أسطورة الخلق الشمالية
 

أسطورة الخلق الشمالية تحكي عن يامر، ففي البدء لم يكن هناك إلا أرض جليدية و أرض من النار، و عندما التقى اللهب بالصقيع تبخر بعض الماء و علا كالأثير، و بعد ذلك تجمد ليكون جسد "يامر" أول عمالقة الجليد. بنفس الطريقة تكونت بقرة إلى جانب يامر، كان بإمكانه أن يتغذى من أنهار الحليب التي سالت من ضرعها. أخذت هذه البقرة تلعق الجليد، ليظهر تحته رأسان بشريان لرجل و امرأة سوف يكونان العرق الأول للآلهة، و من صلبهمها سيخرج من يقتل يامر و يصنع من جسده الأساسات الأولى لمدجارد ( الأرض الوسطى ) أو middle earth.
مدجارد عالم عجيب يمتلئ بالآلهة و الأقزام و العمالقة. أبرز الآلهة هو أودين، الأب all-father كما يطلق عليه بالإنجليزية، و يقال أن يوم الأربعاء Wednesday مشتق من اسمه Odin's day.. لأودين أخ قوي يدعى ثُر thor ، يضرب بمطرقته على الأرض فيثير الصواعق. لأودين ولد يحبه كثيراً يُدعى "بالدر"، و هو الذي سقط صريعاً بتخطيط من الإله المخادع لوكي Loki the trickster ، و من هنا تبدأ الدراما الملحمية.
يُقال أن زوجة أودين و أم بالدر حلمت بأن ابنها سوف يقضي قتيلاً، فقامت بالطواف بجميع أصقاع الأرض كي تأخذ عهداً على جميع المعادن و النباتات و الحيوانات و الكائنات بأن لا تقتل إبنها بالدر. بعد ذلك أصبح من المستحيل قتل بالدر، فلو طُعن بخنجر من الحديد لن يحصل شئ، ذلك أن الحديد عاهد أم بالدر على أن لا يؤذي ولدها. هذه الخاصية صنعت لعبة مفضلة لدى الآلهة، إذ أنهم أصبحوا يجتمعون حول بالدر و يرمون بالقوس و النشاب لثقتهم بأن كل الأشياء عاجزة من أن تؤذيه. لم يعلموا أن أم بالدر تركت نبتة الـ mistletoe و لم تأخذ العهد منها، و ذلك لحقارتها و صغر شأنها. علم لوكي بالأمر، فقام بصنع أسهم خاصة من تلك النبتة، ثم أغرى أخو بالدر الأعمى بالمشارك باللعبة، و رمي أخيه بالدر بالقوس و النشاب كغيره من الآلهة. لم يعلم أخو بالدر بتدبير لوكي المخادع، و عندما رماه بأسهم لوكي، سقط بالدر قتيلاً أمام أمه.
عندما علم أودين بالأمر اشتد به الغضب، و أخذ يبحث مع بقية الآلهة عن لوكي الذي لجأ إلى الفرار و اختبأ في عمق إحدى البرك على هيئة سمكة سالمون. في الأخير قبضوا عليه و على ولديه، فقاموا بذبح أحد أولاده و من ثم قيدوا لوكي بأمعاء ولده إلى صخرة عظيمة، و علقوا فوقه أفعى يقطر السم من فمها بشكل متواصل، بينما زوجة لوكي تجمع السم في إناء خشبي كي لا يحرق جسد زوجها و يؤلمه. عندما يمتلئ الوعاء، تحاول زوجة لوكي أن تفرغه، و عندها تتساقط بعض القطرات من فم الأفعى و تمس جسد لوكي، فيتلوى لوكي في مكانه بغضب و ألم، و تهتز السلاسل التي تقيده و تهز الأرض معها صانعة تلك الزلازل. قامت الآلهة أيضاً بتقييد الولد الثاني للوكي، بعد أن تحول إلى ذئب هائل.
و لكن الذي صنع الدراما هو "راجناروك".. هو علم أودين و بقية الآلهة أنه سيأتي يوم لا محالة يتحرر فيه لوكي من قيده، و يتحرر إبنه الذئب من قيده، و يهجمان ومعهما قوى الشر على جميع سكان مدجارد لينتقما من كل شئ، و ستكون الغلبة للوكي و قوى الشر، و رغم أن المعركة خاسرة إلا أن من واجب لوكي و بقية الآلهة و الأبطال أن يخوضوها ببطولة، ليسقطوا صريعين على الأرض في اليوم الأخير للعالم.
هذه الأساطير العدمية هي التي خلقت تلك الروح المجنونة لدى رجال الفايكنج. لقد كانوا يقاتلون بهوس حتى يسقطوا صريعين على الأرض، و محظوظ من يموت في ساحة المعركة، إذ أنه سينتقل مباشرة إلى قاعة أودين، حيث يجلس معه مع بقية الآلهة و الأبطال ليحتسوا الجعّة، انتظارا لذاك اليوم الأخير الذي سيتحرر فيه لوكي، و الذي سيقودهم فيه أودين الأب، كي يسقطوا جميعاً صرعى في قتالهم ضد الشر.

شكرا لك هابي احب قراءة تلك الاساطير

طرحك في منتهي الروعه

استمتعت في القراءه

في انتظار جديدك

دمت بكل خير

جميل ما اردجت عزيزتي بي هابي
رائعة ومبدعة دائما
تحيات لك