![]() |
مفهوم الطفل لموضوع الجنة والنار
مفهوم الطفل لموضوع الجنة والنارليس لدى الاطفال أي أطلاع عن ماهية الجنة ، أو ما هية النار ، وهو يتصور بناء على ما يسمع أن الجنة مثلا حديقة جميلة فيها أنواع المأكولات من الحلوى والفواكه ووسائل اللعب للاطفال ، فيمكنه هناك اللعب بالارجوحة ، ويركب الدراجة الهوائية ذات العجلتين ، أو الثلاث عجلات ، ويمكنه أن يلعب ويمرح ويلهو ويقضي في المكان الفسيح المليء بالاشجار ، وأن يلعب لعبة الاختفاء والبحث (الختيلة) ، وحتى يمكنه ان يختفي في مكان لا يستطيعون العثور عليه !!! ]وتصوره عن جهنم لا يتجاوز كونها مشهدا من النار ، ولا يتصور مطلقا بأنه سيلقى فيها يوما ما ، بل ويتصور بأن في ميسوره أن يحيد عنها ، أو يجتازها وينقذ نفسه منها ، أو أنه يتحمل حريقها بشكل أو آخر ... الى آخر ذلك . وهو في الوقت نفسه يعيش بعض لحظات الامل والشوق للجنة والحياة في أجوائها البديعة ، والخلاص من النار . انه مستعد لسماع كلام أبيه وأمه من أجل الجنة ، واذا أدرك أن عدم أطاعة الام تؤدي به الى دخول جهنم فسيحاول اطاعتها جهد الامكان . ونضيف أيضا ان الخوف من جهنم يدفعه الى الصدق في القول ، واجتناب الكذب والعصيان ، وفي مقابل ذلك يدفعه الطمع بالجنة الى الصلاة والعبادات ، والى حب الله وأبيه وأمه . وعلى المربي ان يتجنب تخويفه من النار قبل سن السابعة لان ذلك يسلبه الامن والاستقرار .أسئلة الطفل الدينية عجيبة ، فانها تنم عن حبه للاستطلاع وهو يحاول فهم كل ماهو مجهول بالنسبة له ، ومعرفة عالم الدين ، وعالم ما وراء الطبيعة . ففي ذهنه الكثير من الغموض والشكوك التي يسعى ال فهمها . ولو تهيأ له المربي الجيد الواعي لامكن التفاؤل له بمستقبل مشرق .
أسئلة الطفل كثيرة ، وهي تختلف بأختلاف درجة نضجه وفهمه وأدراكه ، وتتناسب مع سنه . نشير فيما يلي الى بعض من تلك الاسئلة على سبيل المثال لكي يستفيد الابوان والمربون للاجابة عنها :- في السنوات الست الاولى : يختلف نوع الاسئلة في هذا السن ، حتى عن الاسئلة التي تطرح في سن السابعة ، فالطفل في سن 3 -4 سنوات - في السنوات الست الاولى : يختلف نوع الاسئلة في هذا السن ، حتى عن الاسئلة التي تطرح في سن السابعة ، فالطفل في سن 3 -4 سنوات يسأل عادة عن مصدر وعلة الاشياء ، فهو يسأل مثلا : من أين جئت ؟ من الذي أعد وسائل اللعب هذه ؟ أين ذهب حسن ولماذا ؟ من الذي صنع السماء ؟ولماذا ؟؟ هل مات ابي ؟ وأين ذهب ؟ . الخ وكما نلاحظ فان بؤرة أسئلته تتركز على موضوع المبدأ والمعاد . فهو يرغب في معرفة مصدر ومنشأ الامر الفلاني ، وما هو مصيره ؟ وهذا هو الامر الذي نعتقد بوجوده بشكل فطري متجذر في نفوس الاشخاص . أسئلة الطفل كثيرة ، وهي دليل على مدى تعطشه ، وان الاصغاء اليها يحتاج الى الكثير من الصبر والاناة ، يرى بعض الاباء أن هذه الاسئلة تأتي اعتباطا ، ومن غير أساس ، أو جذور . ولكن قليل من التأمل يظهر انها ليست كذلك فالاسئلة تنم عن نضج الطفل ، وان اهتمام الوالدين والمربين واحترامهم للطفل يؤدي الى نضجه دينيا . بين سن 7 - 10 سنوات : اعتبارا من سنة السابعة فما فوق ، يبدأ التفكير المنطقي بالنمو لدى الطفل ، ولهذا تصبح أسئلته أكثر عمقا . فالاسئلة التي يطرحها عن الله دقيقة ولا يقنع بالاجابة الساذجة ، بل يبغي الحصول على اجابات غنية ودالة ، وقاطعة . تتلخص أسئلتهم في مواضيع من قبيل : لماذا لانرى الله ؟ كيف يوجد الله في كل مكان ؟ ما هو الله؟ ان لم يكن الله كالسحاب ، أو كنور الشمس ، فكيف يمكن ان يكون ؟ ان كان الله يحبنا فلماذا يلقينا في جهنم ؟ كيف يبعث الانسان يوم القيامة حيا ؟ و هل نمتلك في القيامة بيتاً ؟ ان كنا لا نرى الله حاليا ، فهل بالامكان رؤيته يوم القيامة ؟ لماذا لا يكلمنا الله ؟ أسئلة الطفل كثيرة ، ولا انقطاع لها ، وعلى الوالدين والمربين تقديم ماتيسر من الاجوبة المقنعة جهد الامكان . كما ان الاسئلة التي يطرحونها عن الموت والمعاد ، والجنة والنار ، يجب ان تلقى الاجابات الصادقة بعيدا عن اللبس والغموض . - في سنوات الشباب : من البديهي أن النضوج الفكري والعقلي للشباب يصبح في وضع أفضل مما كانوا عليه في السابق . فوعيهم ورؤيتهم الكونية تكون اوسع ، وعليه فلا بد أن تكون أسئلتهم أيضا أكثر عمقا ونضجا . [ ان ما يستحق الذكر هنا هو أن أسسهم الاعتقادية السابقة لابد وأن تكون قد ترسخت في أذهانهم طوال فترة ما قبل المراهقة . ان أجاباتنا التي نقدمها لائسئلتهم قبل سن العاشرة لها دور فاعل في تكوين هذه الاسس الاعتقادية ، وهذا يعني ألتزام والدي الطفل بأدخاله في ما يشبه الدورة المركزة والمبسطة في أصول الاعتقادات ، والنمط العملي في التدين ويعتبر هذا جزءا من حقوقه عليهما . ولا تفوتنا هنا الاشارة الى ثلاث نقاط لها علاقة بمدى تدين أبنائنا في مرحلة المراهقة وهي : ظهور الحس الديني ، والميل الى الدين وتعاليمه ، مما يجعله ذائبا في الدين . 2- بزوغ معالم الشك لديه يعود سببها الى تعلمه في السابق ، وهو يحاول حالياً وكنتيجة منطقية لذلك ـ اعادة النظر فيما تعلمه ليتأكد من صحته . - تتوارد على ذهنه الكثير من الاسئلة الناتجة في الغالب من تلك الشكوك وكافراز طبيعي لنضوج استدلاله المنطقي ، الا انه غير مستعد ـ بسبب غروره وأنانيته ـ لطرحها في أي زمان ومكان . وهذا ما يدعوا الوالدين والمربين الى الاجابة عن اسئلته بشكل مباشر ، أو غير مباشر ، ودفعه الى أظهار ما يعتلج في باطنه . |
|
|
|
|
|
الساعة الآن 06:12 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |