![]() |
معركة دوار المجدل
معركة دوار المجدل
قُتل وجرح في تلك المعركة الكثير من قافلة عصابة (الهجانا) الصهيونية، وفيها راقب المجاهدون القوافل اليهودية المتجهة إلى المستعمرات الحديثة في النقب، والتي كانت تمر من الطريق الرئيسي القريب من الدوار، وقد بدأت المعركة حينما انفجرت الألغام التي زرعتها وحدة التدمير عند دوار (المجدل) شرق المدينة، وكان ذلك في منتصف النهار، وعلى أثر ذلك انقلبت إحدى المصفحات اليهودية، واشتدت المعركة وتقدم مجاهدو (حمامة) وقاموا بالهجوم، وكان يساعدهم في ذلك زملاء لهم من أبناء القرى المجاورة، استطاعوا إحكام الطوق على أحسن وجه حول الصهاينة، واستمرت المعركة حتى الغروب، وغنم المناضلون سيارة شحن ومصفحة محطمة وكمية من الأسلحة الخفيفة، وأنقذ ما تبقى من قافلة اليهود على أيدي القوات البريطانية. معركة محور برير (3 ابريل سنة 1948م) وأمافي الحقيقة فقد حدثت ثلاث معارك في هذه المنطقة، وكان المناضلون يتعرضون لقوافلالإمداد الصهيونية المتجهة للنقب، واشتدت المعارك وعاون الإنجليزُ اليهودَ كالعادة،مما جعل اليهود بعد ذلك يستولون على قرية (برير)، ويرتكبون مذبحة فيها ويطردون، بقية السكان. هذا، وقد حدثت هذه المعارك وغيرها من التي أتينا على ذكرها قبل دخول الجيوش العربية إلى (فلسطين)، وقبل وصول الجيش المصري إلى منطقة (حمامة) قادمًا من الجنوب من جهة مدينة (غَزّة) أي قبل الخامس عشر من مايو سنة 1948م. ومن المعارك التي خاضها مناضلو (حمامة) في نفس الفترة، معركة (الجورة)، حدثت معركة (الجورة) أيضًا واستعمل فيها العدو الزوارق الحربية بالتنسيق مع مستعمرت (نيتساليم) المجاورة، وفور أن تلقى مناضلو (حمامة) نداء الاستغاثة من مختار (الجورة)، لبوا النداء وهرعوا للدفاع عنها، وفعلا اكتفى الصهاينة بسبب ذلك بإطلاق قذائف زوارقهم من البحر ولم يجرؤوا على مهاجمة البلدة. عندما وصل الجيش المصري إلى (حمامة)، كان مناضلوها ثابتين في مواقعهم إلى أن تسلمها الجيش المصري الذي عمل فورًا على نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، وجرّدها من أداة النضال مما ساهم كثيرًا في الإسراع في تحقيق نكبة (فلسطين)، فقد قام اليهود بمهاجمة (يافا)، واختل ميزان القوى، وتعرضت قرى (عاقر) و(المسمية) و(قسطينة) و(المغار) و(المجدل) إلى هجوم الصهاينة، واستقبلت (المجدل) و(أسدود) و(الجورة) جحافل النازحين من (يافا) والقرى المجاورة لتبدأ مأساة اللاجئين الفلسطينيين. في ليلة 16 مايو 1948م دخلت الجيوش العربية بعض المناطق في (فلسطين)، تلك المناطق التي لم تكن قد احتلت قبل 15 مايو 1948م، وذلك على أثر انتهاء الانتداب البريطاني وجلاء القوات الإنجليزية وإعلان دولة إسرائيل، وصلت في تلك الليلة أولى طلائع الجيش المصري إلى (المجدل)، هنا حاول اليهود عرقلة تقدم الجيش المصري شمالاً، فقاموا بمهاجمة (حمامة) من ثلاث جهات بغرض احتلالها، الشمالية عبر الطريق الزراعي، والشرقية عبر الطريق العام المعبد الذي يربط (يافا) بـ (غزة)، والغربية عن طريق ساحل البحر، ولم يهاجموا من الجهة الجنوبية، وذلك لحث الأهالي على النزوح من بلدتهم إلى (المجدل)، كانت المعركة حامية واستبسل فيها المناضلون ومن معهم من أبناء القرى من الذين نزحوا إلى (حمامة)، ولما اشتد ضغط اليهود وكثفوا من هجومهم على البلدة لما عندهم من إمكانات وأعتدة، وشارفوا على أطرافها الشمالية، عند ذلك لجأ إلى طلب المساعدة من الجيش المصري الذي وصل إلى (المجدل) كل من المختار (محمد يوسف الخواجة) الشهير بـ (أبو سلمان)، (عثمان أبو سلطان)، (العبد محمود الهباش)، (محمود الحاج مقداد)، (عبد الوهاب الفار)، (مصطفى القرم)، (يحي أبو يحي)، (حسن أبو صفية)، وكان رد القائد المصري بالرفض لأسباب قال عنها إنها استراتيجية في حين اعتبرها أهالي (حمامة) مخيبة للآمال، وقرروا الاعتماد على أنفسهم إلى أبعد الحدود، وهنا عملوا على إعداد كمية غير عادية من نوع القنابل التي كان يستعملها صيادو السمك في (حمامة) والتي كانت تحدث صوتًا مخيفًا إذا ما انفجرت في الهواء، وفعلا نجحوا في ذلك وأرعبوا اليهود المهاجمين خلال الليل، الذين ظنوا أن لدى المقاومين أسلحة جديدة وقوية وهكذا فشل الهجوم على (حمامة)، من الذين عملوا على إعداد الكمية غير العادية من عتاد قنابل صيد السمك والذين كانت لهم خبرة في هذا المجال وكانوا من المخضرمين في أعمال البحر كل من: (محمد الأخشم مقداد، محمود الحاج، العبد القوقا صلاح، إسماعيل النجار، أحمد أبو عودة، حسن كسكين، عبد الهادي الأخشم، علي الأخشم، خليل أنصيو، محمد أبو عبد الله عاشور، ذياب أبو سلطان، مصباح أبو صفية، رباح أبو صفية، خميس قاعود). 11-3 العرب يدخلون الحرب عمت أهالي قضاء (المجدل) فرحة عارمة مع وصول طلائع الجيش المصري، وفي (المجدل) أعد احتفال مهيب ترحيبًا بالجيش المصري، وقد أقيم الاحتفال في ساحة وسط السوق العمومي بمدينة (المجدل)، ألقى فيه (البيك طه) القائد المصري كلمة شكر، حيا فيها كل المحتفين بالجيش المصري، ثم تبعه اللواء (محمد نجيب) الذي أصبح فيما بعد قائد لثورة 23 يوليو 1952م وأول رئيس لجمهورية مصر (حمامة..عسقلان). وطُلب من الشعب الفلسطيني تسليم أسلحته للجيش المصري على أن يعطيها له بعد النصر ليطلقها في الهواء كيفما شاء أو متى شاء، وأن يُرشد الجيش المصري على كل من يتعاون مع العدو، التحق للعمل مع الجيش المصري من أهالي (حمامة) كل من: (محمود الحاج مقداد، مصطفى القرم، سليمان بريص، عبد الله حمتو الهباش، محمد طبيش صقر، فارس شحادة، عبد الوهاب الفار، جمعة فتاح، محمود الدوش، حسن بلوق، محمد مصلح، سليم بركات). راح الجيش المصري يتجه شمالاً إلى أن سيطر حتى وصل شمال (أسدود) واتجه شرقًا، وهكذا دخل كل القرى التابعة لقضاء (المجدل)، وراح يعد لمعركة احتلال مستعمرة (نيتساليم) الواقعة بين (حمامة) و(أسدود) والتي كان اليهود يقومون منها بغاراتهم على القرى المجاورة، حضر (محمد نجيب) شخصيًا إلى (حمامة)، ودعى مخاتير البلدة إلى الاجتماع به في منزل (إدريس الشيخ محمود) مختار (الكلالبة)، وطلب مساعدتهم ودعمهم للقوات المصرية التي ستقوم بالهجوم على المستعمرة، وطلب من أبناء (حمامة) المشاركة في الهجوم على المستعمرة المذكورة، وفعلاً هب أهالي (حمامة) جماعات وقام المناضلون من أبناء البلدة بواجبهم مع الجيش المصري وتم اقتحام واحتلال المستعمرة، واستشهد من أبناء (حمامة) في تلك المعركة: (أحمد أبو عودة، وجرح كل من، محمد الأخشم، محمود أبو ريالة، عرفات العبد أبو سلطان) فور توقيع اتفاقية الهدنة بين (إسرائيل) ومصر وشروع الجيش المصري بالانسحاب إلى مدينة (غَزّة) تاركًا خلفة (حمامة) و(المجدل) والقرى المجاورة بلا غطاء عسكري أمام الصهاينة، أضحت القرى والبلدات الفلسطينية مكشوفة لأنها لا تملك أدوات الدفاع ولذلك أجبر الأهالي تحت الإرهاب الصهيوني على ترك مدنهم وقراهم. شهداء (حمامة) في ثورات 1936م - 1938م حسب الترتيب الأبجدي للأسماء هم: (خليل حسين السر شامية، العبد النجار، محمد أبو مشايخ الفراني، محمد علي موسى دحلان، محمود عباس أبو العمرين، يوسف انشاصي أبو سلمى). ومن شهداء (حمامة) في الأعوام 1947-1948-1949م، حسب الترتيب الأبجدي للأسماء. "المصدر كتاب (حمامة..عسقلان)" هم كل من: (أبو سليم الخواجة، أحمد أبو عودة الملقب (الداحول)، أحمد إبراهيم حرب، أحمد الطبش، أحمد جمعه جعفر مقداد، إبراهيم الفار، إبراهيم حمدان مقداد، إبراهيم سالم أبو شعير، أحمد إبراهيم محمد أبو عودة، إدريس إبراهيم كعبر، إسماعيل شعبان انصيو مقداد، جمعة يحي عوض، حسن بلوق صالح مقداد، حسن حلوق مقداد، حسن سلامه سلمي، حسين محمد اللحام الملقب (أبو مناشا)، حمتو العزازي، حمدان حمدان مقداد، خليل حسين شامية، درويش عبد ربه عوض،ذيب أحمد سلامه، ذيب الحاج هدى رضوان، راتب محمد السكر حرب، زهدي عروق صلاح، سالم حسن صالح شامية، سالم طه عوض، شاكر الخواجة، شحادة علي شحادة صقر، شعبان النجار، شعبان محمد انشاصي، صبحة عطية أبو سلطان، طه أبو فول،عبد الرحمن محمود أبو العمرين، عبد السلام شحادة فتحية، عبد الله عيد مقداد، عبد الهادي محمد الفراني، العبد حسن خليل النجار، عبد ربه محمود الهباش، عبد شاكر عبد النبي دحلان، العبد محمود الهباش مقداد، العبد يحي عوض، عثمان خالد الخواجة الشريف، علي الزهار، علي محمد محمد دحلان، عمر عبد الرحمن أبو العمرين، عمر يوسف الفار، عمران الخواجة، فاطمة موسى أبو ريالة، فخري أبو يونس عوض، فخري يونس عوض، محمد أحمد درويش، محمد أحمد أبو عودة، محمد اسحق الفراني، محمد إسماعيل القوقا، محمد الزهار، محمد الغريب عبد الباري، محمد عبد الرحمن أبو العمرين، محمد عبد الهادي دحلان، محمد محمد عبد الصمد، محمد مقداد الملقب (صلعان) العبد مقداد، محمد موسى على دحلان، محمد يوسف أبو سمعان الملقب بـ (العيس)، محمود إبراهيم الخواجة الملقب (محمود زهرة)، محمود إبراهيم صقر، محمود اعرم كلاب، محمود الزهار، محمود المقزمر عوض، محمود جعفر أبو عودة، يوسف عبد ربه عوض). على أثر حرب عام 1948م وما نتج عنها، نزح أهالي (حمامة) إلى جنوب (فلسطين) واستقر السواد الأعظم منهم في قطاع (غزة)، في معسكرات هيئة الإغاثة الدولية خاصة الكبرى منها والتي أقيمت خصيصًا للاجئين في (جباليا) وشاطئ (غَزّة) و(خان يونس) و(رفح)، مع وجود تجمعات لهم أقل في معسكرات اللاجئين الأخرى في كل من (النصيرات) و(البريج) و(دير البلح)، وراحوا مع غيرهم يواجهون واقعًا مأساويًا قلّ أن تشهد له البشرية مثيلاً، لأن الفلسطينيين - وهذا قدرهم - هم الشعب الوحيد في هذا العالم الذي يعيش لاجئًا على أرضه، ولهذا ليس غريبًا أن يكون أهالي (حمامة) ومن هم من نسلهم، جيلاً بعد جيل، من طلائع الشعب الفلسطيني الذين يرفعون شعلة النضال من أجل استرداد الحقوق، ورفض الأمر الواقع، مهما طال الزمن أو دالت الدول. _________________________ (1) كتاب حمامة - عسقلان الهدنة الأولى وقعت في 11/06/1948م الهدنة الثانية وقعت في 15/07/1948م الهدنة الدائمة وقعت في 24/02/1949م كتاب: (حمامة..عسقلان). |
شكرا وبارك الله بك على الطرح
معلومات استفدت بها عن هذه المعركة تحياتي |
شكرا لك على هذه المعلومات عن المعركة وبارك الله بك يا عاشق البندقية
|
|
بارك الله فيك على هذه المعلومات
وجزاك عنا كل خير تحيات لك سلمت اخي الكريم |
سلمت يداكـــــ على هذا الموضوع الرائع تقبل مروري بود وتحياتي |
دمتم للوطن
|
دمت بود |
اقتباس:
|
الساعة الآن 09:33 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |