قلعة الراس ـ قلعة اليازدية ـ قلعة نمرة ـ القليعات. ‏

ومن نظرة الى أسماء بعض القرى نرى أنها تعود الى أصول آرامية فكلمة كفير الآرامية تعني مزرعة أو قرية وكلمة كفر تعني مخزن أو مستودع وعليه فإن القرى التي تبدأ بهذه الكلمات أو مشتقاتها من أصول آرامية كذلك أغلب البلدات التي تبدأ بحرف الباء لها جذور آرامية مثل قرى: كفران ـ كفر شاغر ـ كفر طلش ـ الكفرون ـ كفرية وكذلك بكدره ـ وبعدره ـ وبملكة ـ بدرية ـ بحوزة ـ بعمرائيل ـ بلوزة ـ بدومه ـ بشرائيل ـ بقطو.. الخ.. ‏

وغالباً فإن القرى التي تنتهي بحرف الواو لها جذور سريانية مثل: خرابو ـ دمسرخو ـ سيانو. ‏

فإذا أخذنا التاريخ الى جانب الجغرافيا بعين الاعتبار فإننا نقول ان القرى التي بنيت بجانب أو فوق بقايا قرى أقدم منها خربتها الطبيعة أو الحروب أو يد الانسان
فإن القرى الجديدة استمدت اسمها من القديمة مثل خربة المعزة ـ خربة أبو حمدان ـ خربة الريح ـ خربة الجب ـ خراب مرقية ـ الخريبات الخ... ‏

وبعض القرى أخذت اسمها من موقعها الجغرافي فإذا كانت في واد أو منخفص أخذت اسمه مثل وطى الذكي ـ وادي الماس ـ وادي المجاور ـ جب الأملس. ‏

وإذا كانت في مرتفع استمدت اسمها منه مثل: ضهر مطر ـ ضهر بشير ـ ضهر اليازدية ـ رويسة المندرة ـ رويسة الطير_تل السنون.. ‏

وقد ترتبط بعض القرى بمجرى ماء فتأخذ اسمه مثل: عين بشريتي ـ عين الجرن ـ عين التينة _عين الدلب_ عين الكبيرة. ‏

وقد ترتبط بأمر له علاقة بالزراعة مثل: سنديانة عين حفاض ـ سنديانة أوبين ـ الدلبة ـ البساتين ـ مسيل الدوالي ـ بيت الخرنوبة_ الزيتونة . . .. . ‏

وبعض القرى ارتبطت باسم شخص مثل قرى: بيت الشيخ يونس_ بيت عليان_بيت اسماعيل_بيت ناصر_ بيت الحج_ بيت السخي_ ـ بيت الناصري ـ بيت ناعسة . . .



يتبع

امال 27 - 11 - 2010 12:24 AM

الشتاء.. في روزنامة الحياة السورية

لعب الطقس منذ فجر الإنسانية دوراً كبيراً في صنع التحولات التاريخية, وصاغ علاقة المجتمعات البشرية والشرائح المجتمعية بالطبيعة وتغيراتها, فكان لفصول السنة ولا يزال في الذاكرة الشعبية دلالة إنسانية وطبيعية,ووسط هذه الذاكرة يعتبر الشتاء فصل العزلة والانزواء والضيق : الشتاء ضيق ولو كان فرح ) وهو فترة الانتظار والتهيئة للعمل.‏

(الشتا ونس) ركون للدفء وللثرثرة حول النار‏
صورة للشتاء في بيوت الأحياء الشعبية وفق منحيين اثنين: الثرثرة و الطعام المشروط برخص القيمة, والاستفادة من نار المدفأة التي نادراً ما يخلو سطحها من وعاء لتسخين الماء أو لسلق الفول و الحمص, أومن تحميص لرغيف خبز أو شوي لحبات الكستناء ..

وفي الشارع.. يتلون الشتاء بحال الناس وأمزجتهم‏

بعيداً عن البيوت ثمة صوراً مختلفة للشتاء في الشارع ترسمها رغبات الناس وأهواءهم..طفل يتسكع تحت الماء
يبحث عن بركها في الشارع يدخلها ليهز ماءها بقدميه يرقص مع رفاقه فرحين بالمطر . . .

في الشارع ثمة من يحث الخطا, يقفز من تحت سقف إلى آخر احتماء من ماء المطر, ربما هو يتحسس من الابرد , ربما لديه موعداً أوعمل يريد أن يصله جافاً.إلى جانبه ثمة شابة وشابة يسيران بهدوء حالم , هما عاشقان وصورة المشي تحت المطر جزء جديد يضاف إلى سيرة حبهما, بعيداً من خلال الشرفة ثمة رجل سبعيني يراقب الحركة من خلف النافذة , هو ربما يتذكر صباه وربما يتذكر شبابه وحكاية حبه الأول وربما يحلم لو إنه يستطيع أن يتنزل إلى الشارع ..في الشارع ثمة من يتذمر من المطر الذي داهمه فجأة, ثمة من يحب المطر ويكره البرد الذي يجعله يصير في خيمة, ثمة من لا يرى في الشتاء إلا فصل الأمراض (كريب وسعال ورشح), ثمة من يراه شهر المصاريف...تختلف الصور وتتعدد وتبقى عبارة واحدة تجمع الجميع مع نزول أولى حبات المطر: (الله يبعت الخير).‏



(المربعانية) .. فحل الشتاء‏

تقسم أقوال العامة فصل الشتاء المؤلف من تسعين يوماً إلى قسمين: الأربعينية ( أو المربعانية ) و(الخمسينية). الأربعينية هي القسم الأول من فصل الشتاء وتمتد 40 يوما أولها 21 كانون الأول وآخرها 30 كانون الثاني وتُعد أشد أيام الشتاء قساوة ولذلك يرى الناس في ) المربعانية فحل الشتاء ), وكان الفلاحون دائمي الخوف من مربعانية الشتاء وهي تأتي بعد زراعة الحبوب فإذا أتت أيام المربعانية حلَّت الصقيع, وأتلفت المحصول أي البذور في الأرض , أما إذا أتت بالأمطار والثلوج فيكون الموسم خير وفير, وفي هذا يردد العامة المثل الشعبي ( إذا أقبلت آذار وراها وإذا أمحلت آذار وراها) كما يُقال (مطرة من آذار تحيي الزرع البار واللي ما بار). قسوة الأربعينية قد تبدو ثقيلة على الناس لذلك يقال أن (المربعية بتقول إذا ما عجبكم حالي ببعتلكم خوالي (أي السعود) .‏


( الخمسينية)..حكاية سعد الذابح البالع السعيد‏

أما الخمسينية فهي القسم الثاني من فصل الشتاء أي الخمسين يوماً الباقية من الفصل وتمتد من أول شباط حتى 21 آذار وفيها يبدأ الطقس بالتحسن وتنشط الدورة الزراعية.‏
وتقسم الأيام الخمسين في الرزنامة الشعبية إلى أقسام أربعة طريفة عرفت بالسعود هي(الذابح , البالع , السعود , الخبايا ) فيكون كل سعد مدته 12.5 يوم

سعد الذابح: ويعد سعد الذابح أول خمسينية الشتاء وهي فترة الشتاء التي تبدأ عادة في أول شباط وتنتهي في منتصف نهار 13 شباط, الأيام الثلاثة الأولى منه جزء من بذرة (الست) الصالحة لزراعة جميع الأشجار , يصعد فيه الماء إلى فروع الأشجار , يقطع فيه جذوع النخيل , يورق الخوخ والرمان والمشمش واللوز ولذلك يقولون : ) إذا أمطرت أقبلت وان أمحلت أدبرت ) وهنا تكون الحنطة قد ظهرت على وجه الأرض.‏

سعد بلع: وهي فترة تبدأ عادة في النصف الثاني من يوم 13 شباط وتنتهي في 25 شباط, ويقال أنه مهما أمطرت الدنيا في هذه الفترة فإن الأرض تبتلع المطر بسرعة, فتغور الماء في الأرض, وتبدأ التربة بالجفاف على وجه الأرض وعندها يظهر نبات الوحواح, ويقوم الفلاحون حينها بعزق وتطييب أرض الكروم وتبدأ عملية الكساح - وهي كلمة سريانية تعني التقليم.‏

سعد السعود: بسعد السعود بتدور الموية بالعود, والموية هي الروح والحياة, أي أنه في هذه الفترة يبدأ النسغ يسير في جذوع الشجر وأغصانه; وتبدأ هذه الفترة في 26 شباط وتنتهي ظهر يوم 10 آذار, وفيه يقال ) سعد السعود بيجَّمد التلج عالعود ) وفيه تتم عملية الكساح, أي تقليم دوالي العنب وزراعة( المقاتي) أي الجبس والبطيخ والقرع, وهناك مثل شعبي في هذه الأيام- أيام سعد السعود يقول : ( إذا طلع الوحواح شق على أرضك يا فلاح, إذا ثمرو مغطي كدرو ابشر بخيرو وثمرو وإذا ما غطى كدرو اقتل حالك بكدرو) و- الوحواح - نبات على شكل القصب إلا أنه رفيع وطويل الساق , ولفظة ( شق) الواردة في المثل تعني ) زُرْ )‏

سعد الخبايا: وهي فترة تبدأ ظهر يوم 10 آذار وتنتهي في 22 آذار, وبذلك تنتهي خمسينية الشتاء, ويبدأ فصل الربيع. ويقال أنه في سعد الخبايا بتطلع الحيايا(الأفاعي) وبتتفتل الصبايا.‏



حكاية سعد الشتاء الخمسيني‏

تقول الحكاية أن شخصاً اسمه سعد خرج على ناقته في سفر; فنصحه أبوه أن يتزود بفراء وقليل من الحطب اتقاء لبرد محتمل, فلم يسمع نصيحة أبيه معتقداً أن الطقس لن يتغير كثيرا أثناء رحلته, وهو في ذلك الوقت كان دافئا. ولكن ما أن بلغ منتصف الطريق إلى حيث يقصد حتى اكفهرت السماء وتلبدت بالغيوم وهبت ريح باردة وهطل مطر وثلج بغزارة فلم يكن أمامه سوى ذبح ناقته و هي كل ما يملك, حتى يحتمي بأحشائها من البرد القارس. لذلك ذبح الناقة فكان (سعد الذابح) وبعد أن احتمى في أحشائها من البرد, دب الجوع في سعد و لم يجد أمامه سوى أحشاء الجمل و لحمه للأكل و هكذا كان (سعد البلع), وما أن انتهت العاصفة و ظهرت الشمس حتى خرج سعد فرحا من مخبئه وفرحا بكتاب الحياة مجدداً بسبب ذكائه فكان (سعد السعود), و حرصا منه على متابعة طريقه دون مشاكل قام بصنع معطف له من وبر الناقة و بحفظ زادا له من اللحم المتبقي من الجمل بواسطة الثلوج أو بطرق قديمة تقليدية و هكذا كان (سعد الخبايا).‏


يتبع

امال 27 - 11 - 2010 12:27 AM

طيور مقيمة, في حقول الضيعة, لم يعرف غير الحجل في عمق الوادي, في السيايير الصخرية يتوالى بعضها فوق بعض,

طبقات طبقات, حبال الديس, كأنها تسيجها, تسد فيما بينها من فجوات. والحافات والهضاب, تمتد إنما في مثل ما تقدم كان طير الحجل بالساق الأحمر, بالريش المزوق الفائق الجمال,
بخزام على منقاره كالبدوية وإذا ما رؤي يكرج.

كان يتخذ عشه على الأرض, بدروة صخرة أو ديسة في نيسان وكان همنا كأولاد إذا ما عثرنا على عش أن نأخذ البيض نضعه تحت الدجاجة حتى يفقس أو نحظى بحجلة تقود صيصانها فنلحق نكمش صوصاً, أو لا تلحق كنا نقول صوص الحجل جني يختفي بسرعة, أو يقلب على ظهره. فلا يعود يعرف من ا لأرض وإذا حدث, كذات مرة, أن كمشت صوصاًً فقد وضعته على عب اللحم.‏

أما العصافير التي يقول عنها الجاحظ, لا تعيش إلا قرب الناس, فقد تأتي في المواسم البورقيطي, شكله كاسمه, فلا يحلو بالنظر ليطيب في الأكل. يعيش خلف حيطان البيوت, ليأكل من أوساخها. ويدخل الدار, لا دجاجة تنقره, ولا ولد يقربه!‏

الأبوحن, بصدره الأحمر وعينيه الضاحكتين عصفور الشتي, كما يقال إذا رؤي عشية, أكثر ما يحط على سياج السلق, كأنه ينطره من ديدان هو يقول عن نفسه بوحن بوحنة دعبول الكشك خير مني! والمثل المضروب فيه أبو حن كالعرب هذه الأيام, لا يعقد رفاً ولا يرى إلا فرداً!‏

الشحرور أكثر ما يأتي في السنين الباردة يرتاد شجر الغار ليغني: عيونك سود حب الغار وأحلى, ماكر جداً, إذا كان الطقس دافئاً هز ذنبه للصياد وولى!‏

السمّن, مثله في الطير, كالخيزران في النبات, عنقه طويل بأناقة, وريشه منقط برشاقة, لو شافه الحجل يكرج بساقيه الطويلتين,تناسبان عنقه لأزرى على نفسه يحب الحمبلاس ولا يبرح غابات الريحان حتى تقول البربارة: هر, يا سويدان رحت وجيت, ولقيتك على العيدان.‏

دجاجة الحرش, مرة رأيت واحدة, تطير عن ساقية تحت العين, لمت رجليها تحت بطنها, ومدت عنقها كطائرة, تنام على ثلاثة: المنقار والرجلين!.‏

القاق نوعان: زرعي يؤكل, ومخيبري لا يؤكل, والمثل المضروب بكليهما (القاق ابن القاق!) لا يأمن لرؤية إنسان, حيث تطوله حجر, أو طلقة نار!.‏


وعصافير تقصد بلادنا أول نيسان للتزاوج والنسل. كل نوع بشكل ولون وصوت منها ما يجعل عشه في الشجر. القرقفان, يفضل شجرة الزيتون. الدرغلة والصفرونة, تؤثر البلوط, البيوضة والقزيحة, في جرانيف الصخور والارعاش. القبره والحمرونة في الضهر, بجانب بلانة أو صخرة, والعلاية, إذا ما ديسة عشها بعنزة أو عبس راع بعشها ارتفعت في عنان السماء تشكو وللجميع, اذا عرف أحدنا بعش, كان يقول: (فيه سبع حصوات), أو(سبعة عيدان). حتى لا تشرق الحية البيض, أو تبلع الفراخ.‏

عصافير السقلين, بريشها الأغبش, تنقر حب التوت, وتنصرف وعصافير الصيف عصفور التين,
والشدح وأبو محروك, ذيله كمحراك التنور, يعيش بحب البطم, أحمر, أو أزرق ناضجا.‏


والغريب, أن كل هذه الطيور قد قلت, أو انقرضت, على التوالي, بين خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
قيل بسبب رش المزروعات بالمبيدات.
وقيل بسبب تغير المناخ.
وقيل بعدم الحاجة, إلى تبليغ (الحبيب سلامنا), لأن موضة الحب بطلت.
أو لأن التليفون المحمول, والانترنت, أغنى وأسدى.

والباقي من تلك الاجيال, صاروا في أوجاع القلب من أنواع أخرى.


بين المنجل والغربال حكاية عشق ولقاء تشهد عليها سنابل بلادي العامرة بتراث لاينسى عن أيام الحصيدة أوباللغة الريفية الحاصودة

من وحي الذاكرة اجمل الصور


http://file018b.bebo.com/11/large/20...766281544l.jpg
المنجل


http://file027b.bebo.com/11/large/20...252437176l.jpg
النير

http://file018b.bebo.com/1/large/200...604949590l.jpg
الغربال

http://file021b.bebo.com/5/large/200...302235623l.jpg
صينية او يقال طبق يصنع من قش القمح

http://file027b.bebo.com/11/large/20...807056065l.jpg

الدست

قبل وجود الإذاعة والتلفزيون.. كيف كان أهالي دمشق يقضون أمسياتهم?.. وماهي أهم وسائل الترفيه يومها?.

من أهم أماكن التجمع ليلاً كانت في مقاهي الشام المنتشرة بكثرة في الأسواق والحارات.. فلم تكن هناك وسائل تسلية تشد المشاهد غيرها
خاصة في الليل.. كان هناك لعب الورق( الشدة) والبرسيس والمنقلة وغيرها من الألعاب المسلية وكان أهمها الكركوزاتي (خيال الظل)
والحكواتي الذي يقص حكايات عنتر وعبلة والزير سالم أو تغريبة بني هلال فيتحلق حوله رواد المقهى يتابعون هذه القصص وكثيراً ما كان الحضور ينقسم إلى فئتين
كل فئة تشجع إحدى الطائفتين وتتعصب لها وتؤيدها.. وهنا يبدأ الخلاف ويشتد بينهما الجدال والنقاش ويدب الخلاف بينهما وتقع المشادات الكلامية
وتتطور إلى مصادمات ومشاجرات تأييداً لهذا أو هذه.‏

http://thawra.alwehda.gov.sy/images/...03/D05/6-2.jpg

أما الحكواتي فقد كان يختار أشد المواقف حدة وحماساً ويتوقف عندها ويقول غداً سنتابع الكلام.. وأحياناً يهرب من باب خلفي كي لا يعترضه أحد..
وكثيراًما كان بعض الحضور يعز عليه أن يترك من يشجعه في الرواية عند موقف حرج فيذهب ليلاً إلى منزل الحكواتي ويلح في طلبه كي يحدثه ويطمئنه على بطل قصته.‏

http://thawra.alwehda.gov.sy/images/...03/D05/6-3.jpg

كانت تلك قصة الحكواتي في سالف العصر والزمان.. ولكن بعد عصر الراديو ومن ثم التلفزيون..
وخاصة بعد دخول الفضائيات تراجعت مهنة الحكواتي كثيراً حتى انعدمت منذ الستينيات.‏

ولكن الحكواتي لم ييأس فطرح نفسه على جمهور المقاهي هذه الأيام
وياللعجب فقد وجد أن الكثير من الشباب والصبايا تحلقوا حوله لسماع قصص الماضي..
ربما بسبب تراجع الدراما والمسلسلات التي أصبحت مجالاًَ لقصص سخيفة أو مسلسلات وأغان مبتذلة.‏

وهكذا عاد الحكواتي من ذاكرة الحضارة الشعبية,و وجد الآذان الراغبة بالاستماع له والاستمتاع بقصصه..
فعاد للتواجد في مقاهي الشام الشعبية رغم الفضائيات والتلفزيون والسينما.‏


يتبع

امال 27 - 11 - 2010 12:30 AM

ليلة الحناء.. تقليد من الزمن الجميل

ليلة الحنة ... تقليد جميل عند كل الاسر التي تزوج بناتها ويتم الاستعداد لها قبل فترة من موعدها ويشارك فيها معظم فتيات القرية
وكل واحدةمنهن لابد من أن يلحقها نصيب من الحنة.. حيث كانت العروس تأتي بكميات كبيرة من الحنة ويتم عجنها في طاجن كبير...
وبعد أن تستكمل اجراءات حنة العروس تبدأ الفتيات المشاركات بحنة ايديهن وهن مسرورات وفرحات لأن واحدة منهن تستعد لدخول بيت الزوجية...
وهن يتمنين أن يلحقن بها

وليلة الحنّة تختلف في طقوسها بين الريف والمدينة..ففي الريف يحتفظ الناس لهذه الليلة بمكانة خاصة في قلوبهم ولازواج في نظرهم من دون ليلة الحنّة

وأثناء جلوة العروس تغنّي لها الحاضرات من صديقاتها وقريباتها الأغاني الخاصة..

أول ما نبدي صلوا على النبي ‏

فاطمة الزهرا جلّوها لعلي ‏

حوطّك بالله حوّطك بالسيف ‏

قال العزب لمو يا مرحبا بالضيف ‏

وفي هذه الليلة الجميلة التي لاتنسى بالنسبة للعروس يبدو كرم العروس زائداً عندما تطلب من عماتها أن يفسحون الطري«للمعازيم»جميعاً..
لتصبح الليلة فرحة كبيرة للجميع يتذكرونها وينذرون لها.. وتنطلق الأغاني من أفواه الفتيات

الليلة ليلة حنتي وحياة أبوي وعمتي ‏

الليلة ليلة حنتي يا هناي ويافرحتي ‏

وإذا كانت العروس ذات بشرة بيضاء تتم المبالغة في غناء الفتيات فيقلن للعروس أن تداري هذا البياض حتى لا يطمع فيه الطامعون ‏

لمي الحرير يا عروس وداري بياض ايديك ‏

هذا عمك قاعد في الزفة بلململك الخواتم خمسة ‏

ويرش الورد عليك ‏

وفي المقابل هناك معجبات بالعروس ذات البشرة السمراء حيث تقول إحدى أغاني الفتيات في تلك الأيام ‏

قلبي يحبك وانت ببطن أمك ‏

سمرة ومليحة ومعجونة بدمك ‏

قدام الخلق بظل أذمك ‏

لكن بقلبي مهجة عيوني ‏

وعند وصول العريس تضع الحنّاة في كفها الأيمن وتلصقه على حائط باب دار العريس...
وبالمقابل ترش العروس بالأرز فرحاً بها وبدخولها لبيت الزوجية..


أما اليوم فالامر مختلف تماماً حيث يقتصر تقليد الحنة على العروس فقط ومن قبل اختصاصية التجميل. ‏

وبات البعض من الفتيات يخجلن أن يضعن الحناء على أيديهن في هذه المناسبة على عكس ما كان الأمر عليه في الماضي.
عندما كانت البنات يتزاحمن حول العروس كي ينلن نصيباً من الحناء. ‏

و الأغاني في معظمها بعيدة كل البعد عن فحوى ومضمون ليلة الحنة المتعارف عليها أيام زمان..


تعا تفرّج يا سلام.. على عجايب الزمان، مقولة ما زالت محببة إلى قلوبنا، أليفة إلى أسماعنا.. يوم كان الأطفال يتراكضون للجلوس وراء عدسات مكبّرات يطلّون منها على سِيَر وقصص من عجايب ذلك الزمان..

كانت تلك الصور تتلاحق أمام ناظريهم كالحلم، وتجنّح في خيالهم رؤى مانعة تحرّك في أعطافهم حب الولوج إلى المعرفة، في عالم محدود منكمش في قوقعة هلامية الأبعاد.

ذلك هو صندوق الفرجة.. صندوق الدنيا، شاهده أسلافنا قديماً، وعاصرناه في طفولتنا، متعة لا ترقى إليها متعة، وعالم مجنّح لا تزال صوره ماثلة في أذهاننا.وهو يحكي لنا تلك الحكايات على ما كان عليه من أمّية.

بدايات صندوق الفرجة

ظهر صندوق الفرجة في عالمنا العربي في فترة متأخرة من القرن التاسع عشر. وخاصة بعد ظهور الطباعة الملوّنة.. ولم يكن ظهوره مقصوراً على بلاد الشام، بل عرفته أغلب البلاد العربية. وهو يعتمد على توليف مجموعة من الصور الملوّنة الفاخرة الطباعة بحيث يشكل مجموع هذه الصور حدثاً أو موضوعاً أو سيرة.. ومن تلك القصص التي كانت متداولة في أيامنا: قصة الستّ بدور، وقمر الزمان، وقوت القلوب.

آلية عمل صندوق الفرجة

كان صاحب الصندوق «الراوي» يُسلسل صور القصة أو الموضوع، القصة تلو القصّة، وبعد أن يجمعها، يلفّها من نهايتها على لولب «كركر» مثبّت في جانب من الصندوق ويوصل البداية بلولب «كركر» آخر مثبّت في الطرف المقابل من الصندوق. فإذا برم الراوي الكركر الفارغ، فإن صور الموضوع تلتفّ عليه مارّة أمام عدسات مكبرة مثبتة في فتحات بواجهة الصندوق الأمامية.. وهكذا تتوالى المناظر مارة أمام تلك العدسات كأنها شريط سينمائي.

وكان الراوي ينظر من آن لآخر إلى تتابع مرور الصور، عبر عدسة صغيرة مكبّرة في أعلى الصندوق، وتبعاً لمرور الصور أمام رؤى المشاهدين، فإنه يقدم للمشاهدين الشروح اللازمة للمنظر بتأنق وسجع وجمل مبهرة مشوّقة.. أو يحكي لرواده من المتفرجين غناء وأزجالاً ما يجري، صوتاً وتعبيراً وحركة. وهو يكيّف صوته ونبراته مع ما يتناسب مع المشهد الذي يقدّمه. وكلما انتهى العرض، كان الراوي يرغّب الأطفال بالإقبال للفرجة وهو ينادي: تعا تفرج ياسلام على عجايب الزمان.
وكان يرفق ذلك النداء بإخراج لعبة ذات جلاجل، من أعلى الصندوق يلاعبها لترغيب الأطفال، وكان يطلق عليها: أبو حشيشة.


هيا إلى صندوق الفرجة

كنّا نتسارع بدريهماتنا نحوه بشوق، ومنّا مَنْ أحضر بدل النقود بضع حبات من الجوز أو الزبيب أو رغيف خبز أجراً للفرجة.. كان أجر الفرجة لا يزيد على نصف قرش واحد «نكلة» في أربعينيات القرن العشرين. وكان الشاطر منا، من يسبق ويتّخذ مكاناً على المقعد الخشبي الذي أمام الصندوق، يركّز نظره في عدسة كوّة من كوى الصندوق التي لم يكن يتجاوز عددها خمس أو ست كوى.

وللصندوق شكل منحن في الجانب الذي فيه العدسات المكبرة، ويكون منحنياً في الجانب المقابل حيث يقف الراوي مقدّم العرض، والجانب المحدّب المذكور مضلع، أضلاعه بعدد فتحات العدسات المكبرة التي يجلس وراءها الأطفال للفرجة.

وكان الراوي ينتقل بصندوقه من حارة إلى حارة تبعاً للإقبال عليه. فإذا انتهى تجواله في حارات الحي انتقل إلى حي آخر، أو استبدل مجموعة صور عروضه بمجموعة أخرى غير تلك التي عرفها الأطفال.

تعا تفرج يا سلام

مونولوج كان على كل لسان لما يصوّره من أمور وشجون الناس آنذاك:


تعا تفرج يا سلام وشوف أحوالك بالتمام

شوف قدامك عجايب شوف قدامك غرايب

ياحبيبي لو بتشوف شوف أحوالك عالمكشوف

الدنيا صندوق فرجة لا تغرّك فيها البهجة

من يومها خلقت عوجا لاتبكي عليها وتنوح

ياحفيظ ويا أمين من غدرات الزمان

الفلاح شلح التبان وعاف السكة والفدان

راح تعيّن عند فلان مغرور بحب الألقاب

موحاسب للعزل حساب كان سلطان صار بوّاب

يا حفيظ ويا أمين من غدرات الزمان


لا يزال جمع من الناس يتحدثون عن أيام العجائز ويذكرون مثلا متوارثا يطلب فيه شباط من آذار أن يعطيه أربعة أيام باردة يضيف إليها ثلاثا ليجعل العجائز تئن من شدة البرد . هي سبعة أيام أولها في السادس والعشرين من شباط وآخرها نهاية الرابع من آذار , فهي ثلاثة من شباط وأربعة من آذار , و إذا كانت السنة كبيسة كما هو الحال في هذا العام فتكون أيام العجائز أربعا من شباط و ثلاثا من آذار .‏

وهنالك عدة روايات لتسمية هذه الأيام بالعجائز , لكن بعضهم يروي قصة طريفة طبعا هي من اختراع المتسامرين في ليالي الشتاء , كما سبق أن ألفوا قصة السعودات , ومما يدل على أنها قصة وهمية أن شهر شباط يتكلم مع شهر آذار لأنه تضايق من كلمات العجوز عنه .

وجاء في سبب التسمية عدة روايات‏

الأولى لأنها تأتي في عجز الشتاء أي آخره‏
الثانية لأن عجوزاً رأت الحر فطرحت الثياب الثقيلة عنها فماتت من برد تلك الأيام‏
الثالثة لأن العرب تجز أغنامها وأوبار إبلها مؤذنة بقدوم الصيف .‏

الموروث في حكاية أيام العجائز‏

يقال أن قبيلة عربية ارتحلت بعد أن شعرت بالدفء من البادية في منتصف شباط , ونصبوا خيامهم وتركوا الأغنام ترعى , وبينما كان زعيم القبيلة يتمشى في المراعي شعر بحرارة الشمس فعاد لقبيلته وطلب منها العودة من المكان الذي جاءته , فرجعوا إلا عجوزاً بقيت مع غنمها , وعندما قارب شباط على نهايته دون أن يعكر مزاجها فرحت فرحاً شديدا وراحت تقول ( إجا شباط وراح شباط وحطينا بظهره المخباط ).‏ فسمع شباط هذا الكلام فغضب غضباً شديداً وذهب إلى ابن عمه آذار يطلب عونه للانتقام من العجوز قائلاً له ( آذار يا ابن عمي أربعة منك وثلاثة مني لنخلي العجوز تولي ) ويقال تونّي أي تئن وتتألم , فلبى آذار طلب ابن عمه شباط , فاشتد مطر السماء والبرد حتى ماتت العجوز مع غنمها.‏

المستقرضات‏

ونتيجة لاستقراض شباط من آذار أربعة أيام عرفت تلك الأيام ( المستقرضات ) , ومما قيل في تلك الأيام ) بالمستقرضات عند جارك لاتبات ) وقالوا ( لا تقول خلصت الشتوية حتى تخلص المستقرضات المنكية ) وقولهم ( مالك طرش يقوم إلا بعد مستقرضات الروم ) والمقصود الروم التقويم الغربي الروماني .

قبل (100) عام تم اختراع بابور الكاز (البريموس) وقد اطلق عليه هذا الاسم بريموس نسبة الى اسم بلدة في دولة السويد اشتهرت بأنها أول وأشهر من قام بصنع بابور الكاز في العالم.. رغم ان دولا أخرى فيما بعد صارت تقوم بصناعة بوابير الكاز مثل بريطانيا وألمانيا وروسيا والهند ومصر وسوريا.‏‏

وعرف الناس هذه الآلة النارية الجديدة في فترة الاربعينيات وخاصة في المدن.. لكن القرى ظلت تستعمل الحطب لفترة طويلة بسبب طبيعة البيئة الشجرية التي توفر الحطب بعكس المدن!!.‏‏

انتشر البابور بين الناس حتى في القرى فيما بعد.. فقد كان في تلك الفترة (الخمسينيات والستينيات) ينظر اليه كجهاز تكنولوجي رائع ومتقدم جدا.. حيث أراح العديد من الناس والنساء بالذات عناء اشعال نار الحطب والنفخ وجرف الرماد وغبار الفحم ورائحة الدخان.. ثم انه اصبح الوسيلة الجديدة (موقد النار الكازي الغازي) اكثر راحة واقتصادا في الجهد والوقت والنظافة.‏‏

في هذه الايام ما زال العديد من كبار السن الجدات والاجداد في الريف العربي يتعاملون مع البريموس بكل شوق ودفء وحميمية حيث ينظرون الى (موقد الغاز الحديث) نظرة شك وعدم اقتناع!! فأين هذا الصوت الشجي الهدار لصوت نار البابور?! انه بالنسبة للعديد منهم نغم جميل وموسيقا لا يستطيع في الصباح ان يفارقها!! ومنهم من لا يستسيغ شرب كاسة شاي الا من على ابريق الشاي على البابور وليس على الغاز.. ومنهم من لا يستطيع حتى القيلولة الا على صوت البابور المخدر للأعصاب.‏‏




امال 27 - 11 - 2010 12:32 AM

شيخ الكار

شيخ الكار مصطلح قديم كان يطلق في دمشق القديمة على عميد أصحاب مهنة أو حرفة واحدة
هو أخبرهم وكبيرهم الذي يمثلهم أمام المهن الأخرى وأمام الدولة وأمام شيخ مشايخ الكار.

المصطلح رسمي قديم استعمل في سوريا للدلالة على رتبة رئيس لمجموعة مهنية. ويوازيها بالمصطلحات الحديثة رئيس نقابة.

* لكل مهنة من المهن والصناعات معلميها وأصحابه ( أي محترفيها)، و كان يقال عن كبير أية مهنة "شيخ الكار"
ومن هنا نتداول أسماء عائلات شيخ بمثل هذا الأمر، شيخ النجارين ، وشيخ الحدادين، وشيخ الصاغة،..
* الكار :غرفة تجارية أو غرفة حرف.
* يتألف مجلس الكار من شيوخ ، و يعتبر شيخ الكار شيخ شيوخ الكار أو رئيسهم.
* يتكون الكار من شيخ الكار ، شيوخ الكار (الأعضاء) ، و أهل الكار (أهل الصنعة).

وقد يطلق عليه في بعض الحرف لقب: باشي (كما في حرفة القصابين أو المعماريين: قصاب باشي، معمار باشي).

مهامه

* عقد مجالس لصالح الحرفة يترأسها.
* يسهر على حفظ ارتباط أهل الكار(غرفة تجارية).
* يقاص (يحاسب حسابا عسيرا) من أتى بإخلال في حق الصنع.
* إعطاء رتبة للمبتدئين الماهرين و يمكن أن يتحصل على رتبة صانع أو يرتقي مباشرة إلى رتبة معلم.
* النظر في انتداب الصناع والموارد البشرية لدى الأعراف.

شروط انتخابه

* أن يكون مسلم
* لكل حرفة شيخ ينتخب، و يجب أن يكون قد اشتهر بحسن الأخلاق والطوية وامتاز بمعرفة أصول الحرفة.
* لا يشترط بكونه أكبرهم سنا ولا من الشيوخ بل يجوز أن يكون حديث السن
* القاعدة بأن يكون حاويا حسن الصفات وعنده العلم بأمور الكار
* أن يكون مدفوعا بين الناس وذو وجاهة عند الحكومة
ومن المحتمل أن لايكون هكذا فعلا وأنه حاز هذا الصيت عند قيامه يوما بحل مشكلة لأهل حرفته.
* في بعض الحرف تنتقل مشيختها بالوراثة من الأب إلى الأبن شرط أن يكون بسماح شيوخ الكار حتى لا يخالف شرط الإنتخاب، حتى أنهم إذا ارتأوا إنتخاب غيره قاموا بذلك.

تعيينه

بعد انتخابه شيخا للكار من أهل الكار، يذهب أهل الحرفة من الشيوخ والمعلمين إلى شيخ المشايخ فيدخلون عليه ويقولون :إننا قد عينا فلانا شيخا علينا. فيأخذ شيخ المشايخ بأن يتلو عليه الآيات القرآنية ثم يقدم له النصائح اللازمة لإدارة حرفته بالعدل والأستقامة والسهر على صالحها ..ثم يسلمه العهد وبعد ذلك يقال عن شيخ الكار الجديد أنه دخل على بساط الشيخ أي أنه فاز بالتصديق على مشيخته لدى شيخ المشايخ .

مداخيله

يعتبر هذا المنصب تطوعيا، غير أنه يتقاضى أجرا لدى المحاكم عند الفصل في قضايا الامور التجارية, و عند مشورته في جودة البضائع من مراقبي الحكومة.

انقرضت الكثير من المهن وبالتالي لم يعد لها شيوخ كار كشيخ السروجية الذين يصنعون سروج الخيل وذلك حين حلت السيارات ووسائل النقل الحديثة بدلا عن الخيل.


ولإعادة إحياء لقب "شيخ الكار" التاريخي الذي كان موجودا في جميع المهن في سوريا قبل عشرات السنوات
قررت جمعية المطاعم والفنادق في محافظة ريف دمشق إطلاق شهادة "شيخ الكار" التي ستمنحها سنويا
لأقدم العاملين في هذه المهنة والذين امتازوا بتقديم خدمات ملحوظة على مدار الزمن.



الحصـــــاد

http://www.al-akhbar.com/files/image..._pic1.full.jpg


رغم أن عمليات الحصاد والدراسة لمحصولي القمح والشعير كانت صعبةً في القرى الجبلية في الساحل السوري,.. إلاّ أنها كانت ممتعةً في تفاصيل معينة منها, وخاصةً أثناء دراسة تلك الحبوب على البيادر, حيث يدور (المرج) فوق المحصول وعلى متنه الصغار والكبار والابتسامات تغمرهم, كأنهم في مدينة الألعاب.

والكثير منا لم يعد يذكر أسماء كثيرة لآلات الحصاد والدراسة تلك, لأنها تغيّرت الآن, فحلّت محلّها الحصادات والدراسات الحديثة, حتى إن الكثير من سكان المنازل الريفية في تلك الجبال لم يعد يزرع الحبوب إطلاقاً, بل صار يشتريه من الآخرين, كما يفعل سكان المدينة, وحتى البصلة صار معظم سكان القرى يشترونها من المدينة!‏

في شهر حزيران من كل عام (شهر البسط والكيف أوله ربيع وآخره صيف) كما يقول المثل الدّارج في تلك القرى, تبدأ أعمال الحصاد, حيث يخرج الناس إلى حقولهم باكراً, فيبدؤون بحصاد القمح أو الشعير وكان يتم بطريقة يدوية بواسطة (القالوشة), وغالباً يحصد الرجال (الزرع), وتجمعه النساء على شكل (جرز) يضعونها فوق بعضها في أكوام كبيرة لتنقل إلى البيادر, ويلبسُ الحاصودُ أثناء عملية الحصاد أصابع خشبية كبيرة لتكبير يده وحمايتها من القالوشة, وتسمى هذه الأصابع (المصبعانة) وهي مؤلفة من ثلاثة أصابع خشبية متّصلة مع بعضها وإصبع رابع مستقل يسمى (زاقوفة).‏

وما زالت هذه الطريقة تستعمل في بعض القرى بسبب صغر مساحة الأراضي المزروعة بالحبوب, وعدم تمكن الحصادات الآلية من الوصول إليها.‏

ويرافق عملية الحصاد ما يسمى (سيبانة الحصيدة) أو (الخلاصة) وهي احتفال صغير يقيمه الناس كلما انتهوا من حصاد قطعة من الأرض فيشترون الحلويات ويأكلونها ويطعمون جيرانهم منها..‏

وقد تستمر أعمال الحصاد عند البعض أو تتأخر حتى شهر آب (اللهاب) بينما معظم المزارعين يبدؤون بدراسة محصولهم من القمح أو الشعير, وكانت تلك الدراسة تتم بشكل يدوي بسيط حيث يحضرون رزم الزرع التي تسمى كلٌّ منها (قوقلّة) وتفرش على البيدر بواسطة (المدري) وتسمى الكمية المفروشة على البيدر (دريخة) ثم يؤتى بلوح خشبي يسمى (مرج) غرست في وجهه السفلي قطع حجرية صوّانية صغيرة (سلاّط) ويربط هذا اللوح إلى عنق حيوان (حصان, بغل, حمار, بقرة..) ليجره خلفه بينما يقف عليه أحد الأشخاص لتثقيله.. وهكذا يمرر (المرج) فوق (الدريخة) جيئة وذهاباً وبشكل دائري عدة مرات حتى يفصل الحب عن القش ويتجمع في الأسفل.‏

وكان الأولاد يحبون الجلوس على المرج كثيراً, بل حتى الكبار كانوا يستمتعون بالوقوف عليه أثناء دورانه على البيدر المفروش بالحبوب.‏

أما اليوم فقذ بَطُلت هذه الطريقة وحلّت محلها الدراسة الحديثة. لتتحول تلك الطريقة إلى مجرد ذكرى جميلة مغروسة في عقول المعمرين أو الكبار.


يتبع

امال 27 - 11 - 2010 12:34 AM

العرس الدمشقي

لكل أمة.. ولكل مدينة.. بل لكل حي، ولكل قرية عادات وتقاليد منها ما زال قائماً ومستمراً، ومنها ما عفا عليه الزمن وأصبح تراثاً نذكره ونتذكره، ونحكيه لأجيال المستقبل.

ولدمشق كما لغيرها من المدن السورية عادات وتقاليد متبعة في جميع المناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية والقومية. ‏

نتحدث عن واحدة منها وهي: الزواج وحفلة العرس وكيف كانا قديماً:



الخطبة: كانوا إذا بلغ الشاب العشرين من عمره إلى الثلاثين يتولى عميد أسرته إرسال عميدة الأسرة مع من ترضاه من أخت وعمة وخاله ونسيبة وبعض خواصّ الجيران إلى بيوت المدينة يَبْحَثْنَ وَيُنَقِّبْنَ عن زوجة لذلك الشاب، ولا يَزَلْنَ يُوالينَ بَحْثَهُنَّ عاماً كاملاً على الأقل، ومتى قَرّ قرارهنَّ على إحدى البنات يكررن التردد إلى دارها لِيَرْينَها بجميع مظاهرها. يرينها في زينتها، وفي وقت الغسيل ووقت الطبخ ووقت تنظيف المنزل، وتقوم الفتاة المراد خطبتها بتقديم القهوة والشراب للخاطبات وهنَّ يَتَأَمَّلْنَ مشيتها ونقل أقدامها، وأدبها في تقديم القهوة في الذهاب والإياب، ويخاطِبْنَها فَيَسْمَعْنَ غُنَّةَ صوتها وفصاحتها، ومتى أصبح الأمر واقعاً تقريباً يَذْهَبْنَ معها إلى الحمام وَيَرَيْنَ جسمها عارية وشعرها وَيَشْمَمْنَ أذنيها وفمها وتحت إبطها ورائحة عرقها وثيابها ثم يَنْقُلْنَ ذلك إلى عميد الأسرة وإلى الخاطب مع وصف كامل لشكلها وجمال وجهها وطولها وغير ذلك.. ‏

ثم تأتي وظيفة النِساء من جهة الفتاة المخطوبة فَيَزُرْنَ الحيّ القاطن فيه الخاطب سراً وَيُرْسِلْنَ من يَثقْنَ به من أقربائهنّ وجيرانهنّ فيدخلنَ أكثر بيوت الحيّ باحثات عن أخلاق الخاطب وثروته وتجارته أو وظيفته، ومركز أسرته في الهيئة الاجتماعية، ويذهبن بالمخطوبة سراً إلى مقر الخاطب أو طريق ذهابه وإيابه فتراه فإذا راق الخاطب في أَعينهنَّ يَرْفَعْنَ الأمر إلى عميد أسرة المخطوبة وهنا تنتهي مهمة النساء. ‏

وبعد ذلك يتألف وفد من عميد أسرة الخاطب والبعض من معارف عميد أسرة المخطوبة يذهبون إلى دار ذلك العميد ويطلبون منه الموافقة على زواج تلك الفتاة من ذلك الفتى بعبارات من المجاملة تتناسب مع مركز تلك الأسرة في المجتمع، ويكون الأمر مقضيّاً ثم يقررون المهر ويقرؤون الفاتحة للتبرك دليلاً على رضى الطرفين وبعد ثلاثة أيام يقدم الخاطب خاتم الخطبة وبعد أسبوع تقريباً يُحْتَفَلُ بحفلة العقد التي يقوم بها الخاطب فيدعو برقاع مطبوعة على غاية الإتقان أهله ومعارفه معيِّناً وقت الدعوة ويومها ومكانها، ويرسل إلى عميد أسرة المخطوبة بعدد من تلك الرقاع يتفقون عليه فيدعو من أراد من أسرته وأصدقائه فيجتمع المدعوون في المكان المعيّن في الوقت المحدد، ويجري على الأغلب افتتاح الحفلة بقراءة المولد النبوي الشريف، وتدار المرطبات وقراطيس الحلوى والمَلّّبس على المدعوين بعد عقد الزواج الشرعي، ثم ينفضُّ المدعوون وتنتهي حفلة العقد بعد دفع المهر المقرر. ‏


الزفاف: ‏

وبعد شهرين أو ثلاثة على الأغلب يذهب وفد نسائي من قبل «العريس» بعد أن يكون أهل العروس قد أتمّوا لوازم عروسهم يَحْمِلْنَ هدية تتناسب مع مكانتهنَّ يسمينها «التَّعْيِّينة» فيُعَيَّن موعد حفلة العرس وعدد المدعوات من «أهل العروس» وتكون الحفلة ليلاً على الغالب وفي ليلة الزفاف يُرْسَلُ وفد من النساء في مركبات إلى دار «العروس» التي تكون على غاية من البهاء والزينة، ويُدْعى إلى الحفلة المغنيات والمطربات ويقضين تلك الليلة ـ بعد دخول «العريس» مع «عروسه»غرفة خلوتهما ـ بالغناء والرقص ويُمْسِينَ على ذلك إلى الصباح، وتعود السيدات المدعوات إلى دورهنَّ ويبقى في بيت «العريس» بعض الخواص من أهل «العروس» مثل أمها وعمتها وخالتها ومربيتها سبعة أيام. ‏


أما الحفلة الخاصة بالرجال فيتقدم أحد وجوه أسرة «العريس» أو أحد أصدقائه ويعدّ داره لتلك الحفلة ويسمونها «تَلْبيسَة» يدعون إليها جميع أقارب «العريس» وأصدقائه وأرباب مهنته وجيرانه في جوقة موسيقية تدير الحفلة مدة ساعتين تقريباً، ومتى حان موعد إلباس «العريس» ثيابه يهزج الشباب عند إلباسه كل قطعة من ثيابه بأهازيج وطنية عاميّة ثم يذهب به الحضور إلى دار الحفلة بالأهازيج ثم يدخلونه مع عميد الأسرة الذي يضع يده بيد «عروسه» ويدخل بهما إلى غرفتهما ثم يذهب الجميع بسلام. ‏



- الجهاز وغرفة العروسين: ‏



يتألف الجهاز في القديم من سجادة وثلاثة مقاعد «طواطي»بمساندها ومن فُرُش ولحف ومخدات ومن صندوق ومرآة وصدر من نحاس واسكمله وصينيتين صغيرتين من المعدن أو الفضة لفناجين القهوة، وأقداح المرطبات ومن بعض الأواني الفضيّة للزينة ومن مصباح وثياب وحلي وغير ذلك من اللوازم... ‏


وكانوا يعدّون للعروسين غرفة في دار والد العريس لإقامتهما ولوضع الجهاز فيها. ‏


هذه عادة الزواج قديماً وقد تطورت وتغير كثير من مجريات أحداثها.وأصبحت حفلة الخطبة والزواج تقامان في الصالات العامة وصار زفاف العروسين يتم في السيارات المزينة بدل العربات «الحناتير» وأصبح الجهاز الحديث يتألف من طقم أو طقمين من المقاعد الافرنجية «الكنبات» وسجادات متعددة وخزانة متحركة ذات مرايا وأخرى بللورية للملابس والبياضات مع طقم السرير من لحف وفرش ووسائد مع مرآة وطقم التمشيط «التواليت»وحليّ وأوان صينيّة وفضية ومعدنية متعددة وملابس متنوعة. وصار للعروسين بيت مستقل بعد أن كان غرفة في دار الأسرة وظهرت عادة جديدة وهي شهر العسل حيث يقضي العروسان فترة من الزمن خارج دمشق في المصايف أو على الساحل أو في دولة أخرى عربية أو أجنبية. ‏


الأهازيج والزغاريد التي كانت تطلق في حفل الزواج: ‏


يجتمع شباب الحيَّ كلّه ويشكلون عراضة، وللعراضة «عَكَِّيدْ» يقول وَيَهْزُج وهم يَرُدُّون عليه ويذهبون هكذا في ليلة العرس إلى بيت «العريس»ويأخذونه معهم ـ وهم ينشدون ويهزجون ـ إلى دكان الحَلاَّق ليحلق له ويُزيِّنه ثمن يأخذونه إلى الحمام ليغتسل ويغتسلون معه ثم يتجهون به إلى مكان الحفلة لكي يُلْبِسُوه «بَدْلَةالعرس»، ثم يأخذونه إلى بيته بعد أن يتأكدوا من وصول «العروس» ليزفوها إليه.. وهم يهزجون وينشدون وكان فريق منهم يحاول أن يُهَاجم «العريس» ليخطف طربوشه أو الوردة التي يُزيّن بها صدره أو يُشَعِّثُُونَ شَعْرَه أو يَنْخَرُونَه بالإبر والمسلاّت، والفريق الآخر يحيط به ليدافع عنه وهكذا في لعب وضحك ومزاح إلى أن يصلوا إلى البيت. ‏



والأهازيج التي كانت تقال في حفلة العرس تبدأ جميعها بما يلي: ‏


أوّل ما نبدي ونقول. صَلُّوا على طَهَ الرَّسول، طَهَ الرسول نبينا، يا ويل اللّي يعادينا ‏


ومن هذه الأهازيج ‏ :


قيل السلام عليكم، العريس جايي لِيكُمْ، مَسَا الخيرْ مَسَا الخير، والله يمسِّيكُمْ بالخيرْ. ‏

شِنّكْ لِيله، شِنِّكْ ليلهْ«1»، الله يعينُو على هَالِّليلِه، بَها اللِّيله صَرلو «صار له» عِيْلِهْ، والله يعينُوا على هاللّيله.... ‏


الزغاريد: ‏


ومن الزغاريد التي كانت تطلق في حفلة العرس: ‏

حصَّنْتِكِ بِياسِيْن أوْها، ويا زَهْر البساتين أوْها، ويا مِصْحَفْ صْغِيَّرْ أوْها بإيدين السلاطين، لي لي لي لي لي ليش. ‏



يا «فلانه«2» ما أَحْلى معانيكي، أوْها، إنْتِ ذَهَبْ خالصْ وجنْس العيبْ ما فيكي، أوْها إنْتِ أَصيله وكلّ الناس بتشهدْ ليكي أوْها، نيَّال فلان«3» اللِّي حِضِي فيكي، لي لي لي لي لي ليش. ‏

أهلاً وسهلاً فيكي، أوْها، والملائكهْ تْجَلِّيكي أوْها، لا يْغرأْ «يغرق»مَرْكَبِكْ أوْها، ولا يشمتْ حَدَا فيكي، لي لي لي لي لي ليش. ‏




الحواشي ‏

1 ـ شِنِّكْ ليله، شِنِّكِْ ليله: بمعنى يا لك من ليلة؟ ‏

2 ـ يذكر اسم العروس ‏

3 ـ يذكر اسم العريس


يتبع

امال 27 - 11 - 2010 12:37 AM

http://www.sana.sy/servers/gallery/20081220-100524.jpg

الرحى أو الجاروشة :

هذه الأداة السحرية التي استخدمتها جداتنا في الأزمان الماضية لطحن الحبوب المختلفة من نتاج أرضهم المباركة

http://www.sana.sy/servers/gallery/2...47_h205615.jpg


كانت الرحى أو (الرحية) كما يطلق عليها بين الأوساط الشعبية أداة رئيسية في البيت لدى الكثير من الناس في الجيل الماضي، وكان الناس يعتمدون عليها اعتماداً كبيراً في تهيئة خبزهم اليومي ففي كل يوم كانت ربة البيت تطحن وجبة من القمح ثم تعجنها وتخبزها لأنه لم تشع في ذلك الوقت الطواحين الآلية التي تسير بقوة الماء أو المحروقات.

وأشارت صحيفة تشرين إلى أن الرحى كانت ترمز عند الجيل الماضي إلى الثراء والرغبة في تقديم خدمة مجانية في سبيل الله لأهل الحارة فبعد أن شاع استعمال الطواحين الآلية ظلت الرحى تؤدي غرضاً آخر وهو جرش الحبوب والبقول التي تمتلك الرحى في بيتها تضعها في فناء البيت أو تحت العريشة لتستعملها كل من شاءت من الجارات والصديقات وبالاضافة إلى أن ذلك يدل على كرم ربة البيت فهو يعتبر أيضاً عملاً خيراً في سبيل الله ويتناقل الناس أن في بيت فلان «جاروشة» سبيل مهيأة دائماً لكل من يحتاجها تردد النساء عادة على البيت الذي يحوي الرحية وحول ذلك قول مأثور: اللي ما عندو مزيونة يقني له طاحونة» لأنه سوف يرى الجميلات كل يوم يدخلن ويخرجن على بيته من أجله أما الناس الأغنياء فكانوا يطحنون قمحهم في طاحونة عمومية تدار بقوة الماء والهواء أو الحيوانات. ‏

والرحى التي توارثناها عن أجداد الأجداد لم يكد بيت قديم من بيوت بلدتنا القديمة يخلو منها، مكونة من طبقتين دائرتين من حجر البازلت الأسود «الصوان» المعروف بخشونة ملمسه يوجد في وسط الطبقة العليا دائرة مفرغة، عبارة عن حفرة صغيرة يرتفع من مركزها قطعة معدنية تحافظ على بقائها متطابقة مع الجزء السفلي الأملس من الجاروشة يوضع فيها القمح أو العدس أو الشعير بعد غربلته وتنقيته من الشوائب والحجارة وعلى طرف حافتها العليا يوضع مقبض خشبي تدار حركة الجاروشة بواسطته، وبعد وضع الحبوب وإدارة الجاروشة بشكل دائري يتهاوى العدس المقشر لأنصاف والبرغل من أطرافها وصاحبتها تحتضنها بين رجليها وهي تنشد مقاطع تراثية وتتبادل أطراف الحديث مع جاراتها وقريباتها وتديرها تارة بيمينها وأخرى بشمالها حين تتعب الأولى. ‏

ولا تزال حتى أيامنا هذه بعض المنازل والعائلات تستخدم الرحى التي ورثها الأبناء عن الآباء والأجداد والتي تعد رمزاً من رموز التراث الشعبي في العديد من القرى على الرغم من التطور والتقدم الصناعي.

تعد عادات وتقاليد القدماء كتاب يحكي في صفحاته سيرة حياة مضت لانستطيع الغوص فيها الا بوجود اشخاص من ذلك الزمن يتذكرون قليلا من تلك العادات التي اندثر عدد منها عبر الزمن.

ولاتزال هذه العادات والتقاليد قائمة مع اشراقة كل صباح في قرى ساحلنا الجميل حيث يعود كبار السن لايام خلت وتعود بهم الذاكرة الى تلك الطقوس والعادات القديمة التي كانت قائمة لتزيد الناس محبة وتآلفا وتدل على طبيعة الحياة التي كانوا يعيشونها وكيف كانوا يفكرون ويعتقدون.

تقول احدى المعمرات من قرى اللاذقية انه عندما كان يتأخر هطول المطر كان صبية القرية وبناتها يحملون بعض الدمى التي تصنع من القماش ويبدؤون بالتجوال في ارجاء القرية ويمرون بمنازلها لاعطائهم ما تيسر من قمح وبرغل ونقود وطحين وهم يغنون لكي يستجيب لهم الباري عزوجل وينزل المطر. وتضيف ان اهالي القرية كانوا يحتفلون بعيد راس السنة الهجرية بذبح الذبائح التي يشوى بعضها ويسلق الباقي ويطبخ عليه البرغل بالحمص وتطبخ كبة اللبن والكبيبات والاقراص باللحم وتقلى وتوزع على الفقراء ويخبز الخبز مع الفليفلة والسمسم ويتبادل الناس التهاني والزاد بقدوم العيد ويأكلون الحلويات.

وفي اول ايام شهر آذار كانت العائلات التي تملك حيوانات حلوبة تطبخ الرز بالحليب وتوزعه على الفقراء وفي اليوم التالي تطبخ العائلات كفايتها من الرز بالحليب وفي ليلة القدر يغتسل الناس باكرا بالماء البارد ويسبح الرجال والشباب في الانهار وتقطف اغصان من اشجار الزيتون وتوضع على الحائط تيمنا بشجرة الزيتون المباركة ويتم وضع حجارة على جذوع الاشجار كي يكون الموسم جيدا.

ومن العادات التي كانت سائدة ايضا في الساحل انه لايجوز كنس البيت وراء المسافر خوفا من عدم رجوعه بل يكنس قبل ذهابه حتى ولو كانت مدة السفر تستغرق عدة ايام ولا يكنس حتى يقدر اهله انه وصل الى المكان المقصود في حين يكنس وراء الجنازة وكانت النسوة تقوم لدى مرور اسرابا من طيور الحوم الكبيرة البيضاء المهاجرة في الربيع بقلب كتل التراب فان كان تحتها عدد وفير من النمل كانوا يعتقدون بان المواسم ستكون جيدة والوقت مؤاتيا لزيادة عدد الدجاج الذي يوضع للتفريخ وتذهب النسوة الى اقرب مكان ويبدأن في تقليب التراب مع الاطفال وبناءعليه يعقدون الامال او يفقدونها في عدد الصيصان المقبلة او قلتها لما للدجاج من قيمة في حياة القروي الغذائية.

وكانت النسوة تعتقد ان قص الشعر يجب ان يتم في النصف الاول من الشهر القمري كي يطول ويزداد غزارة وحين يراد تجفيف الخضروات والبامية واليقطين وسواها يتم تجفيفها في نصف الشهر القمري الاخير حيث النقصة لئلا تفتك بها الجراثيم والحشرات بل تقل وتنعدم وكذلك الامر بالنسبة لتجفيف الحبوب ربما لان لتلك الفترة من الشهر تأثيرا في زيادة الرطوبة او الجفاف.

كما لايجوز على الانسان عند هطول المطر ان يمتدح رائحتها ذلك لانها الشيء الوحيد الذي يملكه الموتى في حين يتمتع الانسان الذي على قيد الحياة بكل شيء وهذا اعتقاد غريب.


http://www.sana.sy/servers/gallery/2...57_h211500.jpg

كانت مدفأة الحطب وسيلة التدفئة الأساسية في ريف اللاذقية وغيره من الأرياف السورية الأخرى قبل عقود من الزمن لاسيما في المناطق الجبلية حيث يكون البرد شتاء على أشده ولم تكن التكلفة الاقتصادية بطبيعة الحال مرتفعة فالحطب سهل الجمع هناك حيث يتم تأمينه على مدار العام من خلال تقليم الأشجار في الحقول المجاورة للمنازل عقب كل موسم وإزالة الفروع اليابسة منها ليتم بعد ذلك تقطيعها وجمعها في مكان جاف استعدادا لشتاء قادم

يرجع تاريخ مدفأة الحطب بعيدا جدا إلى الوراء حيث لم يكن هناك من وسائل بديلة أخرى للتدفئة وخلال هذا التاريخ خضع مجمر الحطب لمراحل من التطور على مستوى الشكل الخارجي بما يتناسب مع الإمكانات المتاحة في كل مرحلة والضرورات المرتبطة بها.

كانت المدفأة في البدابة عبارة عن بيت حجري يتم بناؤه منذ وضع اللبنات الأولى للمنزل كجزء لا يتجزأ منه ويتعارف على تسميته الوجاق ويأخذ شكلا هرميا في إحدى الزوايا يهبط من فوهة في الأعلى تتصل بمدخنة حجرية تخترق سقف المنزل خارجة إلى السطح حيث الهواء الطلق ليتسع نزولا نحو أرضية الغرفة ويغلف بيت النار الحجري هذا شأنه شأن باقي المنزل طبقة من الرمل المجبول بالتبن تسمى الحوارة كبديل من الإسمنت الذي يستخدم اليوم.

تغير الوجاق بعد ذلك على إثر البدء بتصنيع المداخن المعدنية ليحل محله المرجل الحديدي الذي يأخذ شكلاً مكعباً إلى حد ما ويحتوي على باب صغير لإدخال الحطب وتنظيف رماده ويتصل هذا المرجل بمدخنة معدنية تمتد إلى الخارج كما هو الحال في مدافىء المازوت المستخدمة اليوم.

وقد كان هذه الشكل لمدفأة الحطب يسمح باستعماله لأغراض الطبخ والشواء والتسخين.

بعد ذلك وحتى هذا اليوم درج على استخدام مدفأة المازوت المعدنية ذاتها بشكلها الأسطواني المتطاول وأشكالها الأخرى عوضا عن الشكل السابق كمدفأة وقودها الحطب وعمد البعض إلى تزويدها بقطع الآجر أو بطبقة من الفونط من الداخل حفظا للحرارة و توفيراً لها.

ويلاحظ اليوم أن كثيراً من المنازل العصرية عادت لتستخدم الوجاق القديم في تزيين وديكور بعض أركانها مع الاختلاف طبعا في بناء الشكل الخارجي الذي بات أكثر حداثة وحيوية تحت مسمى الشومينيه وهو ما يعزز من طابع الرفاهية والترف في هذه المنازل ويضفي عليها لمسة من الاختلاف والتميز وقد صار البعض يتجاوز الديكور الخارجي لتلك المدفأة المتجددة ليستخدمها على نحو فعلي لدحر البرد القارص عوضا عن طرق التدفئة الحديثة ربما لما تشيعه ألسنة اللهب المشتعلة من جو حميمي في أرجاء المنزل يبعث على الراحة والسكينة.

ويعزو البعض العودة المتزايدة إلى استخدام الحطب كوقود شتوي عوضا عن الكهرباء أو المحروقات الأخرى إلى تغير المعايير الاقتصادية الراهنة وارتفاع التكلفة المعيشية رغم أن هذا الاستخدام لم يعد ينطوي على تلك السهولة التي وسمت الأيام الغابرة حيث ان تكلفته المادية باءت إلى ارتفاع كما أن التزود به لم يعد من اليسر بمكان كما ساد سابقا خاصة في المناطق الريفية إذ لم تعد الفأس وسيلة التقطيع الناجعة بل صار من اللازم استعمال المنشار اليدوي أو الكهربائي لهذا الغرض في غالب الأحيان.

ومع ذلك فإن الأسباب الحقيقية وراء ذلك سواء الاقتصادية منها أو الصحية أو ما يتعلق بطبيعة الحياة الريفية حصرا جميعها أسباب تحتمل الكثير من النقاش والجدل وربما تؤكد هذه الظاهرة ما درج عليه العرف الإنساني من أن الخبرات تنزع إلى تكرار نفسها وأن العادات تعود دائما إلى مشاربها وتبقى دائما الذائقة الشخصية والمرجعية الفكرية هي الأساس في كل فعل وكل اختيار فمن الحطب إلى المازوت والكهرباء إلى الطاقة الشمسية وهكذا حتى يرمي الشتاء آخر أوراقه.




shreeata 26 - 4 - 2011 10:48 PM

اكيد على البال الشام وتاريخ الشام
لاننا جزء ايضا من بلاد الشام
رائعة
في الانتقاء وفي الاختيار
سلمت عزيزتي
تحيات لك

جمال جرار 18 - 7 - 2011 04:41 AM

شكرا لك


بارك الله فيك



نشمي المنتدى

B-happy 9 - 10 - 2011 10:53 PM

طرح رائع ومميز يا امال
سلمت الايادي عزيزتي
تحياتي لك


الساعة الآن 03:42 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى