![]() |
العلم بما في الأرحام ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم اولا : الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : السؤال : كيف نوفق بين علم الأطباء الآن بذكورة الجنين وأنوثته، وقوله - تعالى -: { وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ } ، وما جاء في تفسير ابن جرير عن مجاهد أن رجلا سأل النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عما تلد امرأته، فأنزل الله الآية وما جاء عن قتادة - رحمه الله -؟ وما المخصص لعموم قوله - تعالى -: { مَا فِي الْأَرْحَامِ } ؟ الجواب : قبل أن أتكلم عن هذه المسألة أحب أن أبين أنه لا يمكن أن يتعارض صريح القرآن الكريم مع الواقع أبدا، وأنه إذا ظهر في الواقع ما ظاهره المعارضة، فإما أن يكون الواقع مجرد دعوى لا حقيقة له، وإما أن يكون القرآن الكريم غير صريح في معارضته؛ لأن صريح القرآن الكريم وحقيقة الواقع كلاهما قطعي، ولا يمكن تعارض القطعيين أبدا. فإذا تبين ذلك فقد قيل: إنهم الآن توصلوا بواسطة الآلات الدقيقة للكشف عما في الأرحام، والعلم بكونه أنثى أو ذكرا فإن كان ما قيل باطلا فلا كلام، وإن كان صدقا فإنه لا يعارض الآية، حيث إن الآية تدل على أمر غيبي هو متعلق علم الله - تعالى - في هذه الأمور الخمسة، والأمور الغيبية في حال الجنين هي: مقدار مدته في بطن أمه، وحياته، وعمله، ورزقه، وشقاوته أو سعادته، وكونه ذكرا أم أنثى، قبل أن يخلَّق، أما بعد أن يخلق، فليس العلم بذكورته أو أنوثته من علم الغيب، لأنه بتخليقه صار من علم الشهادة، إلا أنه مستتر في الظلمات الثلاثة، التي لو أزيلت لتبين أمره، ولا يبعد أن يكون فيما خلق الله - تعالى - من الأشعة أشعة قوية تخترق هذه الظلمات حتى يتبين الجنين ذكرا أم أنثى. وليس في الآية تصريح بذكر العلم بالذكورة والأنوثة، وكذلك لم تأت السنة بذلك. وأما ما نقله السائل عن ابن جرير عن مجاهد أن رجلا سأل النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عما تلد امرأته، فأنزل الله الآية. فالمنقول هذا منقطع لأن مجاهدا - رحمه الله - من التابعين. وأما تفسير قتادة - رحمه الله - فيمكن أن يحمل على أن اختصاص الله - تعالى - بعلمه ذلك إذا كان لم يخلق، أما بعد أن يخلَّق فقد يعلمه غيره. قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير آية لقمان: وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه - تعالى - سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكرا أو أنثى أو شقيا أو سعيدا علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء من خلقه. ا . هـ. وأما سؤالكم عن المخصص لعموم قوله - تعالى -: { مَا فِي الْأَرْحَامِ } . فنقول: إن كانت الآية تتناول الذكورة والأنوثة بعد التخليق فالمخصص الحس والواقع، وقد ذكر علماء الأصول أن المخصصات لعموم الكتاب والسنة إما النص، أو الإجماع، أو القياس، أو الحس، أو العقل، وكلامهم في ذلك معروف. وإذا كانت الآية لا تتناول ما بعد التخليق وإنما يراد بها ما قبله، فليس فيها ما يعارض ما قيل من العلم بذكورة الجنين وأنوثته. والحمد لله أنه لم يوجد ولن يوجد في الواقع ما يخالف صريح القرآن الكريم، وما طعن فيه أعداء المسلمين على القرآن الكريم من حدوث أمور ظاهرها معارضة القرآن الكريم فإنما ذلك لقصور فهمهم لكتاب الله - تعالى -، أو تقصيرهم في ذلك لسوء نيتهم، ولكن عند أهل الدين والعلم من البحث والوصول إلى الحقيقة ما يدحض شبهة هؤلاء ولله الحمد والمنة مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 1- ثانيا : الشيخ محمد ناصر الالباني رحمه الله : :".. المقصود من تفرد الله ـ عز وجل ـ بعلم ما في الأرحام أمران اثنان : الأمر الأول : أنه يعلم ذلك علما ذاتيا , أما هذا العلم التجربي ؛ فهو يعلم بوسيلة من هذه الوسائل التي يخلقها الله ـ تبارك تعالى ـ لمن شاء من عباده ـ كما ذكرنا ـ , ففرق بين العلم الإلهي حيث أنه علم ذاتي ؛ فلا يعلم من خلق , فهو ليس بحاجة لوسيلة , بينما العباد هم بحاجة إلى أن يتعاطوا كل وسيلة من الوسائل التي يسخرها الله لهم , فيتطلعون بها على ما يكون عادة خافيا على سائر الناس الذين لا يتعاطون هذه الوسائل , فالتفريق بين العلم الذاتي للغيب أمر ضروري جدا , ينبغي أن نستحضره دائما في مثل هذه المسائل التي تشكل على بعض الناس , فإنكم تعلمون حقيقة علمية لا ريب فيها ولا شك وهي : أن كثيرا من الفلكيين يتنبؤون على الكسوف والخسوف قبل أن يقع ليس بشهور ولا بسنة ولا بسنين , وإنما هي عمليات حسابية دقيقة جدا بما سخر الله ـ كما ذكرنا ـ للناس , بها يتمكنون أن يتنبؤوا ليخبروا الناس بالكسوف و الخسوف ؛ إلى ما بعد سنين طويلة , ثم إن نبأهم يحتوي عادة على تفاصيل دقيقة بحيث يقولون : إن الكسوف في المنطقة الفلانية يكون كسوفا كليا , في منطقة ثانية يكون نصفيا , في منطقة ثالثة يكون جزئيا , وهكذا .. يُرى الكسوف في مكان كذا , ولا يرى في مكان كذا , وهكذا .. الذي أصبح أمرا ملموسا لا شك فيه ولا ريب وليس هو كالمسألة التي وجه السؤال حولها , فالكسوف والخسوف نقرأ عليه في الجرائد , ويقع ذلك ؛ فهل هذا من العلم بالغيب الذي تفرد الله ـ تعالى ـ به كما في آيات كثيرة منها [قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ] الجواب : لا ؛ لأن المقصود بالغيب هنا هو ما يتخيله كثير ممن ينتمون للتصوف أو إلى الطرق ؛ حيث يذكرون في كتب هؤلاء بأن الولي الفلاني كان ينظر هكذا فيطلع على اللوح المحفوظ , ويقول : فلان يموت , وفلان يسعد , وفلان يشقى ..إلى آخره . هذا العلم الذاتي ليس إلا لله وحده لا شريك له في كل شيء , ومن ذلك لا شريك له في علم الغيب , كنت ذكرت لكم في جلسة مضت قول الله ـ تعالى ـ [عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ]انظروا كيف يقول ويفرق بين علمه ـ تبارك وتعالى ـ بالغيب ويذكر أنه يعلم الغيب بذاته ؛ أما الرسل المصطفين الأخيار الذين يأتوننا أحيانا ببعض المغيبات فعلمهم ليس من باب علم الغيب ذاتيا , إنما بإطلاع الله لهم عليه ... " الفتاوى الإماراتية رقم 3 " . |
|
وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
جزاك الله الخير ويعطيك العافية على الافادة
|
مشكوووور منتصر متالق في علوم الدين دمت أخ |
جزيت خيراً أخي منتصر تحيات لك |
جزاك الله عنا كل خير
سلمت الايادي شكرا لك |
وإياكم إخواني ونفع الله بكم جميعا
|
بورك بك على الطرح والافادة
تحياتي لك على مواضيعك الهادفة |
وفيك بارك الله أخت روح ونفع الله بك
|
الساعة الآن 03:11 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |