![]() |
فوائد القصص القرآنية
إن القرآن الكريم كتاب الله تعالى الذي يتضمن كلماته إلى خاتم رسله وأنبيائه محمد (- صلى الله عليه وسلم -) ، هو كتاب الدين كله ، وهو عمدة الملة وروح الوجود الإسلامي منه تستمد العقيدة والشريعة والأخلاق ، فهو كتاب لكل الأزمان جعله الله هدى للعالمين من الإنس والجان . كل شيء فيه لحكمة وقد قص الله علينا في كتابه أحسن القصص { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَص } وهذا يتناول كل ما قصه الله علينا في كتابه العظيم ، وكان لإيراد القصص القرآنية حكماً ودروساً لتربية الأفراد والمجتمعات للقادة والدعاة ، ومن هذه الفوائد التي تلاحظ بمجملها في سورة القصص الشريفة وفي باقي سور القرآن الكريم : أن نفقه ما جاء في هذه القصص من أخبار وحقائق ومعاني وأنماط من المدافعات بين أهل الحق والباطل وان نعتبر به . فمن ذلك ما حصل للأنبياء وما أصابهم من الأذى في سبيل الله ، ثم إن الله نصرهم وجعل العاقبة الحسنى لهم ، وفي ذلك عبرة للمؤمنين، قال تعالى : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ } التحدي العظيم لأهل الكتاب ، لأن أهل الكتاب كانوا في ذلك العصر لهم معرفة بأخبار الأنبياء لاسيما أحبارهم ورهبانهم ، فقطع القرآن حجتهم على المسلمين قال تعالى : { تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا } ، فكان حملة القرآن أحق بان يوصفوا بالعلم الذي وصفت به أحبار اليهود ، فانقطعت صفة الأمية عن المسلمين في نظر اليهود. في القصص القرآنية فائدة عظيمة للكفار والمشركين والعصاة والظلمة والمتكبرين ، لكي يروا ما حصل بأمثالهم من الأمم السابقة ليتعظوا قال تعالى : { فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }. في قصص القرآن بيان لسنن الله في خلقه من الأمم والجماعات والأفراد ، وهي سنن جرت على الماضين ، وتجري على اللاحقين ليعتبر بها المؤمنون ، فلهذا لا يراد بقصص القرآن الكريم السرد التاريخي للأمم والأشخاص والجماعات ، وإنما يذكر منها مواضع العبرة والاتعاظ والتذكر ، كما قال تعالى : { وَكُلاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } لذلك لا تذكر الحوادث بالترتيب ولا تستقصى . في القصص القرآني فائدة كبيرة لأهل الدعوة والدعاة لا غنى لهم عن معرفتها فهي تعرفهم : مناهج الأنبياء ـ عَلَيْهم السَّلام ـ في دعوة أقوامهم إلى الله وبيان ما أصابهم من أذى في سبيل الله ، وكان النصر في نهاية المطاف نصيبهم ، وكيف أن الله أظهرهم على عدوهم رغم قلة عددهم . فعلى اللاحقين من المؤمنين عدم اليأس ، وليعلموا أن ما أصابهم من أذى قد أصاب من قبلهم ، ولكن العاقبة أبداً للمتقين لما قال سبحانه : { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } . وكذلك هناك فائدة أخرى للدعاة ، وهي ما اشتملت عليه القصص القرآنية من بيان لما جبلت عليه النفس الإنسانية من غرائز وميول ورغبات وكيف عالج الأنبياء ـ عَلَيْهما السَّلام ـ أحوال الناس وفقاً لهذه الميول والرغبات . __________ __________ |
أخي بن زيدون شكرا لك أخي على الطـّرح المميّز استفادة مضمونة احتراماتي أخوك ناجي |
سعدت بمرورك ، اخي ناجي
|
|
جزاك الله خيرا وبارك بك ,, وجزاك الفردوس الاعلى وجعله في ميزااان حسناااتك حفظك الله ورعاك |
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك
شكرا على الإفادة والطرح |
الساعة الآن 12:58 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |