منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=95)
-   -   وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=19549)

الغريب 4 - 11 - 2011 12:55 AM

وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ
 
بسم الله الرحمن الرحيم
http://quran.al-islam.com/GenGifImag...-0/22/27/1.png

وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ

وقوله " وأذن في الناس بالحج " أي ناد في الناس بالحج داعيا لهم إلى الحج إلى هذا البيت الذي أمرناك ببنائه فذكر أنه قال يا رب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم فقال ناد وعلينا البلاغ فقام على مقامه وقيل على الحجر وقيل على الصفا وقيل على أبي قبيس وقال : يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه فيقال إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض وأسمع من في الأرحام والأصلاب وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة لبيك اللهم لبيك هذا مضمون ما ورد عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف والله أعلم وأوردها ابن جرير وابن أبي حاتم مطولة وقوله " يأتوك رجالا وعلى كل ضامر " الآية قد يستدل بهذه الآية من ذهب من العلماء إلى أن الحج ماشيا لمن قدر عليه أفضل من الحج راكبا لأنه قدمهم في الذكر فدل على الاهتمام بهم وقوة هممهم وشدة عزمهم وقال وكيع عن أبي العميس عن أبي حلحلة عن محمد بن كعب عن ابن عباس قال شيء إلا أني وددت أني كنت حججت ماشيا لأن الله يقول " يأتوك رجالا " والذي عليه الأكثرون أن الحج راكبا أفضل اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه حج راكبا مع كمال قوته عليه السلام وقوله " يأتين من كل فج " يعني طريق كما قال " وجعلنا فيها فجاجا سبلا " وقوله " عميق " أي بعيد قاله مجاهد وعطاء والسدي وقتادة ومقاتل ابن حيان والثوري وغير واحد وهذه الآية كقوله تعالى إخبارا عن إبراهيم حيث قال في دعائه " فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم " فليس أحد من أهل الإسلام إلا وهو يحن إلى رؤية الكعبة والطواف والناس يقصدونها من سائر الجهات والأقطار. يقول بعض المفسرين ان ضامر تقال كل شئ مغلق وطويل مثل الطائرة والقطار والباص والسيارة .

الغريب 4 - 11 - 2011 12:56 AM




قال الله تعالى فى سورة الحج " وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ "


1- أذن مؤذن الحج بأمر الله ، تعالت حكمته ، وعظمت منته ، فنادى محمد - صلى الله عليه وسلم
منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنًا ونصف قرن : " أيها الناس إن الله قد أمركم بحج هذا البيت فحجوا "
بل إن الحج إلى بيت الله الحرام يوغل فى القدم أحقابًا بعيدة فى أعماق التاريخ
فمن يوم أن دعا إبراهيم ربه ضارعًا : " ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم
ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون
"
والناس يحجون إلى البيت المقدس الذى جعله الله - سبحانه وتعالى - مثابة للناس وأمنا

وأجاب الناس الداعى إلى البيت الحرام ، وقدسوه وجعله العرب فى الذروة من تقديسهم
فى جاهليتهم وإسلامهم ، فكان منة الله الكبرى عليهم، كما قال تعالى : "
أو لم يروا أنا جعلنا حرمًا آمنًا ويُتخَطَّفُ الناسُ مِن حولهم "

2- وإذا كان العرب قد حجوا إلى بيت الله العتيق فى جاهليتهم ، فالإسلام قد شدد فى طلبه
حتى إعتبره من الجهاد بل إعتبره أفضل الجهاد ؛ فلقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم
فيما روت عائشة - رضى الله عنها : " أفضل الجهاد حج مبرور "

وإعتبره نسك الإسلام الأكبر ؛ فقد جعل الله - سبحانه وتعالى - لكل أمة نسكا ، وجعل الحج نسك الإسلام "
ولكل أمة جعلنا منسكًا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام "

ولقد استمر الناس على القيام بحق هذا النسك العظيم ، ينفرون إليه خفافًا وثقالاً ورجالاً وركبانًا
تمخر بهم السفن فى عباب البحار ، ويطوون الأرض طيًّا شوقًا إلى ربهم ، وتلبية لندائه
حتى تعج بهم الأرض المقدسة ؛ وبيت الله ، والمشعر الحرام

ولم يعرف التاريخ الإسلامى عهدًا عطلت فيه تلك الشعيرة المقدسة إلا فى عهود هى
فى تاريخ الإسلامى كالنكت السوداء فى الثوب الناصع البياض ، وفى هذه العهود يكون
الحكم طغيانًا مستنكرًا ، أو ظلمًا عاديًّا ، أو شهوات مستحكمة ، ثم إن الله يديل من هؤلاء الطاغين
فيأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، ويأتيهم من حيث لا يشعرون ، ويكتب ما يبيتون ؛ فللبيت رب يحميه
وللإسلام مَن جعله دينه وشرعه ، وهو المولى العلى القدير

3 - ولماذا قدّس الله البيت الحرام ؟ وجعل الحج إليه من شعائره ، والإسلام لا يقدس الأماكن ولا الأحجار
بل يجعل العبادة لله وحده الخالق لكل شىء ، بديع السموات والأرض ، وإن الجواب
عن هذا السؤال هو بيان الحكمة من شريعة الحج ؛ لأن المكان كالزمان لا يقدس لذاته ولا يُختَار لدَوْرَاته
ولكن يقدَّس لما يكون فيه من نسك وعبادة وذكريات ؛ فإذا كان رمضان مباركًا
فليس ذاك لأنه دورة فلكية مباركة ، بل لأنه قد نزل فيه القرآن وفيه الصوم الذى يذكِّر بهدى القرآن
ويصقل النفس لتلقي تعاليمه

وكذلك ما كان البيت مقدسًا ، ولا كانت عرفات مقدسة لترابها وأحجارها ومَدَرِها ، وإنما كان التقديس لما تحويه من ذكريات هى آيات الله - سبحانه - فى نبوّاته ، فالذى بناه إبراهيم - عليه السلام -
وقد أنزل الله - سبحانه وتعالى - الحنيفية السمحة ، وهى الشريعة الخالدة الجامعة إلى يوم القيامة
ولقد كانت هى الإسلام كما قال- سبحانه وتعالى : " ما كان إبراهيم يهوديًّا ولا نصرانيًّا
ولكن كان حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين
"

فإذا كان ذلك البيت مثابة للناس وأمنًا ، وحرمًا مقدسًا يأتى إليه الناس من كل فج عميق
فذلك لأنه أقدم مكان معروف كان لعبادة الله - سبحانه وتعالى - الخالصة ، " وإذ يرفع إبراهيم
القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك
ومن ذريتنا أمة مسلمة لك
" ، فالحج إليه وقصده هو لرؤية المكان الذى بناه خليل الله بعناية الله وأمره
ففيه تذكير للمسلم بأن الإسلام هو شريعة الجميع ، وهو دعوة النبيين أجمعين
لأنه دعوة أبيهم إبراهيم - عليه السلام

4 - ولقد شرّف الله البيت العتيق تشريفًا ثانيًا ، فنشأ فى رحابه خاتم النبيين محمد - صلى الله عليه وسلم
وفيه كان المشهد الأول للدعوة المحمدية ، ففى رباع مكة كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يعيش
وحولها كان يتحنث ويتأمل إرهاصًا للبعث ، ثم فيه نزل على النبى - صلى الله عليه وسلم
لرُّوح الأمين ، وفيه صدع بأمر ربه، وأنذر عشيرته الأقربين ، وفيه صابر المشركين وجالد
ودعا بالموعظة الحسنة

فإذا كان المسلمون يحجون إلى حرم الله الآمن ، فليروا أولاً منازل الوحى ومدارك النبوة والعهد الأول للإسلام
فيتذكرون كيف كان صبره - عليه السلام - فى الشديدة ، وكيف كان دفعه للمكيدة ، وكيف كان قويًّا فى
إيمانه ، وهو الذى لم يكن له ناصر إلا الله بين قوم توافرت لديهم أساب الغلب المادى

وفى ذلك عبرة لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، فيعرف كيف يكون الاعتزاز بالله عندما تتكاثر الأعداء ، ويتضافر عليه الأقوياء ، وتكثر الضراء وتقل السراء ، وتزلزل القلوب إلا من عصم ربك

5 - وليس الحج فقط لهذه الذكريات المقدسة ، ولكن " ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم "
وهذا كما ورد فى القرآن الكريم ، فالحج نسك يشتمل على أمرين : ( أحدهما ) المنافع التى يجنيها المسلمون منه ويشاهدونها ، ( والثانى ) الذكر لله - سبحانه - على ما رزقهم

وإن المتتبع الفاحص الدارس لمناسك الحج فى جملتها وتفصيلها يشهد هذه المنافع
ويشهد ذلك الذكر المقدس لله سبحانه وتعالى

إن الحجيج إذ يحرمون فينوون الحج - يتجهون إلى الله - سبحانه وتعالى - بنفوسهم وأجسامهم وأحاسيسهم
إذ يتجردون من الملابس التى تفرق بين طبقاتهم وجماعاتهم ، وتختلف بإختلاف بيئاتهم وأقاليمهم
ويلبسون لباسًا واحدًا من الكرباس غير المخيط ، لا فرق بين غنيهم وفقيرهم ، ولا بين أسود وأبيض
ولا بين شرقى وغربى ، فتكون تلك الوحدة فى اللباس شعار الوحدة فى الدين والمساواة أمام رب العالمين
"إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون "

وأنهم ليجأرون إلى الله بصوت واحد وبكلمة واحدة ، يفهمون معناها ، ويدركون مغزاها
لا تغنى فيها الأعجمية عن العربية ، وهى " لبيك اللهم لبيك لا شريك لك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك "

وفى هذا الدعاء المشترك الذى يكون لله وحده شعار الإسلام والمسلمين؛ لأنهم أمة التوحيد الملطق

6 - وفى ذلك الاجتماع المقدِّس يلتقى الشرقى والغربى والقاصى والدانى ، إذ يلتقى المسلمون
من كل فج عميق على هدى من الرحمن ، فيعرف كل ما عند الآخرين ، ويتبادلون الرأى فيما فيه صلاح معاشهم ومعادهم ، وإعلاء شانهم ، ورفع أمرهم

وإذا كان أهل البلد فى أضيق المعانى يجتمعون كل أسبوع يوم الجمعة ، ويتعرفون أحوالهم
ويتبادلون الآراء فى أمورهم ، فالمسلمون جميعًا مهما تختلف أقاليمهم وتتباين بيئاتهم
يجتمعون فى صعيد واحد فى الحج ، المودة الراحمة تربطهم ، والإيمان يوحدهم ، ورح القدس يمدهم بعونه
ونور الله يضىء لهم ، ففى الحج يكون التطبيق العملى لقوله تعالى : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير "

7 - وإن الحج كان فى الأعصر الأولى كما هو مقرر فى الإسلام ، وكما ينبغى أن يكون
برياسة الإمام الأعظم، ومن له الإمرة الكبرى على المسلمين ، أو ينوب عنه ؛ وفيه يخطب الناس
ويبين لهم حالهم ، ويتعرف شئونهم ، ويتبادل الأمر شورى بينهم

ولقد كان عمر بن الخطاب يتخذ من الحج سبيلاً لإقامة العدل ، وبث روح الشورى ، وتعرف شأن رعاياه
فقد كان يسأل الحجيج من كل إقليم عن ولاتهم ، وعن مسالكهم فى الرعية ، ويبث من يجيئه بالأخبار
وكثيرًا ما كان يدعو بعض ولاته إلى مناقشته الحساب فيما صنع بناءً على الأخبار التى تصله فى الحج

فالحج على هذا سبيل التعارف بين المسلمين ، وسبيل التعاون الاقتصادى والاجتماعى
والطريقة المثلى لمعرفة الحاكم حال المحكوم

8 - والحج فيه فوق ما تقدم من المساواة المطلقة والتعارف والتعاون وإقامة العدل
حياة رُوحانية تجاوز مدتها الشهرين أحيانًا، يتجرد فيها الإنسان من كل ما بنفسه من حب الغلب والعدوان
حتى على الحيوان ؛ فحرام عليه ذبح حيوان ، أو صيده ليعلو عن كل مظاهر التناحر والوجود
وليكون للسلم والسلام ، فيأمن الخائف ، ويطمئن العائذ ، ويقنع الإنسان طوال هذه المدة
وهو الذى كان خليفة فى الأرض ، فيأكل من غير ذبح لحيوان فى سربه ، وحتى الأوابد فى بيدائها
حتى إذا تحلل من إحرامه عاد إلى حياة المغالبة ، وقد تهذبت نفسه وصقلت رُوحه ، وألف حياة الأمن والاطمئنان
فلا يَكْلَب فى نزاع ، ولا يخرب فى غلاب

9 - هذا بعض ما فى الحج من أسرار ، وهو شأن إخواننا الذين يقيمون اليوم فى ضيافة الرحمن
وليس لنا نحن الذين تخلفنا عن ركبهم إلا أن نلجأ إليهم ، وهم فى تجردهم الروحى ، أن يدعوا الله
ويضرعوا إليه أن يصلح حال المسلمين



أيها المخبتون المحرمون ! ادعوا الله قائلين : اللهم إجمع الوحدة ، وأزل الفرقة ، وإجعل كلمتك العلياقولوا : اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، اللهم وفقنا للقيام بحق دينك علينا ، وإرحمنا وأنت خير الراحمين

تقبل الله منى ومنكم سائر أعمالنا وبلغنا الفردوس الأعلى

B-happy 4 - 11 - 2011 02:06 AM

جزاك الله خيرا وبارك بك على الطرح المميز
تحياتي لك

حنان عرفه 4 - 11 - 2011 02:12 AM

بارك الله فيك اخي
اللهم اكتب لنا حج بيتك الحرام

جمال جرار 4 - 11 - 2011 02:24 AM


هارب من البيت 7 - 11 - 2011 06:30 AM

ما شاء الله ..
بارك الله فيك وعليك وجزاك الله خير الجزاء, بوركت ورفع الله شأنك..
وفقك الله على هذا الطرح.

الغريب 3 - 5 - 2012 10:24 PM

اسعدني مروركم وشرفني حضوركم للموضوع وبـ ردودكـ م الراقية
منورين
تحياتي لكم والمودة الصادقة
#cc##cc#
اخوكم
الغريب

ناجي أبوشعيب 5 - 10 - 2013 02:51 PM

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ
 
بارك اللّه فيك و مفع بك

صائد الأفكار 6 - 10 - 2013 10:04 AM

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ
 
جزاك الله الجنة وبارك بك

اسيرة الظلام 6 - 10 - 2013 10:08 PM

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ
 
بارك الله تعالى فيك واحسن الله اليك
جزاك الله عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء


الساعة الآن 09:38 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى