![]() |
وللأبواب همس
وللأبواب همس
أحاديث طريفة تدور في خلد هذه الأبواب الجامدة .. http://www.diwanalarab.com/IMG/3-2.jpg (1) (كُنّا أسياداً في الغابة. قطعونا من جذورنا. قيّدونا بالحديد ثمّ أوقفونا خَدَماً على عتباتهم. هذا هو حظّنا من التمدّن.) ليس في الدُّنيا مَن يفهم حُرقةَ العبيد مِثلُ الأبواب ! (2) ليس ثرثاراً. أبجديتهُ المؤلّفة من حرفين فقط تكفيه تماماً للتعبير عن وجعه: ( طَقْ ) ! (3) وَحْدَهُ يعرفُ جميعَ الأبواب هذا الشحّاذ. ربّما لأنـه مِثلُها مقطوعٌ من شجرة ! (4) ( إلعبوا أمامَ الباب ) يشعرُ بالزَّهو. السيّدةُ تأتمنُهُ على صغارها ! (5) قبضَتُهُ الباردة تُصافِحُ الزائرين بحرارة ! (7) يُزعجهم صريرُه. لا يحترمونَ مُطلقاً.. أنينَ الشّيخوخة ! (9) مُشكلةُ باب الحديد إنّهُ لا يملِكُ شجرةَ عائلة ! (10) لم تُنْسِهِ المدينةُ أصلَهُ. ظلَّ، مثلما كان في الغابة، ينامُ واقفاً ! (11) المفتاحُ النائمُ على قارعةِ الطّريق .. عرفَ الآن، الآن فقط، نعمةَ أن يكونَ لهُ وطن، حتّى لو كان ثُقباً في باب! (12) (- مَن الطّارق ؟ - أنا محمود .) دائماً يعترفون .. أولئكَ المُتّهمون بضربه ! (13) على الرّغمَ من كونهِ صغيراً ونحيلاً، اختارهُ الرّجلُ من دونِ جميعِ أصحابِه. حَمَلهُ على ظهرِهِ بكُلِّ حنانٍ وحذر. أركَبهُ سيّارة. ( مُنتهى العِزّ )..قالَ لنفسِه. وأمامَ البيت صاحَ الرّجُل: افتحوا .. جِئنا ببابٍ جديد لدورةِ المياه ! (14) - نحنُ لا نأتي بسهولة. فلكي نُولدَ، تخضعُ أُمّهاتُنا، دائماً، للعمليّات القيصريّة. يقولُ البابُ الخشبي، وفي عروقه تتصاعدُ رائِحةُ المنشار. - رُفاتُ المئات من أسلافي .. المئات. صُهِرتْ في الجحيم .. في الجحيم. لكي أُولدَ أنا فقط. يقولُ البابُ الفولاذي ! (15) - حسناً.. هوَ غاضِبٌ مِن زوجته. لماذا يصفِقُني أنـا ؟! (16) لولا ساعي البريد لماتَ من الجوع. كُلَّ صباح يَمُدُّ يَدَهُ إلى فَمِـه ويُطعِمُهُ رسائل ! (17) هاهُم ينتقلون. كُلُّ متاعِهم في الشّاحِنة. ليسَ في المنـزل إلاّ الفراغ. لماذا أغلقوني إذن ؟! (18) ( ماذا يحسبُ نفسَه ؟ في النّهاية هوَ مثلُنا لا يعملُ إلاّ فوقَ الأرض.) هكذا تُفكِّرُ أبواب المنازل كُلّما لاحَ لها بابُ طائرة. (19) من حقِّهِ أن يقفَ مزهوّاً بقيمته. قبضَ أصحابُهُ من شركة التأمين مائة ألفِ دينار، فقط .. لأنَّ اللصوصَ خلعوا مفاصِلَه ! (20) مركزُ حُدود بين دولة السِّر ودولة العلَن. ثُقب المفتاح ! (21) ركّبوا جَرَساً على ذراعِه. فَرِحَ كثيراً. مُنذُ الآن، سيُعلنون عن حُضورِهم دونَ الإضطرار إلى صفعِه ! (22) أكثرُ ما يُضايقهُ أنّهُ محروم من وضعِ قبضتهِ العالية في يدِ طفل ! (23) ( مُنتهى الإذلال. لم يبقَ إلاّ أن تركبَ النّوافِذُ فوقَ رؤوسنا.) تتذمّرُ أبوابُ السّيارات ! (24) - أنتَ رأيتَ اللصوصَ، أيُّها الباب، لماذا لم تُعطِ أوصافَـهُم ؟ - لم يسألني أحد ! (25) تجهلُ تماماً لذّةَ طعمِ الطّباشير الذي في أيدي الأطفال، تلكَ الأبوابُ المهووسةُ بالنّظافة ! (26) - أأنتَ متأكدٌ أنهُ هوَ البيت ؟ - أظُن .. يتحسّرُ الباب : تظُنّ يا ناكِرَ الودّ ؟ أحقّاً لم تتعرّف على وجهي ؟! (27) وضعوا سعفتينِ على كتفيه. - لم أقُم بأي عملٍ بطولي. كُلُّ ما في الأمر أنَّ صاحبَ البيتِ عادَ من الحجّ. هل أستحِقُّ لهذا أن يمنحَني هؤلاءِ الحمقى رُتبةَ ( لواء ) ؟! (28) ليتسلّلْ الرّضيع .. لتتوغّلْ العاصفة .. لا مانعَ لديهِ إطلاقاً. مُنفتِح ! (29) يقفُ في استقبالِهم. يضعُ يدَهُ في أيديهم. يفتحُ صدرَهُ لهم. يتنحّى جانباً ليدخلوا. ومعَ ذلك، فإنَّ أحداً منهُم لم يقُلْ لهُ مرّةً : تعالَ اجلسْ معنا! (30) ( هذا بيتُنـا ) في خاصِرتي، في ذراعي، في بطني، في رِجلي. دائماً ينخزُني هذا الولدُ بخطِّهِ الرّكيك. يظُنّني لا أعرف ! (31) (الولدُ المؤدَّب لا يضرِبُ الآخرين.) هكذا يُعلِّمونهُ دائماً. أنا لا أفهم لماذا يَصِفونهُ بقلَّةِ الأدب إذا هوَ دخلَ عليهم دون أن يضربَني ؟! (32) قليلٌ من الزّيت بعدَ الشّتاء، وشيءٌ من الدُّهن بعد الصّيف. حارسٌ بأرخصِ أجر ! (33) نحنُ ضِمادات لهذه الجروح العميقة في أجساد المنازل ! (34) لولاه.. لفَقدتْ لذّتَها مُداهماتُ الشُّرطة ! (35) هُم يعلمون أنهُ يُعاني من التسوّس، لكنّ أحداً منهم لم يُفكّر باصطحابِهِ إلى طبيب الأسنان ! (36) - إسمع يا عزيزي .. إلى أن يسكُنَ أحدٌ هذا البيت المهجور إشغلْ أوقات فراغِكَ بحراسة بيتي. هكذا تُواسيهِ العنكبوت ! (37) تتذمّرُ الأبواب الخشبيّة: سَواءٌ أعمِلنا في حانةٍ أم في مسجد، فإنَّ مصيرَنا جميعاً إلى النّار ! (38) يُشبه الضميرَ العالمي. دائماً يتفرّج، ساكتاً، على ما يجري بابُ المسلَخ! (39) في دُكّان النجّار تُفكّرُ بمصائرها: - روضةُ أطفال ؟ ربّما. - مطبخ ؟ مُمكن. - مكتبة ؟ حبّذا. المهمّ أنها لن تذهبَ إلى السّجن. الخشَبُ أكثرُ رقّة من أن يقوم بمثلِ هذه المهمّة ! (40) الأبوابُ تعرِفُ الحكايةَ كُلَّها من ( طَقْ طَقْ ) إلى ( السَّلامُ عليكم.) ,’, |
لم تُنْسِهِ المدينةُ أصلَهُ.
ظلَّ، مثلما كان في الغابة، ينامُ واقفاً ! شيرين ابدعت بالاختيار لهذا الشاعر الرائع كل همسة خاطرة بحد ذاتها بوركت وبورك ذوقك تحياتي ودمت بخير |
يُزعجهم صريرُه.
لا يحترمونَ مُطلقاً.. أنينَ الشّيخوخة ! طرح اكثر من رائع لشاعر مبدع سلمت الايادي |
على الرّغمَ من كونهِ صغيراً ونحيلاً،
اختارهُ الرّجلُ من دونِ جميعِ أصحابِه. حَمَلهُ على ظهرِهِ بكُلِّ حنانٍ وحذر. أركَبهُ سيّارة. ( مُنتهى العِزّ )..قالَ لنفسِه. وأمامَ البيت صاحَ الرّجُل: افتحوا .. جِئنا ببابٍ جديد لدورةِ المياه ! وهذا هو حال الانسان في شعر احمد مطر الذي ابدع في كل همسة شكرا على الطرح |
مشكوره على الاختيار الموفق يعطيك العافية |
مشكورة شيرين على الطرح
سلمت الايادي حبيبتي |
شيرين مميّز بورك فيك أين أنت أختاه افتقدناك ؟؟!! احتراماتي دمت بودّ |
(10)
لم تُنْسِهِ المدينةُ أصلَهُ. ظلَّ، مثلما كان في الغابة، ينامُ واقفاً ! اختيار موفق جدا سلمت الايادي شيرين ننتظرك |
مجهود رائع وموضوع قيّم بانتظار المزيد من هذا العطاء ارقّ تحية وأعذبها اتركها هنا في ردي لك http://www.dohaup.com/album/18/dohaup_814172438.gif |
(كُنّا أسياداً في الغابة.
قطعونا من جذورنا. قيّدونا بالحديد ثمّ أوقفونا خَدَماً على عتباتهم. هذا هو حظّنا من التمدّن.) .... هذا ما فعلوه بالخشب أما بالبشر فحدث ولا حرج......موفقة شيرين تقبلي ودي وإحترامي |
الساعة الآن 03:33 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |