![]() |
التمني والترجي
التمني والترجي
بسم الله الرحمن الرحيم التمني هو طلب حصول الشيء المحبوب دون أن يكون لك طمع وترقب في حصوله ؛ ذلك لأن الشيء الذي تحبه إن كان قريب الحصول مترقب الوقوع كان ترجيا ، ولا يسمى تمنيا ، والترجي ليس من أقسام الإنشاء الذي ليس طلبيا ، وإنما لم يعدوا الترجي من الإنشاء الطلبي ، مع أنهم جعلوا التمني منه ، لأن التمني طلب الشيء ، ولكن الترجي ترقب حصول الشيء .ولهذا إن ما استقر عند بعض الناس من أن التمني هو طلب المستحيل ، والترجي طلب الممكن ؛ خال من الدقة ؛ لأن التمني قد يكون لغير المستحيل. هذا من جهة ومن جهة ثانية ، فإن الترجي ليس طلبا ، وإنما هو ترقب حصول الشيء . لذلك لم يعدوه من الإنشاء الطلبي . التمني – إذن – طلب الشيء المحبوب ، وقد يكون ممكنا ، وقد يكون مستحيلا ، فالنفس كثيرا ما تطلب المستحيل ، فإذا كان الشيء المتمنى ممكنا ، فيجب أن لا يكون ما تتوقعه نفسك ؛ لأنك إذا توقعته كان ترجيا ، فإذا قلت : ليت لي دارا . فينبغي أن لا تكون متوقعا لما تتمناه ؛ لقلة ذات اليد ، ولكثرة التكاليف ، وغيرهما من الأسباب ، وهذا أمر ممكن غير مستحيل ، ولكن صعوبة تحققه تجعلك غير متوقع له . أما إذا كانت الأسباب مهيأة لك ، وكن تتوقع الحصول على تكاليف هذه الدار فإنك تستعمل ( لعلّ) ، فتقول : لعلّ لي داراً . ولعلك أدركت الفرق بين التمني والترجي . سؤال : الأول : هل مجئ خبر فعل الترجي - لعل - ماضيا ممكنا ؟ كأن أقول : لعلّي نجحت - في إشارة مني إلى ترقب نجاحي . لقدْ تتبعتُ جميعَ آياتِ القرآنِ الكريمِ والتي جاءَ فيها حرفُ لعلَّ المشبَّهِ بالفعلِ ، فلمْ أجدْ خبرَهُ ماضياً أبداً ، وأمَّا عن ورودِهِ في لغةِ العربِ فقلَّمَا جاءَ خبرُهُ ماضياً قالَ امرؤُ القيسِ : وبُدِّلْتُ قَرحاً دامياً بعدَ صِحَّةٍ = لعلَّ منايانا تَحَوَّلْنَ أَبؤُسا فقد جاءَ خبرُ لعلَّ ( تَحَوَّلْنَ ) ماضياً . الثاني : هل يشمل الترجي أيضا : الإشفاق مما يُكره ؟ كأن أقول : لعلّ الاغتراب يطول .والجواب نعم ؛ جاء في المفَصَّل في صنعةِ الإعراب للزمخشري : لعلَّ: هي لتوقع مرجو أو مخوف، وقوله عز وجل: "لعل الساعة قريب" و "لعلكم تفلحون" ترج للعبادة، وكذلك قوله عز وجل: "لعله يتذكر أو يخشى"، ومعناه اذهبا أنتما على رجائكما ذلك من فرعون. ** وجاء في كتاب : الجنى الداني في حروف المعاني للمرادي : ولعلَّ لها ثمانية معان: الأول: الترجي. وهو الأشهر والأكثر. نحو: لعل الله يرحمنا. الثاني: الإشفاق: نحو: لعل العدو يقدم. والفرق بينهما أن الترجي في المحبوب، والإشفاق في المكروه. منقول |
مشكور على طرح الموضوع الهام
حملت لنا الفائدة لهذا اليوم فشكرا لك |
|
شكرا لك على موضوعك الرائع طرح موفق راااااق لي جدااا,, تقديري وودي وبانتظار مواضيعك |
بورك بك على موضوعك الهادف يعطيك العافية وبانتظار مواضيعك |
طرحت فابدعت ,, دمت ودام هذا العطاء ودائما بأنتظار جديدك الشيّق خالص ودي وأعذب التحايا لكـ احترامي |
http://www.iconbazaar.com/flowers/dahlia02.gif لن أجد أجمل من وردة أتركها كرد على موضوعك تحيتي وتقديري لك |
الساعة الآن 05:29 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |