منتديات المُنى والأرب - في كل قصة حكمه

في كل قصة حكمه

هو في حل من صداقي

تقدمت امرأة إلى قاضي الري .. فأدعت على زوجها بصداقها خمسمائة دينار فأنكره .. فجاءت ببينة تشهد لها به ..

فقالوا : نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا .. فلما صمموا على ذلك ..

قال الزوج : لاتفعلوا .. هي صادقة فيما تدّعيه .. ( فأقر بما ادعت ليصون زوجته عن النظر إلى وجهها ) ..

فقالت المرأة حين عرفت ذلك منه .. وأنه إنما أقر ليصون وجهها عن النظر إليه ..

هو في حل من صداقي عليه في الدنيا والآخرة ..

أحسناً ما ترى .. أم قبيحاً ؟

لما حاصر العلوي مدينة دمشق وأشرف على تملكها .. كان فيها امرأة مشهورة بالحسن .. فقالت لأهل المدينة : أنا

اكفيكموه .. فخرجت وطلبت الوصول إليه .. فلما حضرت بين يديه .. قالت : ألست القائل :

نحن قوم تـُذيبنا الأعين النجل ...... على أننا نذيب الحديدا

فتــرانا يوم الكريهة أحـرارا ...... وفي السلم للحسـان عبيدا

فقال : بلى ..

فألقت البرقع عن وجهها .. وقالت : أحسناً ما ترى .. أم قبيحاً ؟ ..

قال : بل حسناً ..

قالت : إن كنت عبداً للحسان فاسمع وأطع وارتحل عنا ..

فنادى في جيشه بالرحيل .. فقال نقباء عسكره -قادتهم - : البلد بأيدينا وقد أشرفنا على فتحه ..

فقال : لا سبيل للإقامة عليه ساعة واحدة .. وخطب المرأة وتزوجها ..

أشعر الناس !!

سأل رجل جرير ( بن الخطفي ابو حرزة الشاعر البصري ) : من أشعر الناس ؟

فأخذه بيده وأدخله على أبيه .. وإذا هو يرتضع من عنز فاستدعاه فنهض واللبن يسيل على لحيته ..

فقال جرير للذي سأله : أتبصر هذا ؟

قال : نعم ..

قال جرير : أتعرفه ؟

قال : لا ..

قال جرير : هذا أبي .. وإنما يشرب من ضرع العنز لئلا يحلبها فيسمع جيرانه حس الحلب ..

فيطلبوا منه لبناً ( كناية عن بخل أبيه ) .. فأشعر الناس من فاخر بهذا ثمانين شاعراً فغلبهم ..

من كتاب : العجب في قصص العرب
لـ سحر الناجي