منتديات المُنى والأرب - مــــــــات الـــنــــهـــــار* شعر أحمد غنيم **

مــــــــات الـــنــــهـــــار* شعر أحمد غنيم **

مـــات الـنــهــار فحي الــقــاتل الجاني
واصـنـع سلاما لنا في حضـن بركان

واخــذل مضافا بنى في الأرض مقبرة
وانـصر عــدوا لـــه يهــدي بأكفان1

واصـــنـــع حصــارا لنا يــبقيه منعزلا
عــن الــــوجود بــأحكـــــام وجدران

حـــرر يـهود الــبلـى من شر ما فعلوا
واتــرك أخـيّ بــناتً خلف قضبان!2

لستَ النسـاء التي في صبرها امتحنت
أو كالـــصــغار الــتي بانـت كفرسان

كـــن كالــسراب بـدا في البيد مرتسما
والبــس قناعا بقى من جهدك الواني

كـــن كالـــعزيز وضع في الذل أكرمنا
كـم من ليوث بـدت في زي خــرفان

لــيس الــــغريبُ زمـــانا فــيه غربتنا
إن الغــريبَ خـــضــوعٌ فيه خــذلاني

أيــرتقــي الــعبـدُ تحــــت الذل منتشيا؟
ويــنــتهــي الحر في قضبان سجان!

يــبــقى السبــيــل سبــيل المارقين به!
لا لن تــمــــيــد بــرغم القهر أوزاني

تـُبـنـي الــســجون هنا من أجل أمــتـنا
بعــت النسور سـدى من أجل غربان

فــهـــم الـمـقامر لو حــاز الشمال أرى
أنّ الجـــنوب بـــــقى من فـهم لقمان

يمضـــي الخــذول على ما كـــان يفعله
دون الـحــــياء بــــوجـه غير خِزيان

مــن يـنـشد الـحق بالأفــعـال يــطــلــبه
لا مــن كـــلام بــدا في غـــير برهان

لا تطــلــــب الــبر مـــن ذئـــب تلوذ به
لو أنك الآن فــــي عــيــنـيه كالضان

تبغــي الــسـلام أم الــكـــرسي تـطــلبه
بعـــت الـــبواقـي لأجل الزائل الفاني

ســر الـــزعـــامة لا بـالضــعـف تملكه
إن الـزعـــامـــة جــــاه من ســليمان

أمــا الـيــهــود ألا مــازلـــت تـجـهـلهم
لا الجهل جــهـلك بل خوف بإذعان3

مات النــهار فضع في الــموت أمنيتي
وارســم بغـزةَ في الأوراق عنوانـي

قــبر بـــدا فــي دجى الــمــــرآة أرقــــبه
راحــــت هنـالك خلف الموت أجفاني

تـــرنـــو الهــياكل تحت الترب أنجمها
مثل الـلآلئ تــــرنـــو جـزءها الثاني

لا الــمـــوت أعطـــى فناءً في محبتها
بل الــمــحـــبة فاقـــــت قــدر إمكاني

يا قدس يا قدس من بالله يــهــــزمــنا
إلا الـــقــــريب الـــذي يأتــي بخذلان

يــمـــشي إلى الحق مكروها بلا هدف
مــثل الأســــير الـذي يمشي بأرسان

لا تـطـلـــبن ســــلاما مـــن مــحــاربه
إن الســــــلام أخـــــي يُبــنى بأركان

يأتــي بقدرة من فــي الأرض مفترس
لا من ضعــيف بقى في طـــي نسيان

تمــضـــي الذئــــاب إلــــى فكر يمكنها
مـَــلأ المــســـامـــع مـن إفك وبهتان

وهموا الـــتوابـــع من أشــــرار أمـتنا
بئــــس الــقــلوب التي بانت كصوان

ظن الســمــيــزع أن الــحـــر راهـبه!
لـستُ الذليل فضع في الأسر عنواني4

إن الشعــــوب الــتي بالأمس قد قمعت
كـــانـــوا الرجال التي سيقت بلخوانِ

الآن يــــومهــمــــو فاتــــرك لنا بلدنـا
تــســـري محبـتــهــا في كل وجـدان

دع الـتــفــاوض لــــست الآن تمـلـكـه
رغم الــتــنـــازل قد جــئـتم بخسران

إن الـــرجــال رجــــال في فلــســطـين
صــــــانت بغـزة في النيران أوطاني

فكــرْ إذا شــئــت وابــني الآن مــقبرة
وأنـــظر إلـــيها بعين الخاشع الواني

وهــل بلــغـــت من الــسـبــعين مكرمة
تلــقى بـــها وجــه ربٍ غير غضبان

قد كان يكـتــب في الــتـاريخ ســادتـنا!
مـــوت الــكـــرامــة عنوان لإخواني

مــوت الكـــرامـــة كل الشعب رافضه
يا ثــورة الحــق قد جئنا ببــــــرهان

إنا حــرائرُ مــــــذ كـــــــانت بـدايـتـــنا
لـــسنـا الشــعوب التي عاشت لأوثان

(1) المضاف / هو الرجل الذي أحيط به في الحرب.
(2) البلى / البلاء .
(3) الإذعان / هو الذل.
(4) السميزع/ السيد.