منتديات المُنى والأرب - أيدلوجيا التناقُض !

جُل الأعمال الذي ينصَح الشّباب بالجدّ والعمل والكَسب من عَرقِ الجبين .. هوَ ذلك الكسول الذي تمنّى موتَ والِدِه أكثر من دخول "الجنّة" !.. ولم يعرَق جبينُه سوى بعد أن صعد درج المحكمة لإكمال إجراءات حصرَ الإرث !
:
الشيخ الذي علّمنَا أنّ الاختِلاف رحمَة .. وأنّه واردٌ بين العُلماء ، هُوَ نفسه الذي يقذِف مُخالِفيه بأبشع تُهَم الجهل وقلَة الفقه !..
:
اللّيبرالي الذي يُجاهِد في سبيل حرّية الرأي المُطلقة .. ويستمِيت في الدّفاع عنها حتى آخر قطرة من قلمِه .. هُو نفسه الذي يركُل معرّفك خارج أسوار حظيرته بمجرّد محاولتك للإفصاح عن بعض الحقيقة !
:
خطِيب الجُمعة الذي يصرُخُ في آذانِنا بأن ليسَ لعربيّ فضلٌ على أعجميّ إلّا بالتّقوى .. هُو نفس الكفيل الذي حوّل مهنة سائقه الخاص إلى "عبدٍ مملوك" !!
:
الإذاعة التي تُطربنا بالأغانِي ليلَ نَهار .. هيَ نفسها التي تُخصّص فقرة يوميّة للشّيخ الذي يتحدّث عن تحريم المُوسيقَى ..!
:
المُغنّية التي تحمَد الله على أن وفّقها لتقديم أعمال حازت على رِضى الجُمهُور هيَ نفسها التي تهُزّ خصرها على خشبة المسرح بما يكفي لإغواء إبليس ..!
:
الأطبّاء الذين يُحذّرُون من السّمنة ويعقِدون المؤتمرات لمناقشة مخاطِرها .. هُم نفس الأشخاص الذينَ يفشَلُون في الاستمرار على حِمية غذائيّة تُخفِي "كُروشهم" المُتدلّية !
والأخ الناصح الذي يُقسِم لكَ بأنّ المشروبات الغازية مصنوعة من أمعاء الخِنزير .. هُو نفسه الذي "يُمزمز" قارورة البيبسي بعد أن يجفّ ريقهُ من نُصحِك !!
:
المُؤسّسة التعليمية التي ترفَع شعار "الطّالِب أوّلاً" هي نفسها التي لم تُفكّر يوماً في اختراع كَشف حُضور لأستاذ الجامعة .. لكنّها عمِلت جاهدةً على استيراد آلة حديثة لفرم أوراق النّفايات المُتكدّسة .. والتي تحمِل شكاوى الطُّلّاب !!
:
الحاكِم الذي يدّعِي أنّ والِدتَهُ أرضعتهُ الدّيموقراطيّة بدلاً من الحليب .. هوَ من يقوم بمُهِمّة التّصويت في الانتخابات بدلاً من الشّعب !.. وهُو ذات الشخص العادل الذي وزّعَ مناصِب الدّولة على أقربائِهِ بالتّسَاوِي !
:
وزارة التّعليم التي جعلت أوّل دروس كتاب التّوحيد "القول المُبين في تحريم الاحتفال بغير العيدين ! " هيَ نفسها التي تمنح طُلّابها إجازة رسميّة للإحتفال بالعيد الوطنِي ..!
:
"دولة الإنسانيّة" هي نفسها التي أجبَرت ضيُوفها أن يُواعدوا مَلك الموت على أعتاب مستشفياتها !.. وهِي من سمحَت لعامل النّظافة أن تكون وسيلة تنقّلُه بين الحاويات ... حاوية نِفَايَات بَحَجم أكبَر !!
"
"
يقول مارلن كلافر / إن لَم تشعُر بتناقُض فيما يدُور حولك فاعلم أنّ المسافة التي تُبعِدك عن كوكب الأرض ليست بالقليلة !