![]() |
الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو انتفاضة الحجارة،
الانتفاضة الفلسطينية الأولىأوانتفاضة الحجارة،
سمّيت بهذا الاسم لأن الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها، كما عُرف الصغار من رماة الحجارةبأطفال الحجارة والانتفاضة شكل من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضعالعام المزري بالمخيمات وعلى انتشار البطالة وإهانة الشعور القومي والقمعاليومي الذي تمارسه سلطاتالاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. استمر تنظيم الانتفاضة من قبلالقيادة الوطنية الموحدة الفلسطينيةومنظمة التحرير الفلسطينية فيما بعد. بدأت الانتفاضة يوم8 ديسمبر/كانون الأول 1987، وكان ذلك فيجباليا، فيقطاع غزة. ثمّ انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين. يعود سبب الشرارة الأولىللانتفاضة لقيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّينعلى حاجز «إريز»، الذي يفصل قطاع غزة عن بقية الأراضي فلسطين منذ سنة1948 هدأت الانتفاضة في العام1991، وتوقفت نهائياً مع توقيعاتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام1993. يُقدّر أن 1,300 فلسطيني قتلوا أثناء أحداث الانتفاضة الأولى على يد الجيشالإسرائيلي، كما قتل 160 إسرائيليّا على يد الفلسطينين، وبالإضافة لذلكيُقدّر أن 1,000 فلسطيني يُزعم أنهم متعاونين مع السلطات الإسرائيلية قتلواعلى يد فلسطينين، على الرغم من أن ذلك ثبت على أقل من نصفهم فقط. مصطلح انتفاضة تعني الانتفاضة لغة في معجم لسان العرب لابن منظور: نفضت الثوب والشجر إذاحركته لينتفض. وكذلك جاء في المعجم الوسيط: انتفض الشيء: تحرك واضطرب،وفلان ينتفض من الرعدة. وقديماً وصف أحد الشعراء رعدته عندما يذكر حبيبته،فقال: وإني لتعروني لذكراك هزّة كما أنتفض العصفور بلّله القطر استُعمل هذا المصطلح لأوّل مرّة لوصف الثورة الشعبية الفلسطينية في أول بيان صدر عنحماس الذي تم توزيعه لأول مرة في غزة يوم11 ديسمبر سنة1987،وأطلق البيان لفظ "الانتفاضة" على التظاهرات العارمة التي انطلقت. قالالبيان: "جاءت انتفاضة شعبنا المرابط في الأرض المحتلة، رفضاً لكل الاحتلالوضغوطاته، ولتوقظ ضمائر اللاهثين وراء السّلام الهزيل، وراء المؤتمراتالدولية الفارغة دخل المصطلح ميدان الصحافة العربية والغربية التي تناقلته بلفظه العربيكما تواردته ألسنة المحللين والمؤلفين حتى في داخل الوسط الإسرائيلي حيث ألف الصحفيانزئيف شيف وإيهود يعاري كتاب عن هذه الفترة التاريخية وأسمياه "انتفاضة أسبابها فيالثامن من ديسمبر/كانون الأول 1987 دهستشاحنة إسرائيلية يقودها إسرائيلي منأشدود سيارة يركبها عمال فلسطينيون منجباليا-البلد متوقفة في محطة وقود، مما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين. وقد اكتفت الإذاعة بإعلان الخبر دون أن تركز عليه لأنه كان عبارة عن حادث يشبه العديد من الحوادث المماثلةوقد أُشيع آنذاك أن هذا الحادث كان عملية انتقام من قبل والد أحد الإسرائيليين تم طعنه قبل يومينحتى الموت بينما كان يتسوق فيغزة، فاعتبر الفلسطينيون أن الحادث هو عمليةقتل متعمد في اليوم التالي وخلال جنازة الضحايا اندلع احتجاج عفوي قامت الحشود خلاله بإلقاء الحجارة على موقع للجيش الإسرائيليبجباليا-المعسكر فقام الجنود بإطلاق النار دون أن يؤثر ذلك على الحشود. وأمام ما تعرض له من وابل الحجارةوكوكتيل المولوتوف طلب الجيش الإسرائيلي الدعم. وهو ما شكل أول شرارة للانتفاضة. ولكن هذهالحادثة كانت مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير، لأن الانتفاضة اندلعت بعدذلك بسبب تضافر عدة أسباب. الأسباب البعيدة للانتفاضة إذا كانت الانتفاضة قد اندلعت بسبب قتل أربعة فلسطينيين، فإن هناك أسبابا عميقة لها تتمثل فيما يلي عدم تقبل الاحتلال الإسرائيلي: حيث أن الشعب الفلسطيني لم يتقبل ما حدث له بعد حرب1948،وبالذات التشريد والتهجير القسري وكونه يتعرّض لممارسات العنف المستمرّةوالإهانات والأوضاع غير المستقرّة في المنطقة. علاوة على الجوّ العامّالمشحون والرغبة في عودة الأمور إلى نصابها قبل الاحتلال كما أن معظم شعوبالعالم لم ترضى باحتلال قوّة أجنبيّة للأرض التي كانوا يعيشون عليها منذآلاف السنين · تردّي الأوضاع الاقتصادية: بعدحرب الأيام الستة فُتح للفلسطينيين باب العمل في إسرائيل مما سمح للاقتصاد المحلي بأن يتطورولكن سرعان ما تدهورت الأوضاع إذ بدأ الفلسطينيون يتجرعون إذلالات يوميةوبدأت ظروف العمل تتدهور. أضف إلى ذلك التمييز بخصوص الأجور إذ بالنسبةلنفس العمل يتقاضى الفلسطيني أجرا يقل مرتين عن نظيره الإسرائيلي كما كانيمكن طرد العامل الفلسطيني دون دفع أجره. كما كان الفلسطيني مطالبا بتصاريح للتنقل من الصعب الحصول عليها، بالإضافة إلى عمليات التفتيش اليومية التي يتعرضون لها في بيوتهم · كان يتم كذلك خصم 20% من المرتبات على أساس أنها ستصرف على الضفة والقطاع ولكن بدل ذلك كانت تمول المصاريف العامة الإسرائيلية · لحاق القدس: احتلت إسرائيلالقدس سنة1967 ثم أعلنتها عاصمة أبدية لها، مع ما صحب ذلك من إجراءات من بينها تقنينالدخول إلى الحرم الشريف وأماكن العبادة الإسلامية. كما تم الاستيلاء علىعدد من الأراضي لترسيخ فكرة القدس كعاصمة غير قابلة للتقسيم من خلال بناءالمستوطنات بها. كان الجنرالموشيه دايان يهدف كذلك من خلال بناء المستوطنات إلى الاستيلاء على الأراضي فلسطينيةبطريقة متخفية ودعمه الليكود وحزب العمال الإسرائيلي في ذلك لأنه سيؤدي إلىقيام دولة إسرائيل الكبرى. بالإضافة إلى استعمال مصادر المياه الموجودة داخل الأراضي المحتلة لفائدة المستوطنين.
|
الإنقاص من أهميتها
اجتمع عدد من العسكريين في موقع جباليا الذي هاجمته الحشود الفلسطينية خلالالجنازة. وأمام حجم حركة الاحتجاج طلب الاحتياطيون الدعم، لكن المشرف علىالإقليم رد بأنه لن يحصل أي شيء، وأضاف بأن الحياة ستعود إلى طبيعتها فيالغد ولم يتم القيام بطلب أي دعم أو إعلان حظر تجول لكن الاضطرابات لم تهدأ في اليوم الموالي، ورفض أغلب السكان التوجه إلى أماكن عملهم في حين أراد أفراد الجيشاستعمال القوة لتفريق الحشود ولكنهم وجدوا أنفسهم تحت وابل من الحجارة. وقدتمكن بعض الشبان الفلسطينيين من الصعود على السيارات العسكرية وهو ما كانيرعب سائقيها فيزيدون في السرعة. وقد تم رمي ثلاثة زجاجات حارقة أصابت اثنتان منها الهدف واشتعلت النار فيإحدى السيارات العسكرية. وبعدما تبين أن إطلاق النار في الهواء لا يؤثر علىالحشود الهائجة، أمر الملازم عوفر بإطلاق النار على أرجل كل من يقترب. وعندما وصل إسحاق موردخاي المسؤول عن منطقة الجنوب إلى موقع الجيش قام بعزل عوفر من مهامه بسببقناعته أن المواجهة بين الجيش الإسرائيلي من جهة والحشود الفلسطينية من جهةأخرى هي سبب الاضطرابات فيقطاع غزة الرد السياسي والعسكري الإسرائيلي في اليوم الثالث للانتفاضة، توجهإسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي إلىنيويورك دون أن يأخذ أي إجراءات لمواجهة الانتفاضة. وفي غيابه قامإسحق شامير بمهام وزير الدفاع رغم كونه لم يعمل في هذا المنصب من قبل. كما أن رئيس الأركان في تلك الفترة كان حديث عهد بمنصبه ولم تكن له خبرةفي مواجهة الثورات الفلسطينية. والحقيقة أن أي شخصية أمنية أو عسكريةإسرائيلية لم تكن تتوقع أن تقوم انتفاضة فلسطينية بتلك القوة. وقد سمحت هذهالظروف بانتقال الانتفاضة من قطاع غزة إلىنابلس ومخيم بلاطةومن ثم انتشرت إلى بقية أنحاءالضفة الغربية. عند وصول رابين إلى نيويورك تحدث وزير الدفاع الأمريكي عن الانتفاضة بإيجازمما كان يدل على أن البعثة الإسرائيلية لم تكن تهتم بما كان يجري فيالأراضي الفلسطينية المحتلة. يضاف إلى ذلك أن الفريق المكلف بنقل الأخبار إلى رابين كان قليل الخبرةفلم يكن رابين مهتما بما يجرى وكان شغله الشاغل أن يتم صفقة شراء أسلحة وعند عودته، لم يكن رابين يعلم الكثير عما يحدث وقام بعقد ندوة صحفية في المطار أكد خلالها أنإيران وسورياتقفان وراء اندلاع الانتفاضة. فارتكب بذلك خطأ شنيعا، حسب المراقبين، لأنتصريحه كان يتعارض مع تصريحات شامير الذي حمل منظمة التحرير مسؤولية مايحدث، كما أن المراقبين أجمعوا بأن الانتفاضة كانت عفوية ولم يكن يقفوراءها أحد الرد العسكري الإسرائيلي أعلن إسحق رابين خلال كلمة في الكنيست الإسرائيلي: "سنفرض القانون والنظامفي الأراضي المحتلة، حتى ولو كان يجب المعاناة لفعل ذلك". وأضاف قائلاً "سنكسر أيديهم وأرجلهم لو توجب ذلك وصلت الانتفاضة إلى أعلى مستوى لها في شهرفبراير/شباط عندما نشر مصور إسرائيلي صور جنود يكسرون أذرع فلسطينيين عزل باستحدام الحجارة فينابلس عملاً بما هدد به رابين. ودارت تلك الصور حول العالم مما أثار مشاعر التعاطف مع الفلسطينيين. أماإسرائيل فقد قامت بسياسة لتهميش منظمة التحرير والإيقاع بينحركة حماس والفصائل الأخرى عندما فشل الجيش النظامي في مواجهة الانتفاضة، استنجد بحرس الحدودمن أجل إخماد الثورة الشعبية. ويُعرف عن حرس الحدود كونهم قادرين على التحكم بالحشود الضخمة كما يُعرفون بعنفهمثم أن متوسط أعمارهم يترواح بين 35 و 40 سنة ولديهم بالتالي خبرة كبيرة. تم اللجوء أولا إلى اللواء رقم 20 و 21 الذين قاما بمراقبة الحدود بينإسرائيل ولبنان خلالغزو لبنان عام 1982. ولكن تدخل حرس الحدود لم يغير شيئا على أرض الواقع. ومما صعب مهمتها أنهلم يكن يسمح لهم بإطلاق النار إلا إذا هوجموا من قبل أشخاص تزيد أعمارهم عن 12 سنة. ثم أن الرصاص يُطلق أولا على ارتفاع ستين درجة وفي حالة الخطريطلق على الأرجل. ولكن هذه القواعد لم تحترم في أغلب الأحيان. وفي أكتوبر من عام1988 أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن وجود وحدتين جديدتين في القطاع والضفةالغربية متكونتين من أشخاص يتقنون العربية ومتخفين في ملابس مدنية وتتلخصمهتهم في التغلغل داخل المقاومة الفلسطينية تطور الانتفاضة تميزت الانتفاضة بحركة عصيان وبمظاهرات ضد الاحتلال. امتدت بعد ذلك إلى كامل الأراضي المحتلة مع انخفاض لوتيرتها سنة1991. فبعد جباليا البلد انتقلت إلى مخيم جباليا ومن ثم انتقل لهيب الانتفاضة إلىخان يونس والبرج والنصيرات ومن ثم غطى كل القطاع وانتقل بعد ذلك إلى الضفة. وقدتولى الانتفاضة عموما الأطفال والشباب الذين كانوا يرشقون الجنود بالحجارةويقيمون حواجز من عجلات مشتعلة. كما كانوا يجتمعون حول الجوامع ويتحدونالجيش بأن يقوم بتفريقهم. وقد استعملت مكبرات الصوت لدعوة السكان إلىالتظاهر كما كانت توزع المناشير ويتم الكتابة على الجدران للثورة ضد جيشالاحتلال الإسرائيلي كانت المناشير توزع عند مداخل المساجد من قبل أطفال لم تكن أعمارهم تتجاوزالسابعة. أو كان يتم إلقاؤها من نوافذ السيارات قبل طلوع الشمس ويتمتمريرها من تحت الأبواب. جاء توزيع المناشير كشكل من أنواع الإعلام البديلبسبب تشديد دائرة الرقابة على الوسائل الإعلام التي لم تستطيع الوصول إلىالرأي العام الفلسطيني وأيضا مضايقات واعتقال للصحفيين. قامت إسرائيل أولا باتباع سياسة تعسفية من خلال الضرب والإيقاف من دونالمحاكمة والتعذيب إلى جانب إغلاق الجامعات والعقوبات الاقتصادية وبناءالمستوطنات . وقد أدت صور الجيش الإسرائيلي وهو يعتدي على الفلسطينيين إلى تعاطف دوليمع قضيتهم ونجح ياسر عرفات في استغلال هذا الموقف من أجل التقدم بالقضيةالفلسطينية نشأت لجان محلية داخل المخيمات عملت على تنظيم الغضب غير المسلح للشارع الفلسطيني ضدالاحتلال الإسرائيلي المسلح والشد من أزره والتقريب بين صفوفه وذلك عن طريق توفير المؤونةوالتعليم والأدوية وباقي الخدمات الضرورية للمخيمات والمناطق التي يطبقفيها حظر التجول اشتغلت هذه اللجان في البداية بشكل مستقل ولكن سرعان ما توحدت في هيئة تضمفتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية والحزب الشيوعي وكانت لهذه الهيئة علاقات تنظيمية معمنظمة التحرير الفلسطينية التي كانت حينئذ تتخذ منتونس مقرا رئيسيا لها طالبت هذه الفصائل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وبالانسحاب الإسرائيلي خارج حدود عام1967. واستمرت الانتفاضة إلى غاية سنة1993 تاريخ التوقيع علىاتفاقية أوسلو. |
مطالبها
سعى الفلسطينيون عبر الانتفاضة إلى تحقيق عدة أهداف يمكن تقسيمها إلى ثوابت فلسطينية ومطالب وطنية ثوابت فلسطينية· · تفكيك المستوطنات إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وتمكين الفلسطينيين من تقريرمصيره. عودة اللاجئين دون قيد أو شرط. ·تقوية الاقتصاد الفلسطيني: تمهيدا للانفصال عن الاقتصاد الإسرائيلي المطالب الوطنية · إخلاء سبيل الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون الإسرائيلية. · وقف المحاكمات العسكرية الصورية والاعتقالات الإدارية السياسية والإبعاد والترحيل الفردي والجماعي للمواطنين والنشطاء الفلسطينيين. · لم شمل العائلات الفلسطينية من الداخل والخارج. · وقف فرض الضرائب الباهظة على المواطنين والتجار الفلسطينيين. · وقف حل هيئات الحكم المحلي المنتخبة من مجالس بلدية وقروية ولجان مخيمات. · إتاحة المجال أمام تنظيم انتخابات محلية ديموقراطية للمؤسسات في البلاد. العصيان المدني تميزت الانتفاضة الأولى بحركة عصيان مدني كبيرة ومظاهرات ضد الاحتلالالإسرائيلي. وكانت حركة العصيان المدني مطروحة قبل بدء الانتفاضة ولكن قادةمنظمة التحرير لم يعيروها أي اهتمام اعتقادا منهم أن الأشخاص الداعمين لهاسذج جاهلون لحقيقة الوضع الفلسطيني. أما الإسرائيليون فقد كانوا يدركونمدى إمكانيتها لكنهم قللوا من أهميتها ومن بين أشد مناصري حركة العصيان المدني،مبارك عوض، وهو عالم نفس عاش 15 سنة فيالولايات المتحدة الأمريكية، وعاد سنة1983 إلىالقدس ليفتح مركزا للاعنف. وقد باءت جميع محاولاته لتطبيق سياسة اللاعنف علىالأرض بالفشل. وكان أعضاء منظمة التحرير يحتقرونه ويهددونه ويعتبرونه عميلاللمخابرات الأمريكية في سنة1986 بدأ الفلسطينيون يهتمون بأفكاره. وكان الرجل قد اخترع أكثر من مئة وعشرين طريقة كفاح لاعنفي وكان يدعمهسري نسيبة وحنا سنيورة. وقد قام هذا الأخير بإطلاق نداء لحركة عصيان مدني تبدأ بمقاطعة السجائروالمشروبات الغازية وتمتد لاحقا إلى رفض دفع الضرائب وانتهاء بالقطيعة معالنظام الإسرائيلي. غير أن نداءه لم يجد أي صدى واتهم بأنه يريد أن يمنعالشباب من مواجهة الجيش في الشارع. اقترح مبارك عوض بتعويض أعمال الشغببحملات تنظيف ومسيرات صامتة. كما دعا إلى إنشاء هياكل فلسطينية لتعويضهياكل الإدارة المدنية الإسرائيلية بحيث تكون هذه الهياكل نواة لدولةفلسطينية في المستقبل. ودعا كذلك إلى تخزين المؤن الغذائية والوقودوخلق نظم تمويل محلية بدل انتظار المساعدات الخارجية ي نهاية شهريناير/كانون الثاني من عام1988، اجتمع أعضاءالقيادة الوطنية الموحدة واتفقوا على أن حركة الثورة لا يمكن أن تستمر أكثر من ستة أشهر كما كانوايؤمنون -بفضل خبرتهم- أن طاقة تحمل الشعب ليست قوية واتفقوا على أن خير حليكمن في فكرة العصيان المدني وبدؤوا في دراسة أفكار عوض واعتمدوا عددا مننقاط برنامجه كبرنامج للانتفاضةعندئذ أخذت الانتفاضة توجها على المدى الطويل. وأصبح مبارك عوض مطلوبابكثرة وأصبح أعداء الأمس من أشد المدافعين عنه. وبدأت أفكاره تلاقي نجاحافوجد نفسه تحت تهديد الطرد من قبل السلطات الإسرائيلية وذلك عن طريق وزيرالدفاع الذي أعلن أنه لن يتم تجديد تأشيرته السياحية وذلك رغم الدعم الذيتلقاه من عدد من الشخصيات الأمريكية. قرر عوض استئناف القرار أمامالمحكمة العليا في إسرائيل وأعلن أنه مستعد لاعتناق الدين اليهودي إن لزم الأمر ذلك قررت إسرائيل تطبيق إجراءات عقابية ورادعة لإعادة السيطرة للإدارة المدنيةالإسرائيلة والحد من انتشار حركة العصيان. وتمت مراجعة القانون الجزائيليسمح بالقيام بعمليات إيقاف موسعة. بالإضافة إلى بناء عدد من مراكزالإيقاف لاحتواء العدد الكبير من الموقوفين الفلسطنيين لفترات طويلة. وقررالجيش كذلك المد من فترات حظر التجوال. وخلال العام الأول للانتفاضة تمإحصاء 1600 حظر تجوال منها 118 لفترة لا تقل عن خمسة أيام. وعاش جميع سكانقطاع غزة حالة منع تجوال وكذلك ما لا يقل 80% من القرى والمدن العربية بالضفة الغربية. كما تم إغلاق الجامعات والمدارس الفلسطينية وإبعاد 140 من قادة الانتفاضة إلى جانب هدم عدد من المنازل كما أغلقت الجمعيات التي أبدت رغبة في الاستقلال أو انتقاد إسرائيل. ومنع القادمين منالأردن من إدخال مبالغ مالية تفوق مائتي دينار أردني من أجل الحد من الدعمالخارجي للانتفاضة بعد أن كان يسمح بإدخال ألفي دينار. وتم تنظيم حملات منأجل إجبار الفلسطينيين على دفع الضرائب الإسرائيلية[37]واشترط لتجديد رخص التصدير القيام بدفع الضرائب. وتم إرساء حصار على عددمن المناطق المؤهولة بالعرب فقط مما منعهم من التحرك أو تصدير ما ينتجونه. ووصل الأمر كذلك إلى حد قطع التيار الكهربائي والإمدادات بالماء وخطوطالهاتف. وزاد الوضع تدهورا عندما منعتالأردن استيراد عدد من بضائع الضفة. وقد أدت مجمل هذه السياسات إلى انقلاب ميزانالقوة وتدهور مستوى المعيشة لدى الفلسطينيين بنسبة تترواح بين 30 و 40%. ومن الأمثلة على العصيان المدني تسليم سكان منطقة بيت ساحور لهوياتهمللحاكم العسكري في المنطقة في إطار رفضهم لدفع الضرائب، مما وضع الحاكمالعسكري في وضع بالغ الإحراج، حيث أن إسرائيل بدأت تخشى من أن تفقد حتىالقدرة على التعرف على الفلسطيينيين كذلك حاول الفلسطينييون في منطقة بيت ساحور أيضا إنشاء مزرعة للأبقاربتكاتف مادي من السكان، قابلته إسرائيل بمحاولات متكررة عسكرية لإغلاقهوالتخلص منه لما كان يمثله من تحدي لسيطرة الاقتصاد الإسرائيلي على السوقالاستهلاكي الفلسطيني، أصبح في عدة حالات مثيرا للضحك لدى الفلسطينيينالذين كانوا "يهربون" أبقارهم في الليل بينما تقوم دوريات عسكرية بالبحث عنالابقار. دور النساء على عكس الاحتجاجات السابقة، فقد لعبت النساء الفلسطينيات دوراً بارزاًخلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، إذ لم يكن يخشين مواجهة الجيشالإسرائيلي أو دعم القضية الفلسطينية. كان هذا الدعم ملموسا في الواقع إذكن يمثلن ثلث ضحايا الانتفاضة، وكان دورهم في المدن أكبر من دور النساء فيالقرى. يعود هذا إلى التأثير الكبير للسلطة الأبوية في القرى والتي تقومبإبقاء النساء في قراهن. بدأت الانتفاضة السماح للنساء بتأكيد وجدهن على الصعيد الاجتماعي والسياسيمما شكل قطيعة مع الماضي. ففي السابق كانت النساء الناشطات هم فقط اللواتييشاركن في السياسة الوطنية بدأ دخول المرأة الفلسطينية معترك السياسة فيسبعينات القرن العشرين بإنشاء عدد من الجمعيات الطلابية، وصاحب دخول المرأة الفلسطينية السياسةإلى ارتفاع عدد المعتقلات السياسيات الذي لم يكن يتعد بضع مئات خلالالسبعينات ليرتفع لبضعة آلاف خلالالثمانينات. وقد ساهمت السياسة الإسرائيلية النساء الفلسطينيات لاسماع صوتهن بعد أن قامت بإلغاء إجراء أردني يعود إلى سنة1955 الذي كان يمنعهن من التصويت فاستطعن المشاركة في انتخابات البلدية عام1976 وتم انتخاب عدد منهن في عدد من المجالس البلدي مع تدهور أوضاع المعيشة وارتفاع وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية زادت مشاركةالمرأة وذلك إما عن طريق رمي الحجارة أو تنظيم مظاهرات أو في صياغة سياسةتسمح من التحصل على مكاسب من وراء الانتفاضة. مع تزايد العقوباتالإسرائيلية لعبت النساء دورا مهما لبلوغ الاكتفاء الذاتي إذ قمن بإنشاءتعاونيات من أجل توفير كل المواد التي شح وجودها بسبب العقوبات |
حركة الكفاح المسلح
رغم أن الانتفاضة عرفت بطابعها السلمي فإن النشاط المسلح كان موجودا بنسبة 15%، وهو يستهدف أساسا الجنود الإسرائيليين والمستوطنين والمتعاونين معهم. وبينما لم تكن حماس تفرق بين الجندي والمستوطن معلنة أن المستوطن جندياكونه يحتل أرض ويحمل سلاح ليقاتل الفلسطينيين، كانت نداءات القيادة الوطنيةالموحدة تفرق بينهما دون أن تشير إلى المدنيين الإسرائيليين غير القاطنينبالأراضي المحتلة.[42] وكان يتم كذلك نشر قوائم بأسماء المتعاونين معإسرائيل. وبينما كانتحماس تقدمهم على أنهم مصابون بعقلية مريضة، وانهزاميون، وجبناء وأنهم لا يرتقونإلى مرتبة الرجل، كانت القيادة الموحدة تعتبرهم منشقين عن الصف الوطني تم إنشاء ما يسمى بالقوات الضاربة بعد تكون القيادة الوطنية الموحدة وكانأعضاء فتح في البداية من استعان بهم. كانت مهمة هذه القوات تتمثل في تطبيقتوصيات القيادة الموحدة ومعاقبة من يبتعد عن نداءات الوطن. لكن تعدد القواتالمسلحة لم يلق قبولا من الجميع ويمكن ملاحظة ذلك من خلال منشورات كل فصيل شهدت الانتفاضة عددا من العمليات ضد الأهداف الإسرائيلية مثل عملية ديمونابالنقب عام1988 حينما تمت مهاجمة حافلة تقل عاملين متوجهين إلىمفاعل ديمونة. كان يتم كذلك اختطاف جنود يهود لمبادلة أسرى بهم، وملاحقة وقتل العملاءوسماسرة الأراضي فرديا وجماعيا. عرفت الانتفاضة ظاهرة حرب السكاكين إذ كانالفلسطينيون يهاجمون الجنود والمستوطينين الاسرئيليين بالسكاكين ويطعنونهم على الصعيد الدولي سمحت الانتفاضة بأن يطلع العالم ويهتم بالقضية الفلسطينية وكذلك المشاهدالتلفزيونية للتعسف الإسرائيلي، كالمشهد الذي التقطته أجهزة التصويرالتلفزيوني الغربية للجنود الإسرائيليون الذين كانوا يكسرون أيدي بعضالشباب الفلسطيني بالحجارة الكبيرة[53]الذي دوى في سمع الرأي العام العالمي الذي جعله يتعاطف مع الفلسطينيين. انتشرت الكوفية في المجتمع الغربي وكانت تدل على تعاطف ومساندة للفلسطينيينوأصبحت رمزا للثورة. في22 ديسمبر من عام1987، أي بعد أسبوعين من بدأ الانتفاضة، أصدر مجلس الأمن قراره رقم 605 بعد الرسالة التي بعثها المندوب الدائملليمن الذي كان ممثلا للدول العربية لشهر ديسمبر عام1987] وقد شجب القرار السياسات والممارسات التي تنتهك من حقوق الإنسان للشعبالفلسطيني في الأراضي المحتلة، وبصفة خاصة قيام الجيش الإسرائيلي بإطلاقالنار مما أدّى إلى مقتل وجرح المدنيين الفلسطينيين العزّلوطلب من إسرائيل التي تمثل السلطة القائمة بالاحتلال أن تتقيد فوراً وبدقّة باتفاقية جنيفالمتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب الضحايا تقدر حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين قضوا على أيدي القوات الإسرائيليةأثناء انتفاضة الحجارة بحوالي 1,162 شهيد، بينهم حوالي 241 طفلاونحو 90 ألف جريح ومصاب و 15 ألف معتقل فضلاً عن تدمير ونسف 1,228 منزلاً، واقتلاع 140 ألفشجرة منالحقول والمزارعالفلسطينية، أما من الجانب الإسرائيلي فقتل 160، منهم 5 فقط من الأطفال. تم اعتقال ما يقارب من 60,000 أسير فلسطيني من القدس والضفة والقطاع وعربالداخل بالإضافة للأسرى العرب. لاستيعاب هذا العدد الهائل من الأسرى اضطرتإسرائيل إلى افتتاح سجون، مثلسجن كتسيعوت فيصحراء النقب والذي افتتح في عام1988 نتائج الانتفاضة حققت الانتفاضة الأولى نتائج سياسية غير مسبوقة، إذ تم الاعتراف بوجودالشعب الفلسطيني عبر الاعتراف الإسرائيلي الأميركي بسكان الضفة والقدسوالقطاع على أنهم جزء من الشعب الفلسطيني وليسوا أردنيين ادركت إسرائيل أن للاحتلال تأثير سلبي على المجتمع الفلسطيني كما أنالقيادة العسكرية أعلنت عن عدم وجود حل عسكري للصراع مع الفلسطنيين، ممايعني ضرورة البحث عن حل سياسي بالرغم الرفض الذي أبداه رئيس الوزاراء إسحقشامير عن بحث أي تسوية سياسية مع الفلسطنيين. أدت هزيمةصدام حسين خلالحرب الخليج الثانية إلى ارتياح في داخل المجتمع الإسرائيلي مما يعني نهاية أي تهديد محتمل من "الجبهة الشرقية" واستبعاد فكرة احتمال تشكيل قوات تحالف عربية لمهاجمةإسرائيل، مما أدى إلى تغير الشعور الإسرائيلي بالتهديد فاكتسبت إسرائيلالقدر الكافي من الثقة الذي يمكنها من القيام بمبادرات سياسية أكثر خطراًوأراد كل من الرئيسجورج بوش الأب وحلفائه الأوروبيين والعرب استخدام نتائج الحرب كنقطة انطلاق لعملية سلام بين العرب والدولة العبرية. فجاءمؤتمر مدريد الذي شكل بداية لمفاوضات السلام الثنائية بينإسرائيل والدول العربيةوتم التشاور مع الفلسطينيين حول حكم ذاتي. تم اجراء بعد ذلك عدد من المفاوضات غير العلنية بين الفلسطينيين والإسرائيليين فيالنرويج التي ادت إلى التوصل لاتفاق أوسلوالذي أدى إلى انسحاب إسرائيلي تدريجي من المدن الفلسطينية، بدأً بغزة وأريحا أولاً، عام1994، وتواصل مع باقي الـمدن باستثناءالقدس وقلب مدينةالخليل، مما يتنافى مع الاتفاق. كان قد سبق التوقيع تبادل عدد من الرسائل بينياسر عرفات وإسحق رابين تعترف فيه منظمة التحرير بحق إسرائيل في الوجود وتتخلى عناللجوء إلى الإرهاب، المقصود به مقاومة الاحتلال من وجهة النظرالإسرائيلية. في المقابل تلتزم إسرائيل بإيجاد حل سلمي للنزاع الفلسطينيالإسرائيلي واعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل الشعب الفلسطيني تم إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية التي أصبحت لها السيادة مكان الإدارةالمدنية الإسرائيلية تنفيذاً للاتفاقات الموقعة. في سبتمبر من عام1995 تم توقيع اتفاق جديد سمي بأوسلو 2 وتضمن توسيع الحكم الذاتي الفلسطيني من خلال تشكيلالمجلس التشريعي الفلسطيني وهو هيئة حكم ذاتي فلسطينية منتخبة. وفي20 يناير سنة1996، تم اجراء أول انتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينيةفي أغسطس من عام2004،تم نقل الصلاحيات والمسؤولية إلى ممثلين فلسطينيين في الضفة الغربية فيخمسة مجالات محددة: التعليم والثقافة، الصحة، الرفاه الاجتماعي، الضرائبالمباشرة والسياحة. |
مشكككككككككككككور اخي الفداء على روعة
الادراج سلمت لنا بروعتك تحيات لك |
الغالي شريف ذكرى عبقه تمر علينا فهل يعقل الا نتذكرها وبالأنتفاضه تعرفت على كورمبووووو مشكووور |
معلومات رائعة لا يستغنى عنها دمت بودّ الاخ الكريم ابو الف داء |
أخي ناجي مشكووور مشاركتك لي وتواجدك بين كلماتي دمت أخ |
ابو الفدا هل القيت حجر ام اشعلت عجل ربنا يشحبرك من " " المعتقل |
ههههههههههههههههه كورمبووووو بتسرقها مني وبتكتبها ربنا يشحبرك من بابور المعتقل يا أبو احمد يا بركه يا لولو بهالحركه |
الساعة الآن 04:19 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |