![]() |
هلمّ جر - أصلها اللغوي
هلمّ جر - أصلها اللغوي قال أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه : ( الزاهر فى معانى كلمات الناس ) 1/322 : وقولهم هلم جرا معناه : سيروا على هينتكم ؛ أي : تثبتوا في سيركم ، ولا تجهدوا لأنفسكم ، ولا تشقوا عليها ، أخذ من الجر في السوق ؛ وهو أن تترك الإبل والغنم ترعى في السير ) .أ.هـ وقال صاحب لسان العرب : ( وقولهم : " هلم جرا " معناه : على هينتك . وقال المنذري في قولهم : " هلم جروا " أي تعالوا على هينتكم كما يسهل عليكم من غير شدة ولا صعوبة . وأصل ذلك : من الجر في السوق ، وهو أن يترك الإبل والغنم ترعى في مسيرها ).أ.هـ قال ابن الأثير في كتابه : ( النهاية في غريب الأثر ) : والحديث الآخر [ أن رجلا كان يجر الجرير فأصاب صاعين من تمر فتصدق بأحدهما ] يريد أنه كان يستقي الماء بالحبل . - وفيه [ هلم جرا ] قد جاءت في غير موضع ومعناها استدامة الأمر واتصاله . يقال : كان ذلك عام كذا وهلم جرا إلى اليوم . وأصله من الجر : السحب . وانتصب جرا على المصدر أو الحال ) أ.هـ. قال الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى في تنوير الحوالك شرح موطأ مالك : ( "هلم جرا" قال الشيخ جمال الدين بن هشام : هذا كلام مستعمل في العرف كثيرا ، وذكره الجوهري في صحاحه ، فقال : تقول كان ذلك عام كذا ، وهلم جرا إلى اليوم . وفي العباب للصغاني مثله . وقال بن الانباري في كتاب الزاهر : " معنى هلم جرا : سيروا على هيئتكم أي تثبتوا في سيركم ، ولا تجهدوا أنفسكم . قال : وهو مأخوذ من الجر ، وهو أن تنزل الابل والغنم ترعى في السير . قال : وفي انتصاب " جرا " ثلاثة أوجه : - أحدها : أن يكون مصدرا وضع موضع الحال ، والتقدير : " هلم جارين " أي متثبتين . - الثاني : أن يكون على المصدر لأن في هلم معنى جر ، فكأنه قيل : جروا جرا . وقال بعض النحويين "جرا" نصب على التمييز . وقال أبو حيان في الارتشاف وهلم جرا معناه : تعال على هيئتك ، وانتصاب جرا على أنه مصدر في موضع الحال أي : جارين ، قاله البصريون . وقال الكوفيون : مصدر لأن معنى هلم جر . وقيل انتصب على التمييز . وأول من قاله : عابد بن زيد ، قال : "وإن جاوزت مقفرة رمت بي ... إلى أخرى كتلك هلم جرا " قال بن هشام : وبعد فعندي توقف في كون هذا التركيب عربيا محضا ، والذي رابني منه أمور : الاول : أن إجماع النحويين واللغويين منعقد على أن لهلم معنيين : أحدهما : "تعال" فتكون قاصرة كقوله تعالى : " هلم إلينا " أي تعالوا إلينا . والآخر : "أحضر" فتكون متعدية كقوله تعالى : " هلم شهداءكم " أي أحضروهم . ولا مساغ لاحد المعنيين هنا . الثاني : أن إجماعهم منعقد على أن فيها لغتين : - حجازية وهي التزام استتارهاضميرها فتكون اسم فعل . - وتميمية وهي أن يتصل بها ضمائر الرفع البارزة فتكون فعلا . ولا نعرف لها موضعا أجمعوا فيه على التزام كونها سام فعل ولم يقل أحد أنه سمع هلما جرا ولا هلموا جرا ولا هلمي جرا . الثالث : أن تخالف الجملتين المتعاطفتين بالطلب والخبر ممتنع أو ضعيف وهو لازم هنا إذا قلت كان ذلك عام أول وهلم جرا . الرابع : أن أئمة اللغة المعتمد عليهم لم يتعرضوا لهذا التركيب حتى صاحب المحكم مع كثرة استيعابه وتتبعه وإنما ذكره صاحب الصحاح . وقد قال أبو عمرو بن الصلاح في شرح مشكلات الوسيط: أنه لا يقبل ما تفرد به وكان ذلك على ما ذكره في أول كتابه من انه ينقل عن العرب الذين سمع منهم فإن زمانه كانت اللغة فيه قد فسدت . واما صاحب العباب فإنه قلد صاحب الصحاح فنسخ كلامه . وأما بن الانباري فليس كتابه موضوعا لتفسير الالفاظ المسموعة من العرب بل وضعه للكلام على ما يجري في محاورات الناس وقد يكون تفسيره على تقدير أن يكون عربيا فإنه لم يصرح بأنه عربي . ولذلك لا أعلم أحدا من النحاة تكلم عليها غيره . ولخص أبو حيان أشياء من كلامه فوهم فيه لانه ذكر أن الكوفيين قالوا : إن "جرا " مصدر . والبصريين قالوا إنه حال . وهذا يقتضي أن الفريقين تكلموا في إعراب ذلك وليس كذلك وإنما قال بن الانباري إن قياس إعرابه على قواعد البصريين أن يقال إنه حال . وعلى قواعد الكوفيين أن يقال إنه مصدر . هذا معنى كلامه وهذا هو الذي فهمه أبو القاسم الزجاجي ورد عليه فقال : البصريون لا يوجبون في نحو ركضا من قولك جاء زيد ركضا أن يكون مفعولا مطلقا بل يجيزون أن يكون التقدير جاء زيد يركض ركضا ، فكذلك يجوز على قياس قولهم ان يكون التقدير : " هلم يجر جرا "انتهى . ثم قول بن الانباري معناه : سيروا على هيئتكم إلى آخره معترض من وجهين : أحدهما : أن فيه إثبات معنى لهلم لم يثبته لها أحد . والثاني : أن هذا التفسير لا ينطبق على المراد بهذا التركيب فإنه إنما يراد به استمرار ما ذكر قبله من الحكم . فلهذا قال صاحب الصحاح : " وهلم جرا إلى اليوم " . ثم قال بن هشام والذي ظهر لنا في توجيه هذا الكلام بتقدير كونه عربيا أن هلم هذه هي القاصرة التي بمعنى ائت وتعال إلا أن فيها تجويزين : أحدهما : أنه ليس المراد بالاتيان هنا المجئ الحسي بل الاستمرار على الشئ والمداومة عليه كما تقول امش على هذا الامر وسر على هذا المنوال . والثاني : انه ليس المراد الطلب حقيقة وانما المراد الخبر وعبر عنه بصيغة الطلب كما في ( فليمدد له الرحمن مدا ) . وجرا مصدر جره يجره إذا سحبه . ولكن ليس المراد الجر الحسي بل المراد التعميم كما استعمل السحب بهذا المعنى في قولهم هذا الحكم منسحب على كذا أي شامل له . فإذا قيل كان ذلك عام كذا وهلم جرا ؛ فكأنه قيل واستمر ذلك في بقية الاعوام استمرارا فهو مصدر أو استمر مستمرا فهو حال مؤكدة وذلك ماش في جميع الصور ، وهذا هو الذي يفهمه الناس من هذا الكلام وبهذا التأويل ارتفع إشكال العطف فان هلم جرا حينئذ خبر وإشكال التزام إفراد الضمير إذ فاعل هلم هذه مفرد أبدا كما تقول واستمر ذلك أو واستمر ما ذكرته انتهى كلام بن هشام . |
سلمت يداكـــــ على هذا الموضوع الرائع تقبلي مروري بود وتحياتي |
بارك الله بك على هذا الطرح وسلمت يداك
|
بارك الله بك
|
سلمت يداكـــــ على هذا الموضوع الرائع تقبل مروري بود وتحياتي |
سلمت الايادي على طرحك
شكرا ويعطيك العافية |
سلمت يداكـــــ على هذا الموضوع الرائع تقبل مروري بود وتحياتي |
جزاك ربي الخير على الطرح الرائع وبارك بك وادخلك الجنة من اوسع ابوابها |
شكري الخاص واحترامي لكل من مر بالموضوع وزانه برده
تحياتي |
رائع ياهابي اول مرة اعرف تلك المعلومة
شكرا لك |
الساعة الآن 12:19 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |