منتديات المُنى والأرب - مـقاتلو المعارضة السّورية يناشدون العالم تزويدهم بالسّلاح !!

مقاتلو المعارضة السورية يناشدون العالم تزويدهم بالسلاح

يايلاداجي (تركيا) (رويترز) - استحضر المعارض السوري المسلح موسى وهو ينفث بشدة دخان سيجارته لحظة تعرض مجموعته المسلحة لوابل من اطلاق النار من جهات مختلفة من الجيش السوري لدى محاولتها تهريب زميل مصاب عبر الحدود التي تكسوها التلال الى تركيا.
وقال موسى (28 عاما) لرويترز في اقيلم هاتاي في جنوب شرق تركيا والذي كان جزءا من سوريا في الماضي "أطلقوا النار من كل الاتجاهات .. من أعلى ومن أسفل. بعد ذلك ظهر مزيد من الجنود أمامنا.
"أخذونا على حين غرة ولم نكن نعلم ماذا نفعل. لذلك هربنا."
وكان يتحدث عن المعركة ويتنقل كثيرا بين الاحداث بشكل يعكس الارتباك بسبب الحرب.
واضاف أن أحد زملائه قتل على الفور واصيب بعضهم. واستسلم ثلاثة في حين اعتقل ثلاثة لدى محاولتهم الهرب. وتمكن موسى والباقون من الفرار.
وقال موسى ان المعركة كانت نموذجا لمواجهات حدودية بين القوات السورية والجيش السوري الحر وهو تجمع فضفاض لمنشقين عن الجيش ومدنيين حملوا السلاح ضد الرئيس بشار الاسد.
وأضاف "أحيانا نفاجئهم ونقتل أو نصيب بعض جنودهم وهم من ينسحبون."
ومثل كثير من السوريين في تركيا عرف موسى نفسه باسمه الاول فقط خشية تعرض اقاربه في سوريا للانتقام.
وفي الحياة المدنية يعمل موسى في الطلاء والزخرفة. لكنه بملابسه الجينز الرثة ونعله الجلدي لا يبدو مقاتلا متمرسا في حرب العصابات.
وهناك كثيرون مثله في شبكة متنامية من المقاتلين والمهربين والنشطاء العاملين على الحدود مع تركيا ولكل منهم دوره.
ويعيش موسى مثل الكثيرين مع اسرته المكونة من زوجته وابنه في واحد من عدة مخيمات للاجئين في هاتاي. وكان موسى قد فر من قريته الحدودية بعد فترة وجيزة من اندلاع الانتفاضة قبل نحو عام.
وانضم موسى الى الجيش السوري الحر عقب تشكيله بعدة شهور. ويتحدث عن الجيش السوري الحر بوصفه قوة شبه تقليدية تضم وحدات ورتبا ويقوده ضباط انشقوا عن الجيش السوري رغم أن بعض المتمردين يتنازعون بشأن من المسؤول فعليا.
وقال موسى "نحن مجموعتان تضمان اجمالا 70 رجلا. لكل مجموعة مركز في سوريا قرب الحدود. كل واحد يعلم المجموعة التي ينتمي اليها. نعلم من هو قائدنا. لدينا انضباط."
وربما يسيطر قادة الجيش السوري الحر المقيمين على جانبي الحدود على المقاتلين في هذه المناطق القريبة لكن التسلسل القيادي أشد هشاشة بكثير بالنسية للجماعات المتمردة المنظمة محليا والتي تعمل في عمق البلاد حتى وان كان كثير منها يعلن ولاءه للجيش السوري الحر.
ونظرا لمعرفته بالمنطقة يرشد موسى اللاجئين والمصابين الى تركيا حتى لا ترصدهم القوات السورية الحكومية. وقال ان قائده وهو برتبة ملازم يعمل في سوريا.
وفي بلدة ريحانلي وهي بلدة أخرى قريبة من الحدود وأبعد الى الشمال قال عبدول الذي يقود مجموعة تنقل امدادات للمتمردين ان الجيش السوري يعزز وجوده على الحدود.
واضاف "لديهم الان جنود في مواقع للمراقبة بعد كل 100 متر مسلحون ببنادق الية وبنادق قنص. نمر ليلا. يعلم الجيش السوري الحر بعض الطرق لتجنب الرصد.
"لا يرغب الجنود السوريون في الخروج ليلا لانهم لا يعلمون المنطقة. يبدأون الدوريات الساعة الرابعة أو الخامسة صباحا. نشق انفاقا عبر الاحراش الشوكية الكثيفة لكن لا يزال من الصعب للغاية التحرك فيها."
ويهرب عبدول ورجاله أدوية وأغذية واغطية وأسلحة عندما يمكنهم الحصول عليها الى المتمردين في سوريا.
ويقول عبدول مبتسما "أنا أفضل مهرب في تركيا. قبل الثورة كان يمكنني تهريب دبابة الى سوريا."
لكن الاسلحة أصبحت شحيحة وباهظة الثمن.
وقال "كان ثمن البندقية الكلاشنيكوف 100 أو 200 دولار بدون الذخيرة. الان تتكلف 1500 دولار. كان ثمن رصاصة الكلاشنيكوف 25 قرشا نعرض حاليا سبع ليرات (3.8 دولار) للرصاصة الواحدة ولا نجدها."
وقال عبدول اثناء زيارة لمستشفى في ريحانلي ان مقاتلا انتقدهم بشدة بسبب القصور في عمليات النقل والامداد قائلا "اين امداداتكم.. من المفترض أنكم ترسلون الينا السلاح والاغطية والغذاء. لم ترسلوا الينا اي شيئ."
ويوجد توتر بشأن قيادة الجيش السوري الحر. وأغلب المقاتلين موالون لرياض الاسعد العقيد السابق في الجيش السوري والذي اسس الجيش السوري الحر ويعيش تحت حماية تركيا في هاتاي.
لكن البعض قالوا ان منصبه شكلي فقط وان القيادة الحقيقية في يد ضباط اخرين بقوا للقتال داخل سوريا.
وقال عبدول "هناك جيشان.. الاول يقاتل داخل سوريا والثاني يجلس في تركيا ويشرب الشاي والقهوة."
واضاف وهو يعرض صورا التقطت بالهاتف المحمول لمتمردين يحملون بنادق قال انها التقطت في سوريا هذا الاسبوع "هذا هو الجيش السوري الحر الحقيقي."
ويقيم العقيد الاسعد مع بعض الضباط السابقين وبينهم ضباط كبار في مخيم للاجئين في ابايدين على بعد نحو 20 كيلومترا من انطاكيا المدينة الرئيسية في هاتاي قرب الحدود السورية.
وتراقب تركيا عن كثب تحركاته ولا يمكنه استقبال زوار دون اذن الحكومة التركية. وعلى النقيض من مخيمات اللاجئين الاخرى نادرا ما يشاهد الناس يدخلون أو يغادرون مخيم ابايدين ولا يسمح بتوقف حركة المرور بالقرب منه.
ومهما كانت خلافاتهم الداخلية يتفق كل المقاتلين الذين أجريت مقابلات معهم على شيء واحد.
قال موسى "نريد أسلحة وذخائر.. نريد فرض منطقة حظر طيران. اذا أعطانا (المجتمع الدولي) هذا لا نريد احدا ان يأتي ويقاتل معنا."
واضاف "يضربوننا بالدبابات. رصاصاتي لا تمثل شيئا في مواجهة تلك الدبابات. بدأنا هذا الامر ولن نستسلم. لن نتوقف الى أن يرحل الاسد."

(اعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)