منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   حوار ساخن - إفتح لنا قلبك (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=246)
-   -   مرض ' شخصنة ' الخلاف (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=20462)

المفتش كرمبو 10 - 12 - 2011 06:51 PM

مرض ' شخصنة ' الخلاف
 
قضية ' شخصنة الخلافات ' التي تعصف بالمجتمع العربى أصبحت ظاهرة واضحة للعيان هذه المرحلة ولا يكاد يخلو منها أي مستوى قيادي من رأس الهرم حتى أدناه ، وهذه القضية لابد من التوقف عندها مليا ومناقشتها بشكل دقيق ووضع الحلول الكفيلة بتخفيف تأثيرها على صناعة القرار أو ترسيخ مبادئ العلاقات المجتمعية التي تربط بين كافة أطياف المجتمع العربى ، فلا يجوز بأي حال أن يتحول أي خلاف مهما كان نوعه أو حجمه بين زعيمين أو قائدين أو بين أي طرفين الى خلاف شخصي يؤدي الى التراشق الإعلامي والشقاق والفرقة ، وبدلا من مناقشة القضايا الخلافية المطروحة بالشكل الذي يناسب هذه الخلافات تتحول العلاقة الى خلاف شخصي ولابد من إقصاء أحد طرفي الخلاف لأن الأمور تصل الى حد عدم تقبل الآخر وعدم احتمال الوصول الى أي لقاء أو حلول وسط أو احتفاظ كل طرف بموقفه ورأيه دون اتهام أو تشكيك في مصداقيته ، فليس كل خلاف بالضرورة يؤدي الى قطيعة أو بروز مشاعر الكره والحقد بين الطرفين بل هناك خلاف يؤدي بالضرورة الى تبيان حقائق لم يكن بالإمكان اكتشافها بدون طرح الآراء المختلفة ، ولا يمكن تسوية الكثير من القضايا دون إثارة كل الآراء المتعلقة بالمسألة الواحدة ولابد من الاستماع الى رأي أصحاب الخبرة والدراية وهؤلاء هم أصحاب الرأي ومما يميز أصحاب الرأي أنهم لا يجاملون ولا ينافقون بل يطرحون الآراء التي يقتنعون بها أمام صاحب القرار بل ويدافعون عن آرائهم بكل قوة ويحاولون أن يثبتوا صحة ما يعتقدون بكل الأدلة والبيانات التي يملكونها وهؤلاء عادة ومايكون هدفهم هو الوصول الى الحق والحقيقة حتى لو استعملوا القسوة وعدم الانصياع السهل لمن يخالفونهم في الرأي ، وهم أيضا يجمعهم خلق الاحترام لكل من يملك رأي يستحق التوقف عنده لمناقشته ، ولكنهم لا يحتملون فئة المنافقين والمتسلقين وأدعياء الفكر والثقافة لأن هؤلاء لا يملكون أصلا فكرا ولا موقف فهذه الفئة تسرق الأفكار وتحاول تسويق ذاتها بأنها تحمل فكرا فتدعي أنها تؤيد صاحب هذه الفكرة أو تلك ، وهذه الفئة هي من تعمل على إثارة النعرات الشخصية وتبث سموم التشكيك في كل من يحمل فكرا مستقلا أو مخالفا لبعض أصحاب القرار ، ومن هنا تتولد الأحقاد الشخصية وتبتعد الحقيقة وينجح أشباه المثقفين في البروز بين طرفي الخلاف وتزداد الفرقة والشقة وندخل في مرض ' شخصنة الخلاف ' وهو مرض خبيث لا علاج لمن أصيب به سوى من اعترف بالمرض ، وعادة أصحاب هذا المرض لا يعترفون به .' الشخصنة ' يلجأ لها البعض هروبا من مواجهة الفكر الذي يحمله الطرف المقابل فهو لا يستطيع مواجهته بالحجة والبرهان ولا يملك فكرا موازيا له يستطيع طرحه ولا يملك القدرة على إنكار الفكر المطروح ، ومن هنا يكون الباب الواسع للتهرب من المواجهة الصحيحة هو البدء بحملة الاتهامات التي تحمل صفة الشخصية في الطرف الآخر والبدء بحملة التشهير بأن ذاك الفكر يهدف الى إثارة الانقسام أو صاحبه يطلب من ورائه المنصب والمال أو هدفه هو النيل من كل مخالف له ، وهكذا تبدأ الاتهامات القائمة على تحويل الخلاف من أصله وحقيقته الى خلاف يدخل في صميم شخص حامله ، وتبدأ معركة دفاع صاحب الفكر عن نفسه أمام هجوم الطرف الآخر وتختلط الأوراق ويدخل في الوسط أشباه المثقفين والمنافقين وتضيع الفكرة الأصلية وتكون الخسارة في الحقيقة للمجتمع والصالح العام .' الشخصنة ' مرض يصيب ضعاف النفوس الذين لا يملكون فكرا خاصا بهم ولا يطيقون أندادهم من المفكرين فيبادرون الى سياسة الغمز واللمز بكل فكرة جديدة يتم طرحها ، بل ويصل الأمر ببعضهم بالمجاهرة بالقول بأنهم لا يريدون الخير الذي سيأتي من فلان وإذا كانت الحقيقة عند فلان فلا نريدها ، وهكذا تكون الأمور قد اتضحت بأن هذا الفريق لا يريد الحقيقة إلا من الجهة التي يؤمن بها والمعروف أن الحقيقة لا تعرف عنوان بحد ذاته بل هي منتشرة بين الرجال في كل مكان وزمان ولهذا كانت المقولة الخالدة ' الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها ' ليس المهم طبيعة الشخص الذي نطق بالحكمة ولا شكله أو اسمه أو لونه أو دينه بل الأهم هو الحق والحقيقة ، وهذا أحد أهم أركان العلاج لمرض الشخصنة الذي يصيب الكثيرين ، لا تناقش ذات الشخص بل عليك مناقشة الفكرة التي يحملها أو يطرحها ، ويجب عدم ربط الفكرة بالموقف الشخصي من حاملها وهكذا يجب ان تكون العلاقة بين الأفكار والأشخاص .' الشخصنة ' في حقيقتها قتل للأفكار ونبذ للإبداع لأن الأفكار بعد الإفصاح عنها وطرحها للمناقشة والتداول لم تعد ملكا أو حكرا على أصحابها بل أصبحت ملكا للمجتمع وبالتالي لا يحق لصاحب الفكرة أن يسحبها أو أن يحدد من يؤمن بها ومن لا يؤمن ومن هنا فإنه من غباء البعض ربط الأفكار بأصحابها واعتبارها حكرا لهم ومنحهم صلاحيات لا يملكونها ، ومن هنا فمن حق كل عاقل أن يفكر وأن يعلن أفكاره على الملأ دون خشية أو تضييق وبعد انتشارها تصبح ملكا عاما ، ومن الأخلاق بعد ذلك أن ننسب الخير لأهله ولا نقوم كما يفعل البعض بسرقة أفكار الآخرين عن قصد فهذا ليس من شيم العقلاء ومن هنا كان القول الخالد ' من لم يشكر الناس لم يشكر الله ' فلابد أن ننسب الحق لأصحابه .' الشخصنة ' مرض نفسي تدفع صاحبه الى الاستخفاف بالآخرين وعدم إنزال الناس منازلهم ، ومن هنا فإن افتعال مشاكل شخصية هو محاولة لاستحقار أو الالتفاف على الطرف الآخر وعدم الاعتراف بأي فضيلة له وعدم اقتصار الخلاف على القضاية المطروحة بل تعدي ذلك الى ما هو أكبر وأكثر عمقا ومن هنا فإن الخلافات الشخصية تكون أكثر ألما وقسوة من الخلافات الفكرية ، ولا يمكن التوصل الى حل وسط أمام الخلافات الشخصية ولكن يمكن فعل ذلك أمام الإشكاليات الفكرية ، فمن حق كل طرف أن يمتلك قناعته الفكرية ولكن ليس من حق أي طرف التعدي على خصوصية الطرف الآخر أو التعدي على شخصه والتشكيك بأهدافه فهذه الأمور لا مكان فيها للحلول الوسط أو الإلتقاء أمامها ، ومن هنا فإن التفسخ في العلاقات بين أبناء المجتمع الواحد أو التظيم الواحد أو العائلة الواحدة هو مرض شخصنة الخلافات ، فهل نصحو ونحذر من هذا المرض الخطير وننتبه له ؟؟؟

شيماء يوسف 10 - 12 - 2011 08:56 PM

بيرجع كل دا لثقافة التربية

لا يسمع غير نفسه فلا يجيد سماع الاخر

فيختلف معه في شيء

ويتحول الاختلاف الى خلاف شخصي

وتبقى مشاكل الدنيا تظهر من خلال تلك الامور

ربي صح علم صح ثقف صح

تختفي كل المشاكل حتى خلاف الرأي

سما 16 - 12 - 2011 12:25 AM

ادرجت موضوعا قيما مفتش كرمبو والخلاف ان كان بالرأي في قضية فكثرة الآراء تثري الموضوع ولكنه عندما يتحول الى شخصنة وخالفني لانه مثر يغار مني او رأيي افضل من رأيه وتدخل الشخصنة ونتحول عن كنه الموضوع المطروح فهي سذاجه من المشخصن
سلمت الايادي على الطرح وتحياتي

الامير الشهابي 16 - 12 - 2011 02:18 AM

الاخ المفتش كرومبو ..أسعد الله مساءك على هذا المقال الذي أجزم أنه من الممكن أن
يكون صائبا في الساحة السياسيه وممارسة العمل السياسي وجزءا من ممارسة الفعل
الادبي ..وبغض النظر عن رؤيتنا في ماتفضل فيه المقال أريد ان اضع نقطة نظام على
مايلي ..هل في المنتديات عموما نلاحظ فيها هذا المرض الذي اسماه المقال شخصنة الخلاف
وكيف من الممكن أن يتحول أي خلاف بين ألاعضاء لشخصنة خلاف والامر لايتعدى بنظري مثلا أن المنتديات
مساحة للقاء ربما احيانا يكون أحادي الجانب لو بقي العضو في وضع لايسمح له أن يكون
رئيس فريق او يستعمل نافذة لنشر قناعاته وإبرازها ..هل حقا في المنتديات على صغر مفهوم
الشخصنه مرض شخصنة الخلاف تبعا لذلك نراه في المنتديات ومالسبيل لحل هذه المشكله
او الاقلال منها ومن نتائجها
مودتي ومحبتي موضوع رائع
15/12/2011

أرب جمـال 16 - 12 - 2011 02:40 AM

موفق في طرحك كرمبو
الامير الشهابي طرح قضية تعاني منها معظم المنتديات واعتقد ان الاجابة هي اختلاف الوعي والثقافة واحيانا حب السيطرة والظهور وغالبا ما تكون هي عدم معرفة الطرف الآخر جيدا لكوننا نتعامل معه من خلف شاشة وبطريقة غير مباشرة
شكرا على الطرح ..
تقديري

ابو فداء 16 - 12 - 2011 08:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أرب جمـال (المشاركة 203489)
موفق في طرحك كرمبو
الامير الشهابي طرح قضية تعاني منها معظم المنتديات واعتقد ان الاجابة هي اختلاف الوعي والثقافة واحيانا حب السيطرة والظهور وغالبا ما تكون هي عدم معرفة الطرف الآخر جيدا لكوننا نتعامل معه من خلف شاشة وبطريقة غير مباشرة
شكرا على الطرح ..
تقديري


كورمبووووو
أرب والأمير الشهابي
شخصوا المرض تشخيصاً رائعاً
ولكن للأسف لم يجدوا الدواء الشافي
لأننا نتعامل من خلف شاشه
وكل منا يحاول أن يصور نفسه فلته العصر
رامبوووو زمانو
وصدقني تبقى الأسود أسود
مشكووووووووووووووووور

أبو جمال 5 - 1 - 2012 11:52 PM

مشكور على نقل الفكرة وطرحها
وبودي لو اننا نأخذ بما يتم طرحه لتحررنا من الشخصنة وتوابعها
بكل الود استودعك


الساعة الآن 11:52 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى