باسم الله الرحمن الرحيم

هذا العصر الذي نعيشه والذي أصبحنا فيه بعيدين عن شرع ربنا بل وعن دين ربنا .. نبحث دائما عن الأسباب وعن المقدمات والنتائج التي أدت بنا إلى هذا الوضع . وأظهرت الفرق الواضح بيننا وبين القرون الأولى التي هي خير القرون . الذين كان منهجهم هو قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام .. فهنالك شيء ينقص أو شعور معين ينقصنا , او نفتقده كثيرا في أيامنا هذه ... لعل هذا الشعور هو الحل لعودتنا كما كنا وكما كانوا هم أصحاب القرون الاولى ......
ماهو هذا الشعور ؟؟؟؟

أن نحس أننا عبيد الله بل وأن نتلذذ بهذا المفوهم . الذي يبدو أنه اصبح غريبا عنا .. إلا مجرد كلمات نقولها بل وعادات اعتدنا عليها واعتدنا على قولها .. أنا عبد الله أنا أعبد الله .. كلمات فقط أما اسشعار وتلذذ بهذا المعنى لا نجد ابدا إلا من رحم ربي ...

والدليل أن واقعنا يخالف كلامنا .. فنقول نحن عبيد لله ونعبد الدرهم والقطيفة ... نقول نحن عبيد لله وترى نسائنا متبرجات في الأسواق .. ترى مخالفات لشرع الله من حلق اللحية ومن اكل للربا ومن سماع للأغاني وهكذا .......................

تأملوا أن الإستشعار بالعبودية والتلذذ بها سيجعلنا جميعا ملتزمين بمعناها الصحيح وسيجعلنا جميعا نتصرف تصرف العبيد الحقيقيين في طاعة سيدهم ........................
لا كالعبد الآبق الخائف من سيده !!!!!! إن امسكه وكيف يمسكه !!!!!!!!!!!

اقول أن الشرف كل الشرف بأن نكون عبيد لله سبحانه وتعالى , بل لقد شرف الله سبحانه وتعالى رسوله عليه الصلاة والسلام بعدت مواطن في القرآن . ووصفه بهذه المواطن بأنه عبدا ألم تلاحظوا ؟؟؟؟؟

موطن تنزيل القرآن وهو شرف رفيع للرسول عليه الصلاة والسلام انظروا ماذا قال الله تعالى ( الحمد لله الذي أنزل على عبده القرآن ولم يجعل له عوجا .... ) وصفه عبد وهذا شرف عظيم
موطن الإسراء والمعراج أعظم شرف لم يحصل لنبي قبل الرسول عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى عنه ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ............... ) وصفه عبد وهذا شرف عظيم أيضا
أيضا موطن الصلاة والدعاء قال الله تعالى ( ولما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا ..... ) وصفه عبد الله وهذا أيضا شرف عظيم ...............
بل أن الانبياء جميعا تأملوا سياق الآيات ستجودن ان الله وصفهم بصفة العبودية وهذا شرف لهم عظيم ( واذكر عبدنا ايوب ... ) (واذكر عبادانا ابراهيم واسحاق ويعقوب .... ) وهكذا فالآيات وصفت رسل الله بالعبيد وهذا شرف عظيم لهم ....

بل أقول ماهو سيد الإستغفار ؟؟؟؟؟

( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وانا عبدك ............. ) هذا الحديث يعرفه الجميع والجميع يقوله صباحا مساءا فهل تفكرنا به ؟؟؟ انظروا كيف أني أقرّ بروبية الله وبوحدانيته ثم أصف نفسي أني عبد له بل وأتلذذ بهذه العبودية .

ففرق كبير بين من يقرأ الحديث قراءة الحافظ المعتاد عليه وبين المتأمل الذي يستشعر كل كلمة في هذا الحديث وهو سيد الإستغفار , وهو قمةالتلذذ بالعبودية لله وحده .............
انظروا ايضا تاريخ الصحابة رضي الله عنهم في الفتوحات الإسلامية كيف كانوا يقولون لأعدائهم : جئناكم لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .....
بل أن سيرة الاصحاب رضي الله عنهم ومن تبعهم تجدون استشعارهم بمعنى العبودية الحقيقي وتجدون كيف أن حياتهم كانت لله وكانت تعكس حقيقة المعنى الصحيح للعبودية قولا وعملا ...................


هذا والله أعلم



بتصرف شخصي مني