![]() |
اللوغوس
اللوغوس وإذا كان اللوغوس عند هيراقليطس والرواقيين قد اتخذ اتجاهاً فلسفياً فإنه مع فيلون [ر] Philo اتجه اتجاهاً دينياً واضحاً، فاللوغوس عنده هو المولود الأول للإله، وهو النموذج الأول الذي يُخلق العالم على صورته ومثاله، والذي من دونه لم يكن بوسع الله أن يخلق شيئاً، فهو يحتوي ذلك العالم الذي لا يُدرك إلا عن طريق العقل. ويصف فيلون اللوغوس بكل صفات الحق والخير، وبأنه ليس أزلياً كالله، كما أنه ليس فانياً كالمخلوقات، لأنه من ناحية هو ابن الله وتبعاً لهذا سيكون له بدء لكن هذا البدء ليس بالمعنى الزماني وإنما في المرتبة في الوجود فحسب. إن اللوغوس هو محل (مستودع) الصور والنماذج العليا التي على أساسها تنشأ الأشياء، فهو واسطة الله في الخلق، وقد تأثر فيلون بمفهومه عن اللوغوس بهيراقليطس. ويرادف اللوغوس بمفهومه اليوناني الطاو في الفلسفة الصينية [ر: الطاوية] فقد فسر فلاسفة الصين الطاو بأنه الدرب أو المبدأ الكامن في الأشياء، وهو القانون وأصل الوجود، فمنه تنطلق الأشياء وإليه تعود، وهو داخل الوجود لا خارجه، بمعنى أنه مبدأ داخل الطبيعة. واللوغوس في مطلع إنجيل يوحنا هو الكلمة: «في البدء كان الكلمة، والكلمة كانت عند الله، والله هو الكلمة، به كل شيء كان». وبغيره لم يكن شيء مما كان فاللوغوس هو الكلمة الخالقة والصورة التي عليها يتجلى الله، إنه يسوع المسيح. وقد وجد آباء الكنيسة الأوائل أمثال كليمنت Clement السكندري وأوريجين Origen في فكرة اللوغوس وسيلة للتوفيق بين الفلسفة اليونانية والعقيدة المسيحية بأن ادعوا أن اللوغوس هو مصدر كلتيهما والينبوع الوحيد لكل حقيقة. رأى الغنوصيون أن اللوغوس هو أدنى الأيونات eons، فهو الذي يتولى تكوين العالم، لكن القديس إرينايوس Irénée تصدى لهم، وأكد المساواة في الماهية والمكانة بين الله واللوغوس والروح القدس. ومنذ ذلك التاريخ صار لـ«اللوغوس» معنى دينياً أكثر منه فلسفياً، فشغل حيزاً عند ابن عربي بين الصوفية من المسلمين. وتأثر اللوغوس في الفلسفات المثالية - عند هيغل [ر] مثلاً - بمفهوم اللوغوس عند هيراقليطس، حتى إن هيغل نفسه أكد أنه لا توجد عبارة قالها هيراقليطس إلا واحتضنها في منطقه، ويؤكد هيغل وجود عقل كلي يحكم الكينونة، فتاريخ العالم خاضع للعقل لأنه يتطور من المراتب الدنيا إلى المراتب العليا، فصيرورة التاريخ البشري هي صيرورة تطور عقلاني، لأن هناك قانوناً ينزع نحو أن يطور غيره وأن يطور ذاته، وهذا القانون يتجلى في كل ما هو مُتبدٍّ وينزع نحو تنظيم ما هو ليس مُتبدياً، فالفكر العيني كما يرى هيغل عندما يُعبر عنه تعبيراً دقيقاً يكون هو الفكرة الشاملة، وعندما يزاد تعينه يُكّون الفكرة، فالفكرة هي التحقق الذاتي للفكرة الشاملة، وهذه الفكرة لكي تحقق نفسها لابدّ أن تُعين ذاتها وليس طابعها المتعين شيئاً سوى ذاتها، وهكذا يكون مضمونها هو ذاتها، وعلاقاتها اللامتناهية بذاتها تعني أنها تتعين تماماً بمصادرها الخاصة. عبير الأطرش |
الأخ أحمد العربي
بوركت هذه المعلومات القيمه شكرا لك على النقل للموضوع |
الاخ احمد العربي
استمتعت بالقراءة لهذا الموضوع المميز شكرا لك وللاخت عبير الاطرش تحياتي والورد لي عودة للتمعن اكثر والاستفادة |
sha@
معلومات رائعة شكرا لك احتراماتي sha@ |
يعطيك العافية اخي احمد
شكرا على الطرح وافادتنا تحياتي لك |
طرح موفق وبه الفائدة
مشكور اخ احمد ويعطيك العافية تحياتي ومودتي |
ملعومات قيمة ورائعة
سلمت لنا بروعتك تحيات لك |
الساعة الآن 06:11 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |