![]() |
حكاية من الخاطر
بين خصلات شعرها و مقعد الدراسة ابتدأت القصة لاهية .. غير مبالية تعبث بكتب العلماء تسخر من نظرياتهم و مجلدات الباحثين عن حقيقة الأشياء تعيدهم الى نقطة الإبتداء خصلات شعرها تمادت حتى أنامله . مرغما عاد الى النشئ الأول و هي تنقضّ على القلم بسذاجة طفلة إقتحمت حبره لتزاحمه في كتابة الحروف فيدور و يدور و لا يبلغ النهاية . هي لم تكن تعلم أنها تلهو بأحلامه حتى لامست رائحة أنفاسه المحترقة و الورق يكاد ينفجر شوقا أن تعود و تخدش بياضه و بكل مكر مضت تعبث بفراعنة العلم و ترسم خطوطها في كل سطر تتدعي انها جاهلة و ما أجمل الجهل حين يعانق كيانها . ما عاد يشعر بمرور الزمن الا عبر كائن ينسدل على كتبه في كل حين يوقظها .. يحاكيها و هو هناك .. ينتظر اقتناص فرصة لنيل بعض من خصلاتها يعتزل الوقت ليعدّها شعرة شعرة . كبر الطمع في أحلامه و راح يسعى الى عينيها لا بد أنهما واسعتين جريئتين كما الفاتحون على أوراقه مضى يتعقب عطر الربيع الذي انتشت به أيامه يقتفي بعضا من ظلها هنا و هناك شجرة تزهر و تفيض جمالا . كان لا بد له من السؤال و خير وسيلة سوء الأحوال و الجهل بالأمر "أتساعديني" استدارت لتلاقيه و اللحظة تستعد لفتح شباكها واثقة هي من مرادها كمن عبر الصحراء ألف مرة و لم تنل منه رمالها . اللقاء يتحول الى إمتحان في عينيه خيال فارس من الفرسان عالم من أحاسيسها أوسع من ألاعيبها أخطر تملّكها مزيج من خوف و رغبة في خوض المجهول و كي تبحر مع أمواجه ألقت شباكها على الشطآن . عجبا كيف إختُزل العالم في لحظة و الإنسان في نظرة و تقلّص المكان لمساحة ليست أبعد من سور العينين . دعاها لملاقاته حيث التاريخ يُحفظ في قصة و هي اليوم تفتتح قصّته في السياسة آلاف الخطط تسعفه ليزيد في السؤال و في الجدال و يتقلب من حال لحال فتارة يمزح و تارة المؤرخين يفضح "لما يسجنوننا في أكاذيبهم" السياسة أكذوبة و مسرح . و كالعادة من يرتدي ثوب المختلف يجذب فضول الحاضرين و كيف وهي حاضرة للثورة في كل حين تقتحم الطرقات في أصعب اللحظات و طرقات فكره مقفلة تدعوها للمغامرة . تسلقوا في البوح القمم تعلقوا فوق برج و علم نصبوا حبال الشوق و تمايلوا على أرجوحة المشاعر مواجهين الريح متناسين الهوّة في الأسفل و عمق الشرخ الذي يشقّ الأرض مصطنعا الحدود استسلموا للريح القوية فالنفس معلقة و الروح محميّة . فتنتهي القصّة و كأنها لم تبدأ الشاعر إلتهم قلوبهم بلا رحمة حين سوّلت لهم قلوبهم أن اللقاء حقيقة و الوحدة ليست بوهم تحوّل العهد الى خيبة و انتهى زمن المودّة صاحب الأنامل و الأيادي السمر لن يحقق مراده لن ينال رضى وليّ الأمر . ربيع هو .. لن يزهر و الأرض و إن تشابهت الجذور تباعدها تغتال في ترابها الوحدة تعتاش على خيرها و تنبت فروعا تختلف في الطرح و الولاء و هي ربيع .. لا يزهر سوى في بلاد النبلاء . و في آخر الرواية كلمات لا معنى لها "حبيبي اعتلي قمّة أحلامي و أنثرني رذاذ شوق عند أعلى نقطة لن تذكرني الكتب لكن الريح سترحل و تعود الى هذا المكان و تقول لمن يعتلي القمة هذا مكاني" . بقلمي ورد http://www.alforat.org/images/smilie.../66%20(46).gif |
http://www.arabna.info/vb/t13395.html
الرابط الأصلى لللرد على الخاطره تحايانا مشرفى قسم الخواطر ميتو ,,, أناهيد |
الساعة الآن 11:51 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |