منتديات المُنى والأرب - وُرَيْقَاتْ .....

وُرَيْقَاتْ
أُخْرِجَتْ مِنْ مَكْتَبِهَا الْمُتَهَالِكِ دَفْتَرِ مِثْلَهُ بِهِ
بَعْضُ قُصَاصَاتْ الْوَرَقِ وَصُورَّتَينَ يَجْمَعُوْا كُلَّ
صِلَتِهَا بِالْحَيَاةِ ، انْحَدَرَتْ مَعَ كُلِّ ذِكْرَيَاتِهَا
عِبْرَةٌ دَافِئَةٌ بِدِفْءِ أَيَّامُهَا فِيْ تِلْكَ الْوُرَيْقَاتُ...
فَكُلُّ مَا تَمْلِكُهُ مِنْ هَذِهِ الْحَيَاةُ هُوَ بَعْضٌ
اللَّحَظَاتِ ؛فَسجِلْتِهَا خِلْسَةً مِنْ زَمَنِهَا قَبْلَ أَنْ
يَفْتِكَ بِهَا كَمَا فَعَلَ مَنْ قَبِلَ ، وَلَمْ يَتْرُكْ لَهَا لَحْظَةٍ
إِلَا كَسْرُ فِيْهَا رُوْحُهَا يَوْمَا ً تِلْوَ الْآَخَرِ ؛ وَلَمْ يَتَبَقْىٍ
مِنْهَا سِوَىْ مَا يَحْتَوِيْهِ ذَلِكَ الْدَّفْتَرِ مِنْ حُنَيْنٍ
وَابْتِسَامَاتٌ خَرَجْتَ عَلَىَ خَجَلٍ مِنْ حَشَايَا الْقَلْبِ ..
تُسَاقِطْ جَسَدِهَا الْمُنْهَكِ عَلَىَ اقْرَبُ مَكَانٍ يَسْتَطِيْعُ
أَنْ يَتَحَمَّلَ إِنْهَاكَهَا الْمُتَوَاصِلِ ، تَتَلَمَّسُ بَصِيْصٌ
رُوْحُهَا وَتَتَحَسَسُ طَاقَتِهَا الْفَانِيَةِ مِنْ صُوْرَتَيْنِ
تَحْمِلْانِ مَعَهُمَا مَلَامِحْ حَيَاةً قَصِيْرَةً قَصْرِ
الْسَّعَادَةِ ، حَرَّكَتْ مُقْلَتَيْهَا فِيْ شَوْقٍ يَتَسَارَعُ
لَيَحْتَوِيْ ذَاكَ الْوَاقِفُ بِجَانِبِهَا ، فَلَكُمْ كَانَتْ تّمَّتِلَكّ
كُنُوْزِ الْدُّنْيَا فِيْ تِلْكَ الْلَّحْظَةِ...، وَلَكِنَّهُ ذَهَبَ
كَمَا تُذْهِبُ الْرَّيَاحُ ؛ فَقَدْ ذَهَبَ مَعَ الْرِّيَاحِ دُوْنِ عَوْدَةُ ...
تَنَبَّهْتُ لَصَوْتُ سَيِّدَةُ عَجُوَزٌ تُنَادِيْ عَلَيْهَا وَتَنْهَرُهَا ؛
أَنَّهَا لَمْ تَسْتَجِبْ لِنِدَائِهَا مُنْذُ الْوَهْلَةِ الْأُوْلَىْ ؛
فَلَبَّتْ مُسْرِعَةً لِأَكْبَرِ مَأْسَاةَ لَهَا فِيْ تِلْكَ الْحَيّاةِ
،مَأْسَاةَ تَجَسَّدَتْ فِيْ وَرَقَةٍ الْمِيْلَادِ ؛ فَتِلْكَ الْعَجُوزِ
هِيَ أُمِّهَا ، سَيِّدَةُ طَاعِنَةٌ فِيْ الْسِّنِّ تَخْدُمُهَا
بِإِخْلاصٍ ؛ بِالْرَّغْمِ مِنْ إِنَّهَا لَمْ تَرْغَبِ فِيْ تَوَاجُدِهَا
فِيْ الْحَيَاةِ ؛ حَاوَلْتُ الْتَخَلُّصِ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ مَرَّاتٍ
عَدَّةٍ بِطُرُقِ شَتَّىْ ؛ لِدَرَجِة إِنَّهَا حَاوَلْتُ بَيْعِهَا ...
وَظَهَرَتْ مَّعْنَاتُهَا الْحَقِيقِيَّةُ فِيْ تِلْكَ الْوُرَيْقَةُ بِالتَّحْدِيْدِ
فِيْ الِاسْمِ الْقَابِعِ خَلْفَ اسْمُهَا فَهُوَ لَا وُجُوْدَ لَهُ ،
وَعِنْدَمَا وَجَدْتُهُ أَنْكَرَهَا ....
خَرَجَتْ زَفْرَةٌ حَارَّةٌ مِنْهَا دُوْنَ قَصْدُ فَكَيْفَ لَهَا أَنْ
تَفْعَلَ شَيْءٍ بِإِرَادَتِهَا ..؟!!
وَقَعَتْ عَيْنَيْهَا عَلَىَ تِلْكَ الْوُرَيْقَةُ ؛ إِنَّهَا إِحْدَىَ
الْمُعَامَلَاتِ الْبَنْكِيَّةِ ؛ تَذَكَّرْتُ كَيْفَ أَهْدَتْهَا إِلَيْهَا
تِلْكَ الْسَّيِّدَةِ الْرَّقِيْقَةُ الَّتِيْ تَحِنُّ عَلَيْهَا ، تَذَكَّرْتُ
مَا لِتِلْكَ الْوَرَقَةِ مِنْ أَحْدَاثٍ غَيَّرْتُ مَجْرَىْ حَيَاتِهَا...
عِنَدَمّا ابْلَغِها ذَاكَ الْمُوَظَّفِ أَنَّهَا بِتِلْكَ الْوَرَقَةِ كَسَبَتْ
مُبَلِّغا مِنْ الْمَالِ يَصِلَ عَدَدُ أَصَفَارِهُ سِتَّةِ أَصْفَارِ ،
لَمْ تَتَمَالَكْ نَفْسَهَا وَرَقَصَتْ فَرَحَا ً .........
يُـــتَــبِـــعَ