منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   صفحات من التاريخ وحضارات الأمم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=201)
-   -   فينيقيا فى عصر الاسكندر الاكبر (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=14354)

الغريب 5 - 3 - 2011 10:13 PM

فينيقيا فى عصر الاسكندر الاكبر
 
فينيقيا فى عصر الاسكندر الاكبر

فتح الاسكندر للمدن الفينيقية
تعد المدن الفينيقية من أهم المدن التى لعبت دورا هاما فى تاريخ الشرق الادنى القديم , وسوف أتناول فتح الاسكندر الاكبر لتلك المدن واحدة تلو الاخرى.فأتمنى ان يتنفس القارىء عبق تاريخ تلك الفترة التى شهدت بداية السيطرة اليونانية على فينيقيا على يد الاسكندر الاكبر ,فقد كان اول من نادى بفكرة العولمة وتوحيد العالم بأسرة تحت لواء امبراطورية يونانيةواحدة يرأسها هو
فكان يهدف بسيطرته على فينيقيا تكوين جزء هاما من تلك الامبراطورية وقد نجح بالفعل .
المحتويات

* فينيقيا فى عصر الأسكندر الأكبر :


• العناصر :

- مقدمة

- معركة ايسوس 333ق.م

- دخول الاسكندر المدن والسيطرة عليها :

* فتح أرواد.

* فتح بيبلوس.

* فتح صيدا.

* حصار وفتح صور.

* فتح غزة.

- موقعة عام 330ق.م .

- موت الأسكندر .


- بعض التغيرات التى طرأت على فينيقيا أثناء عصر الأسكندر .

- بعض الأحوال العامة بين أواخر السيطرة الفارسية وبداية العصر اليونانى.

* مقدمة الموضوع :

مر الشرق الأدنى القديم بتحولا كبيرا فى النصف الثانى من القرن الرابع قبل الميلاد, عندما انهارت امبراطية الفرس المترامية الأطراف , التى بلغت قمة توسعها بعد قضائها على الدولة البابلية الجديدة (الكلدانية ) فى عام 538ق.م حيث بلغ توسعها ما بين غربى الهند وساحل البحر المتوسط شاملا بذلك كل الهلال الخصيب ومصر وآسيا الصغرى وشرقى اليونان .

فبعد سقوط تلك الامبراطورية على يد الأسكندر الأكبر , أستطاع الأسكندر ان يدخل جميع المدن الفينيقية وأصبحت جزءا من امبراطوريته , وقد توجه الاسكندر نحو آسيا الصغرى والقضاء على الفرس ليستكمل ما أراده ابيه فليب الثانى الذى كان يأمل فى اخراج الفرس من آسيا الصغرى بعد ان حقق نجاحات سياسية وعسكرية فى بلاد اليونان وقد وضع خططا لذلك ولكن القدر لم يتيح له الفرصة لتنفذيها حيث انه تم أغتياله عام 336 ق.م ,فأخذ ابنه الاسكندر الأكبر على عاتقه هذه المهمة ,وكان وقتها لم يتجاوز سن العشرين ولكنه يفوق اباه همة وطوحا وأستطاع ان يحقق آمال والده.[1]

* الموضوع:

*معركة ايسوس333 ق.م :

جهز الاسكندر جيشا متوسط العدد تراوح ما بين الثلاثين والأربعين ألفا . وسار على رأسه فى عام 334ق.م فعبر الدرنيل واجتاح آسيا الصغرى ثم تابع سيره جنوبا الى المضايق الكيليكية فى جبال طوروس والسهول الممتدة شمال شرقى خليج ايسوس الذى سمى اسكندرون فيما بعد , والتقى بداريوس الثالث بجيشه الذى كان يتكون من خليط من مختلف الشعوب والطوائف ,وكان يفوق جيش الأسكندر بثلاث مرات ,

فقد ذكر المؤرخ اليونانى ديودورس و من بعده المؤرخ اليهودى يوسيفوس أن جميع سكان آسيا كانوا موقنين ان الجيش المقدونى لن يجرؤ على مقابلة الجيش الفارسى بسبب تفوق الفرس فى العدد ,

ولكن استطاع الاسكندر بجيشه الاقل عددا ان يهزم جيش الفرس الأكثر عددا فى مضيق ضيق بالقرب من ايسوس فى عام 333ق.م ,فقد ثبت فى هذه المعركة ان النصر كان حليف المتفوق فى الدهاء والفن الحربى ,

وعندما رأى ملك الفرس الذى كان يراقب سير المعركة من على عربة فخمة تجرها اربعة خيول ,ان جيشه خسر المعركة فر هاربا نحو الشرق هو ومن تبقى حوله من جنود تاركا حريمه فى المؤخرة ,

وقد بنى الاسكندر على ساحة الحرب هذه مدينة لاحياء ذكرىالانتصار وقد أسماها (الاسكندرية ) وعرفت فيما بعد باسم اسكندرونه .

وقد كان من أهم النتائج لمعركة ايسوس ان بلاد الشام أصبحت كلها مفتوحة أمام الاسكندر , فقد رأى الاسكندر أنه من الحكمة ان يؤمن الواصلات البحرية والبرية فعدل عن متابعة الجيش المنهزم وتابع زحفه جنوبا , فقد نظم ادارة عسكرية فى كيليكيا , وارسل كتيبة من الفرسان بقيادة قائده بارمينيو فقد شقت طريقها فى وادى العاصى باتجاه دمشق حيث كانت دمشق مقرا الفرس فى سوريا , اما الاسكندر فقد تابع تقدمه على طول الشريط الساحلى لاخضاع المدن الفينيقية .[2]


* دخول الاسكندر المدن الفينيقية والسيطرة عليها :

وجدت المدن الفينيقية نفسها أمام خيار صعب ,فقد كانت راغبة فى التخلص من السيطرة الأجنبية من جهة وكان مصير صيدا عندما قاومت الآشوريين ماثل أمام عينيها من جهة أخرى , فكانت تلك المدن تخشى ان تعلن انتقلها الى جانب الاسكندر الذى يروه غازيا لايعرفوا عنه الا القليل تبدو فرصة نجاحه غير مؤكدة ,

والذى زاد من صعوبة الأمور أن قرار التسليم أو المقاومة من قبل تلك المدن كان سوف يتخذ فى غياب ملوك أكثر المدن أهمية حيث ذهب ملوك أرواد وجبيل وصورمع الاسطول الفارسى بسفنهم الى بحر ايجة فقد كانوا مجبرين على الانضمام الى التعبئة العامة للأسطول الفارسى فى بداية عام 334ق.م .[3]

وعندما وصل الاسكندر الساحل بدأت المدن الفينيقية تفتح أبوابها للأسكندر الواحدة تلو الأخرى ,

* فتح أرواد :

أرسل ملك أرواد ابنه ستراتون على رأس وفد لملاقاة الاسكندر معلنا استعداده للاستسلام مقابل الحفاظ على ممتلكات أرواد البرية الواسعة وحمايتها من التدمير , وعندما وصل ستراتون للاسكندر وضع على هامته تاجا من ذهب .

* فتح بيبلوس (جبيبل ):

استسلمت بيبلوس الى الاسكندر الفاتح المقدونى دون اى مقاومة .

* فتح صيدا :

كانت صيدا فى وضع لايسمح لها بأى مقاومة لانها تحولت الى رماد نتيجة للثورة التى قامت بها ضد الفرس, ولذلك استقبل سكان صيدا الاسكندر بالهتاف لانه سوف يخلصهم من النير الفارسى ونتيجة لهذا الترحاب منح الاسكندر المدينة ملكية أرضية , وأعاد اليها الحكم الذاتى , وقد عرض الاسكندر على اثنين من وجهاء المدينة الذين استضافوا قائد الاسكندر وكرموه ان يتوج احداهما ملكا على صيدا , ولكن الرجلين أبيا هذا العرض الكريم قائلين ان هذا يخالف عرف المدينة لانه لا يحق لاحد من الشعب ان يحمل التاج لانه لم يكن ينتسب الى العائلة المالكة وقد قبل الاسكندر أعتذارهما وقدم التاج وثوب الارجوان وشارات الملك الى احد ابناء العائلة المالكة . [4]


* فتح صور :

كان موقف مدينة صور مختلف عن باقى المدن الفينيقية الأخرى تجاه الاسكندر , فقد كانت صور سيدة الشاطىء اللبنانى التى وقفت من قبل فى وجه الآشوريين , فكانت المدينة الوحيدة بين المدن الفينيقية التى سدت أبوابها فى وجه الاسكندر , فقد كان تاريخ مدينتهم المجيد وكانت انتصارتهم فى الحروب مبعث يقين لديهم بأن الاسكندر لا يستطيع قهر مدينتهم الفخورة ,[5] ففى البداية ذهب وفد من وجهاء المدينة يضم ابن الملك الغائب مع الأسطول لمقابلة الاسكندر وتأكيد رغبته فى الخضوع لمطالبه , ولكن أخفى الأسكندر مطالبه الأخرى تحت الرغبة فى زيارة صور وتقديم أضحية لالهها ملقارت ,وهنا رفض الصوريين دخول الاسكندر مدينتهم قائلين ان بقاءهم على الحياد يفرض عليهم اغلاق مدينتهم فى وجه الفرس والمقدونيين على حد سواء, فدعوا الاسكندر لزيارة معبد ملقارت القائم على البر وتقديم أضحيته فيه , وحياد صور لم يخدم الاسكندر فينيقيا الساحلية لان ذلك يفصل الأسطول الفارسى عن قواعده ويتيح له الاستيلاء على سفن صور الحربية ليحمى بها خطوطه الخلفية المهددة بسيطرة الفرس على البحر ,

ولذلك كان من الصعب على الاسكندر التفكير فى استئناف الحرب ضد داريوس الثالث قبل الاستيلاء على صور.[6]





- حصار صور :

كانت صور محصنة طبيعيا, حيث كانت صور البحرية مبنية على جزيرة طولها ميلان وتبعد عن الشاطىء مسافة نصف ميل وكان يحيط بها سور ارتفاعه 150 قدما الى جهة البر .

وكان التيار فى المضيق البحرى شديدا خطرا لاسيما عندما كانت تهب ريح الجنوب ,

وكان لديها سور منيع , ولديها اساطيل بحرية فى البحر المتوسط كانت نواة الاسطول الفارسى وكانت صور تعتمد على هذه المراكب فى دفاعها , فضلا عن هذا كانت تأمل فى العون العسكرى من جيرانها فى الشمال , وقد تعهدت قرطجنة بالمزيد من مساعداتها ولكن هذه الوعود التى تلقاها أهل صور بالمساعدة تلاشت رويدا وأصبحت لم تسفر عن شىء ملموس .

فقرر الاسكندر ان يلقن الصوريين درسا قاسا على عدم تسليمه المدينة وأراد ان يجعل من صور عبرة لمن يحاول ان يقاومه , فشرع بردم البحر لانشاء طريق يربط بين المدينة البرية والبحرية ولا نعرف فى التاريخ سابقة لعمل مثل هذا ,اما الحجارة لردم البحر فكانت من ركام البيوت التى هدمها فى صور البرية واما الأخشاب فكان يقتطعها من غابات لبنان , وكان بناء هذا السد بطيئا يتقدم نحو الجزيرة قيراطا بقيراط وكان يقسم فوق رؤوس العمال ستائر من جلود ليقيهم شر النبال والحجارة التى كان يقذفهم بها حراس الاسوار فى صور البحرية , ولم تقتصر مقاومة الصوريين البحريين على استعمال القوس والمقلاع ولم يكتفوا بارسال الغواصين لعرقلة البناء فى السد , وانما انشاؤا مواكب نار صغيرة محملة بالزفت والكبريت ومواد اخرى شديدة الاشتعال لقذفها على العمال وعلى ادوات البناء الخشبية , واخيرا حينما علم الصوريين ان الاسكندر نجح فى الاستعانة بثمانين مركبا حربيا جاء بها من صيدا وجبيل وارواد , جمعوا النساء والاولاد والعجزة الذين لا يرجى منهم خيرا فى الاعمال الحربية وارسلوهم الى قرطجنة , اما الاسكندر فترك الحصار يأخذ مجراه وقاد بنفسه حملة كثيرة المخاطر لتأديب القبائل العربية فى لبنان الشرقى .

وظل حصار صور لمدة سبعة أشهر وظلت صور أثناء الحصار ترد هجمات الهاجمين العنيفة حتى استسلمت فى منتصف شهر تموز عام 332ق.م ,

نتائج استسلام صور :

قتل المقدونيين من السكان نحو 8 الاف رجل سقطوا فى المعركة ,صلب المقدونيين الفى رجل على الشاطىء المقابل .

باعوا فى سوق النخاسة 30 ألف نسمة كما تباع العبيد ,اما من لجأ الى حرم هيكل ملقارت فقد نجى من حد السيف وكان من بينهم حامى المدينة البطل الشجاع وملكها عز الملك ,

وقد دخل الاسكندر صور كفاتح منتصر فقد سار على رأس جنوده مرتدين كامل اسلحتهم ,فدخل هيكل ملقارت وكانوا يقرنونه بالهم هرقل الذى كان الاسكندر يدعى بأنه من أحفاده ,وقدم ذبائح الشكر , وقد أقام المقدونيون بعدها حفلة العاب رياضية وسباق بالمشاعل , وكانهذا الحصار آخر حصار عانته المدن الفينيقية على ايدى الغزاة والذى قاومته بضراوة شديدة .[7]



*فتح غزة :

كانت غزة فيما مضى احدى المدن المشهورة التى احتلها الفلسطينيون وعندما هاجمها الاسكندر كانت مركزا تجاريا مرموق لانها كانت شبه مستودع للبضائع الثمينة المستوردة من شبه الجزيرة العربية

(البخور والتوابل ) , وفى أثناء حصار صور قدم الملك الفارسى داريوس الثالث عرضا مغريا للاسكندر فعرض عليه ان يتنازل له عن كل غربى الفرات (بلاد الشام بأكملها ) وأن يعطيه فوق ذلك مالا كثيرا ويزوجه ابنته , ولكن الاسكندر رفض هذا العرض , واستكمل اخضاع الساحل الجونبى , وتخلل ذلك حصار غزة التى صمدت لمدة شهرين وبعدها استسلمت وبيع أهلها بيع العبيد , وبعد الانتهاء منها تابع الاسكندر حملاته ووصل الى مصر ودخلها بدون حرب .[8]





* اخر موقعة ضد الفرس الأخمنيين 331ق.م :

بعد أن انتهى الاسكندر من انتزاع بلاد الشام ومصر وآسيا الصغرى من يد الفرس ,عاد فى أوائل

عام 331 ق.م باتجاه الشمال عن طريق ما يدعى سوريا المجوفة (أى سهل البقاع ثم سهل الغاب ) ثم تحول باتجاه الشمال الشرقى الى الفرات فعبر الجزيرة السورية العليا (شمال بلاد الرافدين ) ثم عبر نهر دجلة عند نينوى على مقربة من الموصل متقدما نحو الشرق وفى السهل الواقع بين نينوى واربيل وقعت معركة بين جيش الاسكندر الاسكندر

اما داريوس فقد هرب من المعركة وتشتت جيشه , فأصبح الطريق مفتوحا أمام الاسكندر الى بابل وبلاد فارس , و بعد ذلك دخل الاسكندر مدينة بابل المقر الرئيسى لحكومة الفرس ,ودخلها دون مقاومة , وقد رحب كهنتها ومن كان فيها من موظفين فرس بالاسكندر واستقبلوه بالهدايا , واعتبره الفرس ملكهم الجديد , ولم ينقض وقت طويل ما بين شتاء السنة نفسها وأوائل السنة التالية 330ق.م حتى كان الاسكندر قد اكتسح كل المناطق الفارسية الممتدة من سوسه ( المقر الصيفى للملوك وعاصمة عيلام القديمة ) وبرسوبوليس فى الجنوب الى اكبتانا عاصمة ميديا فى الشمال (همدان فيما بعد ) , وفى تلك الأثناء اغتيل داريوس الثالث وهو فى معسكره , وانتهت معه سلالة الملوك الأخمنيين التى اعتبر الاسكندر نفسه وريثها الشرعى على الامبراطورية . [9]



* موت الاسكندر :

لم يقف طموح الاسكندر عند هذا الحد بل وصلت حملاته العسكرية حتى المناطق الشمالية الغربية من الهند , الا أنه فى عام 326ق.م حل التعب بجيشه وأحس ببعض التذمر بين ظابطه وجنوده ,فعاد الى بابل وقضى فيها السنتين التاليتيت , وفى عام 323ق.م أصيب الاسكندر بحمى هاجمته وهو فى قصر نبوخذ نصر , ومات الاسكندر فى نفس العام 323ق.م قبل ان يكمل عامه الثالث والثلاثين , تاركا وراءه سجلا حافلا بالبطولة والشجاعة وتاركا امبراطورية مترامية , قد اقتسمها خلفاء الاسكندر بينهم فيما بعد .[10]





• التغيرات التى طرأت على فينيقيا أثناء عصر الأسكندر

* ازداد التبادل التجارى بين فينيقيا وبلاد الأغريق فقد كان هذا التبادل التجارى له أسسه فى العهد الفارسى ولكنه ازداد أزدياد كبيرا بسبب فتوحات الاسكندر , فقد رافق التجار الفينيقيون الاسكندر حملته العسكرية ضد بلوخستان ,تللك الحملة التى واجهتها شدائد واهوال فكانوا يقدموا كل المساعدات للجيش الأغريقى مما أدى الى اجتياح البضائع والسلع الاغريقية اسواق الشرق الادنى , وذلك أدى الى الانتعاش التجارى .

* أصبحت المدن الفينيقية مراكز اشعاع اغريقى للدين والحياة السياسية والفنية والفكرية والافكار العلمية من سوريا الى الهند وذلك بسبب زيادة عدد سكان الاغريق فى هذه المدن عن طريق التجار والصناع وارباب الاعمال , فأراد الاسكندر خلق امبراطورية موحده وخلق جيل جديد يتخذ الأخوة له شعار فحاول ان يربط قارة آسيا ببلاد اليونان فشجع الاسكندر جنوده الاغريق بالزواج من آسيويات كما هو فعل وتزوج روكسانا بنت ملك بابل , وانشىء اكثر من سبعين مركزا لتستوطنها جاليات مقدونية ,فتأترت المدن الفينيقية بالأفكار الجديدة وأيضا تأثر سكان المدن من الأغريق بالافكار الشرقية الجديدة فتعلموا فنونا تجارية دولية جديدة وتعرفوا على سلع وبضائع جديدة وحجارة كريمة لم يعهدها الناس من قبل , وأصبحت اللغة الأغريقية تدريجيا لغة الفكر الراقى فى جميع أنحاء العالم المتمدن ,فأن أعظم ما قدمه الاسكندر فى مجال الثقافة والفكر كان افساح المجال الحضارى ليندمج فيه المدنية الأغريقية بأفكارها الجديدة ومؤسساتها بالمدنية الشرقية لينشأ عن هذا الاندماج مدينة جديدة نشيطة تعرف بالمدنية الهللينية .[11]

• الأحوال العامة بين أواخر السيطرة الفارسية وبداية العصر اليونانى :



- النظم الادارية :

- استمرت النظم الادارية التى أخذها الفرس عن الآشوريين حتى بعد انهيار الامبراطورية الفارسية , فقد حل المرزبان( الحاكم المدنى ) الفارسى مرزبان يونانى , وكانت سلطته محدودة كسابقيه بوجود الحاكم العسكرى والمفتشين ومحصلى الضرائب .

- وقد سرى على المناطق كافة قانون موحد .

- وأجريت تحسينات على المقاييس والمكاييل والأوزان .

- بقبت شبكة الطرق الكبيرة التى كانت عند الفرس كما هى:

- فكان( طريق الملك ) عمودها الفقرى .

- توزعت 111 محطة بريد على طول المسافة البالغة 2700 كيلومترا ما بين سوسه فى جنوب فارس وساردس Sardes فى ليديا على الساحل الغربى لآسيا الصغرى وتوزعت على أبعاد متقاربة كان فيها دائما خيول جاهزة ليلا نهارا لنقل حاملى البريد العاجل والرسائل الملكية , وكان البريد يمر على هذه الطرق كلها مده اسبوع واحد , أما القوافل فكانت تستغرق حوالى تسعين يوما .

- وكان يتفرع من (طريق الملك ) طريق متجه الى افسوس على بحر ايجه , وكانت بابل متصلة مع مصر بطريق يتجه الى كركميش (جرابلس ) ليعبر سوريا الغربية مارا بفلسطين , وأما باتجاه الشرق فكان يمتد طريق عبر بيسوتون (شرقى كرمنشاه ) الى اكبتانا (همذان) , ثم أصبح فى العصر اليونانى يمتد أكثر ليصل حتى كابول وفيما بعد حتى وادى الهند .

- وكل هذه الطرق كانت مصانة جيدا وعليها حماية عسكرية وكانت عمليات تسليم واستلام الرسائل وغيرها مضمونة وسريعة , الأمر الذى كان يساعد عليه تقارب المسافات بين المحطات الدائمة للخيالة , ومن الواضح أن تسيير البريد كان يتم بصورة مدهشة من حيث الدقة والسرعة قياسا لأحوال ذلك العصر .[12]



• النظام الاقتصادى :

تميزت هذه الحقبة اليونانية بانتعاش اقتصادى كبير فى كل مناطق آسيا الغربية , رغم أن الفرس كانوا هم المشرفين على توجيه الأمور الأقتصادية ,

استمر التعامل بالعملة الذهبية التى كان قد أوحدها داريوس الأول والتى كانت تعادل فى قيمتها عشرين شاقلا حوالى 160 جرام من الفضة , فخلال حكم الفرس الأخمنيين كانت هناك بنوك كالتلى فى يومنا هذا , فكان فى بابل رجل أعمال ( ايجبى ) قد تم العثور على قسم من حساباته التجارية وكانت مؤسسته تمول التجارات الخارجية وتفتح حسابات لايداع الأموال وتقدم القروض والسلف وتنظم رسائل الاعتمادات وتقدم حتى ما يدعى فى يومنا الحال ب ( الشيكات السياحية ) , والكفالات التجارية وكل هذا كما يتبين من لوائح الحسابات كان يعود بأرباح طائلة . [13]

الراغب فى امتلاك مدن والجيش الفارسى وهو أخر جيش حشده ملك أخمينى (Achaemenian ) كان ينتمى الى الاسرة التى منها كورش وداريوس العظيمان , وكان النصر فيها لجيش عام 331 ق.م , قائمة المراجع :

• أبو اليسر فرح , الشرق الأدنى فى العصرين الهللينستى والرومانى , عين للدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية ,الطبعة الأولى , 2002.
• عبد الله الحلو , صراع فى التاريخ السورى القديم ,بيسان لنشر والتوزيع ,بيروت ,الطبعة الأولى ,1999.
• فيليب حتى ,تاريخ لبنان منذ أقدم العصور التاريخية الى عصرنا الحاضر ,دار الثقافة ,بيروت .

• كارلهاينز نهردت ,لبنان القديم ,ترجمة ميشيل كيلو , قدمس للنشر والتوزيع ,سوريا , الطبعة الأولى ,1999.
• محمد السيد عبد الغنى , التاريخ الاقتصادى للعصر البطلمى المبكر, المكتب الجامعى الحديث ,الاسكندرية ,2002.

• محمد السيد عبد الغنى , (بحث) العلاقات المصرية الفينيقية حتى أوائل العصر البطلمى .
[1] فيليب حتى , تاريخ لبنان منذ أقدم العصور التاريخية الى عصرنا الحاضر , دار الثقافة, بيروت ,ص:195

عبد الله الحلو , صراع فى التاريخ السورى القديم , بيسان للنشر والتوزيع ,بيروت , الطبعة الاولى ,1999, ص:231.

[2] فيليب حتى ,المرجع السابق , ص:195-196

عبدالله الحلو ,المرجع السابق , ص: 232

كارلهابنز برنهردت ,لبنان القديم , ترجمة ميشيل كيلو , قدمس للنشر والتوزيع , سوريا, الطبعة الأولى ,1999, ص: 175
[3] كارلهاينز برنهردت, المرجع السابق ,ص:ص 176-177

[4] كارلهاينز برنهردت , المرجع السابق , ص:ص 176

فيليب حتى ,المرجع السابق . ص:ص: 196-197.

[5] فيليب حتى ,المرجع السابق , 197,

[6] كارلهاينز برنهردت ,المرجع السابق ,ص: 176
[7] فيليب حتى , المرجع السابق , ص:ص 197-198-199.
[8] فيليب حتى ,المرجع السابق , 199

عبدالله الحلو , المرجع السابق , 232.

[9] فيليب حتى , المرجع السابق , ص:200

عبد الله الحلو , المرجع السابق ,ص: 232-233

[10] فيليب حتى ,المرجع السابق , ص: 200.

عبد الحلو , المرجع السابق ,.233 .
[11] فيليب حتى , المرجع السابق , 291-202.

[12] عبدالله الحلو , المرجع السابق , ص:234.

[13] عبد الله الحلو , المرجع السابق , ص: 234.

منقول







عاشق تراب الأقصى 6 - 3 - 2011 02:26 AM

مشكور يا الغريب على البحث
طول الله عمرك ويعطيك العافية

جمال جرار 10 - 3 - 2011 10:19 PM

سلمت يداكـــــ على هذا الموضوع الرائع
تقبل مروري

تهاني 18 - 3 - 2011 02:53 PM

سلمت يداكـــــ على هذا الموضوع الرائع
تقبل مروري بود وتحياتي

قلب., 4 - 4 - 2011 01:07 AM

بارك الله بك على المعلومات
تحياتي لك

hakimnexen 4 - 4 - 2011 10:52 AM

يعطيڪَ العافيه..

ذووق بإختيارڪَ..



تسلم الايادي ..

بـانتظار جديدڪَ..

بنت الأردن 8 - 4 - 2011 03:22 AM

مشكور يا الغريب على طرحك
يعطيك العافية

أوراق الزمن 21 - 4 - 2011 12:00 AM

سلمت الايادي على الموضوع الشامل والمفيد
بورك بك

الآماكن 23 - 5 - 2011 09:44 PM

شكرا لك على موضوعك الرائع

طرح موفق
تقديري واحترامي
بانتظار مواضيعك الهادفة

الغريب 3 - 5 - 2012 10:33 PM

اسعدني مروركم وشرفني حضوركم للموضوع وبـ ردودكـ م الراقية
منورين
تحياتي لكم والمودة الصادقة
#cc##cc#
اخوكم
الغريب


الساعة الآن 11:54 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى