![]() |
الحضارة اليمينة القديمة
الحضارة اليمينة القديمة
قامت في اليمن في الفترة ما بين عامي 1300 ق . م - 575 م دول عدة منها معين وقتبان وسبأ وحمير : 1- دولة معين : نشأت تقريبا سنة 1300 ق . م في وادي الجوف بين نجران وحضر موت في أرض خصبة تسقيها مياه الوديان ، واتخذ المعينيون مدينة قرناو عاصمة لهم . وعملوا بالزراعة والتجارة ، وسيطروا على طرق التجارة بين المناطق اليمنية وبين اليمن وبلاد الشام . ولكن الخلافات والحروب وقعت بين معين وسبأ المجاورة لها وتمكنت سبأ من احتلال المناطق جميعها التابعة لمعين . 2- دولة قتبان في الفترة ما بين عامي 1200 - 115 ق . م ، قامت دولة قتبان في وادي بيحان الخصيب ، فاهتم القتبانيون بالزراعة ، وأقاموا مشروعات الري ، وشقوا القنوات ، وحفروا الآبار ، وبنوا السدود ، واهتموا بالتجارة ، فشجعوا على مرور طرق التجارة . وأصبح ميناء عدن في عهدهم مركزا لتجارة البخور ، وعندما حاول القتبانيون التوسع شمالا وجنوبا ، اصطدموا مع دولة سبأ التي تمكنت من القضاء عليهم واحتلال عاصمتهم تمنع . 3- دولة سبأ قامت دولة سبأ ( 800 ق . م - 115 ق . م ) في منطقة مأرب ، وتمكن ملوكها في القرن السابع قبل الميلاد من توحيد معظم مناطق اليمن في دولة واحدة . ثم ازدهرت الزراعة والتجارة في عهدهم وبنوا الطرقات والسدود ، وأشهر هذه السدود سد مأرب الواقع قرب عاصمتهم مدينة مأرب . شن السبئيون الحروب على المناطق المجاورة واحتلوا المناطق التابعة لدولتي معين وقتبان فاتسع نفوذ دولة سبأ اتساعا كبيرا ونقلوا عاصمتهم إلى مأرب . وقد ألحقت هذه الحروب أضرارا كبيرة في سكان هذه المناطق واقتصادها ، بسبب إحراقها وتخريبها وتدميرها وقتل سكانها واستعبادهم . وقد تم هذا في الوقت الذي تحولت فيه التجارة من الطرق البرية المارة بأراضي سبأ إلى الطرق البحرية عبر بحر العرب والبحر الأحمر ، فأدى ذلك إلى ضعف الدولة . 4- دولة حِمْيَر ترافق ضعف دولة سبأ مع قيام دولة حمير ( 115 ق . م - 525 م ) التي اتخذت من ظفار عاصمة لها ، وعندما حاول الحميريون السيطرة على المناطق السبئية ، شهدت اليمن فترة من الحروب بين الدولتين ، انتهت بسيطرة حمير على المناطق التابعة لسبأ جميعها . الدول المتعاقبة على حُكم اليمن : بعد نجاح الرومان في السيطرة على منطقة البحر المتوسط ، تطلعوا للسيطرة على اليمن ، ففي عام 25 ق . م ، أرسل الرومان حملة برية لاحتلالها ، إلا أن الحملة انتهت إلى الفشل لصعوبة الظروف المناخية والطبيعية ، وقلة الماء في الطريق البري المؤدي من بلاد الشام إليها . ظلت اليمن مستقلة يحكمها ملوك حمير حتى عام 525 م . وفي تلك السنة حصل نزاع بين نصارى نجران وملك حمير ذي نواس الذي اعتنق اليهودية . فهاجم ذو نواس نجران وقتل الكثير من أهلها وحرقهم بالنار في أخاديد التجأوا إليها وقد سجل القرآن الكريم هذه القصة التي عرفت بأصحاب الأخدود في سورة البروج . ولما وصل خبر حرق النصارى إلى ملك الحبشة جهز جيشا عبر به مضيق باب المندب وهاجم اليمن . فتصدى له اليمنيون بقيادة الملك ذي نواس ، ولكن الأحباش تمكنوا من هزيمته . ثم حاول الأحباش احتلال مكة ، فشنوا حملة عليها عرفت بحملة أصحاب الفيل ، إلا أنهم فشلوا في احتلال مكة ، وعادوا إلى اليمن . ضاق اليمنيون بحكم الأحباش ، فثاروا عليهم بقيادة سيف بن ذي يزن ، الذي طلب المساعدة من الفرس أعداء الروم ، فأمدوه بجيش استطاع به وبمن معه من اليمنيين هزيمة الأحباش وإخراجهم من اليمن . ولكن الفرس فرضوا سيطرتهم على اليمن ، وبينما كان اليمنيون يحاولون التخلص من السيطرة الفارسية ، ظهرت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة ، فدخلت اليمن في الإسلام وأصبحت جزءا من الدولة الإسلامية . نقش صرواح : سجل كثير من ملوك اليمن القدماء كثيرا من أعمالهم الحربية والإدارية ضد أعدائهم ، ومنها مثلا نقش طويل في مدينة صرواح سجل فيه كرب أيل وتار وملك سبأ جهوده لتوحيد اليمن ، وانتصاراته على أعدائه ، والأعمال العمرانية التي قام بها ، ويبين النقش المناطق التي كانت مزدهرة ، مثل المعافر ودثنية ونجران والجوف . بلقيس نلكة سبأ : امرأة حكمت دولة سبأ ، وقد أشار القرآن الكريم إلى ازدهار دولة سبأ وانتعاش اقتصادها في ظل حكم الملكة بلقيس فقال الله تعالى : ( وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ) وكان للملكة بلقيس مراسلات مع النبي سليمان عليه السلام الذي بعث لها برسالة مع الهدهد وعندما جاءتها هذه الرسالة ، جمعت مجلس الملأ الذي يساعدها في الحكم وطلبت مشورته في كيفية الرد على رسالة النبي سليمان عليه السلام قال تعالى : ( يا أيها الملؤا أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون ) وقد دخلت بلقيس في دين سيدنا سليمان عليه السلام وآمنت بالله سبحانه وتعالى الدول اليمنية نظام الحكم : كان نظام الحكم في اليمن ملكيا وراثيا ، وكان الملك يلقب المكرب ، ويساعده في الحكم وسن القوانين مجلس يتكون من زعماء القبائل وكبار الأغنياء والموظفين والكهنة الذي يعينهم الملك . وكان أعضاء المجلس في الدولة المعينية يشاركون الملك في إدارة الدولة ، فكان بعضهم يتولى الإشراف على توزيع المياه ، بينما يتولى بعضهم الآخر إدارة الأقاليم اليمنية وجمع الضرائب . الزراعية إبّان حكم الدول اليمنية : ازدهرت الزراعة في مناطق مختلفة من اليمن ، ولا سيما في المناطق الشرقية ، حيث تنتشر الأراضي الزراعية في الأودية بين الجبال ، مثل وادي حضر موت ، وفي السهول مثل سهل نجران وسهل الجوف . وقد أدرك اليمنيون أن المياه التي تجري في الأودية في بعض أيام السنة لا تكفي لري الأراضي الزراعية طوال العام ، لذلك أقام اليمنيون الخزانات المحفورة في الأرض ، التي كان الماء يجمع فيها لأجل الري والحاجات المعيشية . كما بنى اليمنيون السدود في الممرات الجبلية الضيقة بين الجبال وشقوا منها القنوات لتصريف المياه إلى الأراضي الزراعية الواقعة على جانبي الوادي ، وأمكن بذلك استغلال مياه الأمطار استغلالا جيدا ، وهذا أدى إلى اتساع مساحة الأراضي الزراعية . ومن أشهر السدود التي أقامها اليمنيون سد مأرب الذي بني في ممر ضيق بين جبلين ، وكان له فتحتان لتصريف المياه ، وقنوات لتوزيعها بين الحقول وقد بني السد في القرن السابع قبل الميلاد والذي تعرض للانهيار مرات عدة ، كان الانهيار الأخير له عام 575 م تقريبا ، وتحولت واحة مأرب بعد هذا الانهيار إلى مكان مقفر ، والأراضي الزراعية المزدهرة إلى أراض شبه صحراوية ، وكان من أسباب هذا الانهيار أنهم أعرضوا عن عبادة الله وطاعته فأهملوا صيانة السد في أواخر دولة سبأ ، وقد أدى انهياره إلى هجرة بعض قبائل اليمن وانتقالها للإقامة في شمال الجزيرة العربية وبلاد الشام . وقد سجل القرآن الكريم هذا الحديث الكبير حيث قال : قال الله عز وجل : ( فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر مكيل ) المحاصيل الزراعية إبّان حكم الدول اليمنية : ساعد خصب التربة وسقوط الأمطار الموسمية على تطور الزراعة وتنوع المحاصيل الزراعية ، فقد زرع اليمنيون القمح والذرة والشعير ، والفواكه كالعنب والرمان واللوز والجوز والتمر ، والخضروات والأشجار النادرة ، كأشجار اللبان والمر ، وكان القمح اليمني يصدر إلى مختلف أنحاء الجزيرة العربية . وكانت تربية الماشية منتشرة في اليمن ، وكانت تغلب عليها تربية الأبقار والأغنام . يتبع |
التجارة إبّان حكم الدول اليمنية :
اعتمد الاقتصاد في اليمن على التجارة إلى جانب الزراعة ، مما جعلها من أغنى المناطق ، مقارنة بمناطق الجزيرة العربية الأخرى ، فعرفت باليمن السعيد ، وقد ساعد على ازدهار التجارة في اليمن موقعها الجغرافي وتنوع منتوجاتها الزراعية المطلوبة عالميا ، كالبخور الذي يحرق في المعابد . وقد قام اليمنيون بدور الوسيط التجاري بين سواحل المحيط الهندي والبحر المتوسط ، ونقلوا العطور والطيب والبهارات والذهب والأحجار الكريمة والزعفران والمنسوجات بين جنوب شرق آسيا وإفريقية وبلاد الشام ، ولذلك ، أصبحت المدن اليمنية مخازن لتجميع البضائع ومحطات لنقلها . وقد رافق انتعاش التجارة والزراعة في اليمن ظهور عدد من الصناعات والحرف فيها ، كصناعة السيوف اليمنية والرماح وصياغة الحلي من الحجارة الكريمة ، والنسيج والتعدين واستخراج الذهب . المجتمع إبّان حكم الدول اليمنية : كان المجتمع اليمني يقوم على النظام القبلي ، ويتكون من فئات اجتماعية عدة أولها الملك الذي يساعده مجموعة من المستشارين وشيوخ العشائر والقبائل . أما فئات السكان الأخرى ، فتألفت من أفراد القبائل والفلاحين والتجار والحرفيين والأرقاء ( العبيد ) وكانت مناطق شرق إفريقية المصدر الرئيس للرقيق الذين استخدمهم اليمنيون في الزراعة وفي الخدمة في البيوت . الدين إبّان حكم الدول اليمنية : انتشرت الوثنية في اليمن ، وعبد اليمنيون الشمس ( اللات ) والقمر ( الموقاة ) والزهرة ( عشتار ) . وقد أقاموا لهذه الآلهة أصناما وبنوا المعابد الضخمة كالمعبد الذي في مأرب ، وقدموا لهذه الآلهة النذور والقرابين ، لكي تمنحهم السلامة والنجاة والنصر ، والرزق . واعتنق بعض اليمنيين الديانة اليهودية من بينهم الملك الحميري ذو نواس ، كما اعتنق بعضهم الديانة المسيحية التي انتشرت لا سيما في منطقة نجران . اللغة والكتابة إبّان حكم الدول اليمنية : كان لأهل اليمن لغتهم العربية المختلفة عن لغة عرب الشمال ، وقد ترك اليمنيون القدماء كتابات منقوشة بهذه اللغة على الحجارة الأثرية ومكنت هذه النقوش المؤرخين من تعرف تاريخ اليمن القديم وأحواله السياسية والاقتصادية والاجتماعية . وعرفت هذه النقوش بالكتابات اليمنية ، ومن أهمها نقش صرواح ، ويطلق على خطها اسم الخط المسند الذي يتكون من 29 حرفا ، وتكتب منفصلة عن بعضها بعضا ، كما كانت اللغة اليمنية القديمة لغة متعددة اللهجات ، كاللهجة السبئية والقتبانية . الفن المعاري إبّان حُكم الدول اليمنية : استغل اليمنيون طبيعة بلادهم الصخرية ، فاستخدموا الحجارة كالجرانيت والرخام والمرمر ، وكانوا يقطعون هذه الحجارة من الجبال ، وينحتونها ، ويبنون بها البيوت والقصور ذات الطوابق المتعددة والمعابد ذات الأعمدة القوية ، والأروقة الفسيحة . تعد الكتابة اليمنية القديمة المنقوشة على جدران المعابد والأبنية المختلفة من المصادر التاريخية التي توضح كثيرا من جوانب التاريخ اليمني . البناء العالي يتكون من طوابق عدة وهو من تقاليد اليمن المعروفة في البناء ، وقد وصفت كتب التاريخ بعض قصورها ومنها قصر غمدان الذي بني في صنعاء في القرن الأول للميلاد ، ووصف بأنه كان يتكون من عشرين سقفا ، وغرف فوق بعضها ، وقد أغلق السقف الأخير برخامة واحدة شفافة يرى الطير من خلالها . شيدت المعابد في المناطق المختلفة من اليمن ، وقد بنيت بالحجارة الصلبة ، والأخشاب ، وأقيمت سقوفها على أعمدة . وقد عثر المنقبون على أنقاض معبد صرواح ، ومعبد بلقيس ، ومعبد عشتار ، ويعد معبد الموقاة من أعظم المعابد في اليمن ، وكان السبئيون يتقربون إليه بالهدايا والنذور . واستعمل المعماريون الحجر الكلسي المصقول صقلا جيدا في بناء معبد الموقاة ، واستخدموا البرونز في تغطية أبوابه وممراته ، ويتألف المعبد من غرف وقاعات مسقوفة ، وكانت القاعة الداخلية من المعبد مغطاة بسقف متحرك ، مقدمته محمولة على حائط في حين كان السقف في جوانب القاعة محمولا على 32 عمودا ، وكانت الأعمدة جميعها مؤلفة من قطعة واحدة من الحجر ، وفي القاعة 64 نافذة منقوشة في الحجر . |
|
مشكور صائد الافكار ويعطيك العافية
|
شكرا يا صائد
فأنا احب ايضا القراءات التاريخية |
مشكور على الطرح صائد الافكار
بانتظار جديد مواضيعك ودي والتقدير لك |
بارك الله فيك
والله يعطيك العافية |
مشكور اخي صائد على روعة الادراج
سلمت لنا بروعتك تحيات لك |
الساعة الآن 04:21 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |