منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   سِير أعلام وشخصيات (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=57)
-   -   نساء ناجحات (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=1505)

صائد الأفكار 19 - 11 - 2009 07:05 PM

نساء ناجحات
 
إمرأة من فلسطين .. أم كامل المرأة التي قادت الرجال


امرأة نصبت خيمتها قرب بيتها المصادر فأصبحت محجا للمتضامنين من كل أنحاء العالم ... ولكن لم يتركها جنود الاحتلال.. فهدموا حتى الخيمة
من يرغب بفهم القضية الفلسطينية عليه الاطلاع على قضية أم كامل الكرد المقدسية التي تجسد فلسطين بواقعها فأم كامل امرأة ليست ككل النساء تماما كما هي فلسطين ليست ككل البلدان. رحل زوجها عنها لأنه لم يتحمل ضغوط العدو وتفريط الأشقاء ومنع الاحتلال سيارة الاسعاف من نقله الى المستشفى وكبل أبنائها ومنعهم من مشاركتها خيمتها ليلا بفرضه غرامات باهظة عليهم.

قصة بيت أم كامل بجوار الأقصى, ومقاومة اغراءات بيع بخمسة عشر مليون دولار, وعدم التنازل عن البيت حتى بعد مصادرته, أم كامل هي الوحيدة القادرة على سرد قصتها, وفيما يلي ما ورد على لسانها:

تستهل فوزية الكرد " أم كامل" حديثها برباطة جأش وتقول انها تزور الأردن بدعوة الهيئة الأهلية للاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية, وكصاحبة قضية وموقف استغلت هذه الزيارة لاجراء العديد من اللقاءات والزيارات والمشاركة في الفعاليات ذات العلاقة.

أم كامل التي جاءت من خيمة نصبتها بالقرب من بيتها المصادر بجانب المسجد الأقصى المبارك الأسير, ثم قامت اسرائيل بهدمها, تقول إنها زارت مجلس النواب, وذهبت الى الكرك, والتقت فعالياتها السياسية وحضرت الاحتفال الخاص بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية, كما انها لبت دعوة من الجمعية الأرثوذكسية في عمان.

ولدى سؤالها عن الدافع الذي جعلها تواجه الاحتلال بالصمود والتصدي رغم أن جيوشا لم تصمد بوجهه, أكدت أم كامل: " حقي الذي هجرت بسببه مرتين الأولى عام 1948 والثانية عام ,2008 وكذلك حبي لوطني وارضي وامانتي وعقيدتي, وانتقاما لروح زوجي الذي رحل عن الدنيا جراء تصدينا للظلم, ولنعلم العالم أن العقيدة الاسلامية صمدت بالأخلاق, كما أنني اوضح للمتعاطفين معي من الأجانب مسيحيين ويهودا اننا لا نكره اليهود, بل نكره المحتلين "

وحول رسالتها التي تريد ايصالها من خلال خيمتها تؤكد أم كامل " أريد أولا من الأردن قيادة وشعبا أن يتذكروا أن البيوت في حي الشيخ جراح هي وديعة أردنية حتى يتم تحريرها, وقد اعطتنا اياها الحكومة الاردنية من الأردن عن طريق الأونروا عام 1956 ولم نعد لأملاكنا في القدس الغربية. كما أننا لم نتمكن من تسجيل هذه البيوت, بسبب الظروف, لذلك أقول أن الأردن هو المسؤول الأول والأخير عن القدس والشيخ جراح ".

وبخصوص دور المرأة الفلسطينية في الصمود والمواجهة تبين أم كامل أن دورها كبير جدا, وأن النسوة بفلسطين يتحملن ثلثي العبء وأن 99% من الدور الفلسطيني للمرأة في القدس وهي التي تواجه كل الصعوبات.

ولدى سؤالها عن قصتها مع الاحتلال وعن خيمتها تتحفز أم كامل وتقول:" قصتي قديمة, وبدايتها تتمثل ب¯ 28 وحدة سكنية في حي الشيخ جراح بالقدس وكانت لنا إحداها, وقمت بترميمها وهي غرفتان وليوان ومطبخ وحمام وساحة خارجية كنا قد تسلمناها من الأردن عام 1956 ".

وتضيف أنها رممت البيت عام 1957 وجرت اضافة غرفتين من الطوب والزينكو, كما انها قامت بترميم بيت الطوب مرة ثانية وبلغت تكلفة الترميم نصف مليون شاقل, واستغرقت العملية ثلاثة أشهر, لتبدأ المعاناة من جديد وتتخذ مواجهة الاحتلال شكلا آخر.

تقول أم كامل:" جاءني مستعمر اسمه عيزرا علمت مؤخرا أنه من حركة السفارديم والاشكيناز المتطرفة كان ذلك قبيل عيد الأضحى عام 1999 وأخبرني أنه سيرفق البيت بالأرنونا (ضريبة الامتلاك) وطلب مني الهوية وأسماء زوجي وأبنائي, وجاءني تبليغ المحكمة في الساعة 8 صباحا وعقدوها في الثانية عشرة ظهرا "

تعود أم كامل الى ذاكرتها في ذلك اليوم وتوضح انه وبسبب غياب محامي العائلة, فقد توجه زوجها واولادها الى المحكمة, وخلال الجلسة قال القاضي الإسرائيلي لهم " تفاهموا مع الاستيطانيين " لكن اولادها رفضوا ذلك وأجابوا: لو أردنا ذلك لما جئنا الى المحكمة ! فقام القاضي بفرض غرامة عليهم قيمتها 120 ألف شاقل لبلدية القدس.

وبحسب صاحبة الخيمة, فقد بقى البيت مغلقا حتى عام ,2001 حيث تحركت الشهوة الاستعمارية وروح اللصوصية لدى المستعمرين الاستيطانيين الذين اقتحموا البيت, كانت أم كامل ترافق زوجها المقعد في المستشفى, فهاتفها جيرانها وأخبروها عن عملية السطو, ما دعاها لمغادرة المستشفى والتوجه نحو البيت الذي اغتصبه المستعمرون بحراسة الجيش الاسرائيلي, وفاجأها أحد الجنود بقوله وهو يبكي: " أنا لست درزيا ولا عربيا, أنا اسرائيلي اسمي ديفيد أريد أن أخبرك أنهم اقتحموا بيتك بختم مزور ".

وتؤكد أم كامل انها وعلى الفور اتصلت بالمحامي حسني أبو حسين من أم الفحم, وشرحت له الموضوع, وتحرك هو الآخر ورفع قضية ضد المستعمرين لكن المحكمة لم تدن أحدا, لأنهم كانوا يبدلون العائلات المغتصبة للبيت كل عام.

تتوقف أم كامل عن الكلام لبرهة وكأنها تتزود بالعزم وتقول:" حتى عام 2008 استخدموا معي كل أساليب التعذيب والترغيب والترهيب لكني لم ألن, وقد استغلوا وجود زوجي في المستشفى ومنعوا أولادي من المبيت عندي وهددوهم بفرض ألف شاقل عن كل ليلة في حال مخالفتهم للقرار, وأثناء ذلك, دخل علي 6 مستعمرين مسلحين ظهرا وكنت وحدي - أذكر الله - فطلبت من الله أن يضعني في أمانته, وبعد ذلك منحني الله قوة عجيبة مكنتني من اخراجهم, لكنني مكثت لسنتين اعالج نفسي من الاكتئاب "

وصلت الرسالة لأم كامل, بعد تلك الحادثة فأخذت تقفل الباب بالمفتاح, لذلك وضع المستعمرون قطع سلاح تحت الشباك, بانتظار من يأخذها لاقتحام البيت مجددا, وهدمه وسجن من فيه مدى الحياة بحجة اقتناء السلاح حسب القانون الاسرائيلي.

لذلك كانت تطلب من أولادها عدم المجيء الى البيت حتى لا يقعوا في المكيدة. فبقيت القطعة حتى الساعة الثالثة والنصف من فجر اليوم التالي فعاد مستعمر وتناولها, بعد ذلك اغتصبت البيت عائلة يهودية يمنية. وكانت تغادر البيت وتبقي الباب مفتوحا وفيه الأثاث ويختفي الحارس الأمني ظنا منهم أن أم كامل ستسطو على أثاث البيت, وعندها سيسهل محاكمتها والحكم عليها ليصبح البيت حكما لهم, وتبين أم كامل انها كانت ترصد خمس كاميرات للتصوير حول البيت وبعد مضي يوم ولم يدخل البيت أحد, عادت العائلة اليهودية اليمنية.

وتشير أم كامل أن عائلة أمريكية من نيويورك " عائلة سيغال " اغتصبت البيت بدلا من العائلة اليمنية, وكان لديها أطفال, وعندما غادروا البيت للمرة الأولى وضعوا على الشباك نقودا وهاتف جوال ظنا منهم أنها ستقوم بالاستيلاء عليها, لكنها طلبت من زوجها المقعد حراسة الشباك وتوجهت الى الحارس الأمني وطلبت منه أخذ النقود والجوال لأن العملية مكيدة جديدة.

وتتوقف أم كامل عن الكلام قليلا وتقول بتحفز:" بعد ذلك جاء دور الاستفزاز وبدأوا باحضار حافلات تقل أطفالا من المستعمرات وألعابا نفاخة من الصباح حتى المساء حيث يلعبون ويصرخون بحراسة الشرطة ويغادرون تاركين أوساخهم ".

وتضيف أم كامل:" وجدت نفسي في هذه المرحلة في ظروف بالغة القسوة.. رجل مريض, وبيتي لم يعد لي, وحياتي لم تعد حياتي وكنت في سجن مع وقف التنفيذ:"

وتتابع " أقدموا على اغلاق المجاري, فزادت المشاكل بسبب الشتاء, و العائلة النيويوركية احضرت بركة ماء بلاستيكية, وكانت تطلب من أطفالها ايصال الماء لاغراق غرفتي."

لكن ام كامل قررت الصمود فاحضروا طاولات مع كراسي وأطعمة وأقاموا مهرجانا في البيت وأخبروا المستعمرين أنهم يعانون كثيرا بسبب وجود عرب بالقرب منهم وأنهم بحاجة للأموال للتخلص من العرب, لذلك قاموا بجمع التبرعات.

وتبيانا لمدى حقد المستعمرين حتى لو أنهم قدموا من نيويورك, فقد كانت المرأة النيويوركية ترسم فتى فلسطينيا يرتدي الكوفية وتعطي ابنها البالغ من العمر 6 سنوات المسدس وتقول له وهي تدربه على اطلاق النار على الكرتونة: أريد الرصاصة الصفراء في عينه والحمراء بفمه, أما الرصاصة الخضراء ففي رقبته, حتى تخرج هذه العائلة العربية من البيت:"

بعد ذلك يبدأ فصل جديد من فصول الصراع, وتقول أم كامل:" جاءني محاميهم واسمه شامير وعرض مبلغ 10 ملايين دولار ثمنا للبيت بدلا من الطرد وقال انني ساصبح غنيا وأتمكن من شراء بيت حنينا, لكنني رددت عليه أنني لا اريد المال ولا أعرف بيت حنينا علما أنها تقع بالقرب منا. قلت له هناك مثل عربي يقول:" اللي جرى واللي مشى ما نابو من الدنيا اشي الا القطنة والكفن والقبر صندوق العمل ". فطلب مني اعادته فرفضت وقلت له: أين دفن جدي وجدك, في الفضاء أم في الأرض?

فقال لمن معه: أنها قوية جدا. فرددت عليه. أنا قوية بديني وايماني والميت يقول وهو محمول على الأكتاف: اذا كان ورائي الأحباب وصار مثواي تحت الارض بين الدود والتراب فمن يرحمني? فقلت عملي! لذلك فاني أقول أن المليارات لا تعوض ذرة من تراب بيت المقدس.

لم ينته هذا الفصل, فبعد المحامي شامير جاءها وزير السياحة السابق صاحب خطة "السلام " الإسرائيلية بني ايلون وعرض عليها خمسة عشر مليون دولار لكنها خاطبته من وراء حجاب ولم تسمح له بالدخول, وعرض عليها شيكا مفتوحا, لكنها مزقت العرض وطلبت منه المغادرة.

وتبين أم كامل ان طرد أيلون فتح عليها باب جهنم مجددا اذ اقتحموا البيت في الساعة الثالثة والنصف فجر ليلة التاسع من شهر تشرين ثاني عام ,2008 وكان هناك في الغرفة الثانية خمسة متضامنين أجانب, حيث قيدوهم ووضعوا اللاصق على أفواههم وأخذوا جوازات سفرهم وسفروهم الى بلدانهم من دون أن تشعر.

وتقول أم كامل: حاولت فتح باب الغرفة لأستطلع الأمر لكن زوجي المريض طلب مني وعاء البول ففوجئت بقوة تعدادهم 50 جنديا وقوات خاصة وثلاث مجندات تصحبهم مجموعة من المستعمرين والمستعربين ودخلوا البيت عنوة وانتزعوا مني الجوال وطلبوا من المجندات القائي في الشارع, فمسكتني مجندتان وألقتاني في الشارع وبقيت مغميا عليّش حتى العاشرة والنصف صباحا, وعندها استولوا على البيت وصادروا كل محتوياته, وأغلقوه بعد أن ألقوا بزوجي المريض في باحة بيت الجيران, ما ادى الى اصابته بأزمة قلبية حادة.

وتواصل أم كامل:" بعد أن صحوت من الغيبوبة علمت بما جرى واتصلت بابنائي الذين قدموا على عجل وحملوا أباهم المقعد الى مستشفى المقاصد وقضى ليلة هناك وفي الخامس عشر من شهر تشرين ثاني 2008 نصبت خيمة الصمود, واصطحبت زوجي المريض من المستشفى الى الخيمة, وكم كان الأمر صعبا اذ لا دواء ولا ماء ولا حمام ولا ملابس وله من العمر 56 عاما, ما أدى الى تعرضه لأزمة قلبية حادة وأخذناه الى المستشفى الفرنسي وتعرض هناك لأزمة قلبية ثالثة ومات بعد أسبوع وتتحدث أم كامل عن وضعها الجديد وتقول:" بقيت وحدي في الخيمة, وهدموها 6 مرات, وصادروها وفرضوا علي غرامات 4 مرات منها 3 مرات 430 شاقلا ومرة 500 شاقل. وأقدموا في 29 من آذار 2008 على مصادرة الخيمة وقلت لهم سأحضر مظلة وكرسيا وما أستطيع قوله ان الخيمة فرضت علي وأثبت للعالم أن أخلاقيات الاسلام, واحترامنا للأديان فسح المجال ليهود بالتضامن معي وزيارة خيمتي:"

ولدى سؤالها عن سبب رفضها المبلغ الكبير أجابت أم كامل:" الانسان الحر لا يبيع بيته لعدو, ولا يفرط بكرامته ووطنه "هذه هي طريقتهم في الاستيلاء على الممتلكات كما أن هذا هو سر المشروع الصهيوني.

وحول رفضها مغادرة المنزل ونصبها الخيمة قالت أم كامل: "الخيمة منحني اياها السيد كمال عبيدات الذي قال انه لن يدعني أقهر من قبلهم وسيساعدني على المكوث بجانب بيتي لأن الذكريات عزيزة والوطن عزيز وأنه يتوجب علي أن أخذ حق زوجي بالقانون والأخلاق".

وعند سؤالها عن سر تمسكها بالخيمة ودول منظمة المؤتمر الاسلامي تستعد للصلح التاريخي مع إسرائيل أكدت ام كامل:" لن نقبل بأقل من دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس, وأنا شخصيا أرفض مبدأ المساومة, ومن يرغب بالمساومة عليه أن يساوم على أرضه هو, لا على فلسطين وأؤكد أن القدس وديعة هاشمية حتى يتم تحريرها "

وأوضحت أم كامل أن وفودا من أمريكا الشمالية وامريكا الجنوبية واوروبا مسيحيين ويهودا من حركة التعايش زاروها في خيمتها, اضافة الى دبلوماسيين أجانب في مقدمتهم القنصل البلجيكي الذي قال إنني امرأة تقود الرجال فيما قالت نساء أمريكيات أنهن تعلمن مني ما لم يتعلمنه في الجامعات الأمريكية.

وفيما يتعلق بمصير القدس استنادا الى قصتها أكدت أم كامل: القدس الى النصر والتحرير وما يجري في هذه المرحلة هو بداية النهاية لاسرائيل لأن قوتنا أنا كامرأة وزوجي المقعد تغلبت على قوة إسرائيل التي بدت لنا مهزوزة لذلك أؤكد أنني أنتصرت بصمودي وارادتي على إسرائيل.


"آن سوفي" الباحثة السويدية المسلمة


لم تكن "آن سوفي" تدري أن اهتمامها بقضايا الإسلام والمسلمين ودفاعها المنصف عنهم: هو بداية الطريق لاعتناق الدين الحنيف، فكلما أثيرت ضد المسلمين في السويد قضية، انبرت تفند وتدافع وتدحض آراء من يريدون بهم سوءا، من خلال نشرها لرؤاها الجادة وكتاباتها الرصينة المؤكدة بالشواهد والتي يحترمها العقل، محاولة بذلك الوقوف بالمجتمع السويدى على حقيقة الإسلام والمسلمين بعين الإنصاف، تارة بكتابة المقالات الصحفية، وأخرى بالكتب المتخصصة التي أصبحت منتشرة بشكل كبير، وثالثة باللقاءات المباشرة والندوات.
فكانت بحق.. لسان صدق للزود عن هذا الدين الحنيف والتابعين له.


ناشطة حقوقية

إنها "آن سوفي رولد" المؤرخة الدينية، والأستاذة المحاضرة في مجال دراسات الإسلاميات ونوع الجنس والهجرة بجامعات الجنوب السويدي بمدينة مالمو القريبة من الدانمارك، وكانت سوفي قبل أن تتحول من المسيحية ـ بفضل الله ـ إلى الإسلام من أهم الباحثين في قضايا الإسلام والمسلمين؛ وذلك منذ قدمت رسالتها في الدكتوراه عن تنظيم الإخوان المسلمين بجامعة لوند في الجنوب السويدي، ثم تخصصت في التاريخ الإسلامي، ومن ثم الحركات الإسلامية والأقليات المسلمة في الغرب.

كما كانت في شبابها: من الناشطات الحقوقيات الداعيات لتحرير المرأة في النرويج، مما عزز اهتمامها بالأمور السياسية، ولما كانت قد عرفت أن الإسلام لا يفصل بين الدين والسياسة: دفعها ذلك للتخصص فيه، ثم قامت بتأليف عدة كتب ذات موضوعات مختلفة عن الإسلام باللغتين السويدية والإنجليزية منها: "المسلمون الجدد في أوروبا" ،"المرأة في الإسلام" , "الإسلام"، "تجارب المتحولين إلى الإسلام في الدول الإسكندينافية"، "الإسلام المعتقد والتاريخ".
وقد أشارت صحيفة "سفنسكا داغ" السويدية إلى أن كتابات سوفي تقوم بدور عظيم في التعريف بالإسلام خاصة للمهتمين بدراسته، والذين تزايدت أعدادهم مؤخرا في أوربا، كذلك أثرت المكتبة السويدية بكتابها الهام "المسلم في السويد" الذي قدمته بالمشاركة مع الكاتبة المتحولة هي الأخرى للإسلام "برنيلا كويس".

الطريق إلى الإيمان

مرت "سوفي" بمراحل كثيرة ومعقدة من البحث والتنقيب والمقارنة؛ للوقوف على ما كل ما يمكنها من الوصول إلى الديانة الحق والتي يجب أن تعتقد، ولأن صاحب الفطرة السليمة دائما ما يوفق للصواب، فقد أدركت بفطنتها كما تقول في أحد حواراتها: أن الإنسان عليه أن يتحرك نحو الله, لأنّ الله لا يكره الناس على الإيمان به.
وعن تربيتها الدينية قالت: عشت في منطقة "أوستلوند في النرويج", وكان الاعتقاد باللّه سائدا عبر أسرتها, ففي كل ليلة كانت تصلي على طريقتها كمسيحية, وكان لديّها اعتقاد جازم أنّ الله يحميهم من كل مكروه.

وتقول أيضا: إنها لما وصلت للسابعة عشرة من عمرها: أخذت تتعمقّ دينيا، وبدأت تتساءل عن المسيحية كدين, وعن سبب تقاتل النصارى (أي المسيحيين) فيما بينهم, وقد توصلت بعقلها إلى مغزى عظيم فتقول: لقد كان البعض يستخدم الله لتقوية حكمه وسلطانه, ويستقوى به على الآخرين، مثلما جرى في أوروبا في عهود سالفة, مما دفعها إلى طرح المزيد من الأسئلة حول الديانات.
وقد قامت بدراسة الأديان المقارنة في السبعينيات من القرن الماضي، و قادها بحثها الدءوب إلى اكتشاف عظمة الإسلام وموضوعيته، فكما قالت: لقد وجدت فيه كل الأجوبة عن كل الأسئلة, بل لقد توصلت إلى حقيقة الله سبحانه وتعالى الذي خططّ لحياتنا أجمل وأعدل تخطيط.

الخوف (الفوبيا) من الإسلام:

وقد هال سوفي سيطرة ظاهرة الخوف من الإسلام، أو كما يطلقون عليها "فوبيا الإسلام" والجد في تحذير الناس منه عن طريق وسائل العلام الغربي، الذي بدأ يشوهه، ويظهر المسلمين في صورة الإرهابيين, خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وضرب برجي التجارة العالمية.
كما أنّ هناك أسبابا دينية و ثقافية و عنصرية وراء ظاهرة "فوبيا الإسلام" في الغرب، وهذا ما أوردته في كتابها: "المسلم في السويد" والذي تحدثت فيه عن حياة المرأة المسلمة، وتعايشها مع المجتمع السويدي الذي ينتمي كغيره من المجتمعات الغربية إلى قيم ومفاهيم مختلفة, وكيفية حياة المسلمين في السويد، وممارستهم للشعائر من: صلاة وزكاة وصيام وحج ومعاملات بينهم، كما قدمت فيه مقارنة جيدة بين عادات الشعوب الإسلامية، وتأثير ذلك على مسلمي السويد. كما لفتت إلى نظرته السلبية بل والمريبة إلى المرأة المحجبة.
وتؤكد "سوفي" من خلال إحدى أهم دراساتها العميقة في الإسلام والثقافة: أنه لا فرق بين الإسلام والثقافة الإسلامية، كما كان يعتقد الكثيرون، معللة لذلك أن القواعد التي يقوم عليها الإسلام لابد وأن تتداخل مع أشكال التعبير الثقافي بشكل كلي؛ وفي هذا عموم الفائدة للبشرية.

صائد الأفكار 19 - 11 - 2009 07:07 PM



زينب الغزالي إمرأة في عين العاصفة



حين يخفت نضال الرجال.. تبرز أكثر قيمة نضال المرأة.. ويصبح دينا على كل من طالته ثمرات نضالها.. وساهم جهدها في إيصال الحق إليه.. أو دفع الأذى عنه أن يرد التحية بخير منها وزيادة.. وأن ينشر ملحمة جهادها إحقاقا للحق وتثبيتا للمجاهدين الجدد..
.... وإذا كانت الرموز النسائية المتعددة الاتجاهات الفكرية والسياسية قد حظيت بالشهرة والانتشار سيما في النصف الأخير من القرن المنصرم، فمن الملاحظ أن هذا لا ينسحب على الرموز النسائية الإسلامية اللاتي لم يحظين بالانتشار الذي لمثيلاتهن من التيارات الأخرى ويكاد ينحصر ذكرهن وتأثيرهن على ذوات الانتماء الإسلامي فقط.. بخلاف الرموز النسائية العلمانية التي استطاعت الدوائر الإعلامية العربية والغربية إبرازهن وتسليط الأضواء عليهن كرموز عامة ونماذج تمثل المرأة العربية.. والحقيقة أنهن نماذج للتبعية الغربية والانسلاخ عن الذات.. ومن صفحات ذلك السجل المنسي نستقرئ سيرة امرأة أكدت أن الجهاد قدر يلقى على أكتاف النساء كما الرجال.. امرأة تجاوز جهادها مسألة تحرير الأنثى إلى مسألة تحرير الإنسان.

الطفولة التي عجز عنها الرجال!!

ولدت زينب الغزالي الجبيلي في الثاني من يناير للعام 1917م بإحدى قرى محافظة البحيرة بمصر.. ينتهي نسب والدها من أبيه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. ونسب أمها إلى الحسن بن علي.. وكان جدها تاجرا شهيرا للقطن ووالدها من علماء الأزهر الشريف.. وقد أثرت تربيته الدينية أشد الأثر في زينب ورمت بجذورها في روحها حتى لكأننا نتلمس روح الأب الممتدة في جسد ابنته التي كان يناديها نسيبة تيمنا بالصحابية الجليلة نسيبة بنت كعب المازنية الأنصارية.. التي تزينت باثني عشر وساما ما بين طعنة وضربة سيف تلقتها يوم أحد حين ثبتت مع النبي عليه الصلاة السلام في ساعة تراجع من حوله الناس.. وكأن الوالد يؤهلها لما تخبئه لها الأيام فيصنع لها سيفا من خشب، ويخط لها دائرة على الأرض بالطباشير، ويقول لها قفي واضربي أعداء رسول الله.. فكانت تقف وسط الدائرة.. تضرب يمينا وشمالا.. من الأمام والخلف.. ثم يسألها كم قتلت من أعداء رسول الله وأعداء الإسلام؟.. فتجيب المجاهدة الصغيرة: واحدا.. فيقول لها اضربي ثانية.. فتسدد الصغيرة طعناتها في الهواء وهي تقول: اثنين.. ثلاثة.. أربعة..!!!
بعد وفاة والدها انتقلت مع والدتها إلى القاهرة للعيش مع إخوتها الذين يدرسون ويعملون هناك.. ولم يوافق أخوها الأكبر محمد على تعليمها رغم إلحاح زينب وإصرارها.. وكان يقول لوالدته: إن زينب قد علمها والدها الجرأة، وألا تستمع إلا لصوتها ولعقلها.. ويكفيها ما تعلمته في القرية.. وكانت والدتها ترى أن عليها طاعة أخيها؛ لأنه بمثابة الوالد.. لكن الله قيض لها أخاها عليا وهو الأخ الثاني الذي رأى أن تعليمها سوف يقوم أفكارها ويصوب رؤيتها للأشياء والناس.. واقتنى لها الكتب.. وأهمها كتاب لعائشة التيمورية عن المرأة.. حفظت زينب أكثر مقاطعه.. لكنها لم تكتف بالكتب والقراءة الحرة.. فخرجت ذات يوم من منزلها بحي شبرا وعمرها اثنا عشر عاما وراحت تتجوَّل في الشوارع، فوقعت عيناها على مدرسة خاصة بالبنات فطرقت بابها، وعندما سألها البوَّاب عن غرضها، قالت له: جئت لمقابلة مدير المدرسة فسألها: لماذا؟ فقالت وهي واثقة من نفسها: أنا السيدة زينب الغزالي الشهيرة بنسيبة بنت كعب المازنية.. ولدي موعد معه.. فأدخلها البواب وهو يتعجب من طريقة هذه الفتاة الصغيرة!!!.
دخلت مكتب المدير وبادرته قائلة في طريقة آلية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا السيدة زينب الغزالي، ولقبي نسيبة بنت كعب المازنية.. فنظر إليها الرجل، وتصور أن بها مسا من الجن.. ثم سألها ماذا تريدين يا سيدة زينب أو يا سيدة نسيبة؟ فقصت عليه قصتها وموقف شقيقها الأكبر من تعليمها وطلبت منه أن يَقْبلها طالبة في مدرسته.. وعندما سأل عن والدها وأخيها عرفها وعرف أسرتها.. وعرف جدها تاجر الأقطان المشهور ووالدها الأزهري المعروف.. وأعجب مدير المدرسة بذكاء الفتاة وجرأتها.. فطلب منها إحضار أخيها علي الذي يؤيد تعليمها ليسجلها في المدرسة.. وأجرى لها اختبارا في بعض الأسئلة.. فأجابته بكل ثقة.. ثم انتقلت بعده إلى الصف الأول وبعد شهرين من انتظامها في الدراسة أجرى لها اختبارا ألحقها على إثره بالفصل التالي... وهكذا درست زينب في المدارس الحكومية لكنها لم تكتف بذلك.. فأخذت تتلقى علوم الدين على يد مشايخ من الأزهر منهم عبد المجيد اللبان ومحمد سليمان النجار رئيس قسم الوعظ والإرشاد بالأزهر.. والشيخ علي محفوظ من هيئة كبار العلماء بالأزهر.. وبهذا جمعت زينب بين العلوم المدرسية الحديثة والتقليدية القائمة على الأخذ المباشر من الشيوخ.
حفظوا الله فحفظهم في مماتهم!!

بعد حصولها على الثانوية طالعت في إحدى الصحف أن الاتحاد النسائي الذي ترأسه هدى شعراوي ينظم بعثة إلى فرنسا تتكون من ثلاث طالبات، تمنت زينب أن تكون ضمن هذه البعثة، وتوجهت من فورها إلى مقر الاتحاد والتقت هدى شعراوي التي تعاطفت معها ورثت لحالها وموقف أخيها المتزمت معها، وعلى الفور سجلتها في جمعيتها، وأظهرت ترحيبها بها وسعادتها بصيدها الثمين.. فزينب خطيبة مفوهة تلقت الخطابة والإلقاء عن والدها رحمه الله.. وراحت تقدمها لرواد الجمعية وتطلب منها أن تخطب فيهن.. وكانت ترى فيها خليفتها للاتحاد النسائي.. وسرعان ما وجدت زينب اسمها على رأس البعثة التي تمنتها.. لكن الله أراد لها غير ذلك.
بعد شهر من إعلان البعثة تحدد موعد سفر أعضائها.. كانت الأحلام السعيدة تداعب قلب زينب وعقلها المتدفق حيوية وأملا.. ومن بين تلك الأحلام كان الحلم الأكثر تميزا وتأثيرا.. يوم رأت والدها في منامها يطلب منها عدم السفر إلى فرنسا ويقول لها: إن الله سيعوضك في مصر خيرا مما ستجنينه من البعثة.. فقالت له: كيف؟ قال: سترين.. ولكن لا تسافري لأنني لست راضيا عن سفرك.. وكأن روح الوالد الحنون تتسلل من عالمها الغيبي لتحنو على القلب الصغير الغرير.. تنير له الدرب.. وتجنبه عثرات الطريق.. بعض الآباء يواصلون رعايتهم لأبنائهم حتى بعد وفاتهم.. ويرسلون نصائحهم وتوصياتهم من قبورهم البعيدة..!!!
وسرعان ما عملت الرؤيا مفعولها.. فاعتذرت زينب عن عدم الذهاب للرحلة.. وحل الذهول بهدى شعراوي التي كانت زينب أملا من آمالها.. وتعدها لتكون إحدى العضوات البارزات في الاتحاد النسائي.. وعندما قصت عليها زينب الرؤيا التي رأت.. قالت لها: إن من الأحلام ما يتحقق ومنها ما لا يتحقق.. لا تضيعي الفرصة من يدك يا زينب.. واحتضنتها وهي تبكي.. لكن زينب أصرت على موقفها الجديد وقالت: ما دام والدي قد أمرني فلن أخالف أمره.
خياركم في الجاهلية..!!

ظلت زينب تعمل كعضو بارز في الاتحاد رغم اعتراض بعض العضوات على خطابها الذي لا يخلو من نبرة إسلامية يرونها بعقولهن المضللة رمزا للرجعية والتخلف.. وظلت زينب تردد شعارات هدى شعراوي وتتبنى مشروعها لتنمية المرأة وإعدادها للنهوض بدورها الثقافي والاجتماعي.. ولعل للقهر والظلم الاجتماعي الذي تعرضت له زينب دورا كبيرا في تمردها على العادات البالية والمفاهيم الصدئة التي تتستر بعباءة الإسلام وهو منها براء.. فكانت زينب تتبنى مشروع هدى شعراوي من منطلق إسلامي وهو ما يمثل فخا لكثير من الفتيات.. حيث تغريهن شعارات التحرر البراقة التي تدغدغ طموحهن المكبوت زيفا باسم الدين.. بل إن زينب خاضت حربا فكرية ضروسا ضد الأزهر الذي تنبه لخطورة السم المدسوس في العسل.. وظلت تدافع عن القناعات التي كانت وقتها تؤمن بها بصدق وانبهار حقيقي... وأقام الأزهر العديد من اللقاءات والمنتديات الثقافية لدحض الحجة بالحجة وإبطال زيف المؤامرة الغربية على المرأة المسلمة.. وانتدبت هدى شعراوي ثلاث فتيات لتمثيل الاتحاد في هذه المنتديات هن: زينب الغزالي، وسيزا نبراوي، وحواء إدريس ابنة خال هدى شعراوي.
وفي إحدى هذه اللقاءات أكد شيوخ الأزهر أن دعوة هدى شعراوي تريد الخروج بالمرأة المسلمة عن تعاليم دينها.. فقامت زينب تناضل عن هدى شعراوي ومشروعها لتنمية المرأة والنهوض بعقلها وفهمها.. بل إنها تصدت ذات يوم لعشرة من مشايخ الأزهر وانتصرت عليهم فلم يفلحوا في ردها عن رأي تؤمن به بصدق.. تماما كما لم يفلح الطغاة الذين اصطدمت بهم فيما بعد في ثني عزيمتها وقهر إرادتها.. فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام كما قال النبي الأكرم.. وذهب هؤلاء العلماء إلى ضرورة وقفها عن الخطابة وطلبوا من الشيخ عبد ربه مفتاح رئيس قسم الوعظ والإرشاد منعها من الوعظ.. لكنه كان بعيد النظر وغزير الحكمة حين قال لهم: لقد واجهت زينب عشرة من علماء الأزهر ولم يستطيعوا إقناعها، ونحن إذا أوقفناها عن الوعظ أنبأ ذلك عن فساد رأينا وصدق ما تدعيه لذا أرى مواجهتها..
وقد انبرى الشيخ محمد النجار لمواجهة زينب بالحكمة والموعظة الحسنة.. فاستمع إليها وهي تدافع عن هدى شعراوي وجمعيتها وأهدافها النبيلة.. وقد لاحظ الشيخ قوة بيانها وفصاحتها.. وانتظر حتى انتهت من حديثها ثم تقدم منها برفق قائلا: هل تسمحين يا ابنتي أن أحدثك قليلا حول الدعوة الإسلامية؟ فأجابت طلبه المهذب وجلست تستمع إليه.. رفع الشيخ المبارك يديه إلى السماء سائلا ربه: اللهم إنِّي أسألك بأسمائك الحسنى وبكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت أن تجعلها للإسلام إنك على كل شيء قدير.. أسألك بالقرآن أن تجعلها للإسلام.. وصل اللهم على سيدنا محمد..
ولمحت زينب دموع الصدق التي رافقت دعاء الشيخ.. فتأثرت نفسها، وسألت الشيخ وهي تخفي دمعها: لماذا تعتقد أنني لست مع الله وأنا أصلي وأصوم وأقرأ القرآن، وسأحج بيت الله حين أستطيع.. كما أتمنى أن أستشهد في سبيل الله.. فقال الشيخ الحكيم: أحسبك كذلك.. واستمر يدعو لها ثم سألها: هل ستعودين إلى هدى شعراوي بعد خروجك من هنا أم ستبقين مع الله ورسوله؟.. فقالت: وأنا مع هدى شعراوي أعتبر نفسي مع الله ورسوله.. لكنها عاهدته على نصرة الحق.. واستمرت علاقتها بالشيخ الذي علمها أمورا كانت تجهلها وأخرى كانت تخطئ فهمها..!!
قد ينعم الله بالبلوى وإن عمت!!

تعرضت زينب بعد ذلك لحادث شكل نقطة التحول في حياتها.. فقد انفجر موقد الغاز بها وهي تعد الطعام بمنزلها، وطالت النار كل جسدها.. فلزمت فراشها بعد أن رفضت السفر للعلاج بالخارج خشية أن تتكشف أمام الأغراب.. وتردد عليها الطبيب لعلاجها في منزلها دون أن يبشر ببادرة أمل في الشفاء.. وكانت صحتها تسوء يوما بعد يوم.. حتى إنها سمعت صوت أخيها يهمس للأهل في القرية بأن الطبيب أعلمهم أنها ستموت، وكان يحرص ألا تسمعه زينب التي أقبلت على العبادة والتضرع إلى الله والتأهب للقائه.. فكانت تتيمم وتصلي لله: يا رب إذا كان ما وقع لي عقابا لانضمامي لجماعة هدى شعراوي فإنني قررت الاستقامة لوجهك الكريم.. وإن كان غضبك علي لأنني ارتديت القبعة فسأنزعها وسأرتدي حجابي.. وإني أعاهدك وأبايعك يا ربي إذا عاد جسمي كما كان عليه فسأقدم استقالتي من الاتحاد النسائي، وأؤسس جماعة لنشر الدعوة الإسلامية، وأدعو المسلمات إلى ما كانت عليه الصحابيات، وأعمل من أجل الدعوة وأجاهد في سبيلها ما استطعت..
ويتقبل الله الكلمات الصادقات وتتنزل الرحمات.. ويذهل الجميع لمعجزة الشفاء الذي كان أملا بعيدا قبل أن تصعد دعوات زينب إلى السماء.. ومن الطريف أن الطبيب رفض أن يتقاضى أجرا على شفاء لم يصف له دواء!!!
زينب.. في ثوبها الجديد..!!

أوفت زينب بعهدها لربها فور تمام شفائها.. وبدأت انطلاقتها الجديدة بخمار يتوج رأسها.. وإيمان يغمر قلبها.. واستقالت من الاتحاد النسائي.. نفذت زينب كما ينفذ الضوء عبر الثقوب الصدئة.. عابرا بطهره غياهب الظلام وضباب الشبهات إلى نور اليقين وصبح الحقيقة.. وحاولت هدى شعراوي أن تؤثر في قرار زينب، وقالت وهي تبكي: يا زينب كنت أريدك خليفتي من بعدي.. فقالت زينب: لقد اخترت واختار الله فأنا مع اختيار الله وسأظل ابنتك الوفية وسأذكر فضلك ومكارمك..
وبالفعل لم تنقطع الصلة على المستوى الإنساني بين هدى وزينب، ولم تشك زينب في إيمان هدى شعراوي على الرغم من علمانية حركتها وموقفها من الحجاب، وظلت تذكرها بالخير وتقول إنها كانت تبر الفقراء وتساهم في أعمال الخير وتحج بيت الله.. وربما لا يعلم الكثيرون أن هدى عندما اشتد عليها المرض طلبت رؤية زينب فذهبت إليها ووافتها المنية وهي بجانبها وشاركت زينب في جنازتها.
وهكذا مثلت زينب إجابة مبكرة لدعوات تحرير المرأة برؤية إسلامية.. وردا مفحما على كل التيارات التي حاولت ربط تخلف المرأة بالإسلام.. بل أثبتت الدور الدعوى للمرأة المسلمة وأن دورها الرسالي لم يتراجع.. فقد أسست جمعية السيدات المسلمات في عام 1937م.. وحصلت على التصريح من وزارة الأوقاف ولم يتجاوز عمرها الثمانية عشرة ربيعا.. وكان معها موافقة على إنشاء خمسة عشر مسجدا خرجت في وقت قصير الواعظات.. وأقامت الكثير من المساجد الأهلية.. وكانت تعقد 119 اجتماعا في السنة. وأصدرت مجلة لقيت ترحيبا واسعا... وخلال عقدين من الزمان جذبت خلقا كثيرا منها بعض قيادات الثورة.
وقد زارت الكثير من الدول العربية والإسلامية لنشر الدعوة الإسلامية وإلقاء المحاضرات الدينية، وأوضحت الكثير من المفاهيم حول فقه الدعوة إلى الله.. وأمضت في حقل الدعوة 53 -أكثر من نصف قرن- التقت خلالها بأبرز رجال الدعوة الإسلامية في ذلك الوقت، وتأثرت كثيرا بفكر الشيخ حسن البنا تأثرا أثمر عن ضم جمعيتها إلى جماعته.. ومما تجدر الإشارة إليه أن حركة الأخوات المسلمات شكلت كجماعة مستقلة من قبل زينب الغزالي قبل أن تنضم إلى جماعة الشيخ حسن البنا (الإخوان المسلمين) ما يبرهن على استقلال الفكر النسائي الإسلامي.. ومقدرته عن التعبير عن نفسه بنفسه دون وساطة الرجل.. ومما يؤسف له الآن أن تمثيل النساء في المؤسسات العاملة للإسلام بشتى اتجاهاتها لا يعدو أن يكون قسما للنساء لا يمثل النصف ولا يعتبر جزءا منها قدر ما يعد ملحقا إضافيا صغيرا يتسم بالتبعية وليس له الفعالية المطلوبة ولا يسمح له بأكثر من معالجة ما يسمونه قضايا النساء..!!!
زينب.. الصمود والرجولة!!

لم يقتصر عمل الجمعية على أعمال الخير.. بل اتجهت للعمل السياسي الذي لا يمكن فصله عن العمل الاجتماعي.. فالسياسة تلقي بظلالها على العمل الثقافي والاجتماعي الخيري.. ولما كان هدف الجمعية الدفاع عن الإسلام والمطالبة بالشريعة ودعوة المسلمين إلى كتاب الله.. فقد اصطدمت مع جميع الأحزاب السياسية ومع السلطة الحاكمة.. وبلغ ذلك الصدام ذروته باعتقالها من منزلها في 20 أغسطس من عام 1965م إثر رفضها مقابلة جمال عبد الناصر.. حين قالت لرسول الرئيس بجرأتها المعهودة أنا لا أصافح يدا تلطخت بدم الشهيد عبد القادر عودة.. وقد تعرضت في السجن للتعذيب الشديد، لكن ذلك لم يكتم صوت حزبها الإسلامي المطالب بإعادة مبدأ الشورى في الحكم.. وقد سجلت زينب محنتها الأليمة في كتابها الشهير "أيام من حياتي" والذي يعد وثيقة تاريخية هامة لحقبة تاريخية مهمة من حياة الدعوة الإسلامية المعاصرة في الفترة ما بين (1964-1971م).. كما وثق فيه أسماء بعض رواد الدعوة الذين أسهموا في بقاء بعض التشريعات الإسلامية.. وللكتاب قيمته وأثره في الحركة الإسلامية.. وله كذلك قيمته الأدبية إذ يزخر بعبارات تشع بالإيحاء والتأثير.. تنم عن قلم أدبي مؤثر وحس مرهف.
ولزينب الغزالي نظرة وأمل في مستقبل المرأة المسلمة.. وترى ضرورة أن تكون القيادة النسائية للمرأة المسلمة.. ولا عجب في ذلك فإن تطوير العالم الإسلامي وتحديثه يمر عبر المرأة والنهضة بالمجتمع تبدأ وتنتهي عندها..
لقد حاول دعاة التحرير تضليل وعي المرأة بإشغالها بجسدها وأنوثتها وصراعها مع الرجل وإغفال القيم الاجتماعية والدينية.. إنهم يحاولون سرقة الجوهرة النادرة منذ سنوات.. لكنهم يفشلون.. فقد سحبت هذه الموجة الكثيرات، بينما رفضت زينب أن تبتلعها الأمواج الخبيثة التي تبدو وكأنها تبتسم لها وتداعبها، بينما تجرها إلى قاعها السحيق.. وتمسكت بالدين الإسلامي، ومنه انطلقت وبه حققت ذاتها، وأصبحت نموذجا بعد أن حطمت أساطيرهم.. وصنعت أسطورتها!!.

صائد الأفكار 19 - 11 - 2009 07:08 PM



الدكتورة منيرة حبلي رفعت اسم لبنان وصيدا عاليا في أمريكا



إنها إحدى ثمرات مؤسسة الحريري التي أسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري والوزيرة بهية الحريري، التي احتضنت أبناء مدينة صيدا من خلال المتابعة الميدانية لهم. فهي مثال للطالبة المتفوقة والفتاة المسلمة الملتزمة، رفعت اسم لبنان وصيدا عالياً في أميركا وأثبتت للعالم أن صيدا كانت ولا تزال بلد الابداع والتفوق. إنها ابنة صيدا الدكتورة منيرة حبلي المتخصصة بالطب النسائي والتوليد ومعالجة حالات الأجنة المستعصية، وقد حققت في هذا المجال نجاحات كثيرة تعتبر مدعاة فخر للبنان، حبلي التي تتابع ابحاثها وتمارس اختصاصها في مستشفى Fetal Care Center of Cincinnati في ولاية أوهايو الأميركية والتي تمكنت من الاسهام في إحراز فتح متقدم في هذا المجال يتمثل في معالجة حالات اصابة الجنين بأمراض القلب وسرطان الرئة وحالة اتصال الأوعية الدموية بين جنينين توأمين قبل الولادة، كان لجريدة صيدا نت معها هذا اللقاء.

من هي الدكتورة منيرة حبلي؟

أنا منيرة عدنان حبلي ووالدتي ايمان رمضان متزوجة من رجل الأعمال نادر علام أردني الجنسية حاصل على ماجيستير في الأعمال ويحضر PHD بتخصص الاقتصاد في أميركا. أبي كان موظفاً في فرنسبنك وهو اليوم متقاعد من العمل عندي 4 اخوة في الجامعات والكبير موظف. دراستي كانت بفضل رب العالمين وآل الحريري الذين ساندوني في حياتي. تربيت في صيدا في حي الست نفيسة ودرست في الجامعة الأميركية في بيروت مادة العلوم ثم درست في كلية الطب في الجامعة، الطب العام وبعدها تخصصت بالطب النسائي والتوليد وانتسبت الى نقابة الأطباء في لبنان. ثم سافرت إلى أميركا وهناك أحبوني كثيراً وعرضوا علي البقاء في أميركا في مستشفى ريفر سايد في فرجينيا لمدة سنة. ثم قبلت في إحدى أهم الجامعات الطبية في أميركا وكنت العربية الوحيدة المقبولة هناك.

ماذا عن تخصصك في الأم والجنين؟

بالنسبة لتخصص الأم والجنين فهو متعلق بكل ما تعاني منه الأم من مشاكل صعبة (سكري- سمنة- قلب- زرع كبد وغيرها) كل هذا كان ضمن تخصصي ثم تخصصت في علم الأجنة الذين يعانون من الأورام السرطانية أو من ثقب في الغشاء الحاجز. نقوم بإجراء صورة صوتية وأشعة وحسب المرض نقدم العلاج. مثلاً طفل يعاني من ورم في العضل وهذا الورم يكون على الدم وعندما يكبر يصبح الطفل يعاني من فشل في القلب ومعظم هؤلاء الأطفال يموتون. نحن نراقبهم وهم أجنة في الأرحام وعندما يصلون الى مرحلة خطرةكثيراً نفتح رحم الأم في الفترة ما بين 16 و26 أسبوع من فترة الحمل ونخرج الجنين ونبقيه متصلاً بالمشيمة بوجود فريق طبي كامل فنحن في مستشفى Fetal Care Center of Cincinnati نعتبر من أول ثلاث مسشتفيات في العالم تقدم هكذا علاج. بعد إخراج الجنين يأتي جراح الأطفال ويضع له المصل وكل ما يلزم من العلاج وننتزع الورم ثم نقطبه ونعطيه علاجاً للالتهابات ومن ثم نعيده الى رحم أمه ونقطب الرحم وبطن الأم. وهذه العمليات حصلت كثيراً.

ماذا حققت هناك من نجاحات؟

لقد انتخبت في جامعة فرجينيا VCU أفضل معلمة نتيجة أفضل بحث علمي قمت به عن المرأة الحامل. ثم انتخبت في جامعة DMS أفضل مدرسة للأطباء الجدد لأن مهمة الطبيب في أميركا تعليم الأطباء الجدد وهؤلاء الطلاب ينتخبون الأفضل ممن علمهم. فكنت من أفضل المعلمين في هاتين الجامعتين. كما أنني حصلت على ماجيستير في علم الاحصائيات وجزء منه كان حول العلاج الذي أجربه على الحيوان وكيف أستطيع نقله لاستخدامه للانسان. وذلك لأننا بحاجة الى أدوية جديدة بسبب كثرة الأمراض الجديدة. البحث الذي أحضره الآن هو عن احضار الفيروس ووضعه في الخلية الناقصة عند الطفل. والآن نقوم بإجراء دراسات لاستخدام هذا العلاج للشخص الذي يتعرض لجلطة حيث يحقن القلب فتعود العضلات الى نشاطها كأن لم تحصل له جلطة ونحن اليوم نستخدمه للطفل.

ما هو الدور الذي لعبه آل الحريري في مسيرتك العلمية؟

لولا آل الحريري وأخص بالذكر عائلة الشهيد رفيق الحريري والسيدة نازك الحريري والسيدة بهية الحريري لما كنت دخلت الجامعة الأميركية فهم الذين دفعوا لي أقساط الجامعة والامتحانات التي قدمتها حتى أقبل في أميركا وقد كنت الحمد لله متفوقة بفضل رب العالمين، فمنذ العام 1990 حتى العام 2002 وآل الحريري متكفلين بتعليمي. وعندما ذهبت الى أميركا كنت أتقاضى راتباً رمزياً من المستشفى الذي كنت أعمل به.

كيف تلقيت خبر استشهاد الرئيس الحريري ؟

عندما سمعت الخبر بكيت كأنه أبي كنت في غرفة العمليات أبكي حتى أن الأطباء خافوا علي واتصلوا بأهلي للاطمئنان. فعرفتهم مدى حبه في قلوبنا والخير الذي فعله لنا فحزنوا عليه وقالوا أن لبنان لن يعرف مثل هذا الرئيس بعد اليوم. وقد قمت بزيارة للوزيرة بهية الحريري وشكرتها على كل ما قدمته لي وأنا في خدمتهم في أي شيء يريدونه، في النهاية هدفي أن أخدم وطني.

هل تفكرين بالعودة الى لبنان؟

أنا في هذا المركز أتابع دراستي وأبحاثي ويريدونني أن أبقى عندهم. فالعودة الآن صعبة لأن في الشرق الأوسط لا يوجد مثل هذا المركز هناك واحد في بلجيكا وواحد في ألمانيا وواحد في فرنسا وواحد في لندن أما في أميركا فهناك أكثر من واحد.

ولكن ألا ترين أن بلدك أحق بعلمك ؟

أنا مستعدة للعودة إلى بلدي وقد قلت هذا الكلام للوزيرة الحريري وتمنيت لو ينشئوا مثل هذا المركز في لبنان حينها لن أتأخر عن العودة الى لبنان. كما أن المستشفى في أميركا يتطلع لفتح فرع في الشرق الأوسط نظراً لكثرة المرضى الذين يأتوننا من دول الخليج العربي.

ما هي خطتك المستقبلية في حال لم يتم فتح مثل هذا المركز في لبنان؟

المستشفى هناك لا تريد التخلي عني وتريد أن تمضي معي عقداً بعد التخرج لخمس سنوات قابلة للتجديد.

هل واجهتك مشاكل في أميركا بسبب التزامك بالحجاب؟

أبداً لم أواجه أية مشاكل. ففي المدينة حيث كنت لم يكن معهم عرب غيري ولم يكن عندهم أي فكرة عن الحجاب وعن الاسلام فاعتقدوا أنني راهبة. فعرفتهم بإسلامي وديني وكان معي ثلاثة أشخاص باكستانيين فطلبنا منهم أن يعدوا لنا الطعام الحلال كما يفعلوا مع اليهود وهكذا كان. وقد ساعدوني كثيراً في المستشفى فقد كنت "بحالي وأدرس كثيراً" ففتحت لي الأبواب بفضل الله تعالى.

كما كان لنا لقاء مع السيد نادر علام زوج الدكنورة منيرة.

السيد نادر علام من الأردن كيف تعرفت على الدكتورة منيرة؟

كان يوماً سعيداً في حياتي فقد تعرفت على انسانة صافية ومن أصفى الناس في البلاد العربية قلباً وعقلاً وايماناً والحمد لله. تعرفت عليها عند ابن خالتها في أميركا فقد شاء الله أن نتعرف في أميركا. وأنا أعتبر لبنان بلدي مثل كل البلاد العربية فنحن نعتبر بلاد الشام بلا حدود.

إذا صار عندنا في لبنان مستشفى كالذي تعمل به الدكتورة منيرة وعادت الى لبنان هل ستعود معها فنحن أهل الشرق نحب أن تتبع المرأة الرجل أين سيكون الاستقرار؟

نحن سنستقر في المكان الذي يريده رب العالمين. طموحنا أن نخدم الشعب العربي المسلم بإذن الله تعالى. وفي لبنان خاصة لنرد الجميل لآل الحريري. الفضل لله ومن ثم لآل الحريري . وإذا أراد المولى وأصبح في لبنان مثل هذا المركز سنكون في لبنان لخدمة الشعب العربي عامة واللبناني خاصة.

وشعبك في الأردن؟

نحن شعب واحد وفي الأردن الاستشفاء السياحي مزدهر جداً ويتمنوا على منيرة ولكن ضميراً لبنان وآل الحريري أحق بها. كما أن هناك استثمارات كثيرة بين لبنان والأردن.

كونكم عرب مسلمين هل تشعرون بالعنصرية في أميركا خاصة من الطبقة المتعلمة؟

الشعب الأميركي شعب طيب وبسيط ويحترم المبادئ وحكومة أميركا تقوم على الأبحاث وهم دائماً في مجال البحث والاكتشاف فكل واحد في شغله.

كيف هي علاقتك مع أهل زوجتك؟

علاقتي مع أهل زوجتي علاقة قوية عمرها 3 سنوات وأنا أعتبر أهلها أهلي ووالدها والدي.

رابطة آل حبلي الاجتماعية تكرم الدكتورة منيرة حبلي

كرمت رابطة آل حبلي الاجتماعية الدكتورة منيرة حبلي لما أحرزته من نجاحات في الطب في أميركا حيث قدمت لها باقة من الزهور وشعار الرابطة.


هلال حبلي
صيدا أون لاين

صائد الأفكار 19 - 11 - 2009 07:09 PM

حياة القطرية ..فقدت البصر وربحت البصيرة تغلبت على الإعاقة بالتفوق الدراسي



نجحت كفيفة قطرية في الحصول على رسالتي ماجستير ودكتوراة بامتياز من إحدى الجامعات الأمريكية، أبحاثها تقدم حلولاً ومناهج لتدريب وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، وحازت تقدير وإعجاب أساتذتها الأمريكيين.
استطاعت "حياة خليل حجي" أن تحصل على ما لم يحصل عليه كثير من المبصرين فكانت من العشرة الأوائل في الثانوية العامة على مستوى قطر وواصلت مسيرتها العلمية بصبر ومثابرة فالتحقت بالجامعة وحصلت في سنواتها الأربع على درجة الامتياز وكانت الأولى على دفعتها.
وواصلت الكفيفة المعجزة مسيرة علمها بنبوغ لم يدانيها في ذلك أحد؛ فحصلت على الماجستير بامتياز ثم حصلت على الدكتوراة هذا العام بنفس درجة الامتياز، وكانت تستأثر بالمركز الأول في الشهادتين الماجستير والدكتوراة على جميع أقرانها الذين كانوا جميعا من المبصرين.
التفوق ليس صدفة

حكت "حياة خليل" مسيرة حياتها الحافلة بالعلم والتفوق في تصريحات لشبكة "إسلام أون لاين.نت"، قائلة: لقد كف بصري، وأنا ما زالت بعد في الصف الخامس الابتدائي، وكنت حينئذ أدرس في مدرسة زبيدة الابتدائية، وانتقلت بعد ذلك للدراسة في المرحلة الإعدادية وكنت أدرس في مدرسة الأندلس الإعدادية، وبعد ذلك التحقت بمدرسة رابعة العدوية الثانوية وحصلت على الثانوية العامة بتفوق حيث كان ترتيبي العاشرة على دولة قطر في القسم الأدبي الفرنسي بنسبة 95.1% وكان ذلك في العام 1994.
وبعد ذلك بدأت مرحلة الدراسة الجامعية فالتحقت بجامعة قطر - كلية الإنسانيات قسم اللغة العربية ودرست لمدة أربع سنوات بالجامعة وتخرجت فيها بتقدير امتياز بنسبة 4.67 من 5 في عام 1998، وكنت قد حصلت على الترتيب الأول بين أقراني.
وأضافت: في حفل التخرج حضرت الشيخة موزة حرم سمو أمير قطر الحفل، وتمنت لي مواصلة دراستي العلمية وأسعدتني هذه الكلمات واعتبرتها تكليفا لي بالاستمرار في مسيرة العلم والعطاء لبلدي الحبيب.
وهنا بدأت مرحلة جديدة في مسيرة حياة خليل، قالت عنها: بعد التخرج مباشرة من الجامعة وحصولي على درجة الليسانس في اللغة العربية فضلت العمل كمدرسة لغة عربية في معهد النور للمكفوفين الذي تم افتتاحه حينئذ تحت رعاية سمو الشيخة موزة- وكنت أثناء دراستي الجامعية وما قبلها قد اكتسبت خبرات عديدة في كيفية التعليم بطريقة برايل ودرست العديد من أساليب التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضافت.. كنت بجانب تدريسي للطلبة اللغة العربية أقوم بإعطاء أهالي الطلبة المكفوفين دورات على كيفية تعلم واستخدام طريقة برايل كتابة وقراءة حتى يتمكنوا من مساعدة أبنائهم ويدرسوا لهم في المنزل ويتابعون معهم ما أخذوه من دروس.
وفي نفس الوقت قمت بأخذ عدة دورات من التي كانت تنظمها وزارة التربية والتعليم المتعلقة بالتربية الخاصة، الأمر الذي أضاف لي خبرات عديدة في هذا المجال؛ خاصة أن والدي كان قد وفر لي مدرسة خاصة في أثناء دراستي بالجامعة لتعليمي طريقة برايل وفي غضون شهرين فقط كنت قد تعلمت هذه الطريقة، وأجدت استخدامها سواء في اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية أو حتى الرياضيات.
وتابعت قائلة: في عام 2000 قامت الجامعة بإرسالي في البداية إلى جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية لدراسة اللغة الإنجليزية وبالفعل حصلت على "التويفل" في خلال تسعة أشهر فقط، وبعد ذلك انتقلت إلى جامعة سانت جوزيف في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، ودرست الماجستير من عام 2001 إلى عام 2003 في التربية العامة والخاصة والحمد لله حصلت على درجة الماجستير بتقدير امتياز بنسبة 3.71 من 4.
وبعد اجتياز مرحلة الماجستير بهذا النجاح والنبوغ بدأت حياة رحلة الحصول على الدكتوراة في شهر أغسطس عام 2003 واختارت بحثها للدكتوراة في القيادة التربوية وحصلت عليها بتقدير امتياز أيضا بمعدل 3.87 واستغرقت رحلة الحصول على الدكتوراة حوالي ثلاث سنوات ونصف، حيث قامت بالبدء في الإعداد للدكتوراة في أغسطس 2003 وقامت بمناقشتها في مارس 2003 وتخرجت بتاريخ 12 مايو 2007.
الصبر سر النجاح

وحكت "د.حياة" ظروف وملابسات الحصول على درجة الدكتوراة قائلة: كانت مرحلة الدكتوراة من المراحل الصعبة من ناحية عمق المناهج والأبحاث، ولكي يصل الإنسان إلى أهدافه الكبيرة فإنه يحتاج إلى جهد أكبر ومثابرة وعليه أن يعمل ليلاً ونهارًا كي يحقق هذا الهدف؛ ولذلك فقد كنت أقضي أيام الفراغ والإجازات في الدراسة أيضا، فقد كنت أستغل أيام الصيف في أخذ كورسات ودورات عديدة كي أصقل تجاربي واكتسب مهارات جديدة.
وعندما بدأت الدكتوراة كانت دفعتي تتكون من حوالي 28 طالبًا وطالبة، وفي نهاية السنة الثانية تقلص العدد إلى 21 طالبًا وطالبة، إلى أن وصل العدد إلى ثلاثة فقط هم الذين حصلوا على الدكتوراة، وكنت أنا الأولى عليهم، أما باقي الطلبة فتم تأجيل حصولهم على الدكتوراة إلى السنوات المقبلة.
وتحدثت عن دوافع تفوقها فقالت: كان سبب تفوقي أنني كنت استغل كل أوقات الفراغ في الدراسة والبحث؛ حيث إنني قمت باجتياز ثلاثة أجزاء من البحث في خلال أشهر الإجازات والصيف، وكان يجب اجتياز امتحان مطول في كل الأسئلة على المقررات الدراسية التي درسناها في السنوات الثلاث الماضية وتم اجتيازنا لهذا الامتحان.
وتابعت قائلة: لكي تقبل الجامعة مناقشة الدكتوراة يجب أن توافق الجامعة أولا على الثلاثة أجزاء الأولى من البحث مع لجنة التحكيم التي ستناقش معنا رسالة الدكتوراة، وبعد ذلك يتم الموافقة من قسم البحث في الجامعة، وبعد الحصول على هذه الموافقة يتم استكمال الرسالة كاملة ومناقشتها بعد ذلك أمام اللجنة.
وعما يمكن أن تقدمه "د.حياة خليل" لأمثالها الذين فقدوا حاسة البصر تقول: قمت في بداية حياتي بالدراسة في معهد النور؛ لأنني قادرة على فهم احتياجات هؤلاء الطلبة أكثر من غيري، وبعد تدريس اللغة العربية لمدة سنة في معهد النور قمت بالاستفادة من هذه التجربة، وأثمر ذلك عن تأليف كتاب لتدريس منهج اللغة العربية للصف الأول الابتدائي وما زال هذا الكتاب يدرس في معهد النور حتى الآن.
وبالنسبة للماجستير فكان في التربية الخاصة والعامة وهذا البحث يساعد في فهم الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة مقارنة باحتياجات أقرانهم من الأشخاص العاديين، كما تناول أيضا أفضل الطرق للتعامل معهم والتدريس لهم.
دكتوراة في القيادة التربوية

أما بالنسبة للدكتوراة فقد كانت تبحث في كيفية القيادة التربوية، فكانت رسالتي بعنوان العناصر الرئيسية لبرامج الدكتوراة في القيادة التربوية بالولايات المتحدة الأمريكية والتي يمكن توظيفها في تخطيط أو بناء برنامج الدكتوراة في القيادة التربوية الملائمة للثقافة القطرية.
ويحتوي البحث على ستة فصول؛ الفصل الخامس منه يحتوي على مخطط أو مقترح لبرنامج الدكتوراة في القيادة التربوية التي يمكن تطبيقها في وطني الغالي قطر.
وذكرت "د.حياة".. أنها زارت الكثير من المدارس، سواء كانت مدارس عادية أو المدارس المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، كما زارت جامعات أخرى ومكتبات خاصة للاطلاع عن قرب على طرق التدريس المختلفة، سواء للطلبة العاديين أو الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقالت: اخترت هذا البحث نظرًا لعدم وجود برنامج دكتوراة في القيادة التربوية في قطر ولإيماني بأهمية توظيف هذا البرنامج المقترح في بحثي لتدريب الكوادر على أحدث الطرق في القيادة التربوية الناجحة، ولذلك فإنني أعد برنامج الدكتوراة لكي يدرب الكوادر للعمل في مختلف المجالات التربوية سواء كانت خاصة أو عامة.
وأضافت: يمكن من خلال هذا البرنامج المقترح أن يتم تبادل الخبرات بين طلاب البرنامج مع التربويين والأساتذة في جامعة قطر، وأيضا العاملين خارج جامعة قطر في المجال التربوي سواء داخل قطر أو خارجها.
وعن المقترحات الأخرى التي أشار إليها بحث الدكتوراة ذكرت "د. حياة خليل" أن بحث الدكتوراة تضمن العديد من المقترحات التي تضمن أهمية التواصل والاتصال بين المهتمين بهذا المجال لتبادل الخبرات والمعلومات بين بعضهم البعض، حيث أشار إلى ضرورة إنشاء شبكة اتصال عبر الإنترنت للتعليم كي تمثل منتدى لتبادل الخبرات.
وقالت "د. حياة": الآن رجعت إلى وطني وعلى استعداد كامل وتام لخدمة هذا الوطن الغالي في أي مجال يطلبه مني الوطن؛ لأن في جعبتي العديد من الآمال والطموحات كي نجعل هذا الوطن أكثر إشراقًا وجمالاً وإتاحة قدر أكبر من الرفاهية والسعادة لأبنائه؛ خاصة أن هذا الوطن يستحق منا المزيد من العطاء والعمل كي نرد له الجميل الذي يطوق أعناقنا.
وأشارت "د.حياة" إلى أنه: في حفل التخرج للدكتوراة ألقى رئيس الجامعة كلمة في الحفل ودهشت وفرحت كثيرًا عندما ذكر اسمي في كلمته مشيدا بالمجهود الكبير الذي قمت به في رسالتي حتى نالت المركز الأول على الثلاث رسائل التي نالت الدكتوراة، واعتبرني مثالا قويا للمثابرة والتطلع على مواصلة العلم برغم الصعوبات الشديدة التي واجهتني.
وعن هذه الصعوبات قالت د. حياة: لقد واجهت صعوبات عديدة وشديدة في أثناء دراستي بالخارج على الرغم من أن أخي الأصغر "حسن" كان بصحبتي وترك من أجل ذلك كل أعماله ودراسته الجامعية، وكان بمثابة الأنيس في الغربة، وكان ينقلني من وإلى الجامعة، وأصعب شيء مر علينا بالإضافة إلى الصعوبات الكثيرة الأخرى هي صعوبة مواجهة الغربة في مكان بعيد عن الأهل، وكان "حسن" يساعدني في إنجاز الكثير من الأعمال، مثل تسجيل الأبحاث وغيرها من الأعمال كتصوير بعض الكتب أو شرائها ومساعدتي في الاطلاع عليها.
لا مشكلة في الكمبيوتر

وتعقيبا على سؤال عن كيفية قيامها بمواجهة العديد من المشاكل في أثناء الاطلاع على الأبحاث المختلفة ومدى إجادتها لاستعمال جهاز الكمبيوتر والدخول على مواقع الإنترنت قالت: إن لديّ حاسوبي المحمول "لاب توب" الخاص بي، كما أن لدي جهازا آخر يسمى برايل فوت، وهذا الجهاز يمكن وصله بجهاز الحاسوب ويجعل المواقع ناطقة، وهو مخصص للأشخاص غير المبصرين، وقد ساعدني هذا الجهاز كثيرا في إنجاز العديد من الأعمال البحثية عليه.
وأضافت: كنت أستخدم برنامج "هل الناطق"، وكنت أقوم بتصحيح العديد من المشاكل التي كان يعاني منها هذا البرنامج، وكانت إدارة البرنامج سعيدة بملاحظاتي والطرق التي كنت أعالج بها العيوب التي تطرأ على البرنامج في أثناء العمل من خلاله، ولذلك فقد أرسلوا لي العديد من رسائل وخطابات الشكر تقديرًا منهم لمساعدتي في حل العديد من المشاكل التي كان يعاني منها البرنامج في أثناء التشغيل.
محمد صبرة
إسلام اون لاين

صائد الأفكار 19 - 11 - 2009 07:10 PM



في برلمان اندونيسيا
يسرا عبد الصمد إمرأة حديدية في مواجهة الفساد



شخصيتنا فى هذا الحوار يمكن أن نطلق عليها اسم المرأة الحديدية، فهي زوجة وأم لثلاثة عشر من الأبناء, ونائبة بالبرلمان الأندونيسي عن حزب العدالة والديمقراطية.
ولدت "يسرا عبد الصمد" بمدينة "تمرا" بجوا الغربية بأندونيسيا, تزوجت.. وأنجبت.. وعملت على تعليم أبنائها جميعا, وبالإضافة إلى ذلك حرصت على أن يحفظ كل منهم قسط ليس بالقليل من القرآن الكريم، وتمكنت بفضل الله من مساعدة ابنها الأكبر حتى أتم حفظه كاملا..همها الشاغل الاهتمام بالمرأة الأندونيسية وحل مشاكلها للرقي بها.
عن حياتها وطبيعة عملها والعوائق التي تقف في طريقها.. كان موضوع الحوار الذي تطرقنا فيه إلى حياتها الشخصية، وكيف استطاعت التوفيق بين عملها في البرلمان وبين بيتها وزوجها وأبنائها الثلاثة عشر..!
* ما هي الصعوبات التي واجهتك كامرأة خلال اختراقك للعمل السياسي؟
- بحمد الله لا توجد لدينا صعوبات، فالدعم الذي تلاقيه المرأة من الشعب الأندونيسي كبير , إضافة إلى دعم زوجي وأبنائي لي, ولكن هذا لا يمنع أن هناك بعض المشكلات الطفيفة مع الأحزاب الأخرى من غير الإسلاميين، وذلك لأن كل القوانين لدينا تخضع للشريعة الإسلامية.
* هل أثرت طبيعتك كامرأة على نوعية المشاكل التي تهتمين بطرحها في البرلمان الأندونيسي ؟
- اهتمامي بالمشاكل الاجتماعية ليس مبعثه كوني امرأة، ولكن لأني نائبة باللجنة الثامنة التي تهتم بالأديان والمرأة والأولاد، جعل لزاما على التركيز على مشكلات هذا القطاع العريض في المجتمع , أضيفي إلى ذلك أن نسبة المسلمين في أندونيسيا بلغت 88% و12 % بغير المسلمين..وهو ما يحتم التعرض لمسألة الأديان وإلقاء المزيد من الأضواء عليها.
فقر وجهل ومرض

* إذا تحدثنا عن المرأة في إندونيسيا كيف تراها النائبة "يسرا"؟ وما هي أهم المشاكل التي تواجهها؟
- أهم المشاكل التي تواجه المرأة الأندونيسية هي التعليم , فنسبة كبيرة تصل إلى 70% من النساء لايكملن تعليمهن، بينما30% فقط هن الحريصات عليه، بالإضافة للمشاكل الصحية والفقر الذي يدفع الكثيرات للعمل كخادمات خارج البلاد.
أيضا تعتبر المخدرات مشكلة رئيسية تواجه المرأة والمجتمع ككل، خاصة بعد انتشارها بين المراهقين الذين لم يستكملوا دراستهم، بما يمثل تحديا صعبا يواجه كل أم ترغب في حماية أبنائها من هذا الغول المدمر.

* وكيف واجهتم هذه المشكلات في البرلمان الأندونيسي ؟
- من داخل البرلمان حاولنا طرح عدد من الحلول على أصعدة مختلفة.. فقمنا على سبيل المثال بتخصيص نسبة 20% من الميزانية لدعم التربية والتعليم من قبل الحكومة كسلطة تنفيذية، ونعمل جاهدين لتعليم الفتاة الحرف التي تستطيع من خلالها زيادة دخلها المادي, فلا تضطر للعمل كخادمة بالخارج، وهذا لا يعني أننا نعارض عمل المرأة خارج أندونيسيا، ولكنا نعمل على تقنين عمل الفتيات الاندونيسيات كخادمات على وجه الخصوص، ونشترط لسفر المرأة أن تعمل في مهن بعينها كممرضة أو كمعلمة بما يحميها ويصون كرامتها، كذلك قمنا بإصدار قانون لحماية الأطفال، ونبذل قصارى جهدنا لتفعيله وتنفيذ بنوده للقضاء على ظاهرة تعاطي المخدرات والحد من انتشارها بين الأطفال والمراهقين.
* ما هو التحدي القادم الذي يواجه النائبة "يسرا" وتنوي أن تخوض من أجله معركة الحزب القا2دمة؟
- مواجهة الفساد والاستبداد أهم قضية تشغلني حاليا واستعد لمواجهتها بكل السبل، فعلى الرغم من أن أندونيسيا بلد غنية ولديها ثروات كثيرة , إلا أن الفقر والبطالة منتشرين بها، لذلك سأعمل جاهدة في الفترة المقبلة لتوفير فرص عمل والارتقاء بالمستوى الاقتصادي للأسرة.
* حزب العدالة والرفاهية هل يشارك مع اتحاد البرلمانيين الإسلامي؟ وكيف تغلب على الائتلاف المكون من 20 حزب في مواجهته ؟
- نعم نشارك بعضنا بعضا لإفادة الحزب والبرلمان الأندونيسى، فنقوم بتناول الخبرات والقوانين خاصة أنهم برلمانيون إسلاميون خاضعون للشريعة الإسلامية.
والحمد لله استطعنا التغلب علي ائتلاف الأحزاب المواجهة بفضل فعاليات الحزب الاجتماعية في الشارع الاندونيسي، وتفاعلنا مع الجمهور وإبراز مشاكله ورصد الحلول لها, إضافة إلى أننا نساند الحكومة فنحن نمثل 12% من البرلمان الأندونيسي.
لا نعترف بإسرائيل

* الكيان الصهيونى.. كيف ينظر إليه البرلمان الأندونيسي ؟وماذا عن رأيه في الهيمنة الأمريكية؟
- البرلمان لا يعترف إطلاقا بهذا الكيان الغير شرعي , ومكتوب بجواز السفر الخاص بكل أندونيسى لا يجوز زيارة إسرائيل , ولا توجد سفارة للكيان الصهيوني في بلادنا، أما بخصوص الهيمنة الأمريكية فنحن كأعضاء برلمان لا نقبلها ونعمل على مواجهتها بشتى الطرق , فنقوم بالمظاهرات أمام السفارة الأمريكية في حضور الآلاف من أفراد الشعب الأندونيسي، ولا نقبل المعونات من البنك المركزي الأمريكي" iaf ", صحيح أننا من الممكن أن نقوم بالتعاون مع الشعب الأمريكي لكننا لا نتعاون مع الحكومة نفسها, لأننا لا نقبل بسياسة هذه الحكومة وخاصة سياستها الخارجية.
* برأيك .. هل يتمتع الشعب الأندونيسي بمساحة كبيرة من الحرية والديمقراطية؟ وكيف يتعامل الحزب مع الأقليات الموجودة داخل المجتمع؟
- نحن كشعب نتمتع بالديمقراطية مظهر وجوهر, ولكن بصفتنا أعضاء في حزب العدالة والرفاهية نعاني من بعض الضغوط لأننا نسعى لحل المشاكل مع الحكومة , ويظهر هذا بوضوح عندما يحدث اقتراع داخل البرلمان لأن حزب العدالة أقل عددا من الأحزاب الأخرى داخله، أما عن الأقليات فنقيم لهم مشروعات خيرية , وشعارنا " لكم دينكم ولى دين ".
فلسطين بالقلب

* كيف تهتمون بالقضية الفلسطينية في البرلمان الاندونيسى ؟ وما الهدف من وراء زيارتك لمؤتمر القاهرة السادس ؟
- يوجد بالبرلمان جبهة مخصصة لنصرة فلسطين تسمى "kaukus”، أعضاء هذه الجبهة من المسلمين وغير المسلمين، والشعب الاندونيسى كله يناصر الشعب الفلسطيني ويتضامن معه في دفاعه المشروع ضد المحتل الصهيوني ، ويدعو له في كل صلاة بالنصر والتخلص من الدنس الإسرائيلي, وقد قمنا بتنظيم مظاهرة حضرها مائة ألف أندونيسي , كما قمنا بجمع تبرعات بلغت 150 ألف دولار، وهو ما يفسر زيارتي لمؤتمر القاهرة التي تمت بهدف واحد هو عشقي للقدس وفلسطين الحبيبة.
* إذا ما انتقلنا إلى حياتك الشخصية.. كيف توفقين بين عملك في البرلمان ومسئوليتك كأم وزوجة؟
- أذهب إلى البرلمان يوميا من الساعة التاسعة حتى الخامسة مساء، عدا يومي السبت والأحد , وأحيانا أعمل جزءا من الليل، ولكن أبنائي وزوجي يتفهمون مهامي , وكل منهم يعرف دوره وينفذه بإتقان , والحمد لله أبنائي متفوقون بدراستهم، بالإضافة إلى أنهم من حفظة القرآن الكريم فولدي الأكبر أتم حفظه بالكامل، وبقية أبنائي يحفظ كل منهم خمسة أجزاء والبقية تأتي..
عصر الرسالة

* يتعرض الحجاب لهجمة شرسة من الغرب .. ما رأيك في الانتقادات الموجهة له؟ وكيف تفسرين الهجوم على المرأة المسلمة ؟
- نحن لا نتفق مع هذه التيارات لأنها ضد الحرية الإنسانية, لأننا نحن المسلمين نتسامح مع كل الأفكار والمعتقدات, والتعنت ضد الحجاب وضد التسامح ، وبرأيي فإن الهجوم على المرأة المسلمة من الغرب يعود للدور الهام والمتميز الذي تقوم به في الأسرة وبناء الفرد الذي هو نواة المجتمع الإسلامي, فإن هي ضعفت سيضعف الشعب لأن المرأة مربية الأجيال، وهو ما يريده أعداء الإسلام.
* إذا قمت بتوجيه رسالة إلى المرأة التي تحتجب عن العمل السياسي..ماذا تقولي لها ؟
- أطلب منها أن تقرأ كتاب " تحرير المرأة في عصر الرسالة " أي في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما كانت الصحابيات يشاركن في الغزوات، فالمرأة المسلمة في جميع أنحاء العالم عليها أن تشارك في العمل لرفع شأن الأمة , دون أن تنسى دورها الأساسي في البيت وتربية الأبناء.

شيماء ابو زيد

صائد الأفكار 19 - 11 - 2009 07:10 PM



أحلام ((نبيلة)) غيرت 74 قرية فلسطينية



امرأة من زمن آخر.. ليست فلاحة تصحو مبكرا للعمل بالحقل فيتغنى بنشاطها بقية المزارعين، بل هي مهندسة زراعية يحبها أهالي 74 قرية فلسطينية؛ فقد غيرت حياتهم بعطائها وتميزها، ونجحت على مدار 9 سنوات في تحويل العمل النسائي في قرى الضفة الغربية من عمل غير منظم إلى عمل يتم من خلال جمعيات نسائية تعاونية أو خيرية؛ وذلك تحقيقا لحلمها الرئيسي وهو تحسين أوضاع النساء في الريف، وجعل المرأة قوة اقتصادية مستقلة، مسئولة عن علم ودراية عن مشروع مدر للدخل بجوار بيتها وأبنائها.
هي "نبيلة الطيبي".. تعمل كرئيس قسم التنمية الريفية في مديرية رام الله والبيرة، وتشرف من خلال عملها على الزراعة في 74 قرية، وطموحها الأكبر أن تكون فلسطين مكتفية ذاتيا.
لم تكن يوما امرأة شعارات.. فوجود 18 من القيادات النسائية النشطة في الضفة الغربية بدأن معها من الصفر ليصبحن بفضلها من الأوائل في هذا المجال خير دليل على ذلك.

فتش عن المرأة

سعت بكل جد ونشاط لتثبت للمرأة الفلسطينية أنها في حاجة فقط للقناعة بأنها قادرة على الوصول لما تريده بالعمل والإنتاج، انطلاقا من إيمانها بأن الفلسطيني يجب ألا يعتمد على المساعدة المادية الخارجية؛ فأرضه موجودة وتحتاج فقط لمجهوده.
استطاعت نبيلة الطيبي بهذه القناعة من إشراك 1000 أسرة في مشروعها، موزعة في قرى الضفة الغربية، وقد أصبحوا الآن يمتلكون مشاريع زراعية مدرة للدخل في مجالات زراعية وحيوانية وصناعية، وركزت في خدماتها على الفئات الاجتماعية المعزولة كأمهات الشهداء والأرامل والمطلقات.
تقول: كثير من الظروف الاجتماعية تجعل النساء جثثا متحركة داخل البيوت، وهذا مؤلم للغاية؛ وهو ما دفعني للتوجه لهذه الشرائح من النساء بكل عزم وتصميم لدمجهن في المجموعات المشاركة، والآن أصبحت كل واحدة منهن مسئولة عن مشروع خاص بها.
وتتابع: لم يكن الأمر سهلا في الوصول لتلك النتيجة؛ ففي الدعوات الأولى لحضور ورش العمل للتوعية والتأهيل لم تلب أي من النسوة الدعوة، وقد أصابني ذلك بإحباط شديد في البداية، لكني لم أيأس، وقررت البحث عن سياسة تتجاوب مع عادات الريف المحافظ؛ ففكرت في دعوة الأزواج وأولياء الأمور بصحبة نسائهم.. وتدريجيا بدأ الرجال يشعرون بالتغيير الإيجابي الذي أصاب النساء، فبدءوا في حثهم على الذهاب والمشاركة، حتى إن بعضهن أصبحن من البارزات في المجتمع وكن في البداية يستحين من مجرد الكلام، وهو ما يثبت أن المرأة حين تجد من يرعاها ويحترمها فعطاؤها أكثر من عطاء أي إنسان آخر.
عطاء لا تمنعه ظروف

في قرى الضفة الغربية تتجول نبيلة الطيبي لتبحث عن حاجة لتلبيها لصاحبتها، أو تأخذ بيد محبطة لتصبح منتجة ومتميزة، لم يرضها أن يكون المجهود الحكومي منصبا على قرى دون غيرها فانشغلت بتوزيع الخدمات الزراعية على الجميع دون استثناء.
وبالرغم من أن الكثير من العاملين في المجال الحكومي ينصب جل اهتمامهم في السخط على وضعهم الحكومي، حتى إنهم قد ينشغلون عن أداء أقل المهام بسبب عدم الرضا، وبالرغم من أنها لم تحصل على ترقية وبقيت في الدرجة الخامسة من الوظيفة لمدة ثمان سنوات؛ إلا أن عطاءها كان مميزا وخارج نطاق المطلوب منها؛ فلم تنقطع عن التواصل مع الفلاحين ومشاركتهم حصاد أراضيهم حتى وقت الإضرابات الحكومية التي حصلت في الضفة، فكانت تذهب على نفقتها الخاصة لمتابعة المشاريع الزراعية في تلك القرى، خاصة مشروع "زراعة الفطر" أحد أهم المشاريع التي قامت على تنفيذها كمشروع صديق للبيئة يعيل الكثير من الأسر الفلسطينية، ويحقق فوائد اقتصادية متعددة.
تقول نبيلة الطيبي إن أكثر ما تكرهه بقاء الفلسطينيين معتمدين على المساعدات الخارجية، وتؤكد أنه من السهل أن تكون فلسطين لديها اكتفاء ذاتي في كافة المنتجات الزراعية، وترى في الاعتداءات الإسرائيلية بعض الإيجابيات، أهمها أنها دفعت المزارع الفلسطيني للعودة لأرضه.. ودللت على ذلك بعودة العمال الفلسطينيين إلى أراضيهم بعد أن تركوها للعمل بأجر عال داخل إسرائيل، وأن جدار الفصل العنصري الذي نهب الأرض دفع الكثيرين للإسراع باستثمار أراضيهم القريبة من الجدار حماية لها من هذه الاعتداءات.
في البيت.. نعم الأم

وإذا كانت معظم النساء العاملات يجتهدن في الجمع بين النجاح في العمل والبيت، وتحاول الأمهات منهن في معركة متواصلة أن تعطي لكلا الدورين جل اهتمامها، لكن الأيام والظروف قد ترجح كفة الاهتمام بدور على الآخر.. فإن نبيلة الطيبي نجحت في أن تكون مثالية في كلا المكانين، ويشهد على ذلك حجم النجاح الذي حققته، أو بالأحرى الذي حققه أبناؤها؛ فهم دراسيا متفوقون لا يقل مجموعهم المئوي كل عام عن 98%، وهم متعاونون داخل المنزل لإنجاز أمورهم بشكل كبير.
تقول نبيلة الأم: "بالنسبة لي لم يكن العمل أو البيت يطغى على واجباتي في أي منهما بفضل الله، والتعاون والنظام داخل البيت"، وتؤكد على أن" النجاح في المنزل ينعكس على العمل، والعكس صحيح".
ولم تكتف نبيلة بهذه الأدوار فقد عملت كأخصائية اجتماعية ساعدت الكثير من الأسر التي كانت تحت خط الفقر، ووفرت لهم مساعدات من خلال التشبيك مع جمعيات معنية بأمرهم.
وما تزال الأمنيات كثيرة لامرأة حققت الكثير لمجتمعها، لكن يبقى جل ما تريد أي فلسطينية أن تعيش بوطن يسوده الاستقرار، وتلك أمنية رئيسية لنبيلة، أما على صعيد العمل فتقول: أتمنى أن نتوسع في الخدمات الريفية، والعمل في المشاريع الصغيرة، وتكوين قيادات شابة، وأن تتوجه جميع المؤسسات للعمل والتوعية في جميع المجالات الخاصة بتنمية الإنسان الفلسطيني".

صائد الأفكار 19 - 11 - 2009 07:11 PM

فاز من حياته انجاز



هيا معاً.. لنكتب أهدافنا.. لنستذكر الإنجازات التي قمنا بها.. شعور بالسعادة يغمرنا حين ننجح في أمر ما أو نحقق هدف وضعناه..
هل منا من عاش هذا الشعور وخالطته سعادة تحقيق الحلم.. آمل أن تكون الإجابة عند الكثيرين منّا نعم عشنا ونعيش هذه السعادة..
صباح اليوم كان لـ ركاز فعالية نسائية أقامتها في جامعة الملك سعود تحت شعار"فاز من حياته إنجاز " حضرتها مجموعة من الفتيات الشابات منهن من حقق إنجازات عدة ومنهن من جئن ليبدأن من الآن في تحقيق الإنجاز
اللقاء الأول كان مع الأستاذة ريم الباني "محاضرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية" والتي تحدثت عن أهمية الإنجاز.. مشيرة إلى أن كل مسلم ومسلمة يؤدي فرائض الله عز وجل فقد وصل إلى مرحلة عالية من الإنجاز وأن الطريق الأمثل للانجاز هو العمل في عمر الشباب مستشهدة بمقولة حفصة بنت سرين رحمها الله:
(يا معشر الشباب اعملوا فإني رأيتُ العمل في الشباب هو القوة، فالشمس لا تملأ النهار في آخره كما تملؤه في أوله)..
وبينت "الباني" أن الإنجاز لا يقف عند عمر محدد أو مستوى معين، وإنما الإنجاز هو ما يستطيع الإنسان أن يتقنه وينفع به أمته، وأعظم إنجاز هو الإنجاز الذي يقربك من مرضاة الله تعالى يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين) البخاري ومسلم
وتبين "الباني" أن الشباب هذا الجزاء .. لأن لدى الشاب القوة والرغبة الشيء الكثير لا يمنعه مرض ولا عجز ولكن الذي يمنعه هو خوفه من الله .
ووجهت "الباني" دعوتها إلى الفتيات الحاضرات قائلة: الأمة تنتظر أمثالك وتنتظر إنجازك وتنتظر أن تكوني في مصاف الناجحين، ولو أن كل واحدة منّا قدمت طاقتها في نفع أمتها لتجدين في الأمة كثير من الناجحين والناجحات، لكن المشكلة أننا ننظر لأنفسنا نظرة نقص ونظرة دونية وماذا يمكن أن نقدم لهذه الأمة.
وساقت "الباني" خلال حديثها نماذج رائعة لفتيات منجزات يستحققن أن يكن قدوة تقول: استوقفتني سيرة مضاوي الغيث وهي فتاة أصيبت بالإعاقة منذ الصغر، والإعاقة بدأت تدريجياً حتى انتهت إلى أنها لا تستطيع أن تحرك أي جزء من جسمها إلا إصبع الإبهام.. ماذا يمكن أن تقدم مضاوي للأمة؟.. مضاوي حصلت على أرقام مجموعة من الداعيات ثم قامت بمراسلتهن فأرسلت رسالة تطلب المساعدة في إعانتها على خدمة الإسلام.. وقالت أريد أن أخدم الإسلام بأي طريقة.. ولا أريد أن أكون عالة على الإسلام.
والشيء الوحيد الذي تتمناه مضاوي أن تذهب إلى دورة المياه لتتوضأ وتصلي دون أن تزعج أحد خاصة في قيام الليل حيث تقول: أنظر فإن رأيت أمي نائمة صمت فأنا أتعبها طيلة النهار وأبقى على تسبيحي واستغفاري فإن اقترب وقت الفجر علا صوتي بالتسبيح فإن تنبهت أمي عرفت ما أريد.. فوضأتني لأصلي.
مثال آخر تسوقه الباني تقول: من النماذج الرائعة حصة حمّاد التي أصيبت بحادث مروري سبب لها إعاقة شديدة وحروق قضت على شيء من أطرافها.. فلا يتحرك منها إلا رقبتها، وعندما تم سؤالها عن حياتها وكيف تقضي وقتها قالت: أني لا أجد وقت للنوم أكثر من أربع ساعات في اليوم، حيث أني أقوم بتفريغ أشرطة الدعاة وإعطائها لبعض المواقع لنشرها مكتوبة، كما أقوم بعمل برنامج لأطفال أسرتنا، وعن النصيحة التي توجهها للفتيات تقول حصة: يا بنات استغلوا زمن الشباب فإنه إن ذهب لا يعود، واستغلوا الصحة فإنها إن ذهبت لا تعود..
وتابعت "الباني حديثها عن النماذج المبدعة الموجودة في مجتمعنا تقول: منيرة طالبة دراسات عليا قسم الشريعة حملت هم الدعوة إلى الله منذ كان عمرها 15 عاماً ورغم أنها معاقة ولم تستطع قدماها أن تحملها، وكانت هي السبب في انطلاق نواة مدارس لتحفيظ القرآن الكريم في حيها وبدأت من دار "نهر العلم" وعمر الدار الآن عشر سنوات وفيها مئات الدارسات.
كما ذكرت " الباني" قصة مجموعة من الفتيات اللواتي بدأن في حفظ القرآن وهن في مرحلة الثانوي وكيف استطعن حفظ كتاب الله وحققن بذات الوقت درجات عالية في الدراسة، والأغرب أن الوقت الذي خصصنه للحفظ هو الوقت الصباحي من الساعة السابعة إلا ربع إلى الساعة السابعة ووقت الفسحة الصباحية ..هؤلاء الفتيات عندما كرمتهن المدرسة تبرعن بمكافآتهن لبناء مسجد فكانت المفاجأة أن وصلت التبرعات إلى 150 ألف ريال.. وهكذا بني المسجد بأسماء هؤلاء الفتيات.
وأشارت "الباني " بعد ذلك إلى قضية هامة تشكو منها كثير من الفتيات حيث يقلن: لدينا سلوكيات سلبية تمنعنا من الوصول إلى ما نريده.. وترد الباني على ذلك قائلة: إذا حرصتن على إيجاد سلوك إيجابي يزاحم السلوك السلبي سيخرج السلوك الإيجابي السلوك السلبي خارج نطاق شخصيتك.
كيف نحقق الإنجاز على مستوى الفرد؟
تقول الداعية ريم الباني حتى نحقق الإنجاز على مستوى الفرد علينا:
- الاستعانة بالله تعالى والدعاء بأن يوفقنا لنسلك طريق الهداية ونذوق لذة العبادة.
- الصبر ونصل إلى تحقيق الصبر عندما نحب الله فذلك الطريق الأمثل والأعظم للإنجاز.
هل سألت نفسك يوماً من أنا؟
أخذتنا الكاتبة الأستاذة نوف الحزامي في رحلة ماتعة للبحث عن النفس.. من نحن وما هو هدفنا في الحياة وماذا فعلنا وماذا ننوي أن نفعل.. وكيف يمكن أن نترك أثراً في هذه الدنيا؟
أشارت "الحزامي" في بداية حديثها إلى مشكلة هامة وحقيقة يعاني منها الكثيرون منا، وهي أننا نفكر في كل شيء إلا أنفسنا..
وشبهت "الحزامي" الإنسان بالشجرة التي تتكون من جذور وجذع وفروع وأوراق وثمار.. مبينة أن الجذور للشجرة تشابه الهوية والانتماء للإنسان، وأن الجذع والفروع هي الأهداف والخطط التي يضعها الإنسان ويمشي عليها ، أما الأوراق والثمار فهي الإنجاز الذي يحققه الإنسان في حياته.
وليس أجمل من العرض الذي قدمته الكاتبة نوف حين تحدثت عن أهمية الانتماء والاعتزاز بهويتنا، حين أشارت إلى أننا أصحاب تاريخ عريق ومجد كبير في جميع مجالات الحياة (العلم، الطب، علم الجبر، علم الحاسب(الخوارزميات) الجغرافيا- العمران ) مبينة إلى أن أول جامعة في العالم كانت جامعة إسلامية وهي جامعة القرويين في مدينة فاس، وأول عملية جراحية في العالم كانت على يد "الزهراوي"
وبينت "الحزامي" مستساءة أن الشباب اليوم لا يستشعرون هذا الانتماء، جيل بلا جذور، يبحثون عن أي شيء ينتمون إليه ولو كان فريقاً لكرة قدم أو غيرها يعوضون بها فقدهم إلى الجذور .. قضيتهم في الحياة :كيف استمتع فقط؟(حب، أغاني، أفلام، ملابس، سفر).. جيل ليس له علاقة بقضايا أمته.
مبينة أن هناك أربعة أمور إذا انقطعت علاقة الشاب أو الفتاة بها أصبحوا بلا هوية: ثوابت الدين، التاريخ، اللغة، قضايا الأمة المعاصرة.
وأكدت "الحزامي" على أهمية وضع الأهداف لتحقيقها، وألا تقتصر هذه الأهداف على الدراسة فقط.. فالأهداف الدينية جداً مهمة بل يجب أن يكون هدفنا الأول في الحياة: أن نعبد الله..
ثم نضع الأهداف الأخرى في كافة المجالات.. مبينة أن الناجحون دائماً يضعون الأهداف..
وعرّفت "الحزامي" الهدف بأنه حلم مكتوب.. مؤكدة على أهمية كتابة الأهداف ودور ذلك في الوصول إلى تحقيقه مبينة فائدة الأهداف بأنها كما قال أحد المفكرين ضرورية لتبقيك حية.. وأنها تحولك من رقم إلى شخص مؤثر.. وتمنحك العزيمة والقوة لمواجهة مصاعب الحياة.
وختمت "الحزامي" رحلتها بنصيحة قدمتها للفتيات تقول: الناجح الحقيقي لا يبحث عن النجاح لنفسه فقط.. بل لكل من حوله.. فكوني كالشجرة الورّاقة يستظل الآخرون بها ويأكلون من ثمرها.

بيسـان 19 - 11 - 2009 07:19 PM

يسلمووووووووووو

B-happy 12 - 11 - 2010 01:21 PM


طرحك في منتهي الروعه والفائده


كل الشكر و التقدير لك على جهودك

ودمت بكل خير


الساعة الآن 12:55 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى