![]() |
فـــــــوائد المــــــرض ... (( الفصل الثالث والاخير ))
بسم الله الرحمن الرحيم فوائد المرض ... (( الفصل الثالث والاخير )) 13 ـ من فوائد المرض : انه احسان ورحمة من الرب للعبد . فما خلقه ربه إلا ليرحمه لا ليعذبه (( ما يفعل الله بعذابكم لإن شكرتم وءامنتم )) (( النساء 147 ) ، ولكن اكثر النفوس جاهله بالله وحكمته ، ومع هذا فربها يرحمها لجهلها وعجزها ونقصها ، وهذا ورد في بعض الآثار ان العبد اذا اصابته البلوى فيدعو ربه ويستبطىء الاجابه ، ويقول للناس : لا ترحمه يا رب ؟؟ فبقول الله تعالى : (( كيف ارحمه من شيء به ارحمه ؟)) . فمثلا الوالد عندما يجبر ابنه على شرب الدواء المر وهو يبكي وامه تقول له : ألا ترحمه ؟ مع ان فعل الوالد هو رحمة به . والله المثل الاعلى ، فلا يتهم العبد ربه بابتلائه وليعلم انه احسان اليه . 14ـ ومن فوائد المرض انه يكون سببا لصحة كثير من الامراض ، فلولا تلك الالام لما حصلت هذه العافية ، وهذا شأن اكبر الامراض ، الا وهو الحمى وهي معروفة الان بالملاريا ، ففيها منافع للأبدان لا يعلمها الا الله حيث انها تذيب بعض الفضلات وتتسبب في انضاج بعض المواد الفاسدة واخراجها من البدن ، ولا يمكن ان يصل اليه دواء غيرها ، يقول بعض الفضلاء من الاطباء ، ان كثيرا من الامراض التي نستبشر فيها الحمى ، كما يستبشر المريض بالعافية ، فتكون الحمى فيه انفع من شرب الدواء الكثير ، فمن الامراض التي تتسبب الحمى في علاجها مرض الرمد والفالج والقوة ـ وهو داء يكون في الوجه يعوج منه الشدق ـ وزيادة على الصحة فهي من افضل الامراض في تكفير الذنوب ، ففي مسلم عن جبران ان رسول الله عليه الصلاة والسلام دخل على ام السائب ، فقال : ما لك ؟ ، فقالت الحمى ، لا بارك الله فيها ، فقال : (( لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني ادم كما يذهب الكير خبث الحديد )) ، وعند احمد بسند صحيح : ( حمى يوم كفارة سنه )) { عن ابن عمرو } وفي الادب للبخاري عن ابي هريرة : (( ما من مرض يصيبني احب الي من الحمى ، لانها تدخل في كل الاعضاء والمفاصل وعددها 360 مفصلا ، وقيل انها تؤثر في البدن تأثيرا لا يزول بالكلية إلا بعد سنه . 15 ـ ومن فوائد المرض : تخويف للعبد (( ولقد اخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون )) ( المؤمنون : 76 ) (( واخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون )) ( الزخرف : 48 ) ، فما ابتلاء الله الا ليخوفه لعله ان يرجع الى ربه ، اخرج ابو داوود عن عامر مرفوعا : (( إن المؤمن إذا اصابه سقم ثم اعفاه منه كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظه له فيما يستقبل ، وان المنافق اذا مرض ثم اعفي كان كالبعير عقله اهله ثم ارسلوه فلم يدر لم عقلوه ولم ارسلوه .)) . 16 ومن فوائد المرض : ان الله يستخرج به الشكر ، فإن العبد اذا ابتلي بعد الصحة بالمرض وبعد القرب بالعبد ـ اشتاقت نفسه الى العافية ، وبالتالي تتعرض الى نفحات الله بالدعاء فإنه لا يرد القدر إلا الدعاء ، بل ينبغي له ان يتوسل الى الله لا يتجلد تجلد الجاهل فيقول : يكفي من سؤالي علمه بحالي !! فإن الله امر العبد ان يسأله تكرما وهو يغضب اذا لم تسأله ، فإذا منح الله العبد العافية وردها عليه عرف قدر تلك النعمة ، فلهج بشكره شكر من عرف المرض وباشر وذاق آلامه لا شكر من عرف وصفه ولم يقاس ألمه . فكما يقال : اعرف الناس بالافات اكثرهم آفات . فإذا نقله ربه من ضيق المرض والفقر والخوف الى سعة الامن والعافية والغنى فإنه يزداد سروره وشكره ومحبته لربه بحسب معرفته وبما كان فيه ، وليس كحال من ولد في العافية والغنى فلا يشعر بغيره . 17 ـ ومن فوائد المرض : معرفة العبد ذله وحاجته وفقره الى الله ، فأهل السموات والارض محتاجون اليه سبحانه ، فهم فقراء اليه وهو غني عنهم ، ولولا ان سلط على العبد هذه الامراض لنسى نفسه ، فجعله ربه يمرض ويحتاج ليكون تكرار اسباب الحاجه اليه سبب لخمود آثار الدعوى وهو ادعاء الربوبية ، فلو تركه بلا فاقه لتجرأ وادعى ، فإن النفس فيهامضاهاة للربوبية ، ولهذا سلط الله عليه ذل العبودية وهي اربع : ذل الحاجه ، وذل الطاعة ، وذل المحبة ـ فالمحب ذليل لمن احبه ـ وذل المعصية ، وعلى كلن فإذا مرض العبد احس بفقره وفاقته الى الله كائنا من يكون . لعلك تقول : هذه الاخبار تدل على ان البلاء خير في الدنيا من النعيم ، فهل نسأل الله البلاء ؟؟ فأقول لك : لا وجه لذلك ، بل ان الرسول عليه السلام قال في دعائه لما اخرجه اهل الطائف : (( ان لم يكن بك غضب علي فلا ابالي ، ولكن عافيتك اوسع لي )) ، وروي ان العباس لما طلب من الرسول عليه السلام ان يعلمه دعاء فقال له (( سل الله العفو والعافية ، فإنه ما اعطى احد افضل من العافية بعد اليقين )) ، وقال الحسن : الخير الذي لا شر فيه العافية مع الشكر ، فكم من منعم عليه غير شاكر ، وهذا اظهر من ان يحتاج الى دليل . فينبغي ان نسأل الله تمام النعمة في الدنيا ودفع البلاء عنا ، لكن اذا ابتلي العبد ببلاء فينبغي له الصبر والرضا بقضاء الله عليه . * أخيرا اختم هذه الرسالة بأن المرض نعمة وليس نقمه ، وان في المرض لذائذ : 1ـ منها لذة العطف الذي يحاط به المريض والحب الذي يغمره من اقاربه ومعارفه . 2ـ اللذة الكبرى التي يجدها المريض ساعة اللجوء الى الله ، عندما يدعوه مخلصا مضطرا . 3ـ لذة الرضا عن الله عندما تمر لحظات الضيق على المريض وهو مقيد على السرير ، ويبلغ به المرض اقصاه فيفيء لحظتها الى الله كما حصل في نداء ايوب ، فلا يحكم على المريض او البائس بمظهره ، فلعل وراء الجدار الخرب قصرا عامرا ، ولعل وراء الباب الضخم كوخا خربا . 4ـ لذة المساواة التامة : فهي سنة الحياة ، فلا يفرق المرض بين غني او فقير ، فلو كان المرض سببه الفقر او نقص الغذاء لكان المرض وقفا على الفقراء ، ولكان الاغنياء في منجى منه ، لكنه لا يعرف حقيرا او جليلا ، فالناس سواء . نسأل الله من عظيم لطفه وكرمه وستره الجميل في الدنيا والاخرة ، ونعوذ به من زوال نعمته وتحول عافيته وفجاءة نقمته وجميع سخطه . وصلى الله على نبينا الكريم محمد على آله وصحبه وسلم |
الحمد لله على نعمة الاسلام
صدقت عزيزتي للمرض فوائد كثيرة تحيات لك سلمت |
شكرا على ما انرتنا به خلاصة القول أنّ للمرض فوائد كثيرة أجل أختاه عرّفتنا بأشياء كنّا نجهلها لك كل الشـّكر والتـّقدير أخوك ناجي |
|
شكرا وبارك الله بكم على روعة حضوركم وردودكم
باقات ود وتقدير |
بارك الله فيك اخي وجزيت خيرا
|
يعطيڪَ العافيه.. إختيارڪَ موفق جدا.. تسلم الايادي .. بـانتظار جديدڪَ.. |
بارك الله تعالى فيك واحسن الله اليك جزاك الله عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء |
الساعة الآن 11:05 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |