![]() |
خيارات الثوره بين الخيار الديمقراطي و القرار الوطني والسيادي
أتابع في كافة المحافل من تحليلات أشبعت الحدث التاريخي في مصر ببعده العربي والاقليمي بل
والدولي نظرا لمكانتها وأهميتها على صعيد العلاقات الدوليه وما تلعبه بصدق في إدارة الاحداث في خارطة الصراع وموقعها فيه رغم كل ماقيل عن الثوره من تحليلات لم ترقي الى مستوى المعالجه الموضوعيه والتي تتسم بالعقلانيه السياسيه والفكريه والشعور بالمسؤولية التاريخيه التي تقع على كاهل الذين يتحدثون عن الحدث حتى وصفه البعض بأبعاد ورؤى غير واقعيه حقا لقد لفت أنتباهي بعض من طرح طرحا مغايرا بعنوان قديبدوا من الغرابه (لاترحل يامبارك) ولقد قرأت الموضوع بأهتمام كبير وما وردفيه بشكل أربط فيه الموضوع ترابطا ممكنا أن نخرج منه بنتيجة واضحة محددة ..ووجدت بحق رأيا وتحليل خاص كان مبنيا على حقائق واضحة المعاني ولم تقم بدور المشكك بإهداف الثوره بل إستعرضت مجملا من المواقف التي كانت كافيه لأن تكون تراكما كافيا للثوره ولكن الموضوع ليس بالمواقف بل بالظروف المحيطة بتلك المواقف التي كان النظام المصري ممسكا بزمام المبادره ولم يكن أي فعل جماهيري إلا من أحزاب كانت تشكل الظل للنظام القمعي ..ولست بمعرض تناول المفردات السياسيه التي هي من المسلمات التي لايختلف فيها أثنين على الرؤية والتحليل والاستنتاج بل وبناء موقف ..إلاأن مايجري في مصر ليس إبن يوم وليله وليس ثورة شباب كما حاول البعض تصوريها لأنها في الحقيقة ثورة شعبيه من أجل ألخيار الديمقراطي ومحاربة الفساد المستشري وكل ما يمكن تصنيفه بأجندة وطنيه تم تقديمها للمجلس العسكري من الامانة العامة لثورة 25 يناير ..نعم الشباب قاد الثوره في البدايه ثم إنتقل زمام المبادره الى الجماهير التي بدأت تشكل ثورة شعبيه حقيقيه ساندها الجيش بموقف وطني يحسب له في إنتزاع الاقرار بالتخلي عن السلطه وإناطة المسؤوليه للمجلس العسكري ليستطيع المجلس ممارسة مهام رئيس الجمهوريه ولم يقبل أن يقيل الرئيس حتى لايسجل عليه موقف انه أقدم على مايشبه الانقلاب العسكري وهذا ماسعى إليه النظام السابق ليصطدم الجيش بالجماهير نعم ومانراه اليوم من إجرءآت حل مجلس الشعب والشورى وتعطيل الدستور إلا مقدمة على طريق الاصلاح الديمقراطي الذي نادت به ثورة الجماهير وهو بذلك يضمن حل مجلس الشعب الذي يشكل أغلبيته الحزب الوطني الحاكم سابقا وهو إعلان مكتوب بنهاية الحزب نهائيا من الساحة السياسيه وهو مطلب من مطالب الثوره ..نعم هنا أريد أن أتوقف في نقطة هامة جدا وهي أن الجماهير نادت بالخيار الديمقراطي وتجنبت الحديث في طرح القرار الوطني والسيادي الذي يفي بمتطلبات السلام المزعوم والعلاقة الاستراتيجيه مع الولايات المتحده ..وهذه نقطة أكدها إلتزام المجلس العسكري بالمحافظة على الاتفاقيات والمعاهدات الأقليميه والدوليه التي تعتبر خطا أحمر في إدارة ملف الازمه من قبل المجلس العسكري في قبول النقاش لمطالب ثورة 25 يناير ..نعم كان لافتا جدا عدم حضور أجندة الاحزاب في الساحة بشكل مباشر فلم يطرح الاخوان رؤيتهم بأن الاسلام هو الحل ولاغيرهم وهكذا تم إدارة الملف بأقصاء متعمد من أجندة الثوره الملفات الساخنه مثل رفع الحصار عن غزة وإتفاقية تصدير الغاز المصدر لدولة الاغتصاب ومناقشة القرار السيادي المتعلق بالتحرك الحر والعبور لسيناء ..نعم خيارت الثوره بين الخيار الديمقراطي وبين الخيار للقرار الوطني والسيادي فأختارت الاولي ربما للوصول الى الثانيه إذا إستطاعت بذكاء إدارة معركتها بما يتوافق مع أجندتها الوطنيه وهو دال بشكل كاف على موقف وطني صادق وإنتماء حقيقي لمطالب الجماهير ..حيث من الجدير بالذكر أن بعض القوى المضاده للثوره مازالت تسعى إلى زعزعة الوضع وإستغلال حالة الانفلات الجزئي بعيدا عن أجندة أمناء ثورة 25 يناير وتقوم بالتحريض على الاضرابات والمطالبات المعلنه برفع سقف الاجور وهي في حقيقة الامر تسير في الاتجاه المضاد لعلها تربك أجندة المطالب التي يتم التعاطي معها من قبل المجلس العسكري بحكمة ورويه ..كما أن الشارع مازال مشحونا بقدر يجب ان يكون فيه هناك حوار بناء بين أمناء ثورة 25 يناير وبقية الاطياف لتمكين المجلس العسكري من الوقوف على قدميه في أصعب مرحلة تاريخيه في تاريخ مصر الحديث فاقت بنظري نتائجها حربي 67 و73 أن الظرف الذي تعيشه مصر الان هو الخروج من 30عام في ظل نظام الحزب الواحد والكوتا التي لم تؤثر في الخط العام في إدارة شؤون مصر للخروج من أزماتها التي أوصلت الجماهير الى القيام بثورة كان الخط العام فيها والعنوان الرئيس (نريد إسقاط النظام) بما يعنيه هذا العنوان من أبعاد في القضاء على مرتكزات النظام الاساسيه المتمثلة في الحزب الوطني الذي شرعن للعديد من القوانين التي هدرت مقدرات الامة وأعادت مصر الى الوراء 50 عاما ..نعم الثوره ستعيد البناء منذ 50 عاما وليس 30 عاما ولن تنجح الثوره لولا مساندة الجيش الوطني وعلى الثوره ان تقف بجانب الجيش ليتمكن من تحقيق المطالب المشروعه التي وعد بمساندتها منذ نزل الى الشارع وألتحم بالجماهير رغم محاولات النظام السابق إرهاب الجماهير في ميدان الحريه بطلعات الطيران الحربي في سماء القاهره وميدان التحرير وتحليق طائرات الهليوكبتر التي كانت تلتقط الصور لميدان التحرير ليوم الحساب للناشطين وهذه بحق كانت لافتة جدا أن يستعمل النظام الطيران الحربي ليطير ويحلق في ساحة ميدان التحرير بدلا من أجواء سيناء المحرره حيث كان ذلك قمة الافلاس في مواجهة الثوره وماتبعه من موقعة (الجمل ) كما وصفها بعض المحللين ..نعم الثوره أمامها الكثير الكثير ويجب أن تتعاطى مع المجلس العسكري بروح المسؤوليه الوطنيه ..حما الله مصر العروبه من كل سوء وحقق الاماني العادلة للشعب العربي الشقيق في مصر العروبه ..تحياتي وتقديري لكل من شارك في النظرة الى الحدث بالوعي والمسؤولية الوطنيه ولم ينساق الى مايريده العدو من خلق الاحساس أن هو من يتحكم في قرارنا وهو من يعين رئيسا ويأتي بطيف سياسي للسلطه وهذا فيه تجن على المناضلين الشرفاء وماجرى جزء من المعركه الكبرى المتعددة الوجوه ولكن علينا بكل صدق أن نقبل ببعض الاخفاقات التي لاغنى عنها في مرحلة إعادة بناء مصر الثوره الجماهيريه .. الامير الشهابي ..دراسات وأبحاث وتحليل إستراتيجي </b></i> |
الساعة الآن 10:41 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |