![]() |
الإخوان والربيع وإسقاط القضية الفلسطينية
محمود اليوسف
الربيع العربي وما شهده من ظهور للحركات السياسية على أكتاف الثورات وبروز الحركات الإسلامية وفوزها بالانتخابات التشريعية في (تونس، مصر، المغرب) أظهر أن الحركات الإسلامية كانت وما تزال تلعب على وتر واحد ألا وهو الشعب، الشعب الذي يركض وراء العاطفة الدينية التي سخرتها الحركات الإسلامية لخدمة أهدافها قبل الثورات العربية باعتبار أن القضية المركزية الأولى للجماعة هي القضية الفلسطينية، وأن العدو والشيطان الأكبر هما إسرائيل وأمريكا. هذه الشعارات تحولت نحو استغلال لقمة العيش والمطالبة بتحرير الأوطان من الفساد والمفسدين في بدايات الثورات وبعد سقوط الأنظمة ونتيجة لحالة الأوضاع التي وصلت إليها الشعوب من مخدرات التسكين العاطفي لم تجد في هذه الشعوب إلا الحركات الإسلامية سبيلاً للخلاص من الماضي ورأت فيها الملاذ الوحيد نحو تحقيق الأهداف التي تتطلع إليها الشعوب. إلا أن الحركات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وبعد فوزهم بالانتخابات ونتيجة رفض فكرة المجتمع الدولي وخاصة الغرب وأمريكا لإنشاء دولة ذات طابع ديني بدأت تتراجع عن مبادئها ومرتكزاتها الثابتة وفق استراتيجية الدولة المدنية، ومع تركيزهم على آلية السيطرة على مقاليد الحكم باتت القضية المركزية وهي (فلسطين) وكأنها لا تعنيهم، وكثف الإخوان الاتصالات واللقاءات مع سفراء ودبلوماسيين كانت تصفهم الجماعة بالشيطان الأكبر. التقى العديد من القيادات الإخوانية بسفراء أمريكا وبريطانيا، وفرنسا ودول الغرب، وأصبحت مقرات الإخوان محجاً لهولاء السفراء وبشكل علني، وسري، وخلال هذه اللقاءات يؤكد الإخوان قبولهم بالتعددية السياسية واحترام الآخر وأنهم سيحافظوا على علاقاتهم مع الغرب فيما لو تسلموا السلطة. ما يحصل من تسابق الإخوان على السلطة واتصالاتهم بالغرب الذي شجعهم على الاستمرار بالثورات يؤكد أن الإخوان باعوا القضية الفلسطينية، وارتهنوا للغرب ومخططاتها في المنطقة، وها هو أبرز الشخصيات الإسلامية الذي يمثل نضال الثورة التونسية بعد وصول حزبه إلى السلطة يعلن من أمريكا أنه لن يكون في الدستور التونسي الجديد ما يدين إسرائيل أو التعرض لها، وها هي القيادات الإخوانية المصرية تتحدث عن الحرية الشخصية وحرية المواطنين في شرب الخمور والحصول على القروض الربوية في وقت لم تخلو فيه أدبياتهم وكتبهم ونشراتهم منذ تأسيس الجماعة من الدفاع عن القضية الفلسطينية، ومطالبة الحكام بدعم المقاومة وفتح باب الجهاد، كما لم تخلُ بياناتهم الانتخابية من شعار الإسلام هو الحل، والدعوة إلى محاربة الرذائل ومكافحة الآفات الضارة، مما يؤكد أن هذه الشعارات انتهت عند حلم الوصول للسلطة. ما بقي للإخوان من مشاريع غير معلنة هو مشروعهم القادم الاعتراف بإسرائيل، بحجة وجود معاهدات موقعة ومن باب احترام المعاهدات والعقود ومن باب إظهار حسن النوايا للغرب، وسيكون مصير القضية الفلسطينية هو مصير بقية الشعوب التي كانت تسعى للحرية وتشبعت الشعارات، وانتهت آمالها المرجوة من الإخوان بعد إنشغالهم بتشكيل الحكومات وتعيين الرؤساء وتقاسم الكعكة وسترمي الجماعة القضية الأم للجماعة تحت أقدام حب السلطة التي حولت الشعارات إلى أوهام وأحلام لأكثر من نصف قرن. على الشعوب أن تفوق من غفلتها ولتنظر حولها وتدرس واقعها جيداً وتعرف أوهام السراب الذي خلقته هذه الحركات ومعرفة دوافعها ومحركيها وخططها ونواياها، ورحم الله علي بن أبي طالب عندما قال (والله لا يريدون إلا الإمارة إمارة بره أو إمارة فاجرة، كلمة حق يراد بها باطل). |
لى شهيه لاطرق الموضوع لى عودة |
اقتباس:
الغظنفر فتحت موضوع سيحمى وطيسه للعالم تجربه بفلسطين ووصول الأخوان لسدة الحكم كتبت ما يجول بنفوسنا سلمت |
الساعة الآن 12:22 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |