منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   صفحات من التاريخ وحضارات الأمم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=201)
-   -   الحضارة اليمينة القديمة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=12252)

صائد الأفكار 6 - 12 - 2010 02:24 AM

الحضارة اليمينة القديمة
 
الحضارة اليمينة القديمة


قامت في اليمن في الفترة ما بين عامي 1300 ق . م - 575 م دول عدة منها معين وقتبان وسبأ وحمير :



1- دولة معين :

نشأت تقريبا سنة 1300 ق . م في وادي الجوف بين نجران وحضر موت في أرض خصبة تسقيها مياه الوديان ، واتخذ

المعينيون مدينة قرناو عاصمة لهم . وعملوا بالزراعة والتجارة ، وسيطروا على طرق التجارة بين المناطق اليمنية وبين

اليمن وبلاد الشام . ولكن الخلافات والحروب وقعت بين معين وسبأ المجاورة لها وتمكنت سبأ من احتلال المناطق جميعها

التابعة لمعين .


2- دولة قتبان


في الفترة ما بين عامي 1200 - 115 ق . م ، قامت دولة قتبان في وادي بيحان الخصيب ، فاهتم القتبانيون بالزراعة ،

وأقاموا مشروعات الري ، وشقوا القنوات ، وحفروا الآبار ، وبنوا السدود ، واهتموا بالتجارة ، فشجعوا على مرور طرق

التجارة . وأصبح ميناء عدن في عهدهم مركزا لتجارة البخور ، وعندما حاول القتبانيون التوسع شمالا وجنوبا ، اصطدموا مع

دولة سبأ التي تمكنت من القضاء عليهم واحتلال عاصمتهم تمنع .



3- دولة سبأ

قامت دولة سبأ ( 800 ق . م - 115 ق . م ) في منطقة مأرب ، وتمكن ملوكها في القرن السابع قبل الميلاد من توحيد معظم

مناطق اليمن في دولة واحدة . ثم ازدهرت الزراعة والتجارة في عهدهم وبنوا الطرقات والسدود ، وأشهر هذه السدود سد

مأرب الواقع قرب عاصمتهم مدينة مأرب .

شن السبئيون الحروب على المناطق المجاورة واحتلوا المناطق التابعة لدولتي معين وقتبان فاتسع نفوذ دولة سبأ اتساعا كبيرا

ونقلوا عاصمتهم إلى مأرب . وقد ألحقت هذه الحروب أضرارا كبيرة في سكان هذه المناطق واقتصادها ، بسبب إحراقها

وتخريبها وتدميرها وقتل سكانها واستعبادهم . وقد تم هذا في الوقت الذي تحولت فيه التجارة من الطرق البرية المارة بأراضي

سبأ إلى الطرق البحرية عبر بحر العرب والبحر الأحمر ، فأدى ذلك إلى ضعف الدولة .



4- دولة حِمْيَر

ترافق ضعف دولة سبأ مع قيام دولة حمير ( 115 ق . م - 525 م ) التي اتخذت من ظفار عاصمة لها ، وعندما حاول

الحميريون السيطرة على المناطق السبئية ، شهدت اليمن فترة من الحروب بين الدولتين ، انتهت بسيطرة حمير على المناطق

التابعة لسبأ جميعها .
الدول المتعاقبة على حُكم اليمن :


بعد نجاح الرومان في السيطرة على منطقة البحر المتوسط ، تطلعوا للسيطرة على اليمن ، ففي عام 25 ق . م ، أرسل الرومان حملة برية

لاحتلالها ، إلا أن الحملة انتهت إلى الفشل لصعوبة الظروف المناخية والطبيعية ، وقلة الماء في الطريق البري المؤدي من بلاد الشام

إليها .

ظلت اليمن مستقلة يحكمها ملوك حمير حتى عام 525 م . وفي تلك السنة حصل نزاع بين نصارى نجران وملك حمير ذي نواس الذي

اعتنق اليهودية . فهاجم ذو نواس نجران وقتل الكثير من أهلها وحرقهم بالنار في أخاديد التجأوا إليها وقد سجل القرآن الكريم هذه القصة التي

عرفت بأصحاب الأخدود في سورة البروج . ولما وصل خبر حرق النصارى إلى ملك الحبشة جهز جيشا عبر به مضيق باب المندب وهاجم

اليمن . فتصدى له اليمنيون بقيادة الملك ذي نواس ، ولكن الأحباش تمكنوا من هزيمته . ثم حاول الأحباش احتلال مكة ، فشنوا حملة عليها

عرفت بحملة أصحاب الفيل ، إلا أنهم فشلوا في احتلال مكة ، وعادوا إلى اليمن .

ضاق اليمنيون بحكم الأحباش ، فثاروا عليهم بقيادة سيف بن ذي يزن ، الذي طلب المساعدة من الفرس أعداء الروم ، فأمدوه بجيش استطاع

به وبمن معه من اليمنيين هزيمة الأحباش وإخراجهم من اليمن .

ولكن الفرس فرضوا سيطرتهم على اليمن ، وبينما كان اليمنيون يحاولون التخلص من السيطرة الفارسية ، ظهرت الدولة الإسلامية في

المدينة المنورة ، فدخلت اليمن في الإسلام وأصبحت جزءا من الدولة الإسلامية .


نقش صرواح :

سجل كثير من ملوك اليمن القدماء كثيرا من أعمالهم الحربية والإدارية ضد أعدائهم ، ومنها مثلا نقش طويل في مدينة صرواح سجل فيه

كرب أيل وتار وملك سبأ جهوده لتوحيد اليمن ، وانتصاراته على أعدائه ، والأعمال العمرانية التي قام بها ، ويبين النقش المناطق التي كانت

مزدهرة ، مثل المعافر ودثنية ونجران والجوف .


بلقيس نلكة سبأ :


امرأة حكمت دولة سبأ ، وقد أشار القرآن الكريم إلى ازدهار دولة سبأ وانتعاش اقتصادها في ظل حكم الملكة بلقيس فقال الله تعالى :

( وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم )

وكان للملكة بلقيس مراسلات مع النبي سليمان عليه السلام الذي بعث لها برسالة مع الهدهد وعندما جاءتها هذه الرسالة ، جمعت مجلس الملأ

الذي يساعدها في الحكم وطلبت مشورته في كيفية الرد على رسالة النبي سليمان عليه السلام قال تعالى :

( يا أيها الملؤا أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون )

وقد دخلت بلقيس في دين سيدنا سليمان عليه السلام وآمنت بالله سبحانه وتعالى


الدول اليمنية نظام الحكم :



كان نظام الحكم في اليمن ملكيا وراثيا ، وكان الملك يلقب المكرب ، ويساعده في الحكم وسن القوانين مجلس يتكون من زعماء القبائل وكبار

الأغنياء والموظفين والكهنة الذي يعينهم الملك .

وكان أعضاء المجلس في الدولة المعينية يشاركون الملك في إدارة الدولة ، فكان بعضهم يتولى الإشراف على توزيع المياه ، بينما يتولى

بعضهم الآخر إدارة الأقاليم اليمنية وجمع الضرائب .


الزراعية إبّان حكم الدول اليمنية :


ازدهرت الزراعة في مناطق مختلفة من اليمن ، ولا سيما في المناطق الشرقية ، حيث تنتشر الأراضي الزراعية في الأودية بين الجبال ،

مثل وادي حضر موت ، وفي السهول مثل سهل نجران وسهل الجوف .

وقد أدرك اليمنيون أن المياه التي تجري في الأودية في بعض أيام السنة لا تكفي لري الأراضي الزراعية طوال العام ، لذلك أقام اليمنيون

الخزانات المحفورة في الأرض ، التي كان الماء يجمع فيها لأجل الري والحاجات المعيشية .

كما بنى اليمنيون السدود في الممرات الجبلية الضيقة بين الجبال وشقوا منها القنوات لتصريف المياه إلى الأراضي الزراعية الواقعة على

جانبي الوادي ، وأمكن بذلك استغلال مياه الأمطار استغلالا جيدا ، وهذا أدى إلى اتساع مساحة الأراضي الزراعية .

ومن أشهر السدود التي أقامها اليمنيون سد مأرب الذي بني في ممر ضيق بين جبلين ، وكان له فتحتان لتصريف المياه ، وقنوات لتوزيعها

بين الحقول وقد بني السد في القرن السابع قبل الميلاد والذي تعرض للانهيار مرات عدة ، كان الانهيار الأخير له عام 575 م تقريبا ،

وتحولت واحة مأرب بعد هذا الانهيار إلى مكان مقفر ، والأراضي الزراعية المزدهرة إلى أراض شبه صحراوية ، وكان من أسباب هذا

الانهيار أنهم أعرضوا عن عبادة الله وطاعته فأهملوا صيانة السد في أواخر دولة سبأ ، وقد أدى انهياره إلى هجرة بعض قبائل اليمن وانتقالها

للإقامة في شمال الجزيرة العربية وبلاد الشام . وقد سجل القرآن الكريم هذا الحديث الكبير حيث قال : قال الله عز وجل : ( فأعرضوا

فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر مكيل )


المحاصيل الزراعية إبّان حكم الدول اليمنية :


ساعد خصب التربة وسقوط الأمطار الموسمية على تطور الزراعة وتنوع المحاصيل الزراعية ، فقد زرع اليمنيون القمح والذرة والشعير ،

والفواكه كالعنب والرمان واللوز والجوز والتمر ، والخضروات والأشجار النادرة ، كأشجار اللبان والمر ، وكان القمح اليمني يصدر إلى

مختلف أنحاء الجزيرة العربية .

وكانت تربية الماشية منتشرة في اليمن ، وكانت تغلب عليها تربية الأبقار والأغنام .


يتبع

صائد الأفكار 6 - 12 - 2010 02:26 AM

التجارة إبّان حكم الدول اليمنية :


اعتمد الاقتصاد في اليمن على التجارة إلى جانب الزراعة ، مما جعلها من أغنى

المناطق ، مقارنة بمناطق الجزيرة العربية الأخرى ، فعرفت باليمن السعيد ، وقد ساعد على ازدهار التجارة في اليمن موقعها الجغرافي

وتنوع منتوجاتها الزراعية المطلوبة عالميا ، كالبخور الذي يحرق في المعابد .

وقد قام اليمنيون بدور الوسيط التجاري بين سواحل المحيط الهندي والبحر المتوسط ، ونقلوا العطور والطيب والبهارات والذهب والأحجار

الكريمة والزعفران والمنسوجات بين جنوب شرق آسيا وإفريقية وبلاد الشام ، ولذلك ، أصبحت المدن اليمنية مخازن لتجميع البضائع

ومحطات لنقلها .

وقد رافق انتعاش التجارة والزراعة في اليمن ظهور عدد من الصناعات والحرف فيها ، كصناعة السيوف اليمنية والرماح وصياغة الحلي

من الحجارة الكريمة ، والنسيج والتعدين واستخراج الذهب .


المجتمع إبّان حكم الدول اليمنية :


كان المجتمع اليمني يقوم على النظام القبلي ، ويتكون من فئات اجتماعية عدة أولها الملك الذي يساعده مجموعة من المستشارين وشيوخ

العشائر والقبائل .

أما فئات السكان الأخرى ، فتألفت من أفراد القبائل والفلاحين والتجار والحرفيين والأرقاء ( العبيد ) وكانت مناطق شرق إفريقية المصدر

الرئيس للرقيق الذين استخدمهم اليمنيون في الزراعة وفي الخدمة في البيوت .


الدين إبّان حكم الدول اليمنية :

انتشرت الوثنية في اليمن ، وعبد اليمنيون الشمس ( اللات ) والقمر ( الموقاة ) والزهرة ( عشتار ) . وقد أقاموا لهذه الآلهة أصناما وبنوا

المعابد الضخمة كالمعبد الذي في مأرب ، وقدموا لهذه الآلهة النذور والقرابين ، لكي تمنحهم السلامة والنجاة والنصر ، والرزق .

واعتنق بعض اليمنيين الديانة اليهودية من بينهم الملك الحميري ذو نواس ، كما اعتنق بعضهم الديانة المسيحية التي انتشرت لا سيما في

منطقة نجران .


اللغة والكتابة إبّان حكم الدول اليمنية :


كان لأهل اليمن لغتهم العربية المختلفة عن لغة عرب الشمال ، وقد ترك اليمنيون القدماء كتابات منقوشة بهذه اللغة على الحجارة الأثرية

ومكنت هذه النقوش المؤرخين من تعرف تاريخ اليمن القديم وأحواله السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

وعرفت هذه النقوش بالكتابات اليمنية ، ومن أهمها نقش صرواح ، ويطلق على

خطها اسم الخط المسند الذي يتكون من 29 حرفا ، وتكتب منفصلة عن بعضها بعضا ، كما كانت اللغة اليمنية القديمة لغة متعددة اللهجات ،

كاللهجة السبئية والقتبانية .


الفن المعاري إبّان حُكم الدول اليمنية :


استغل اليمنيون طبيعة بلادهم الصخرية ، فاستخدموا الحجارة كالجرانيت والرخام والمرمر ، وكانوا يقطعون هذه الحجارة من الجبال ،

وينحتونها ، ويبنون بها البيوت والقصور ذات الطوابق المتعددة والمعابد ذات الأعمدة القوية ، والأروقة الفسيحة .

تعد الكتابة اليمنية القديمة المنقوشة على جدران المعابد والأبنية المختلفة من المصادر التاريخية التي توضح كثيرا من جوانب التاريخ

اليمني .

البناء العالي يتكون من طوابق عدة وهو من تقاليد اليمن المعروفة في البناء ، وقد وصفت كتب التاريخ بعض قصورها ومنها قصر غمدان

الذي بني في صنعاء في القرن الأول للميلاد ، ووصف بأنه كان يتكون من عشرين سقفا ، وغرف فوق بعضها ، وقد أغلق السقف الأخير

برخامة واحدة شفافة يرى الطير من خلالها .

شيدت المعابد في المناطق المختلفة من اليمن ، وقد بنيت بالحجارة الصلبة ، والأخشاب ، وأقيمت سقوفها على أعمدة .

وقد عثر المنقبون على أنقاض معبد صرواح ، ومعبد بلقيس ، ومعبد عشتار ، ويعد معبد الموقاة من أعظم المعابد في اليمن ، وكان السبئيون

يتقربون إليه بالهدايا والنذور .

واستعمل المعماريون الحجر الكلسي المصقول صقلا جيدا في بناء معبد الموقاة ، واستخدموا البرونز في تغطية أبوابه وممراته ، ويتألف

المعبد من غرف وقاعات مسقوفة ، وكانت القاعة الداخلية من المعبد مغطاة بسقف متحرك ، مقدمته محمولة على حائط في حين كان السقف

في جوانب القاعة محمولا على 32 عمودا ، وكانت الأعمدة جميعها مؤلفة من قطعة واحدة من الحجر ، وفي القاعة 64 نافذة منقوشة في

الحجر .

بائع الورد 7 - 12 - 2010 12:23 AM


سفير بلادي 7 - 12 - 2010 06:27 PM

مشكور صائد الافكار ويعطيك العافية

حنان عرفه 7 - 12 - 2010 06:48 PM

شكرا يا صائد
فأنا احب ايضا القراءات التاريخية

ابتسام 17 - 1 - 2011 12:56 AM

مشكور على الطرح صائد الافكار
بانتظار جديد مواضيعك

ودي والتقدير لك

خالد بن سعد 25 - 6 - 2012 03:12 PM

بارك الله فيك

والله يعطيك العافية

shreeata 25 - 6 - 2012 03:28 PM

مشكور اخي صائد على روعة الادراج
سلمت لنا بروعتك
تحيات لك


الساعة الآن 04:21 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى