![]() |
نبوءات الشعراء
نبوءات الشعراء
يقول الشاعر الأمير عبد الله الفيصل في قصيدته الجميلة من اجل عينيك: من بريق الوجد فى عينيك اشعلت حنينى وعلى دربك آنَى رحُت أرسلت عيونى وكأنه في ذلك يصف لحظة الاشتعال ولحظة الوجد ولحظة ولادة القصيدة حيث يحدث مثل ذلك البريق. ويقول الدكتور الشاعر عبد اللطيف عقل في وصف تلك اللحظة وما يحل به كشاعر أثناء ولادة القصيدة " في درجة فعل الشعر ينعدم التاريخ في لحظة وتصير الأمكنة كلها محشورة في نقطة" وكأنه يقول بأن الزمن يصبح كله في لحظة واحدة وربما هذا ما يفسر قدرة الشعراء على الرؤيا المستقبلية، التنبوء المستقبلي. وحين نفتش قصائد الشعراء نجد الكثير من "النبوءات" المدهشة والمزلزلة أحيانا والتي ينطق بها الشعراء ولا يتم الانتباه لها إلا بعد مرور زمن ربما يكون طويل أحيانا. فالذي يستمع لقصيدة الشاعر احمد فؤاد نجم والتي يغنيها الشيخ إمام يتصور أن تلك القصيدة كتبت وغنيت بعد مشاهدة ما جرى في القاهرة مؤخرا. ويلاحظ طبعا ان كل هؤلاء الشعراء أيتام تعمل عقولهم بطاقة البوزيترون؟؟؟!!! دعونا نتعاون هنا لنرصد اكبر عدد من تلك نبوءات الشعراء التي اشتملتها قصائدهم لعلنا نجري عليها دراسات مقارنة وتحديدا لمعرفة : - هل كان هناك علاقة بين اليتم والظروف التي يعيشها الشاعر وقدرته على الرؤيا المستقبلية؟ هذه دعوة للجميع.... وشكرا لكل من يمر من هنا او يساهم في رصد هذه النصوص التي تشتمل على مثل تلك النبوءات والتجليات المستقبلية،،،،
|
نبوءات الشاعر احمد فؤاد نجم / زياد شليوط
11 فبراير , 2011 “مارد رفض وانتفض زلزل عروش العار” هذا ما تنبأ به الشاعر “الخارج على القانون” والمتمرد أحمد فؤاد نجم قبل أكثر من ثلاثين عاما ويتحقق اليوم، وربما يكون نجم أكثر شاعر مصري عبر عما يحس به الشعب البسيط المسحوق، حيث كان ملتصقا بالطبقات الفقيرة والمسحوقة والتي تشكل الغالبية الساحقة من الشعب المصري، فعكس ما يفكر به الشعب في شعره، وكثيرا ما وصلنا هذا الشعر عبر صوت وألحان الفنان الشيخ إمام زميل ورفيق نجم، وقد تلقينا تلك الأشعار والأغاني بفرحة أيام الدراسة في الجامعة، حيث اتفقت مع مشاعرنا ومع الحراك السياسي آنذاك، وان بدت بعض تلك الأشعار أيامها أمنيات أو مشاعر جميلة تزرع الأمل في النفوس، لكنها اليوم ومع اندلاع ثورة الغضب المصرية تبدو تلك الأشعار وكأنها تنطلق اليوم من جديد وتعكس حقيقة ما يجري في الشارع المصري وتصف لنا الواقع الحالي. وتعكس قصيدة “هما مين” حقيقة الصراع ما بين الشعب والطغمة الحاكمة، حيث تصور وبسخرية لاذعة الفوارق بين الطبقة الحاكمة والطبقة المحكومة، حيث يفتتحها الشاعر بوصف الحال وكأنه حال مصر اليوم: هما مين واحنا مين هما الأمرا والسلاطين هما المال والحكم معاهم واحنا الفقرا المحكومين حزّر فزّر شغّل مخك شوف مين فينا بيحكم مين” ص748 ويواصل نجم عقد المقارنة بين الطرفين، بين من يمسك ويسيطر على مقدرات البلاد والمراكز الحساسة فيها، وبين من يعمل ويعرق ويخدم دون مقابل ودون كرامة الى أن يصل الى نهاية القصيدة التي تصف نهاية الصراع ومن سيفوز فيه في النهاية والتي تعكس موقف الشاعر وصدق رؤيته: حادي يا بادي يا عبد الهادي يا للي عليك قصد الغنوا دي لما الشعب يقوم وينادي يا احنا يا هما في الدنيا دي حزر فزر شغل مخك شوف مين فينا حيغلب مين” ص754 والمعنى واضح وهو يتحقق اليوم في الثورة على الحكام الفاسدين وأصحاب رأس المال والملاكين الكبار في مصر. وكان أحمد فؤاد نجم قد حذر من طول الصمت الذي يغط فيه الشعب المصري: ” أيها المواطنون أيها المواطنات مصر من طول السكات بتناديكم تسمعون؟” ص110 ويتابع في قصيدة “اصحي يا مصر” بالدعوة للخروج عن الصمت والنهوض من النوم لتحرير الوطن من مستغلي خيراته وناهبي أمواله: ” اصحي يا مصر اصحي يا مصر هزي هلالك هاتي النصر كوني يا مصر وعيشي يا مصر مدي ايديكي وطولي العصر اصحي وكوني وعيشي يا مصر” ص311-312 حيث يحث العامل على الصحوة لأن جهده يحصده ” الحرامية” والفلاح يمتص جهده “السمسار” ويصف الجندي على أنه الابن المخلص للوطن والذي سيحرر البلاد من الاستعباد فهو ابن الشعب وهو حامي الشعب، ألم يستنجد أبناء الشعب بالجنود واستدعوهم ورحبوا بهم في الشوارع والميادين في ثورتهم الأخيرة؟ وكأن نجم يقول بلسانهم: ” اصحى يا جندي ودق الكعب حرّر مصر وطهّر مصر اصحي وكوني وعيشي يا مصر” ص317 ففي قصيدة “شيد قصورك” يسخر من الحاكم الفاسد والطاغي الذي يشيد قصوره من كد وعمل الناس ويفتح السجون لهم ويطلق أعوانه والمستفيدين من النظام بكلمات لاذعة تصور ما شهده بالضبط “ميدان التحرير”: “شيد قصورك ع المزارع من كدنا وعمل ادينا والخمارات جنب المصانع والسجن مطرح الجنينة واطلق كلابك في الشوارع واقفل زنازينك علينا” فهذا ما فعله الحاكم “المخلوع” حسني مبارك الذي أطلق “كلابه” لينهشوا أبناء الشعب المنتفضين، لكن عندما يتحد العمال والفلاحون والطلاب تقوم الثورة التي ستنتصر حتما على أنظمة الطغيان والديكتاتورية: ” والتقينا عمال وفلاحين وطلبة دقت ساعتنا وابتدينا نسلك طريق ما لهش راجع والنصر قرّب من عنينا النصر أقرب من ادينا” 609-613 أليس هذا ما حدث في الأيام الأخيرة ويجري اليوم في مصر؟ ونحن بانتظار النصر المنشود. * الأشعار مأخوذة من “ديوان أحمد فؤاد نجم” الأعمال الكاملة في جزأين، طبعة أولى 1986 (شفاعمرو/ الجليل) |
نبوءة احمد فؤاد نجم تتحقق بعد ثلاثة عقود |
|
الملهمين أصدق من تحليلات المفكرين والسياسيين طرفة بن العبد: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً برتولت بريشت: أنتم يا من ستأتون.. فكروا في الزمن الأسود الذي عشناه أبوفراس: ونحن أناس لا توسط عندنا لنا الصدر دون العالمين أو القبر بقلم: حسن توفيق أيها الشعر.. يا أيها الفرح المختلس- كل ما كنت أكتب في هذه الصفحة الورقية- صادرته العسس.. هذا ما قاله أمل دنقل في قصيدة من أوراق أبي نواس وكان أبناء جيلي معجبين كل الاعجاب باقتران الشعر بالفرح الذي يختلسه الانسان من بين ركام الحزن الذي يحيط بالجهات كلها، فالحق أن أعماق الشعراء تظل حزينة ومتألمة، حتي وان اكتست ملامح وجوههم بما يوحي بالفرح ، وكما قال الشاعر الرومانسي الرقيق بيرسي شللي انه يحل بين جوانحه شهوة إصلاح العالم فكذلك يشعر هؤلاء جميعا، وهم يتأملون ما حولهم من خطايا وأخطاء ونقائص، وما تحفل به الحياة ذاتها من متاهات وصراعات ونقائض. لو أننا جمعنا ما قاله الشعراء وما سيقولونه خلال الاحتفال المتجدد باليوم العالمي للشعر، فإننا سنجد أن الحزن سمة مشتركة بين ما قيل وما سيقال، لأن الشاعر الحقيقي لا يقنع بما يري حتي وان كان جميلا، فإذا كان ما يراه قبيحا فإنه يسعي لأن يجعله جميلا، وإذا كان بالفعل جميلا فإنه يطمع في أن يراه أجمل، وهذا هو الفارق الجوهري بين الفن الذي يريد الوصول إلي المستحيل وبين السياسة التي تقنع بالممكن وفقا لمقولة خذ .. وطالب ! دون انحياز للشعر ضد السياسة،فإن الشواهد كلها تؤكد أن نبوءات الشعراء الملهمين- وهم ليسوا بالطبع كثيرين- تبدو أعمق وأصدق من تحليلات المفكرين والسياسيين، لأن الشعر يستطيع أن ينفذ إلي ما هو أبعد بحدسه النقي، أما المفكر فإنه ينظر من خلال وقائع مرحلة معينة،بينما السياسي لا يهتم إلا بما حوله مباشرة، وقد يكون ضيق الأفق فلا يري أبعد من موطيء قدميه. منذ أقدم العصور، يحاول الشعراء أن يحثوا سواهم علي كل ما من شأنه أن ترتقي حياة الإنسان فوق الأرض، ابتداء من دعوة زهير بن أبي سلمي الي إحلال السلام بدل الحرب، وهي دعوة مبكرة اطلقها الشاعر العربي منذ قرون من الزمان الي حث المتنبي للمقهورين بألا يستسلموا لما يتعرضون له من قهر وهوان، لأن من يسهل يسهل الهوان عليه - ما لجرح بميت إيلام ومن المتنبي العبقري الي شعراء العالم الكبار، نجد أن دعوات المحبة تتكرر، وان مجابهة الظلم مطلوبة في كل الأحوال، حتي لو كانت المجابهة بأضعف الايمان، وهذا ما يتردد في قصائد الشعراء الذين توجهوا الي الانسانية رغم اختلاف جنسياتهم والوانهم وعقائدهم، ومنهم رابندارانات طاغور - الهندي وفيديريكو جارثيا لوركا - الاسباني وفلاديمير مايكوفسكي - السوفييتي وبرتولت بريشت - الألماني وناظم حكمت - التركي. في إحدي قصائده الشهيرة - من ترجمة الدكتور عبدالغفار مكاوي - يقول برتولت بريشت موجها كلامه لأبناء الأجيال المقبلة: .. انتم يا من ستظهرون - بعد الطوفان الذي غرقنا فيه - فكروا عندما تتحدثون عن جوانب ضعفنا - في الزمن الأسود الذي نجوتم منه - لقد كنا نخوض حروب الطبقات - ونهيم بين البلاد - ونحن نغير بلداً ببلد - أكثر مما نغير حذاء بحذاء - يكاد اليأس يقتلنا - حين نري الظلم أمامنا - ولا نري أحداً يثور عليه.. . ومن هذا المنطلق ذاته يمكننا أن نعود مع الزمان بعيدا لنسمع صرخة أبي فراس الحمداني التي تتشابه في بعض ملامحها مع ما قاله بريشت: ونحن أناس لا توسط عندنا لنا الصبر دون العالمين أو القبر يستطيع الشاعر الملهم - لا المزيف المتشاعر - أن يتنبأ، ويمكن أن يقول وهو يري المصائب والكوارث المحدقة بالجميع .. رعب أكبر من هذا سوف يجيء.. ويمكنه إذا عدنا كذلك مع الزمان أن يردد ما قاله طرفة بن العبد: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزود ويأتيك بالأنباء من لم تبع له بتاتا ولم تضرب له وقت موعد لعمرك ما الأيام إلا معارةً فما استطعت من معروفها فتزود عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه فإن القرين بالمقارن يقتدي يوم عالمي للشعر فيه تخصيص، وفيه تكريم للشعراء دون سواهم، لكن الشعر في الحقيقة فن من الفنون التي تسمو بالانسان، وترفعه مما يشترك فيه مع الحيوان الي منزلة أعلي وأرقي.. فإذا كنا نحتفل بالشعر فعلينا كذلك ألا ننسي: الموسيقي.. الفنون التشكيلية.. الأدب بصفة عامة.. ولكن بشرط واحد أساسي هو أن تكون كل هذه الفنون نابعة من قلب انسان مبدع الي قلوب بني الانسانية اجمعين، دون تعصب مقيت، ودون تفاخر سخيف، وهذا الشرط لا يستطيع أن يحققه الا النضال الأصيل وحده.. وتحية للشعر في يومه العالمي.. تحية للفرح المختلس رحل محمد الثبيتي – قامة الوطن الشعرية السامقة- وظلت أحرفه نبوءة سيد البيدووقعا في مقبل الأيام والأوجاع والوطن. رحل وهو يتهجى الحلم والوهم والصحو، وتركلنا عذوبته وتراتيله وعنفوان تضاريسه وشيئا من مسكنات الذاكرة. رحل وهو يغزل الوطنبحبات الرمل ويصوغ منه رحلة شهية للسماء. لم يكن الشعر يوما حديثا يردد وكلامايغنى قط، الشعر روح الزمن وإعادة تشكيل وعيه، هو نبوءة المثقفين والفلاسفة الذينيرسمون للوطن الخطى ويكتبون الرؤى الخالدة بعد أن تمكنوا من قراءة تفاصيل المرحلةفكريا وسياسيا وراحوا ينشدون تكامل الحاجات الإنسانية وغاياتها العظمى. ولم يكنالشاعر الفرنسي العظيم فيكتور هوجو مجرد أديب منظر أو رجل بلاغي، لقد كان محارباتنويريا في وجه الظلامية وصوتا جهورا للإنسان الفرنسي البسيط في القرن التاسع عشر،رغم أنه عاش النصف الأول من عمره نبيلا من نبلاء باريس. كانت أشعار هوجووكتاباته نضالية محضة، ترصد حاجة المواطن الفرنسي في تلك الحقبة للحريةوالديموقراطية والتعددية وكان يمقت بأحرفه الحارقة، البورجوازية والتصنيف الطبقيوبربرية نابليون وسيادة الأصولية على الحداثة والتمدن. كان يقول "لن أتردد في قولأشياء تجتاز عتبات القرون". طالب آنذاك بثلاثة اشياء: -عدم إستغلال الأطفال فيالعمل. - وتحسين وضع المرأة. - وحرية التعبير والنشر في الصحافة، ورغم أنه مات ولم تتحققهذه المطالبات التي حشا بها أشعاره وروايته الخالدة "البؤساء" إلا أن هذه النبوءةرأت النور بعده بفترة وجيزة، وبات هوجو أهم وأقوى رجل في تاريخ فرنسا ومازال. أنها نبوءة الشعراء، وإن كانوا يهيمون في كل واد، ولم يكن شعراء أوروباومثقفيها وحدهم من يستشعرون المرحلة ويكتبون أحلام الشعوب على ورق الحقيقة، فها هينبوءة ابو القاسم الشابي تتحقق في تونس، وها هو القدر يستجيب لشعب أراد الحياةالكريمة، وهاهم التوانسة يكتبون وطنهم بأيديهم ويختارون مصيرهم في ثورة الخبزوالكرامة. ديمومة : فما زال في الغيب منتجع للشقاء - وفي الريح من تعبالراحلين بقايا |
|
|
|
نبوءات نزار قباني
الأربعاء 14/5/2008 هناء الدويري نزار قباني ..الراحل الباقي في وجدانوذاكرة كل عربي يتوسم في الشعر ترجمان حياة وبث لواعج نفس حائرة تتوق للحب .للعشق ..للأمل ..للحرية ..للحياة ومادة دسمة للباحثين والكتاب والنقاد والشعراء ,فكلقصيدة وكل سطر عند قباني ..يخلق إشكالية وجدلاً لن ينتهيا حتى ولو ظهر في عالمالشعر ألف » قباني « وفي ذكرى رحيله العاشرة أقام المركز الثقافي في أبي رمانة ندوةاحتفاء بالشاعر الكبير نزار قباني افتتحتها الكاتبة وداد قباني بعرض المناسبة التيجمعتها بالشاعر واللقاء الصحفي الذي أجرته معه .. تجليات حوارالحضارات عند قباني عرض الدكتورعبده عبود أستاذ الأدب المقارن في جامعة دمشق لجملة ما أحدثه الشاعر الكبير في نفسهونفس أقرانه باعتباره المعبر عن جراحهم النازفة ,فقد كانوا ينتظرون كل قصيدة لنزاربفارغ الصبر ويتداولونها فيما بينهم وقد انطبعت في ذاكرته قصيدة» الممثلون « التيقرأها وهو في الغربة الألمانية فقد كان كملايين المواطنين العرب في أمس الحاجة إلىمن يعبر أدبيا عن سخطهم وغضبهم لهزيمة الخامس من حزيران وفي المقطع الخامس منهايقول : متى سترحلون ? المسرح انهارعلى رؤوسكم متى سترحلون ? والناس فيالقاعة يشتمون ..يبصقون . نبوءات قباني أما الزميل /ديبعلي حسن /فقد قدم بحثا بعنوان نبوءات الشاعر نزار قباني في الشعر حيث قال عنه : هوشاعر الرؤية رأى بعين زرقاء اليمامة ملامح من القادم وأشار إلى بعضها وإحداها تقول : مرسوم بإقالة خالد بن الوليد حيث تحدث قباني عما أصبح واقعا بيننا نحن العرب ,أوما يقدم عليه بعض المترفين الغربيين وهم ليسوا إلا رأس جبل الجليد الذي سيظهر يومابعد يوم . سرقوا مناالزمان العربي سرقوا فاطمةالزهراء من بيت النبي يا صلاح الدين باعوا النسخةالأولى من القرآن باعوا الحزن فيعيني علي وما أشبه مايحدث اليوم بما قرأه نزار في صفحات الغيب في هذا الزمن الرديء ,ممنوع على العربي أنيشعر أنه حر وأنه صاحب أرض ووطن ,كما لفت نزار لاغتيال بطولات الماضي وتحريمها فيالحاضر والقادم سرقوا مناالطموح العربي عزلوا خالد فيأعقاب فتح الشام سرقوا من طارقمعطفه الأندلسي وفي رائعته /أنايا صديقة متعب بعروبتي / وكانت ألقيت في تونس عام 1980م ,يقرأ الحال العربي وحالثرواته وحكامه آنئذ واليوم وغدا ,يقول : والعالم العربي .. إما نعجة ..مذبوحة أو حاكم قصاب والعالم العربييرهن سيفه ..فحكاية الشرف الرفيع سراب ونزار رأىالسواد القادم ,رأى أنه بداية فجر يأتي رويداً رويداً ,وفي مجموعته /منشورات فدائية يقول : لا تسكروابالنصر إذا قتلتمخالدا فسوف يأتي عمر وإن سحقتم وردة فسوف يبقىالعطر من قصب الغابات نخرج كالجنيلكم من ورق المصحفنأتيكم من السطوروالآيات لن تفلتوا من يدنا . نساؤنا يرسمنأحزان فلسطين على دمع الشجر يقبرن أطفالفلسطين بوجدان البشر نساؤنا يحملن أحجارفلسطين إلى القمر .. وكان نصراً فيالجنوب قباني يقرأ نصرالجنوب وفي عام 1985كتب نزار السيمفونية الجنوبية الخامسة وكأنه يكتبها اليوم ,كأن يقرأ النصر الذيرأيناه وصنعناه ويدفع ثمنه من يخزنون النفط حيث يقول نزار : سميتك الجنوب يا لابسا عباءةالحسين ومشمش كربلاء يا شجر الوردالذي يحترف الغذاء يا ثورة الأرضالتقت بثورة السماء يا جسدا يطلع منترابه قمح وأنبياء يا سيدي : ياسيد الأحرار : لم يبق إلا أنت في زمن السقوطوالدمار . ونزار قبانينثره مبدع كما في شعره ,عبر عن آرائه السياسية في مقالات نشرتها صحف ومجلات عربيةومن يقرأ كتابه (شيء من النثر ) الصادر عن منشورات نزار قباني ببيروت عام 1979 مسيقع على الكثير من الرؤى الاستشراقية ,في المقالات المنشورة عامي 1977و 1978 وقدجمعها هذا الكتاب بين دفتيه قباني حذر منسبي الوطنية اللبنانية العرب في مواجهةالعرب .. يقول نزار فيالصفحة/ 29 / في حين كانتالاستراتيجية هي أن يشكل العرب جبهة مواجهة ضد العرب ..هل كتب الله علينا أن نكونفي الحرب أمما وقبائل ? وفي السلام أمما وقبائل ,وفي الرفض أمما وقبائل ..?! ويحذر في مقالأن تسبى الوطنية اللبنانية وأن يتم اغتيالها يقول نزار :وأشد ما أخشاه أن تقعالوطنية اللبنانية تحت تأثير الطقس الحار وتعاطي الكحول والمراهقة الطائشة والغزلالمكشوف أن تقع في قصة حب لا يعلم إلا الله كيف ستنتهي ..ومتى ستنتهي .. الوطنيةاللبنانية هي ابنتنا التي ربيناها شبرا شبرا , وسهرنا عليها عمرا , وسقيناها ماءالعين, ودم القلب حتى صارت عروسا ..ستعرض العروس لكثير من الإغراءات والمضايقاتسيقف على بابها ألوف الخطاب .. ولكنني أراهنكم أن العروس لن تتزوج الجنرال , لنتتزوج الجنرال , لن تتزوج الجنرال .. |
نبوءة شاعر
رحيم الحلي الشعراء الصادقون يكاد إن يكونوا انبياء وان تـــكون لــــهم نبـــوءة والذين يروا ألوانا وردية وســــط الدخان هم سكارى حالميـــــن لا اصدق اقوالهم ليس بحكم نظرتي المتشائمة والتـــي لا ترى في هذه السماء المسََّودة بلون البارود المتفجر والنفط المحتـرق لونا ورديا ولا يمـــكن إن أشــم عطر الياسمين مــن وراء هذا الدخان، خيال الشاعر كان يحلق بعيدا في السماء عاليا وهذا ليس غريبا على الشاعر فهو يرى الوانالا نراها إما بحكم نبوئته أو بحجم سكرته، ليس كل الشعراء نبوئيين وليس كلهم حكماءقد يكون بينهم الطبالون والمدّعون . كثيرا ما تقتل الشاعر أحلامه وكثيرا ما تكون أحلامه ظلا لأوهامه والشاعر بـدون نبوءة مثل نبي بلا رسالة ، أو فارس بدون سيف ولكن قد تكون النبوءة احلاما مشروعة وقد تكون رؤية مبكرة للأتي . إن الشعراءالماجنون والطبالون لا يمكثون طويلا مثل عطر عابر قد يعجبك لوهلة ، ولكنه لا يبقى طويلا ، مثل عطر عابر لغانية متغنجة . وقد يكونوا الشعراء قمرا منيرا ، وجبلاشامخا ، ودرسا باقيا ، في صدقهم واحترامهم لكلمتهم التي تسقطهم صرعى ارائهم كما رحلالمتنبي شهيدا حين اعادته إلى ميدان المنازلة تذكره لقصيدتــــه إنا الذينظر الاعمى إلى أدبي واسمعت كلماتي من به صمم الخيل والليل والبيداء تعرفنيوالسيف والرمح والقرطاس والقلم وكما رحل من دنيانا كثيــر من الشعراء الصادقين ، فـي المنافي ولم يعودوا لوطن تحكمه حراب القتلة أو سياط الجهلة ، ولنتذكــر رحيل الجواهري في منفاه ، وكذلك البياتي ، وبلند الحيــــــدري. ورفض الشاعر مظفر النواب للعودة للوطن في الوقت الحاضر رغم اعتقاد البعض انه ادمن على الغربة ، لكن عندما تحكم الوطن حراب الاحتلال واحزاب طائفية تعيش في جحور التاريخ ، وتنتشر خفافيش الظلام في سماء الوطن ، بعد إن اطعمت اعشاشها الدول المتدخلة والطامعة ، وهُمشت عمدا القوى اليسارية والدمقراطية فهي لاتخدم مشروع المحتل بتمزيق الوطن ،ولا أحد من المتدخلين تتفق معه هذه القوى الوطنية المتنــورة ، لان الوطنيين الصادقون لن يقبلوا الاملاء ، ولايجمعهم والاخرون سوى مصلحة الوطن ،مع تقديري للذين يرفعوا شرف الكلمة في ظروف الاحتلال والارهاب ويتعرضوا لمخاطر جمة . يجب إن لا نتطير من موقف شاعر رفض العودة في ظل الاحتلال ، كلُّ له حق الاجتهاد في هذه الفترة الحرجة من تاريخنا وان الحياة هي التي تزكي المواقف ،والحقائق هي التي تسموا ومن هنا يجب إن نحترم سعدي يوسف وموقفه مهما كانت حجج منتقديه. احزن لأن الثوار ماتوا أو ضاعوا في الغربة البعيدة ولأن الراية حملها المتطفلون على الثورة ، المبدئيون لن يؤجروا الرايات ، لن يعملوا بالاجرة خدمةً لاصحاب الغايات ، هاهو الوطن تستبيحه قوى الجهل والاجرام وحراب المحتلين ، ولان الادعياء سيتدفئوا بعطر جارية وفراش ناعم وسيحملوا مسابح الفتنة النائمة، سينهضوها كي تكون وسيلة للمتاجرة وتقسيم الوطن وثرواته ، وينشغل الناس بينهم ، ويسرق المحتل واللصوص ، تحت لحاف ليل العراق المظلم . حزين وضائع منذ إن باع الشعراء قصائدهم ولبس اللصوص ملابس الثوار. مذ بدّل فدائيوا صدام ثيابهم ، وبقى الشهداء على حالهم معلقون لان المحتل لا يحترم الإبطال ،ولان الحاكمين انشغلوا بجمع الثروات ولولا الفتن ما سمعنا بكثير من هذه الاسماء ،وغيبت عن عمد ، اسماء مهمة في تاريخنا السياسي والثقافي ، لان المحتل واعلامه اسدل عليها الستار ، ولكن الشمس لايمكن إن تغطى بستار . حزين لان السلاطين استأجروا كثير من رجال الدين ،ليكونوا دعاة للفتنة ودعاة للخنوع والذلة ، والدين هو ثورة في الأصل من اجل الإنسان والمحرومين بالتحديد ،وجعلوا من الدين طريقا للخنوع والاستكانة وقتل الثورة ،وكي يحني الفقراء هاماتهم ،وكي ينزل الثوار راياتهم، ويحكم السلاطين باسم الله بعد أن أخذوا صكوك التفويض. يا ملك الثوار إنا ابكي بالقلب لأن الثورة يزنى فيها والقلبتموت امانيه الفقراء في بلادي مذعورون ، خرج اللصوص الكبار والصغار يجنون حصاد الرعب ،لا أحد يصرخ ، الثوار مغيبون والثوار الكتبة سكارى فرحين بما كسبت ايديهم ،أمراة حسناء وقنينة ويسكي اصلية. كيف يحمي الناس من لايحمي أخيه ، من وشى بأخيه ورماه بسراديب الجلادين . وسنين العمر تمر سريعا ، بين حنين العودة ، وصراخ الوطن المذبوح ، وقهقهات الثملين وصار رحيل القرصان إلى بحر الظلمات قريبا يا طير البرق تأخرت فأني اوشك إن أغلق باب العمر ورائي اوشك إن اخلع من وسخ الأيام حذائي يا للوحشة اسمع فوراء محيطات الرعب المسكونة بالغيلان هناك قلعة صمت إي نبوءة وردية في هذه الظلمة يا صاحبي، وشيطان الاحتلال يجثم على وطني ولصوص الثورة باعوا سيوف الشهداء للشيطان وناموا، وتجار الدين اشعلوا نار الفتنة بامر الشيطان واحترق وطني بحماقات.... ونيران المحتل واعوانه. الفقراء تنازلوا عن الخبز رفعوا الرايات البيض طالبين الأمان إي هزيمة للثورة هذه يا ملك الثوار ، اضحك أيها الشيطان ارفع كأسك قد فزت وقتلوا يوسف اخوته وانزلوه في البئر وهاهي الثورة انزلت في البئر ، وكل يوم الف يوسف يلقى في البئر في بلدي العراق . الام ستبقى ياوطني ناقلة للنفط مدهنة بسخام الاحزان واعلام الدول الكبرى ونموت مذلة الام أنت وطن في العزلة يا غرباء الناس اغص لان الدمع يجرح اجفاني في الحلم يطليني الدمع وتاتي الافراح كسلسلة من ذهب من كنزك يا ملك الأنهار بقلب بلادي ابكيك بلاد الذبح كحانوت تعرض فيه ثياب الموت امتد إليك من خشب الليل وسيعبر تاريخ الغربة هؤلاء الشعراء الصادقين رسموا واقعهم ما باعوا قصائدهم،الدول الكبرى والشركات السياسية ( الأحزاب) اغرت واغوت الشعراء بالمال والنساء والشاعر في النهاية إنسان وليس كل الموهوبين فنا قديسين يموتون لاجل الإنسان فقد يقع الفارس في حفرة السلطان بين احضان جارية حسناء وشراب معتق وشواء لذيذ لكن الشعراء الثوريون ربما لا يتحملوا مرارة الاحزان والالام حين يروا بؤس الفقراء يقتلهم الاسى والمرض. اكاد اسمع العراق يدخرالرعود اكاد اسمع العراق يدخر الرعود ويخزن البروق في السهول والجبال وكل عام حين يعشب الثرى نجوع مامر عام والعراق ليس فيه جوع سلاما للسيابوسلاما لمظفر ولكل شاعر نبوئي يعاقب الشاعر إما بالاغراء أو بالجوع كي يحني رأسه كي لا يرى ما لايجب إن يرى وكي لا يقول ما لا يجب إن يقول والويل والثبور لمن يتمرد سيجوع وسيمرض كما مرض السياب اوسيموت رقصا وسكرا وطربا مثل كثير من الشعراء الطبالون الماجنون الشاعر اذا أراد إن ينذر نفسه فلينذرها اولا للقصيدة وللناس ويجب إن لا يسيس القصيدة إي لا يجعلها حصان لهذا الشخص أو ذاك التيار او الحزب وليلقها في بحر الناس لا في احضان اشخاص. وكما يقول الشاعرالمصري البطل نجيب سرور هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن بطولة .. لم يلق فى طول الطريق سوى اللصوص ، حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص .. فرسان هذا العصر هم بعضاللصوص ! " . سلاما للشاعر المصري نجيب سرور، الشهيد كمدا والذي مات شريداغريبا في وطنه فأتهموه بالجنون فمن يلقي الحكمة ويدعو للثورة وسط الجياع الساكتينعلى جوعهم، والمصفقين مع الطبالين والراقصين من الذبح والنائمين من السكر والخدر ،والمبسوطين بمورفين يزرقهم اياه وعاظ السلاطين. سلاما لصديقك الوفي الأستاذ الحلي مسلم باديين ، الذي اهداني ديوانك حكماء ريشء والذي فيه اهدائك وخطك النبيل الاثير على نفسي ، فالشعراء الصادقون هم انبياء العصر وبالتالي فهم المقدسون عندي ، وسلام للشاعر الحلي ولاء الصواف الذي جمعني بأدباء مدينتي بعد غربة ربع قرن عن مدينتي الحلة الفيحاء ، مدينة صفي الدين الحلي ، وموفق محمد ،. سلاما لنجيب سرور وسلاما للملحن الراحل كمال السيد الذي عرفني به ، حين لحن له قصيدته مفروض الواحد منكو يعيش الحرف يا شعرا ألحقَّ أقول لكم.. لا حقَّ لحيًّ إن ضاعتْ.. فى الأرض حقوق الأمواتْ.. لاحق لميت إن يـُهتك ْ.. عرضُ الكلمات ! وإذا كان عذاب الموتى أصبح سـِلعه.. أو أُحجية ً.. أو أيقونه.. أو إعلانـا ً أو نيشانـا.. فعلى العصر اللعنة.. والطوفان قريب ! الأبطال.. بمعنى الكلمة.. ماتوا لم ينتظروا كلمه.. ما دار بخلد الواحد منهم.. حين استشهد.. أن الاستشهاد بطوله.. أو حتى أن يـُعطي شيئاً.. للجيل القادم من بعده.. فهو شهيدٌ لا متفلسفْ ماذا يتمنى أن يأخذ.. من أعطى آخر ما يملك.. في سورة غضب أو حب ؟! اليست هذة نبوءة ، لما يجري في وطننا الذي ،تضيع فيه حقوق الشهداء ، والمناضــــــلون ولازال يغرف من خيراته اللصوص والدجالون والمنافقون بل حتى الجلادون بعد إن غيروا لباسهم الزيتوني ولبسوا عمائم الطوائف الحاكمة والمتصارعة وفق برنامج الحفل الامريكي ألليل أخطبوط ! مدينتي في الليل تدَّعي الهدوء.. لكنني أمــوء.. كقطة جريحة في البرد.. مدينتي أبـراج.. والبرد كالكرباج.. مشيت طول اليوم.. كما مشيت كل يوم.. في الليل والنهار.. بغير مأوى يا مدينة السـُّواحْ.. يا جـُعبة الجرَّاحْ ! هذا الهدوء مصطنعْ.. والوحش يستريح.. لكي يقوم في الصباح.. يستأنفالهجوم ! هذا شاعر وذاك شاعر ،شاعر يتشرد لانه لا يبيع الكلمة ، الكلمة يجب إن لا تباع خصوصا كلمة الشاعر ، فهي حــــلم الفقــــــــراء وصوتهم ، وحكمة الصابرين على جمرهم وهي شرارة التغيير ، وهي التي ستهز عروش الظلم والطغيان لتبدل العالم المحتــــرق بصراخ المعذبين ، وقهقة الجلادين لتبدل سراديب المناضلين وخرائب الفقراء إلى بيوت فسيحة ترتفع فوقها اشجار النخيـــــــــــل و الياسمين لتتعطر حياتنا بعطر الزيزفون بدل إن تزكم الانوف رائحة الازبال في طرقات الفقراء ، لكي نزرع عوضا عنها اوراد الجوري والزنبق . يابلدي ورماح بني مازن قادرة إن تفتك فيك والكل إذا ركب الكرسي يكشر في الناس كعنترة تعالي نبكي الاموات ونبكي الاحياء |
الساعة الآن 02:35 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |