![]() |
هل كانت زوجة أينشتاين الأولى عبقرية مغمورة؟
عثر مؤخرا على أوراق تخص ألبرت أينشتاين ،تدعو إلى الشك فاجأت الجميع، تذهب إلى أن زوجة العالم الأولى ، لعبت دورا عظيما في ثورة الفيزياء النظرية . الإصدارات الأولى ، كانت موقعة باسميهما معا،وقد علقت قبول طلاقها منه بشرط أملته عليه حين الطلاق ، بحيث يعود جزء من عائدات نوبل إليها، والتي تحصل عليها بعد ثلاث سنوات من ذلك، وهذا ما كان فعلا...
لمدة طويلة من الزمن ، ظلت امرأة مجهولة ، من أصل صربي، والحقيقة أن ميليفا ماريتش (Mileva Maric ) : كانت رياضية ، وفيزيائية ضليعة، تعا ونت مع زوجها ، ربما حتى في النظرية النسبية، لكن إلى أي مدى كان هذا التعا ون؟ لقد عملا ، بل ووقعا معا أولى المقالات العلمية ، التي لازالت تنسب إليه وحده دونها، كما انه خلال مراسلته معها ، يتكلم عن النسبية "كعمل مشترك بينهما" . ولا يزال النقاش محتدما حول هذا الإكتشا ف منذ إصدار أوراق العالم عن جامعة برنستون، أين أمضى أينشتاين آخر سنوات عمره. حيث يوجد من بين هذه الأوراق رسا ئل ووثا ئق مخطوطة لم يطلع عليها من قبل، أما طت اللثام عن هذه الواقعة المفا جئة. ثم انتقل النقا ش إلى العلن ، وبحدة خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للتقدم العلمي ، ثم إلى Nouvelle orleans في الشهر المنصرم ، الذي تبا دل خلاله المجتمعون أفكا را وحججا متنا قضة . وإذا كا ن المشا ركون لم يجمعوا على أهمية دور ميليفا ماريتش ، فهم أقروا على أن أينشتاين لم يهمل هذا الدور في جميع تراجمه ، وقد أظهر بعض الكتا ب موقفا عدائيا للمرأة، بل عنصريا تجا ه هذه الشا بة السلافية. إن السنوات الأولى من شبا ب ألبرت أينشتا ين الأكثر إبداعا ، وخصوبة من حياته لا تزال غير معروفة إلى حد الساعة. رأى النور في 14 مارس عام 1879 بمدينة أولم في جنوب ألما نيا لعا ئلة ميسورة ، تمتهن أعمالا في مجال الالكتروتقني، الذي كان آنذاك تكنولوجيا عالية ، تلقى دراسته الثا نوية بثا نوية لويتبولد بميونيخ التي غا درها قبل أن ينهي سنته الدراسية الأخيرة، وحتى دونما حصوله على شها دة البكالوريا ، جمع بعدها حقا ئبه، واتجه الى إيطا ليا حيث تتواجد عا ئلته هناك ، درس لوحده تحضيرا لإمتحان القبول في المدرسة متعددة التقنيا ت المشهورة بزوريخ ، والمعروفة بالرمز (ETH ) Eidenossische Technische Hochule .في عام 1895، في سن السادسة عشرة تقدم الى الإمتحان إلا أن الحظ لم يحالفه . بعدئذ انتقل الى المدرسة البلدية (الثانوية) لمدينة آرو السويسرية ، حيث قبل رغم صغر سنه دون الثامنة عشر، تلك المدرسة التي تعد مدرسين في الرياضيات والعلوم. هنا و بالضبط في عام 1896، التقى بميليفا ماريتش التي تتجا وزه بأربع سنوات ، التي كا نت تتابع نفس الدراسة ، لا نعرف شيئا ذا با ل عنها، غير أنها ابنة لموظف صربي ، ولدت بتتل با لمجر في منطقة تعد اليوم جزء من يوغسلافيا. وقبولها في ال(ETH ) يعكس قدراتها الفكرية ، حيث قلة من النساء اللا ئي كن يوفقن في التسجيل للدراسات العلمية العليا آنذاك. في عام 1901، حمل الجنسية السويسرية ، وقا م بنشر أول مقا ل علمي له، يخص ظا هرة الجا ذبية ، وحاول دون الحصول على منصب للتدريس. في جا نفي 1902، أنجبت ميليفا بنتا أسمتها لزرل، صاحبتها معها الى صربيا ، دون شك لتودعها عند أهلها، أو توجد لها مربية، إن هذه المولودة لم تذكر في أي سيرة ، ولا يعرف عن مصيرها شيء، وما آلت اليه... في جوان من نفس السنة ، بعد أن يئس من الحصول على منصب جا معي قار رغم محا ولاته الكثيفة ، كتب إليها (في أفريل 1901) :" عن قريب سأ كون قد شرفت بطلبي جميع الفيزيائيين بدء من بحر الشما ل إلى رأس الخريطة الإيطالية". حصل بمساعدة وساطة والد زميله القديم في ال(ETH) مارسيل غروسمان على وظيفة في الديوان الفيدرالي للشها دات (مكتب براءة الاختراع ) ، وفي عام 1903، عقد قرانه على ميليفا رسميا ، وبعد عا م من الزواج أنجبا إبنهما هانس ألبرت. كانت السنوات الأولى من القرن با لنسبة له سنوات انتاج لا نظير له، التي تعرف عادة Annus Mirabilis في عام 1905، والتي نشر خلالها خمس مقالات حول مواضيع مختلفة في Annalen der physik ، مجلة الشركة الألمانية للفيزياء ، إحدى أفضل المجلات العلمية في تلك الأيا م ، التي تصدر في ليبزيخ ، ومن بين هذه الخمس مقالات ، ثلاث تعتبر الأهم إطلاقا في تاريخ الفيزياء ، أشهرها مقال يكشف المبادىء الثورية للنسبية الخاصة (La relativité restreinte) ، أين أعا د أينشتا ين من جديد تعريف مفا هيم المكان والزمن ، اللذين يفقدان خصا ئصهما السا كنة ، والمستقلة، لكي يصبحا " نسبيين "، والمرتبطين فيما بينهما بوجود سرعة محددة تتنا سب وسرعة الضوء في الفراغ(الخلاء)،(C : تمثل سرعة انتشا ر الضوء)، ومن الوهلة الأولى يتضح أن الإطا ر المكا ن-زمني(Spatio-Temporel) قاد أينشتا ين الى ايجا د ميكا نيك جديد ، يقتضي أن ازد يا د كتلة الجسم المتحرك مشروط بطا قة الحركة أي: (الإرتبا ط بين الكتلة والطا قة) الأمر الذي يترجم بمعادلة التنا سب الشهيرة: MC2 E=. في مقال ثان يشرح أينشتاين الحركة البراونية ، يتعلق الأمر بعدم استقرارالجزيئات الصغيرة خلال وسط سائل، الظاهرة التي لاحظها عالم النبات روبرت براون مع حبوب الطلع ، إذ أن حركات هذا الغبار التي نلحظها وفق تقديرنا الخاص ،إنما تنتج عن اضطراب عشوائي لجزيئات السائل ، وقد استطاع أينشتاين باستخدامه لقوانين احصائية أن يربط بين المستويين المجهري (Micro ) ، والأعظمي(Macro) : أن حركة الجزيئات حول وضعها المتوسط تمكن من ايجاد الخواص العامة للسائل القابلة للقياس ، كدرجة حرارته مثلا. وفي مقاله الثالث الأ كثر شهرة لعام1905، يذكر أينشتاين بأن الضوء مكون من جزيئات كوانتية( كمية)، داحضا بذلك أسس الميكانيك الكوانتي(الكمي). كان الفيزيائي الألماني ماكس بلانك، عام1900 ، أول من راودته فكرة أن الإشعاعات الإلكترومغناطيسية (الكهرطيسية) ، تصدر وتمتص طاقة بواسطة جزيئات كوانتية (كمية) ، ( عمد الى هذه الفرضية ، ليدلل على ظاهرة تجريبية غير قابلة للفهم، إشعاع أجسام سوداء ). لكن أينشتاين دقق، وجذر أعمال بلانك : يظهر أن الإ شعاع الضوئي هو نفسه المتقطع، ومؤلف من كوانتات، الفوتونات . والى ذلك العهد كان يعتقد أن الضوء، حركة تموجية متواصلة. إن فكرة الكوانت الضوئي صعبة الإدراك(الفهم) ، ومستبعدة من طرف جميع العلماء تقريبا ، بدء من بلانك ، ولأكثر من خمس عشرة سنة. وفي العشرينيات فقط أثبتت الفيزياء الكوانتية وجودها على أرض الواقع بحصول أينشتاين على جائزة نوبل مقابل هذا الإ كتشاف عام(1922) . وفي سياق الحديث عن السنوات الخصبة لبداية القرن ، تذكر سير أينشتاين الذاتية ميليفا بصورة مقتضبة ، واحيانا بقليل من عبارات الإطراء . ففي ترجمته الكبيرة يكتب رونالد كلارك أنه في جانفي 1903 تزوج أينشتاين ميليفا ماريتش ، البنت البكرلقروي سلافي .. ويضيف أبعد من ذلك : " أن الرجال والنساء الذين التقاهم أينشتاين صدفة خلال الحياة اليومية كانوا على استعداد لتقبل فكرة أن النسبية تجاوزتهم..." وعن كلارك أن ميليفا لا تفهم حتى أعمال زوجها ، وقد لوحظ في وقت متأخر أحكام من هذا القبيل تثار الى درجة إكنان (كتم ) ذكاء النساء . غير أن الوثائق المحصل عليها منذ وفاته تظهر أن رأي كلارك غير مؤسس ، لم تكن قد فهمت أعمال زوجها ، وانما شاركته بشكل فعال، وتلك قناعة قسم كبير من المشاركين في الندوة المتعلقة بهذا الموضوع ، وخلال اجتماع(AAAS ) الذي شدد على ذلك. وان الذي دافع بحرارة حول هذه الأ طروحة الفيزيائي( ايفان هاريس والكرابردين) حسب رأيه ليس هناك شك في أن ألبرت وميليفا عملا بتعاون قليل ، ذلك أنهما لم يكونا على اتصال دائم طوال الوقت. ويسرد والكر كأدلة عددا كبيرا من رسائل أينشتاين لميليفا على سبيل المثال، في27مارس1901 كتب اليها:" كم أكون سعيدا، وفخوراعندما نقود ، معا، عملنا حول الحركة النسبية الى نتيجة مظفرة " . وفي رسائل أخرى يبدي أينشتاين بعض الاشارات التي تؤكد حقيقةذلك التعاون غيرالمحدود حول النسبية – إذا جاز لنا قول ذلك – ولكن يحمل على ميادين أخرى اشتغل فيها أينشتاين خلال السنوات الأولى من القرن: كالترموديناميك (الدينامي الحراري) ، القوة الجزيئية ، الحركة البراونية , هذه بعض الأ مثلة : " فيما يتعلق ببحث فعل تومسون ن فقد اهتديت الى طريقة أخرى ، لها بعض الشبه، مع طريقتك في اتباع (الحاق) K علىT .." لدي فكرة جد مثمرة ، تسهل امكانية تطبيق نظريتنا على القوى الجزيئية للغازات ...".." أعطيته مقالنا ( يقصد بذلك البروفسور ببارن) لكي يجعله هامشا " ...." تصوري كم هو رائع عندما نستطيع من جديد العمل معا كلية بدون ازعاج ...وقتها ستكافئين أكثر" أيضا " عندما قرأت هلموتز (فيزيائي ألماني) لأول مرة اتضح لي أنه لا يعقل أن لا تكوني بجانبي" . ويذكر والكر أن أينشتاين وميليفا تابعا تقريبا نفس الدراسةفي الETH باستثناء سداسي واحد (1897-1898) خلاله اتجهت ميليفا الى حضور محاضرات للبروفسور فيليب فان لونارد في هيدلبرغ ، وقد كان ، يشير والكر ، سداسيا مهما ، ذلك أن فان لونارد الذي حصل على جائزة نوبل في 1905 قد قام بأبحاث تجريبية، قادته الى معطيات ، تخص فعل الفوتوالكتريك(الكهروضوئي) ، الذي شرحه أينشتاين. تصف واحدة من رسائل ميليفا الى ألبرت محاضرة فان لونارد عن النظرية الحركية للغازات. ويعتقد والكر أن عددا من رسائل ميليفا لأينشتاين بقيت على حالها ، بيد أننا نمتلك (43) رسالة منه اليها، لكن (10) فقط منها اليه. إذ يشير والكر أن الزوجين الشابين عندما كانا منفصلين كانا يتبادلان الرسائل أحيانا ، في مناسبات عديدة، كان أينشتاين يبدي شكواه في مراسلته لها كلما أطالت الرد عليه لثلاثة، أو أربعة أيام. أخيرا قام والكر ببحث شبه بوليسي، يذكر مصدر يوغسلافي، سيرة ذاتية لميليفالفوريا ك(رياضية وفيزيائية) مترجمة الى الألمانية، وصادرة في سويسراعام 1988، هذه المؤلفةقدمت شهادة مثيرة في حق فيزيائي روسي كبير، ابراهام.ف.جوف الذي كان مديرا لمعهد الفيزياء التطبيقية بموسكو، ثم لمعهد شبه المواصلات لأكاديمية العلوم بالإتحاد السوفياتي . جوف الذي كان ضمن أعضاء لجنة مجلة حوليات الفيزياء ، التي ظهرعلى صفحاتها في عام1905، أول مقال لأينشتاين حول النسبية، وتبعا للفورياك ، أن جوف تفحص المقالات الأصلية لأينشتاين المنشورة خلال هذه السنة ، وتذكر بأنها موقعة باسم أينشتاين ماريتي، إذ يعني ماريتي بالمجرية اسم ماريتش ، ومن جهة أخرى ، فتحت الإسم ماريتي وقعت ميليفا شهادة قرانها في عام 1903 ، وكذلك نفس الإسم نقش على شاهد قبرها بزوريخ ، أين توفيت عام 1948 . وحسب والكر فإن الأمر الذي دعا جوف لاستخدام اسم ماريتي بدل ماريتش ، شكل صربي لنفس الإسم المستخدم في تراجم أينشتاين ، يظهر جليا أن جوف، قد اطلع على المقالات الأصلية لعام 1905. هذه الأوراق الأصلية، للأسف لا وجود لها: في عام 1943 ، طلبت لجنةمن الولايات المتحدة الأمريكية من أينشتاين أن يهب مخطوطاته تبرعا للمجهودات الحربية. ولم تكن تلك المقالات بحوزته، إلا أنه أعاد نقل المقال المعروف عن النسبية بخط يده، المنشور سابقا في الحوليات، واضاف اليه التعليق التالي: " وفيما يلي نسخة من مقالي الأول عن النظرية النسبية ، قمت بوضع هذه النسخة في نوفمبر 1943. المخطوط الأصلي من المقال الأول غير موجود تماما ، كوني أهملته بعد نشره" . وفي عام 1908 ، حصل أينشتاين على منصب للتدريس ببرن، ونفس الشيء في جامعة زوريخ عام 1909، في عام1910، ولدت ميليفا طفلا ثان (ادوارد) ، في عام 1911شغل أينشتاين كرسي أستاذ بالجامعة الألمانية ببراغ حيث لم يبق فيها سوى عام واحد قبل العودة الى زوريخ . وقد حاز على اعجاب نخبة الفيزيائيين العالميين ، إلا أنه لم يكن في وئام مع زوجته . وفي عام1913 ، قبل أن يشغل كرسيا للتدريس في برلين ، الى حيث اتجه مع ميليفا، وولديهما ، كان عمره آنذاك 34 سنة ، كانت تلك تمثل آخر الأشهر التي جمعتهما معا. في السنة المقبلة عادت ميليفا الى زوريخ مع ولديها ، وإن بيان الطلاق بعد التسوية الودية الذي نشر في 1919 ، يضم بندا غريبا (مدهشا) : أينشتاين يهب قسطا من المال الذي سيحصل عليه من جائزة نوبل التي ستمنح له بدون شك. وفي نفس سنة طلاقهما ، تزوج ابنة عمه ألزا ، أرملة ، وأم لطفلين ، كان يعرفها منذ طفولته في ميونيخ، قال أينشتاين فيما بعد : " انني سعيد بأن زوجتي الثانية لا تفهم شيئا في العلوم ، عكس زوجتي الأولى" ، وفي سنة 1922 ، حصل على جائزة نوبل وسافر فعلا من ستوكهولم الى زوريخ لأجل أن يسلم المال لميليفا. بالنظر الى المقاييس الجديدة يستنتج الدكتور والكر أن اسم- ميليفا أينشتاين-ماريتش ، أو أينشتاين ماريتي ، يوحي بشكل كبير مشاركتها له في التأليف او في العمل ، وربما لما لا تكون لجنة التحليف قد منحتها جائزة نوبل مناصفة مثلما هو الشأن بالنسبة لبيار وماري كوري اللذين عقدا صداقة حميمية مع عائلة أينشتاين . مشاركة أخرى في النقاش هي سيناتر تروميل بلوتز ، لسانية في( شركة الأ بحاث) ببون ، عززت ماذهب اليه البروفسور والكر قائلة أنه في ذلك الزمن: " من الطبيعي جدا أن يستغل رجل عمل امرأة ، ويقبل المداينة ...أينشتاين سلك مسلك رجل عادي..". الدكتورة بلوتز تورد مثالا آخر ، وتؤكد حسب رأيها مقدرة ميليفا ، كذلك تفانيها ، واخلاصها نحو ألبرت، في زوريخ وضعت ميليفا على بيان الحقيقة جهازا لقياس التيارات الكهربائية الضعيفة ، بعد ذلك نسبت براءة الإختراع الى أينشتاين وزميله الفيزيائي جوهان كونراد ، وحسب ماجاء في كتاب لفورياك عند سؤال صديق لميليفا عن عدم ظهور اسمها على البراءة ، أجابته بالقول : " ما جدوى ذلك ، اذا كنا نشكل معا حجرا واحدا ".. لعب بكلمة أينشتاين التي تعني بالأ لمانية : حجر. وتشير الدكتورة بلوتز أيضا الى رسالة من ميليفا الى والدها ، في مضمونها كتبت :" منذ وقت قصير فرغنا من عمل جد مهم ، سيجعل من زوجي مشهورا في كل العالم" . وكذلك حسب والكر وبلوتز ، أن ميليفا بعد زواجها لم تكن سوى ربة بيت (HAUS FRAU ) منشغلة بأولادها . استمرت في مساعدة زوجها . وحسب ماجاء في السيرة اليوغسلافية لميليفا ، ألبرت نفسه ، كان يقوم مرة واحدة على الأقل بأعمال البيت ، في حين ميليفا تجري حسابات رياضية تتعلق بنظريتهما . كما وشدد كذلك أستاذ التاريخ بجامعة مونتريال لويس بينزون على أهمية السياق الإجتماعي لتحولات القرن، إذ يحتمل قليلا حسب إعتقاده ، أن المولود الأول لألبرت وميليفا ، ولد قبل الزواج الشرعي ، وهو بذلك مولود غير مرغوب فيه . كما وأن طرق منع الحمل وقتئذ جد معروفة ، وكذا" الولادات غير الشرعية " غاية في القلة لدى اليهود . إذا كان لألبرت وميليفا طفل بعد مساكنة زوجية لمدة عامين تقريبا ، فربما ذلك يعزى الى تحد ، أو رفض لحكم سبقي ضد " الولادات غير الشرعية" ، هذا يستدعي بالضرورة " التامل في حياتهما العادية. لم يتزوجا إلا بعد وفاة والد ألبرت الذي كان رافضا بشراسة لهذا الزواج . وعليه فان زواجهما ربما كان قائما على إلتزام بأعراف اجتماعية : بحث أينشتاين على منصب للتدريس. وعن بينزون ، عرفت ميليفا بعد طلاقها في زوريخ حياة صعبة . ولدها الثاني ادوارد أصيب باضطراب عقلي ، وتوفي صغيرا ، حيث أهملت من زوج غدا مشهورا ، وعاشت بتقتير في النفقة ، إذ توازن الدخل والخرج ، باعطاء دروس خصوصية ، وإيواء الطلبة، ". أصبحت اليوم ، يقول البروفسور بينزون :" بطلة لحركة حرية المرأة " . يعتقد جون ستاشل عضو في مركز الدراسات حول أينشتاين بجامعة بوسطن ، الذي أشرف على نشر رسائل ، ووثائق العالم، ان المعطيات التاريخية الحاضرة ليست كافية لإسناد الدور المهم لميليفا ، ماهي إلا مساعدة علمية. ويشير الى أن إكتشاف وثائق تخص السنوات الأولى لأينشتاين ، بدأت تظهر جليا هذه الفترة من حياته ، لكن بقي الكثير من مناطق التعتيم التي لا تسمح بتفسير حقيقة أسطورة أينشتاين، لأنه بلا ريب على حد قوله أسطورة أينشتاين ، وكذا أساطير كثيرة تراكمت حول شخصه، بدات تأخذ هيأتها بداية من 1919 ، بيد أن العالم أصبح معروفا عالميا . واحدة من بين الأساطير التي بقيت حتى يومنا هذا ، حسب رأيه أن أينشتاين" ولد شيخا" : " حينما يذكر اسمه ، يستطيع مقاومة ذكر شبه آلي لحكيم سالف ، مكلل بهالة ، بشعر رمادي، عيناه تعكسان كل الكدح بحيث أن عصره يشهد على ذلك؟ أما فيما يخص مرحلتي طفولته وشبابه، فقد خضعتا بدورهما كذلك الى" الأسطرة " عن طريق الإسقاط في ماضي هذه الصورة لقديس جصي". هذه الأسطورة ليست هي الوحيدة ، يضيف ستاشل : أساطير أخر ، تنظر في أينشتاين صورة شرير – كونه أسهم إسهاما غير مباشر في إيجاد القنبلة الذرية- وتسعى الى القاء صورة الشرير في الماضي. كذلك هذه الأسطورة تترجم مشية والكر : " لأجل تحويل ميليفا ماريتش الى بطلة ، فهو على أهبة الى مسخ أينشتاين ...والكر مستعد لأن يلمح بأن أينشتاين قد تخلص من رسائل لماريتش تكشف مساهمتها في عملهما العلمي ، ويذهب الى التلميح بأنها قد كتبت له حتى أطروحة الدكتوراه، وإن هذا الأخير انتحل أفكارا أساسية لميليفا ، تمثل محور النظرية النسبية ، وبعدئذ سلم الى ميليفا مبلغا عائدا من جائزة نوبل نظير أن تتنازل عن دورها في مستجدات النظرية" . وينطلق ستاشل من عبارة جاءت في احدى رسائل أينشتاين : " عملنا حول مسألة الحركة النسبية" تستدعي تأكيد مساهمتها العلمية ، لكن لولا هذا الأمر ، فلا وجود لدليل حقيقي أن ميليفا ماريتش أسهمت في أعمال زوجها . نستطيع وبالمقابل، التكلم عن الأدلة الموضوعية التي بحوزتنا ، إذتتعلق أساسا بمواهب ماريتش في الرياضيات ، يقول : هي العلامات المحصل عليها من طرفها في الETH " خلال سنتهما الدراسية الأولى ، حيث أخذا دروسا عدة في الرياضيات والتي نقطت. فعلامات ميليفا ليست أحسن أبدا من علامات ألبرت ، إذ أنها علامات جد متدنية في كثير من الدروس . حصل هو على حد أكبر مجموع(32.5) من مجموع(42) ، بينما هي حصلت على مجموع 30...نستطيع مقارنة هذه العلامات في عام1900 ، مع علامات أينشتاين ، لكونهما الطالبين الوحيدين في الفيزياء اللذين يمتحنان خلال هذه السنة . ففي الفيزياء النظرية حصل هو على (5) من (6) بينما هي حصلت على (4.5) ، في الفيزياء التطبيقية ، كلاهما حصل على (5) ،في الفلك حصل هوعلى (5) بينما حصلت هي على (4) . وإن الفارق الكبير بين علاماتيهما الخاصة في ميدان الرياضيات : تحصل هو على العلامة(5.5) في " نظرية الدوال" ، في حين هي تحصلت على (2.5) أضف الىذلك أنها رسبت في امتحان نهاية المنهج ، أماهو فقد نجح. استنتج اذن البروفسور ستاشل أن والكر "هوي (تخيلي) يسند رأيه الى الواقع مؤسسا ذلك على ميولا ته الخاصة، في أن أينشتاين استخدم الضمير "نحن" لغرض أن يصف مجهوداته المتنوعة لبحث مضمون رسائله الى ميليفا ، فقد يوحي ذلك ببساطة على أنه شاب مغرم" . وإن تقاليد العلوم تفضل أبطالها ذكورا إنفراديين . بقلم:ألكسندر رودوزينسكي ترجمة:موسى بونيف منقوووووول نشمي المنتدى |
|
موضوع رائع يا نشمي المنتدى والحقيقة ان المرأة التي تسند الرجل أحيانا, تبقى في عرف الرجل واجبها أن تكون كذلك والمكافأة طلاقها .. سبحان الله
تحيتي لك جمال |
مشكور يا نشمي المنتدى على طرح الموضوع
|
مشكووووووور ع المعلومات وع الطرح القيم والجمييييييييل
يعطيييييييك الف عافية يا رب تحياااتي رورو |
مشكووووورة أزهار على المشاركة الرائعة ..!!
نشمي المنتدى |
تحيتي لك مشكووووووووووووووووووووووووووووورة..!!
نشمي المنتدى |
مشكوورة على المشاركة ..!!
نشمي المنتدى |
الله ايعافيكي رورو ..!!
نشمي المنتدى |
الساعة الآن 04:44 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |