![]() |
على رسلكما إنها صفية !!!!
بسم الله الرحمن الرحيم الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس الجزائري رحمه الله : عن صفية أمّ المؤمنين "أنها جاءتْ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم تزُورُه في اعتكافِه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فتحدّثتْ عنده ساعة ثم قامت تنقلب، فقام النبي صلى الله عليه و سلم يقلّبُها حتى إذا بلغت بابَ المسجد عند باب أمّ سلمة، مرّ رجلان من الأنصار فسلّمَا على رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقال لهما النبي صلى الله عليه و سلم: على رَسْلِكُمَا إنما هي صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله يا رسول الله و كبُر عليهما، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: إنّ الشيطان يبلغ من الانسان مبلغ الدم و إني خشيتُ أن يقذِفَ في قلوبكما شيئاً".رواه البخاري ومسلم وغيرهما. الألفاظ: تنقلب: ترجع إلى بيتها- يقلبها: يردها و يمشي معها – على رسلكما: على هينتكما اي مشيتكما، الهينة التي لا عجلة فيها أي تسرعا – كبر عليهما: عظم و شقّ – يبلغ مبلغ الدم: يصل حيث يصل – أن يقذف: أن يرمي. المعنى: كان النبي صلى الله عليه و سلم يواظب على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، فجاءته زوجتُه صفية ليلة تؤانسه و تحادثُه، فلما أرادت الانصراف إلى بيتها قام معها النبيُ صلى الله عليه و سلم يؤنسها إلى بيتها، كما جاءت هي إليه، و بلغ معها بابَ المسجد، فمرّ بهما رجلان من الأنصار فأسرعا في مشيهما و استحييا لما رأيَا رسولَ الله صلى الله عليه و سلم، فخشيِي النبيُ صلى الله عليه و سلم عليهما من وسوسة الشيطان المسلّط على الانسان بأن يُلقي في قلوبهما شيئا من وجود امرأة مع النبي صلى الله عليه و سلم، و الشيطان يقنع بالخطرة يلقيها في قلب المؤمن يؤلمُه بها و لو كان صدق إيمانه يردّ عنه كيدَ الشيطان و يدفعه، و يقنع بإذاية المؤمن و لو بخطرة السوء تمرّ بالقلوب تمسّه في دينه أو عرضه، فأراد النبيُ صلى الله عليه و سلم أن يسدَّ في وجه الشيطان بابَ الكيد لذينك الرجلَين الصحابيين رضي الله عنهما و يقطع عليه طريقَ إذايتهما و إذايتِه معهما، فقال لهما: تمهّلا و لا تسرعا في مشيتكما، و أعلَمَهما بأنها زوجتُه صفية، و كان الصحابيان الجليلان لم يقعع في قلوبهما شيءٌ و لم يخطر أدنى خاطر منه في بالهما، فاستعظما و كبر عليهما و اشتدّ عليهما أن يظنّ النبي صلى الله عليه و سلم فيهما خطور مثل هذا ببالهِما حتى يحتاج إلى تعريفهما،و هما كانا يريان أنفسهما بصدق إيمانهما ابعدَ ما يكون عن هذا، فبيّن لهما النبي صلى الله عليه و سلم الداعي الذي دعاه إلى تعريفهما بالواقع و هو الخوف عليهما مما قد يكون بإلقاء الشيطان دون قصد منهما لا شيء هو واقع منهما، و بين لهما ما يعرفُهما بإمكان ذلك و سهولته بما جُعِل للشيطان من التمكن من إلقاء الوسواس للإنسان و بلوغه منه في الإحاطة و التمكن مبلغ الدم. الأسوة – و لكم في رسول الله أسوة حسنة : حماية الأعراض من التّهم: كما على المسلم أن يقي عرضَه من طعنات الألسن بالسوء عليه، أن يقيه من هواجس النفوس به فإنّ الهواجس مبادئ الظنون، و الظنون مطايا الأقوال، و الأقوال سهامٌ نافذة،و قلّما يثبت غرض على كثرة الرّمي. و من خسر عرضَه خسر قيمته و خسر كل شيء، فلِخَطَر هذه النهاية لزم الاحتفاظ على العرض من تلك البداية. فلا ينبغي للمسلم أن يُرى حيث تقع في أمره شبهة و تتوجّه عليه تهمة و لو كان عند نفسِه بريئا، و عما يُرمى به بعيدا. فليس الإنسان يعيش في هذه الدنيا لنفسه بل يعيش لنفسه و لإخوانه، و إذا تعرّضَ للتُّهم خسر نفسَه و خسر إخوانَه و أدخل على نفسه البلاء منهم و أدخل البلاء عليهم به، فكانت مصيبته على الجميع و ضرره عائدا على الإسلام و جماعة المسلمين خصوصا إذا كان المرء ممن يُقتدى به و يُرجَع إليه، فإن زوال الثقة به خسارة كبرى و هدم لأركانِ الدين و تعطيل لانتفاع الناس بالعلم و انتفاعه هو بعلمه،و إذا وقف الإنسانُ موقفاً مشروعا و خاف أن تتطرق إليه في خواطر الناس شبهة كان عليه أن يُبادر للتصريح بحقيقة حاله و التعريف بمشروعية موقفه . و ليس لأحد، بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم، أن يغترَّ بمنزلتِه عند الناس فلا يبالي بما قد يخطر لهم. بل ذو المنزلة أحقّ بالتبيين و التصريح لعظيم حاجة الناس إلى بقاء ثقتهم به و توقّفِ استفادتهم منه و قيامه بما ينفعهم على تلك الثقة.قال الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله : ( في الحديث دليلٌ على التحرّز مما يقع في الوهم نسبة الإنسان إليه مما لا ينبغي. و هذا متأكَّد في حق العلماء و من يُقتدى بهم، فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلا يوجب ظنَّ السوء بهم و إن كان لهم فيه مخلص، لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بعلمهم.) مدافعة الشيطان عن القلوب : علينا- و قد علمنا أن الشيطان متمكّن من الوسوسة لنا من جميع نواحينا متصلا بنا اتصالا، و قريبا منا قربا مثل اتّصال و قرب الدم لا يمكننا الانفصال عنه كما لا يمكننا الانفصال عن الدم- أن نأخذَ جميعَ الحيطة لردّ كيده و إبطال تدبيره و إحباط وسوسته، و ذلك بالمبادرة إلى الاستعاذة بالله منه بالاستعاذة الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم في الأحوال المختلفة، و بمقابلةِ كل نوع من وسوستِه بما يُبطله من ذكرِ الله، فإذا جاء من ناحية الإيمان بادرنا إلى لا إله إلا الله، و إذا جاء من ناحية التنزيه بادرنا إلى سبحان الله ، و إذا جاء من ناحية الإنعام بادرنا إلى الحمد لله، و إذا جاء من ناحية التخويف من الخلق بادرنا إلى التكبير، و هكذا نُبادر إلى ردّ ما يُوسوسُ به من كلمات الباطل إلى ضدّها من كلمات الحق، و كما على المؤمن أن يدفعَ ذلك عن قلبه ، عليه أن يدفعه عن قلب أخيه بمصارحتِه بما يزيل إساءة الظن به أو حمل شيء عليه، أو نفرة من ناحيته أو إشغال لأمره، و أن يُبيّنَ له ما يقصد بذلك من مدافعة الشيطان و ردِّه عن نفسه و عن أخيه ليكون عوناً له على قصده فيرجع الشيطانُ عنهما مذؤماً مدحوراً. و هذه المدافعة للشيطان و حماية القلوب منه من أعظمِ الجهاد و أوجبِه و الزمه، بل هي أصل الجهاد كله فإنه هو أصلُ البلاء كله، فالسلامة منه هي السلامة من كل سوء، و التمكن من نيل كل خير، و الفوز بكل سعادة في الدنيا و الآخرة (1) --------------- من آثار الإمام العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله (الجزء الثاني) |
ماشاء الله
بارك الله بيك |
هذا هو الحبيب المصطفى واخلاقه التي نعرفهما
قد علمنا أن الشيطان متمكّن من الوسوسة لنا من جميع نواحينا متصلا بنا اتصالا، و قريبا منا قربا مثل اتّصال و قرب الدم لا يمكننا الانفصال عنه كما لا يمكننا الانفصال عن الدم- أن نأخذَ جميعَ الحيطة لردّ كيده و إبطال تدبيره و إحباط وسوسته، و ذلك بالمبادرة إلى الاستعاذة بالله منه بالاستعاذة الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم في الأحوال المختلفة، و بمقابلةِ كل نوع من وسوستِه بما يُبطله من ذكرِ الله، فإذا جاء من ناحية الإيمان بادرنا إلى لا إله إلا الله، و إذا جاء من ناحية التنزيه بادرنا إلى سبحان الله ، و إذا جاء من ناحية الإنعام بادرنا إلى الحمد لله، و إذا جاء من ناحية التخويف من الخلق بادرنا إلى التكبير، و هكذا نُبادر إلى ردّ ما يُوسوسُ به من كلمات الباطل إلى ضدّها من كلمات الحق، و كما على المؤمن أن يدفعَ ذلك عن قلبه ، عليه أن يدفعه عن قلب أخيه بمصارحتِه بما يزيل إساءة الظن به أو حمل شيء عليه، أو نفرة من ناحيته أو إشغال لأمره، و أن يُبيّنَ له ما يقصد بذلك من مدافعة الشيطان و ردِّه عن نفسه و عن أخيه ليكون عوناً له على قصده فيرجع الشيطانُ عنهما مذؤماً مدحوراً. بارك الله بك اخي منتصر وجزاك عنا خيرا |
جزاك الله خيرا اخي
والله مواضيعك اكثر من رائعة دمت بخير |
ما شاء الله .. بارك الله فيك وعليك وجزاك الله خير الجزاء, بوركت ورفع الله شأنك.. أسال الله العظيم رب العرش الكريم لك الجنه والخير وان يبارك فيك وعليك وان يجعل الجنه آخر مستقرك وان يجعلك من اهل الحق والايمان وان ينير الله دروبك. وفقك الله على هذا الطرح. |
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
يسلمو على الطرح الرائع وبارك الله بك لا عدمنا حضورك تحياتي لك |
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
جزاك ربي الخير |
جزاك الله المولى يا أخي واحسن خاتمك وجعل اختيارك الكريم بميزان حسناتك دمت في حفظ الله |
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح سلمت لنا تحيات لك </b></i> |
الساعة الآن 11:37 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |