![]() |
انتخابات حرة ونزيهة كفيلة بحل مشاكل مصر.. لا جمال ولا عمر سليمان
'الغارديان': انتخابات حرة ونزيهة كفيلة بحل مشاكل مصر.. لا جمال ولا عمر سليمان
2011-01-27 لندن ـ 'القدس العربي': مع تصاعد نيران الغضب في مصر في 'ايام الغضب' التي دعت اليها المعارضة المصرية احتجاجا على الظروف المعيشية في البلاد، تتجه اعين المحللين نحو النظام المصري وقدرته على البقاء امام تظاهرات لم تبلغ الحد الذي وصلت اليه التظاهرات في تونس والتي ادت للاطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي. وجرى الحديث عن انتشار عدوى الثورة التونسية الى البلاد العربية، خاصة قلب الامة العربية مصر. وقلل المحللون من امكانية حدوث هذا السيناريو. لكن تصاعد ايام الغضب وتزايد قدرة الحركة والشباب المنظمين لها قد تدفع الى تغيير النظرة على الرغم من قوة النظام المصري الذي امر قوات الامن بعدم التسامح مع المتظاهرين وقام مثل النظام التونسي بمنع 'تويتر'. وهي الادوات الجديدة في عمليات الاحتجاج في العالم ضد الانظمة الشمولية. والمظاهرات التي تشهدها مصر هي الاولى من نوعها منذ 34 عاما وثورة الجياع - الخبز (1977) اثناء حكم الرئيس انور السادات. وعلى خلاف الثورة السابقة فالاحتجاجات اليوم في مصر ليست موجهة من اجل قضية واحدة ولكن ضد النظام القائم نفسه وحكومته 'المتجمدة'. وترى 'الغارديان' في افتتاحيتها ان عمليات القمع الجماعي لن توقف الاحتجاجات الجارية اليوم. وتقارن هنا بين طبيعة الاحتجاجات في مصر وتلك التي حدثت في تونس حيث قالت انها بدون قيادة. وكالعادة ومثل ما حدث في تونس فقد كان الرد الاول من وزير الداخلية المصري هو القاء اللوم والمسؤولية على جماعة الاخوان المسلمين والتي لم تلعب سوى دور قليل في التظاهرات وحتى داعية الاصلاح، الحائز على نوبل، محمد البرادعي الذي تحلقت حوله المعارضة مرة لم يشارك فيها. ولا تعتقد الصحيفة امكانية التخلص من النظام المصري مثل التونسي، خاصة ان حكومة الوحدة الوطنية لم تنجح بعد في التوافق لان عناصر النظام البائد التونسي لا تزال تحاول التمسك بالسلطة وحتى تحقق الثورة التونسية النجاح لا بد من التخلص من بقايا النظام السابق وبداية صفحة جديدة واجراء انتخابات. ونظرا لصغر تونس ودورها المتواضع في السياسة العربية فتكرار الدرس التونسي في مصر يظل بعيدا لانها فروق منها المساحة والتعداد السكاني وحجم الدور التقليدي الثقافي والفكري لها كبلد رائد اضافة للدور الذي لعبته وتلعبه 'وان خسرته في الاعوام الماضية' في السياسة العربية. ومع ذلك فما حدث في تونس وما يحدث في عدد من الدول العربية من احتجاجات الحرق قام بها جياع وعاطلون عن العمل ما هي الا صرخات في وجه الديكتاتوريات العربية ومفادها ان 'هذه الانظمة لم تعد قادرة على اسكاتنا'، وكان مراسل الصحيفة في القاهرة، جاك شينكر قد اعتقل من قبل سلطات الامن 'وذاق طعم الضرب والمعاملة السيئة من رجال الشرطة بالزي المدني' الذين يروعون الناس تحت ذريعة قانون الطوارئ. واهم ما تشير اليه الصحوات العربية وصرخاتها هو تداعي المفهوم لدى الغرب من انه بحاجة الى ديكتاتوريات عربية 'دخلت مرحلة الشيخوخة' ان لم تكن الخرف من اجل ان تكون حاجزا ضد الحركات الاسلامية. فقد اصبح هذا الفهم لا قيمة له. وفي الحالة المصرية، فالرئيس المصري البالغ من العمر 82 عاما يظهر حساسية عالية من الدعوات التي تطالبه بالرحيل بعد 32 عاما من الحكم. ولان الرئيس لم يعين خلفا له فالمحاولات لتحضير نجله جمال تلقى معارضة من الجيش نظرا لقلة خبرته العسكرية ولان جمال يظل في قلب عملية 'الخصخصة' التي انتجت حفنة قليلة من الاغنياء ووسعت الدائرة بين من يملك ومن لا يملك. وعليه فلن يحظى جمال بالشعبية التي يريدها. خاصة ان المتظاهرين حملوا يافطات كتب عليها 'جمال قل لوالدك نحن منكرهك'. وكل الاشارات تؤشر الى ان الرئيس العجوز سيرشح نفسه لولاية سادسة، وذلك حسب تقرير كتبته مارغريت سكوبي، سفيرة واشنطن في القاهرة ونشر مع تسريبات ويكيليكس. وصورته السفيرة ان الرئيس يجب ان يفكر الان بالتقاعد كخيار لا مفر منه مما يعني تعبيد الطريق امام الرجل القوي عمر سليمان، مدير المخابرات المصرية وفي النهاية فما تحتاجه مصر هو انتخابات حرة ونزيهة ومن خلالها يتم التصدي لمشاكل مصر السياسية على حد تعبيرها. المعارضة غائبة وفي الوقت الذي عبرت فيه الدول الاوروبية وإن بلهجة متفاوتة عن قلقها من الطريقة التي يتم فيها قمع المتظاهرين ودعت النظام للاستماع لمطالب للقوى المدنية للحفاظ على استقرار البلاد وذكر المسؤولون الاوربيون الحكومة المصرية بدرس تونس، الا ان الحكومة الامريكية التزمت بدور تقليدي ولم تعلق وزيرة الخارجية الامريكية الا تعليقات ابدت فيها الدعم للنظام المصري داعية الى احترام حرية التظاهر وعدم استخدام العنف من قبل المتظاهرين. ومع ذلك فالطريقة التي نظم فيها المتظاهرون انفسهم عبر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي دعت المحللين للقول ان هذه هي المرة الاولى التي يواجه فيها نظام مبارك هذه الدرجة من الغضب وتحمل له المظاهرات اخبارا سيئة. وهذه الاخبار تتمثل بولادة ما اسمته 'نيويورك تايمز' القوة الثالثة، مقابل النظام والمعارضة التي قلم النظام اظفارها اضافة للتشنيع على الاخوان وسجنهم. ويحاول المعارضون الذين تسامح معهم النظام لدرجة معينة الان للامساك بصفوف المعارضة الجديدة وتبنيها. الشباب اتخذوا القرار ونقلت الصحيفة عن محمد البرادعي في مقابلة هاتفية معه في مكتبه في فينيا قوله ان 'الشباب هم الذين اتخذوا المبادرة وحددوا التاريخ وقرروا المضي في التظاهر'. واعترف البرادعي الذي سارع للسفر للقاهرة قائلا 'بصراحة لقد فقد الشباب الصبر، ولا اعتقد ان الناس مستعدون'. وفي الوقت الذي بدأت المعارضة التقليدية تراجع نفسها، فالاخوان المسلمون الذين يعتبرون من اكبر حركات المعارضة المصرية والتي امتنعت عن المشاركة في التظاهرات بعد عمليات القمع التي تعرضت لها فانها قد تراجع موقفها وتعترف بانها لم تعد القوة التي لا تنافس حسب التقرير. ويقارن المحللون بين شباب الانترنت والفيسبوك والتويتر الذين قادوا ثورة تونس وبين الشبان المصريين الذين يقودون الاحتجاجات بعيدا عن دعم المعارضة التقليدية. ومع ان البرادعي حاول لسنة جمع صفوف المعارضة تحت مظلة الحركة الوطنية للتغيير الا ان الشكوك من كونه جديدا على المشهد السياسي عطلت جهوده وهنا يقول انه 'لم يقدم نفسه ابدا على انه مخلص سياسي وعلى المصريين ان يصنعوا ثورتهم. ويعترف الان ان الاحتجاجات ستجعل الشباب واثقين من انفسهم ويؤمنون بضرورة التغيير الذي سيحصل من خلالهم وليس عبر شخص واحد 'فهم القوة المحركة الان'. والحركة الجديدة التي غيرت شكل المعارضة التقليدية بين النظام والاخوان تمثل اشكالية لصناع الامريكي، مشيرا الى ان الغرب اشترى سياسة مبارك لسنوات عبر التشنيع على الاخوان وقمعهم وان القمع يحدد قوتهم باعتبارهم البديل عن النظام مما يعني ان وصولهم للحكم مساو للقاعدة. واكد البرادعي ان اي انتخابات حرة كفيلة بانتاج حكومة معتدلة لكن امريكا تضغط على مصر وتعاقب العالم العربي بهذه السياسة العقيمة التي تدعم القمع ولا تؤدي الا لتعزيز التطرف. ويرى عدد من المحللين ان ثورة الشباب المصري هي ثورة بلا يافطات للمعارضة ومن الغبن ان يدعي اي طرف الوصاية عليها. ولاحظ محللون صمت الاخوان الذين ردوه لحذر الحركة من عدم الخروج للشوارع لانها قد لا تستفيد منها. ويشير البرادعي متسائلا ان كان اسم الاخوان يستحق الخوف الذي يثيره داخل دوائر صنع القرار لدى الغرب في محاولة منه لتقليل الخوف من الاسلاميين ويقول ان الاخوان هم حركة دينية تمثل قطاعا من المهنيين والمتعلمين واساتذة الجامعات والمحامين ومن يستفيد من مؤسساتها وهي لا تدعو للعنف او تمارسه منذ الاحتلال البريطاني. وقال البرادعي ان الاخوان يمثلون نسبة 20 بالمئة من المصريين 'وكيف تقوم باستبعاد 20 بالمئة من سكان مصر؟'. وعبر البرادعي عن صدمته من تصريحات كلينتون حول الاستقرار في مصر متسائلا 'استقرار 30 سنة من قوانين الطوارئ والانتخابات المزورة'. وحذر من تكرار الدرس التونسي قائلا ان النظام لو جاء وقال متأخرا اننا نحترم الشعب' فيكون قد تأخر. |
ليس حبا في
مبارك انما احتراما لماضيه فحسني مبارك خاض حرب النصر مع اسرائيل فاذا كان الخيار ما بين مبارك وما بين البرادعي الذي جاء وعلى رأسه قبعة امريكية فحذاء مبارك تاج على رؤوس هولاء المتامركون سعدت بالمرور هنا ناجي تحيات لك |
الساعة الآن 05:26 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |