منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   النقد الأدبي والفني (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=107)
-   -   شهرزاد في حضرة رئيس الجمهورية (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=13209)

جمال جرار 7 - 1 - 2011 07:33 PM

شهرزاد في حضرة رئيس الجمهورية
 
شهرزاد في حضرة رئيس الجمهورية

د / مأمون فريز جرار

ارتبط اسم شهرزاد بحكايات ألف ليلة وليلة، وصارت شهرزاد رمزا للمرأة العاقلة التي تعالج أمراض (الرجولة) لدى بعض الرجال، وإذا كانت شهرزاد الأولى قد استطاعت أن تعالج شهريار وتنزع منه حب الانتقام بقتل النساء فإن لشهرزاد في كل عصر وظيفة يمكن أن تقوم بها امرأة عاقلة تحسن فهم الموقف وتجيد التصرف .
أقول هذا وبين يدي رواية ” شهرزاد في حضرة رئيس الجمهورية” التي صدرت حديثا عن دار المأمون لكاتبة ملتزمة ذات تجربة طويلة وثقافة عالية وتجربة حياة طويلة في الغرب ورؤية عميقة شاملة لحال الأمة وأمراضها، وذات تطلع إلى مستقبل مشرق لهذه الأمة، وقد اتخذت الكاتبة: سعاد موسى أبو عمارة من شهرزاد مركبا عبرت به المسافة بين الشعب والحاكم، وشخصت آلام الناس وأحلامهم، واخترقت الحجب والحواجز، واستطاعت أن تكشف عن الجانب الإنساني العادل في قلب الحاكم الذي يسعى بعض من حوله من المنتفعين أن يحجبوا عنه واقع الشعوب، وأن يكونوا هم المنتفعين المتمتعين بالامتيازات على حساب الشعب، استطاعت شهرزاد المعاصرة بحرقتها على واقع الناس وسعيها إلى التغيير أن تنتقل من السجن لتكون معلمة لابن رئيس الجمهورية الذي فقد أمه، واستطاعت بحكمتها وحنكتها أن تفتح قلب ذلك الطفل ليتعلق بها، ولتفتح حوارا طويلا مع الرئيس استطاعت من خلاله أن تكشف الحجب، وتضع بين يديه الحقائق، واستطاعت أن تقيم الجسر المقطوع بين الراعي والرعية، وإذا كان هناك خيط عاطفي نشأ بين الرئيس وشهرزاد المعاصرة من خلال تعلق الابن بها ثم من انكشاف خصائص شخصيتها للرئيس مما دفعه إلى أن يتخذها في نهاية الرواية زوجة له، إذا كان ذلك موجودا فإن الرواية لم تخرج عن خطها الأصلي وعن جدها ولم تقع في وحل الغراميات الرومانسية.
وإذا كانت شهرزاد الأولى قد سامرت شهريار في الليل، فهي زوجته، فإن شهرزاد المعاصرة اتخذت من النهار ميدان المحاورة لا المسامرة، فقد كان دورها، وهي سجينة الرأي المطالبة بحقوق الشعب، دور معلمة لابن رئيس الجمهورية، وإذا كانت الليالي قد امتدت مع شهرزاد لألف ليلة وليلة، فقد كانت نهارات شهرزاد المعاصرة ستة عشر نهارا، ففي وضح النهار كان الحوار الذي أرادت منه كشف الحجب والأستار وهدم الأسوار بين الحاكم والرعية.
عندما قرأت هذه الرواية قلت إنها تصلح للتوزيع على زعماء العرب في اجتماع قمة عربية لأنها ليست خاصة ببلد معين أو زعيم معين بل فيها صوت الشعب المتطلع إلى الحرية والحياة الكريمة، وهي ذات نظرة إيجابية فقد انتهت بالمصالحة بين الراعي والرعية وسارت الأمور الى ما يضمن الخير للشعب والاستقرار للحكم.
المؤلفة ذات لغة راقية تحلق بالقارئ في مواضع كثيرة، وذات ثقافة ونظرة عميقة تدرك الخفايا والحاجات المختلفة للشعب وتحسن التعبير عن مطالبه، وهي ذات رسالة تتحرق وهي ترى الأجيال الجديدة معرضة عن القراءة متعلقة بالوسائل الحديثة التي هي لكثير من أبناء الجيل الجديد حجاب يمنع الثقافة والوعي بدلا من أن تكون جسرا إليها.
على ظهر غلاف الرواية نقرأ للكاتبة: ”وتستمر حكايات شهرزاد بلا انقطاع حتى عصرنا هذا، وتختلف باختلاف الزمان والمكان وحال الإنسان، ليعقد السلطان المعاصر في النهاية صلحا أبديا مع شعبه، لا تزعزعه المحن ولا تهزه العواصف، فيلتئم الشمل ويعيش الوطن في وئام. وتود الكاتبة لو أن حكاياتها تجتذب أجيالنا للقراءة ليمعنوا النظر فيها.. ولعلهم يهتدون ”


حنان عرفه 7 - 1 - 2011 07:54 PM

ياليتهم يقرأون عزيزي جمال
ولكن هناك من يقرأ لهم
ويشوه الحقيقة دائما
الحكام يعلمون تماما مايعيشه الرعية
ولكنهم يتغاضون حفاظا على ارصدتهم
كتاب ساسأل عنه في المكتبات ربما أجده واقرأه
شكرا لك

أرب جمـال 8 - 1 - 2011 01:26 AM

وإذا كانت شهرزاد الأولى قد سامرت شهريار في الليل، فهي زوجته، فإن شهرزاد المعاصرة اتخذت من النهار ميدان المحاورة لا المسامرة، فقد كان دورها، وهي سجينة الرأي المطالبة بحقوق الشعب، دور معلمة لابن رئيس الجمهورية، وإذا كانت الليالي قد امتدت مع شهرزاد لألف ليلة وليلة، فقد كانت نهارات شهرزاد المعاصرة ستة عشر نهارا، ففي وضح النهار كان الحوار الذي أرادت منه كشف الحجب والأستار وهدم الأسوار بين الحاكم والرعية.
عندما قرأت هذه الرواية قلت إنها تصلح للتوزيع على زعماء العرب في اجتماع قمة عربية لأنها ليست خاصة ببلد معين أو زعيم معين بل فيها صوت الشعب المتطلع إلى الحرية والحياة الكريمة، وهي ذات نظرة إيجابية فقد انتهت بالمصالحة بين الراعي والرعية وسارت الأمور الى ما يضمن الخير للشعب والاستقرار للحكم.

احسنت جمال في نقل هذا التعليق والمقدمة عن الكتاب
تحيتي لك

جمال جرار 26 - 8 - 2011 03:55 AM


RaZaN 3 - 9 - 2011 04:24 AM

http://www.iconbazaar.com/flowers/dahlia02.gif
لن أجد أجمل من وردة أتركها كرد على موضوعك
تحيتي وتقديري لك

shreeata 3 - 9 - 2011 04:37 AM

مشكور على روعة الموضوع
تحيات لك
سلمت

جمال جرار 3 - 9 - 2011 05:07 AM

http://alfrasha.com/up/6950945431484497773.gif

زوج السيدة المدير 3 - 9 - 2011 05:07 AM

شكرا لك على موضوعك الرائع

طرح موفق
تقديري واحترامي
بانتظار مواضيعك الهادفة

الامير الشهابي 4 - 9 - 2011 01:35 AM

رائع جدا ما نقلت اخي جمال
بارك الله فيك دوما تحسن الاختيار
4/9/2011


الساعة الآن 04:07 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى