منتديات المُنى والأرب - الطاقة الحرارية الجوفية "كنز لا ينضب" في إيطاليا

http://www.alarabonline.org/data/2009/12/12-08/411p.jpg

الطاقة الحرارية الجوفية لا تنضب حين تتم ادارتها بشكل جيد

الطاقة الحرارية الجوفية "كنز لا ينضب" في إيطاليا

لارديريلو: منشآت توليد الكهرباء على الطاقة الحرارية الجوفية في توسكانا في ايطاليا الرائدة في هذا المجال قبل قرن من الزمن، قادرة على توفير التيار لنحو مليون مستخدم ولا تزال مرجعا في هذه التقنية النظيفة التي صدرت الى العالم بأسره.

للوهلة الاولى لا يبدو المشهد في لارديريلو بالقرب من كروم كيانتي مطابقا لمنشأة تعمل على الطاقة المستدامة صديقة للبيئة.

ففي وسط تلال شجر الزيتون ومراعي الخراف تنتصب مداخن بيضاء ضخمة يتصاعد منها دخان البخار أشبه بتلك التي تتصاعد من المنشآت النووية. وما يثير العجب اكثر انابيب مصنوعة من الألومينيوم والتي تتغلغل بين المباني وتمر فوق الطريق احيانا.

ابصرت هذه التقنية النور في لارديريلو حين خطرت على بال بيرو جينوري كونتي وهو صهر احد الصناعيين الفرنسيين الكبار في مجال الكيمياء يدعى فرانسوا دو لارديريل فكرة استخدام ينابيع المياه الحارة الكثيرة في المنطقة من اجل تشغيل توربينة، كان ذلك في العام 1904.

وتعود المنشأة الحرارية الجوفية الاولى الى العام 1912 الا ان هذه التقنية لم تزدهر الا بعد الحرب.

واوضح روبيرتو باري المسؤول عن الطاقة المتجددة في مجموعة "اينل" الايطالية لوكالة فرانس برس: "حتى العام 1956 كانت بلدة لارديريلو المكان الوحيد في العالم الذي يعتمد على الطاقة الحرارية الجوفية من أجل توليد الكهرباء. وحذت نيوزيلاندا حذوها بعد مرور جنودها في ايطاليا اثناء الحرب".

وتنتج ايطاليا راهنا 10% من اجمالي الكهرباء المولدة بالطاقة الحرارية الجوفية في العالم اذ يصل انتاجها الى 843 ميغاواط سنويا وتحتل المرتبة الرابعة بعد الولايات المتحدة "3093" والفيليبين "1094" والمكسيك "958" لكنها تتقدم على نيوزيلاندا "628" وايسلندا "575".

واشار باري الى انه "تم تقليد لارديريلو في العالم كله حيث تعتمد اكثر من 20 دولة هذه الطاقة الا انها لا تزال تعتبر مرجعا لتقنيات الحفر مع درجات حرارة وضغط مرتفعة جدا" "اكثر من 300 درجة على عمق 3000 متر".

تصعب معرفة كلفة الطاقة الحرارية الجوفية في ايطاليا التي استوفي جزء كبيرم نها بعد مئة سنة على اعتمادها وهي بدورها تحفض فاتورة الكهرباء لدى خمسة الاف اسرة في المنطقة.

واشار ماريتيمو دانييلي مارتشي مساعد رئيس بلدية موتيروتوندو الى ان "في بلدتنا الطاقة الحرارية الجوفية اساسية اذ اننا ننفق 250 يورو سنويا على التدفئة في شقة مساحتها 70 مترا مربعا اي اقل بثلاث او اربع مرات من كلفة الوقود".

وتستخدم هذه البلدة التي تضم الف نسمة الطاقة الحرارية الجوفية من اجل خيم الزهور ومزارع الخنازير ذات الجودة العالية وصناعة مشتقات الحليب. والطاقة الحرارية الجوفية لا تنضب حين تتم ادارتها بشكل جيد حيث تعمد شركة "اينيل" الى ضخ مياه اضافية في آبارها لتوليد كمية اكبر من البخار، الا انه لا يمكن اعتمادها في كل مكان لانها تحتاج الى المياه والحرارة والى ارض مشققة.

من جهة اخرى يقر مناصرو هذه التقنية بسيئاتها لاسيما البصرية والروائح المنبعثة منها. وتضم الشبكة الايطالية 32 منشأة و492 بئرا لاستخراج البخار و500 كلم من الانابيب المختلفة الاحجام. ومنحت "اينيل" براءة اختراع لنظام يقضي على رائحة ثاني اكسيد الكبريت الاشبه برائحة البيض المتعفن المنبعثة في الهواء عن طريق تجييرها في انابيب مموهة باللون الاخضر مثلا تمر في الاخراج والغابات.

ويقول ستيفانو توريني المسؤول في شركة "اينيل" الذي يعمل في لارديريلو "صحيح ان المنظر والرائحة مزعجان بعض الشيء الا ان الطاقة الحرارية الجوفية تؤدي الى اقتصاد 1،3 مليون طن من النفط سنويا واربعة اطنان من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون".