منتديات المُنى والأرب - الوردة والنحلة ... حب لا ينقطع !!!!

[read]

http://www.alfrednt.com/upload/uploa...f2082c82ac.png

من أسرار الخالق جلّ وعلا الجميلة ، هو العلاقة المتناغمة المتواصلة بين الوردة والنحلة ...

قد يتسائل أيّاً منا إن كانت فقط العلاقة بين الطرفين هي علاقة مصلحة وحاجة تنتهي بتفتح الوردة ، وأخذ النحلة لحاجتها منها (من الرحيق والعسل) ، ثم تتجدد حسب حاجة النحلة لهذا الغذاء ، وفي فترة موسمية من كل عام ...

ولكن تأملاً بسيطاً ، دقيقاً ، يظهر أن تلك العلاقة ليست علاقة مصلحة ومنفعة تزول وتذهب مع مرور الأيام ، بل هي علاقة حب مغروسة بين الطرفين ، علاقة تتجاوز حدود الصداقة ، بل قد أجزم أنها علاقة تزاوج في السرّ ، نرى من ظاهرها المصالح فقط ، ولكنها في مضمونها علاقة حب وزواج ، ومشاعر نابضة بالأحاسيس الجميلة ...

قد يسأل أحدهم : كيف يكون الزواج بين كائنين يحملان صفة الأنوثة ؟؟!!!! أليس ذلك خلاف لسنن الكون ، إن أفترضنا وجود زواج من الأصل ؟؟!!!!

إن جواب ذلك يقول : بأن تعبير الزواج يعني الإستقرار والمودة ، والتفاهم ، وشراكة غير منقطعة ، لا تزول إلاّ بخلاف أو بموت ، ولأنه لا يمكن أن يحدث الخلاف بين الوردة والنحلة ، لأن علاقتهما ببعضهما تفوق مستوى تفكيرنا ، لذلك لا يمكن لهذه العلاقة أن تنتهي إلاّ بذبول الوردة ، وموت النحلة ...

وقبل أن يأتي ذلك اليوم المشئوم ، لا بد للنحلة أن تلقي بنظرة أخيرة على وردتها الجميلة قبل ذبولها ...

يروى في قصص الخيال أن عصابة من الدبابير الشرسة هاجمت مملكة نحل آمنة مسالمة ، وقتلت ملكتها ، وجنودها ، وسرقت العسل ، وعاثت في دولتهم الفساد ، ولم يكتفوا بذلك ، بل طاردوا النحل في كل مكان ، وظلوا يقتلون ويفتكون بأي نحلة تقع فريسة بأيديهم ، إلاّ نحلة واحدة ، هربت ، وطارت تحلق باحثة عن ملجأ آمن ، فتذكرت وردتها ، وسارعت إليها ، وبسرعة كبيرة وصلت للوردة وعانقتها ، وطلبت منها حق اللجؤ ، والأمن والأمان ، فقالت لها : حبيبتي آويني عندك الليلة من شرّ المفترسين وغداً أغادرك بحثاً عن مملكة نحل أخرى آمنة ...

الوردة : لقد فطرتي قلبي بهذا الكلام ، أو مثلي يرضى لنحلته بأن تقيم عندها ليلة واحدة ، وقد هتكت ديارها وخربّت ، أنا مملكتك ، ودولتك ، وناسك ، وأمك ، وأبوك ، وحبيبتك ، وكل شيء ، هل نسيت عهد الحب والوفاء بيننا ، أن لا نسمح لأي شيء آخر أن يفرقنا غير الموت ، تعالي سأضمك إلى قلبي ، وأحتضنك في جوفي ، فلا سلام لك في العالم الخارجي ، السلام والأمان هنا معي ، أريد أن أرحل معك إلى عالم آخر مستقر خال من الهموم والمحن والمصاعب ...

فدخلت النحلة في جوف الوردة ، وأطبقت الوردة عليها بورقها ، ومرت دوريات البحث الدبورية فوق الوردة النائمة المطبقة على جسد حبيبتها دون أن تعلم أن في جوف الوردة كنز كبير ، ولقد أوصت الوردة الجميلة إحدى كائنات الأرض الصديقة بقطع جذورها وعروقها المتصلة بباطن الأرض حتى لا يصل إليها أي ماء نقي قد يساعدها على البقاء والعيش حيّة !!!!! فبقائها حيّة قد يكشف أمر حبيبتها ، لذلك آثرتا الإثنتان الموت ، وتخليد ذكرى حب عطرة ...

مع بداية هبوب رياح فصل الخريف سقطت الوردة من على الغصن ، وفي جوفها بقت النحلة ... وقف دبورٌ من عصابات الموت ، ممن هاجم مملكة النحلة الميتة ، على تلك الوردة يتفحص حالها ، فاكتشف فيها تلك النحلة التي طاردتها فرق الموت ولم تجدها ، وبعد بحث وتحري ، أخبره كائن الأرض الذي قطّع عروق وجذور غصن الوردة ، حسب وصيتها ، بقصة الإثنتين ، فبكى الدبور كثيراً ، وأقسم قبل الرحيل ، أن يبني قبراً يخلد فيه ذكرى شهداء الحب والحرية ، وهكذا فعل !!!!!!

فأي علاقة رائعة تلك التي جمعت قلب نحلة نشطة صغيرة ، بقلب وردة جميلة نضرة ، وأي حب ومشاعر تلك التي صاغها قلبين آثرا العيش معاً ، والموت معاً ، بدون اعتبارات لمصالح ، ومنافع مادية فانية ، فهل يملك البشر ، اليوم ، قلوباً كهذه ؟؟!!!!!
------------------------------------
مع خالص الود
عبد الحكيم
منقوووول [/read]