![]() |
قداسة العذاب
قداسة العذاب
إن الوقوف على الآيات الواردة في القرآن الكريم بشأن الوعد الوعيد والعذاب والتأمل فيها مليا يفتح أمام العقل بوابة للتفكر في عظمة الخالق حين تتجلى صور العذاب التي وردت في الآيات أو في بعض النصوص والروايات, صور تجلجل القلب وتقض المضجع لولا الإيمان بوجود الرحمة والعناية الإلهية. أهوال يوم القيامة لا يمكن يتصورها حتى مع ذكرها في بعض الآيات, فهول المطلع يفوق إدراكنا بكثير, إذ يبقى لنا الاجتهاد فقط في تصور ما ورد في القرآن في هذا السياق على وجه الخصوص. قداسة العذاب قال تعالى (يوم يفر المرء من أخيه 34} وأمه و أبيه{35} وصاحبته وبنيه{36}) سورة عبس, وقفة هنا لتصور المشهد في أذهاننا لا تتطلب منا سوى التأمل والتفكر بمفردات هذه الآيات الكريمة, المشهد يحكي عن واقع منتظر, عن يوم يتنكر فيه المرء عن ذويه عن من هم أحب الناس إلى قلبه, - يوم يفر المرء- الفرار هنا نتيجة لسبب ما وهو هول المطلع فتجسيد ذلك المشهد والتعبير عنه بهذه الصورة والكيفية يوحي بأن خطبا عظيما يدفع المرء للفرار وافتداء النفس بحثا عن النجاة. وإذا ما لاحظنا سياق الآية فإنها بدأت بذكر متسلسل لشخصيات تعد قريبة من قلب المرء, الأخ فالأم فالأب فالصاحب فالابن, هذه إشارة ودلالة لاستعداد المرء بأن يضحي بكل ما يملك وبكل من يحب وبكل من هم حوله في سبيل أن ينجو بنفسه. دعنا نقف هنا قليلا ونتأمل هذا السياق ونستشهد بما هو حولنا من أحداث, إذ ليس من السهل تصور كيف للشخص أن يفر فرارا ممن هم حوله لينجو من عاقبة وخيمة يراها بأم عينه, ليحاول النجاة بنفسه ولكن آيات الله سبحانه وتعالى موجود في كل زمان ومكان للتدبر والاتعاظ, هنا وقبل عدة أيام استوقفتني قصة سمعتها على لسان فتاة يابانية في إحدى الإذاعات نجت من مهالك الزلال الأخير الذي أصاب بلادها وصاحبه موجة إعصار تسونامي, تقول هذه الفتاة بأنه لما وقع الزلال دمر بيتها كله, وتضيف بأنها عادت إلى البيت لتجده قد أنهار بالكامل ولم تجد منه إلا الركام وبطانيات استطاعت انتشالها لتتغطى بها في الملجأ عن برودة الطقس, تقول أيضا أنها استطاعت أن تفر بسرعة من البيت لتخرج منه قبل أن ينهار وهي بداخله تاركة أمها وأباها داخل البيت ليلاقيا حتفهما. ومؤخرا أيضا نشرت في إحدى المجلات دراسة أجريت على حيوانات الكانغروا, هذه التجربة قامت على وضع أنثى الكانغروا على صفيح ساخن مع ابنها, حينما أحست الأم بأن هناك حرارة تحتها أخذت صغيرها لتحمله حماية له من الحرارة بدأت الحرارة شيئا فشيئا بالارتفاع من تحتها حتى أحست بالهلاك, فما كان منها إلا أن وضعت صغيرها على الصفيح لتطأه بقدميها وتحمي نفسها من حرارة الصفيح, (يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه{11} وصاحبته و أخيه{12}وفصيلته التي تؤيه {13} ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه {14 {) سورة المعارج , ويقول الباري في سورة الحج (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت), صور قرآنيه توضح مدى خشية الناس الوقوع في العذاب وافتداء أنفسهم بما يملكون . هذه المشاهد من هنا وهناك تجسد نوعا من حب الذات والتضحية بالغالي والنفيس من أجلها, توضح استعداد المرء ليفتدي نفسه حتى بقرابته, مع فارق الموقف بين الدنيا والآخرة بطبيعة الحال. الخوف من الهلاك هو الدافع وراء الفرار والتضحية بكل شيء من أجل النفس, ولكن فيما لو انقلبت الصورة لتكون حب الهلاك هو الدافع وراء التضحية والفداء بالنفس من أجل الغالي والنفيس ممن هو حولنا, فماذا عسانا أن نقول عن هذه الصورة؟! هذا الصورة لا تكون إلا عن إيمان كبير بالله وثقة به, هذه صورة تجسدها معانٍ شتى من الوفاء والتضحية والمروءة والشجاعة والإخلاص, صورة يشتري فيها المرء نفسه مرضاة لله سبحانه وتعالى, (ونحن أٌقرب إليه من حبل الوريد) سورة ق الآية 16. فالفرار المقدس يكون إلى الله لا منه, يكون من أجله سبحانه, فحين يكون الفرار منهجا للأحرار يؤتي أكله فإنه فرار يرضي الله ورسوله وفي ذلك يتنافس المتنافسون, أما الفرار حين لات مناص فهو فرار العبيد الطامعين في رضا الشيطان أُكله إلى الهلاك بلا شك. كميل السلطان |
على الموضوع ولاحرمك ربـــي الأجــــر اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثيبك على ما طرحت خير الثواب والأجر |
بارك الله فيك اخي العزيز
امنياتي ان نتعض وندرك ان هذه الحياة هي دار اختبار وابتلاء وهي حياة قصيرة اذا ما قورنت بما ينتظرنا تحياتي وتقديري |
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
|
ما شاء الله .. بارك الله فيك وعليك وجزاك الله خير الجزاء, بوركت ورفع الله شأنك.. أسال الله العظيم رب العرش الكريم لك الجنه والخير وان يبارك فيك وعليك وان يجعل الجنه آخر مستقرك وان يجعلك من اهل الحق والايمان وان ينير الله دروبك. وفقك الله على هذا الطرح. |
جزاك الله عنا كل خير اخي ناجي
رائع ومبدع دائما في انتقاء ما هو افضل تحيات لك سلمت |
http://www.nawasreh.com/welcome/up/11921936148943.gif
بارك الله فيك أخي ناجي انشاء الله هذا الطرح في موازين حسناتك أحترامي |
من وصية علي رضي الله عنه لأبي ذر: زر القبور تذكر بها الآخرة، ولا تزرها بالليل واغسل الموتى يتحرك قلبك، وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك فإن الحزين في ظل الله تعالى، ويقول: جزعك في مصيبة صديقك أحسن من صبرك، وصبرك في مصيبتك أحسن من جزعك.
وها هو معاوية رضي الله عنه لما دنى منه الموت تمثل بهذا البيت : هو الموت لا منجي من الموت والذي ... نحاذر بعد الموت أدهى وأقطع ثم قال: رفع يديه وقال: اللهم أقل العثرة وأعف عن الزلة وعد بحلمك على من لم يرج غيرك ولا يثق إلا بك، فإنك واسع المغفرة وليس لذي خطيئة منك مهرب. ومات رحمه الله تعالى.فيجب على العاقل أن يحاسب نفسه بنفسه على ما فرط من عمره، ويستعد لعاقبة أمره بصالح العمل ولا يغتر بالأمل، فإن من عاش مات ومن مات فات. وكل ما هو آت آت. نسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويوفقنا لاتباع أوامره واجتناب نواهيه، وأن يجعل الموت خير غائب ننتظره وأن يختم لنا بالخير وأن يتغمدنا برحمته إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. اخي ناجي موضوع وقفنا بين سطوره خاشعين نسأل الله لنا ولكم العافية وبارك الله فيك ....مع ودي وإحترامي لك وتقبل تحياتي .... |
عاشقة الوطن على الموضوع ولاحرمك ربـــي الأجــــر اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثيبك على ما طرحت خير الثواب والأجر z%z الأخت الغالية عاشقة الوطن شكرا على التّواجد , إطلالة نيّرة بورك فيك احتراماتي z%z |
الساعة الآن 05:05 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |