![]() |
المتعة والسعادة
ميز بين المتعة والسعادة
المتعة شعور ينتهي بانتهاء التجربة التي جلبته، فمثلاً نحن نستمتع بوجبة شهية، لكن ذلك الاستمتاع ينتهي عندما ينقضي تناول الطعام (ولهذا يعمد بعض الناس لالتهام الطعام بصورة مستمرة – حتى بعد أن يسدوا جوعهم!) أما السعادة فتبقى إلى ما بعد زوال المصدر الباعث لها، فمثلاً أنت قد تعاني الأمرين من كتابة مقال هام، لكنك تشعر بالراحة والاكتفاء فترة طويلة بعد انتهائه – هذه هي السعادة. في كثير من الأحيان يصادف أحدنا ما يعتقده مصدراً لسعادته، لكنه لايكون بالفعل غلا تجربة شقاء مديدة مموهة على هيئة متعة مؤقتة .. ويتعلم معظما مع تقدم العمر والتجربة أن ما يتمنونه في هذه الحياة الدائمة التغيير هو ليس المتع الزائلة، وإنما السعادة التي تستمر بغض النظر عن تبدلات الحظوظ والثروات.. حاول أن تجلب السعادة للغير – لكن بانتقاء إن فعل الخير وتوفير السعادة للآخرين من أفضل الطرق لاسعاد أنفسنا وتحقيق ذواتنا، لكنه قد يكون أيضاً طريقاً لضياع هويتنا.. فهناك من الناس من لايكف عن محاولة أرضاء الآخرين لأكثر من سبب نفسي ومثالي وديني.. ولعل أكثر الأمثلة شيوعاً من هذه الناحية محاولاتنا المستمرة لارضاء والدنيا اللذين قد يرغبان في تحديد مستقبلنا بامتهان اختصاص أو حرفة معينة، أو وراثة المسؤوليات العائلية مهما كان نوعها.. فإذا أردنا أن نحفظ استقلالية أنفسنا واحترامنا لذاتنا (إذا أردنا أن نرعى سعادتنا الحقيقية)، فعلينا أن نعرف كيف نتصرف بحكمة تجاه الأذعان لرغبات الآخرين، حتى ولو كانوا من أعز الناس لدينا .. فالأم التي تستمر في خدمة أولادها (تغسل ملابسهم وتنظيف غرفهم) حتى بعد سن البلوغ والرشد، لاتحقق المنفعة والسعادة لهم ولا لنفسها على المدى الطويل .. والابن الذي يقسر نفسه على تعلم مهنة يريد له والده أن يمتهنها وهو يعلم أنه يكرهها أو أنه غير كفء لها، إنما يجلب التعاسة بالنتيجة لنفسه ولوالده معاً. وحتى نعرف إذا كنا نتصرف بحكمة تجاه تحقيق رغبات الآخرين يمكن أن نتحرى جواباً لبعض الأسئلة .. لماذا نحن فعلاً نرغب في ذلك؟ أم لأنه لن يهدأ لنا عيش إذا رفضنا الطلب؟ ثم ما هو الواعز الحقيقي لطلب الآخرين؟.. كذلك يمكننا تحري شعورنا الداخلي ونحن نستجيب لرغبة أحد الأشخاص: هل هو شعور بالفرح والرغبة بالمهمة المطلوبة، أم شعور بواجب ثقيل علينا تنفيذه بغض النظر عن رغباتنا؟ ولعل الحلول المناسبة تكمن كما هي الحال في كثير من الأمور .. في الخيارات الوسطى .. فسعادتنا لن تكتمل إلا بأداء الخير للآخرين – لكن بحيث لا يتعارض مع استقلالنا وتقديرنا لأنفسنا.. استمع للصوت الداخلي في أعماقك (لن تجد السعادة إن أنت سعيت ورائها).. هذه واحدة من حقائق الحياة التي يجد كثير منا صعوبة في فهمها، فإذا فتشت عن السعادة فسوف تضيع منك في كل مرة .. لأن السعادة ليست هدفاً بحد ذاتها، إنها حصيلة ثانوية. أما كيف تضمن هذه (الحصيلة الثانوية)، فالنصيحة ببساطة هي أن نفعل ما نعتقده صحيحاً كلما وصلنا إلى محطة من محطات حياتنا (مهما صغرت).. قد يسأل سائل: ولكن كيف نميز ما هو صحيح ما هو أقل صحة؟ خاصة عندما تتعارض دوائر الولاء؟ كيف أقرر مثلاً ما إذا كان من الأفضل أن أبقى في وظيفة أحبها، لكنها لاتدر عليّ الكثير من المال، وبين الانتقال إلى وظيفة لاتجلب لي كثيراً من المتعة، لكنها تؤمن لي نفقات تعليم أولادي؟ كلنا سيواجه هذه الخيارات الصعبة في حياته .. هذه سنة الحياة وطريقة نمو شخصياتنا، ونحن معرضون أحياناً لاتخاذ القرار الخطأ بين الفنية والأخرى.. ولكن يحدو بنا في هذه المناسبات الاستماع إلى الصوت الداخلي في نفوسنا – الذي غالباً ما يكون معصوماً عن الخطأ .. وإذا راجعت نفسك وجدت أن هذا الصوت – سمه الضمير إن شئت – قلما وجهك وجهة غير سليمة في الماضي. أفعل ما بوسعك وم تعتقده صحيحاً في كل زاوية ومنعطف طريق في حياتك .. هذه هي الرسالة التي يوصلك إليها صوتك الداخلي .. وكل خطوة تنتهي تقودك إلى الخطوة التي بعدها .. لذلك احتضن لحظتك الثمينة وتصر تجاهها بحكمة، حتى يصبح مستقبلك أكثر غنى وأوفر سعادة. منقول |
فعلينا أن نعرف كيف نتصرف بحكمة تجاه الأذعان لرغبات الآخرين،
وايضا ألاذعان لرغباتنا بورك قلمك أختي الفاضله روح الياسمين تقبلي مودتي |
الفرق شاسع بين المتعة والسعادة شكرا لك روح الياسمين على الطرح المفيد تحياتي لك |
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
سلمتي يا غاليه المتعه حاجه السعادة شعور نفسي وقليل ما يجتمع الأثنين سلم قلمك |
|
الساعة الآن 06:32 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |