منتديات المُنى والأرب - دراسة تدعو لنشر ثقافة التمكين في المدارس الفلسطينية

أوصت أطروحة دكتوراه علمية في الإدارة التربوية قدمها الباحث د. مأمون جبر بتمكين المعلمين، وهو ما اعتبره وكيل وزارة التربية والتعليم الأستاذ محمد أبو زيد ضرورة لا بد أن تتوافق مع تحديد مسؤوليات المعلم وواجباته وحقوقه.

جاء ذلك خلال اللقاء الثاني في سلسلة نقاش أطروحات الدكتوراه التي تنظمها هيئة تطوير مهنة التعليم في وزارة التربية والتعليم وتتناول نتائج وتوصيات أطروحات قدمها 23 مبتعثا لنيل درجة الدكتوراه في تخصصات تربوية مختلفة ضمن مشروع "أنظمة متميزة لمعلمين متميزين" الذي تنفذه الوزارة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بتمويل من الاتحاد الاوروبي.

وحضر اللقاء وكيل وزارة التربية والتعليم الأستاذ محمد أبو زيد، ووكيل الوزارة المساعد لشؤون التخطيط والتطوير د. بصري صالح، ورئيس هيئة تطوير مهنة التعليم د. غسان سرحان، ومدراء عامون ومدراء دوائر وباحثون من ذوي الاختصاص.

وفي هذا الإطار، أوضح د. جبر أن أطروحته تركزت حول تمكين المعلمين لإيمانه الكبير بأهمية دور المعلم في تحسين نوعية التعليم ولكونهم من أهم مدخلات العملية التعليمية وأكثرها تأثيراً في تعلم الطلاب، باعتبارهم الدعامة الأساسية التي يقوم عليها الإصلاح والتجديد التربوي استناداً إلى الشعار التربوي الذي يقول: انه لا يمكن لأيِّ نظام تعليمي أن يرتقي أعلى من مستوى المعلمين فيه.

اختيار الكوادر الإدارية والتعليمية:
وأوصت الدراسة وزارة التربية والتعليم بضرورة تحسين عملية اختيار الكوادر الإدارية والتعليمية واعتبار كافة الجوانب الشخصية والعلمية والثقافية والمسلكية ضمن أسس ومعايير الاختيار وذلك استناداً إلى نتائج الدراسة التي بينت أن العوامل الشخصية للمعلم والمدير والمشرف التربوي تشكل عائقاً كبيراً أمام تمكين المعلمين بجميع أبعاده.

كما دعت الدراسة وزارة التربية والتعليم والجامعات الفلسطينية وكليات إعداد المعلمين إلى التنسيق الكامل لتحسين شروط الالتحاق بالبرامج الجامعية التي ترفد المدارس بالمعلمين، والى تحسين محتوى البرامج التعليمية بما يتوافق مع معايير المعلمين من اجل ردم الفجوة التي أظهرتها الدراسة بين مواصفات خريجي الجامعات والمواصفات المطلوبة للمعلم في المدارس.

وتقدمت الأطروحة بعدة مقترحات لتحسين مفهوم الإدارة الذاتية للمعلمين والمدارس وتعزيز التوجه نحو اللامركزية تمثلت في تفويض بعض الصلاحيات للإدارات الوسطى بالوزارة، لاتخاذ القرارات وتنفيذ القوانين في الواقع المدرسي.

تعميق الحوار وتبني الأسس العلمية:
وفي هذا السياق، دعا أبو زيد إلى أهمية تعميق الحوار التربوي الفعال المبني إلى الأسس العلمية، وتحقيق أقصى درجة ممكنة من الفائدة بما يمكن وزارة التربية والتعليم من تحسين مدخلاتها ومخرجاتها التعليمية والتربوية.

وشدد أبو زيد على أهمية الإدارة التربوية والتمكين في كافة قطاعات العملية التربوية التي يجب أن تتصف بالتكاملية الفاعلة والمؤثرة، مؤكدا على ضرورة التمهل والتمحيص الدقيق في حدود اللامركزية التي يتم المطالبة بها في إدارة العملية التربوية والى الإطلاع على تجارب الدول المجاورة التي أظهر تجاربها نتائج سلبية بهذا الخصوص.

من جانبه، دعا د. بصري صالح للاعتماد على مؤشرات ودلائل عبر لقاءات مع الادارات التربوية ذات الاختصاص تناقش فيها النتائج التفصيلية للدراسة، وهو ما أكد عليه مدير عام الإشراف التربوي الأستاذ ثروت زيد، الذي دعا للاستنباط من النتائج بعد دراستها تفصيليا.

أما د. غسان سرحان، فأكد ضرورة ترسيخ القواعد المعرفية والعلمية للتخطيط التربوي استناداً لتوجهات الوزارة الاستراتيجية.

وقال د. سرحان: تمتاز أطروحة د. مأمون جبر بارتكازها على مفهوم تمكين المعلمين في المدارس الحكومية في ضوء استراتيجية إعداد وتأهيل المعلمين، والذي يعتبر عاملاً أساسيا لإصلاح المدارس وتحسينها. وأضاف: يتحقق التمكين من خلال اكتساب المعلم المعلومات التي تساعده على الاستقلال وتحمل المسؤولية والتوجه الذاتي نحو نحو تحسين العملية التعليمية في المدرسة، مشيرا إلى أن التمكين هو أحد متطلبات التنمية المهنية الذي يحتاج قدرا من اللامركزية وتفعيل دور المعلم حتى يصبح صوته مسموعا ومأخوذا به، فالتمكين ليس شيئا أو إجراء ينفذ بقدر ما هو ثقافة يجب نشرها في المدرسة والعمل على ممارستها لتعميق قيمها وفكرها.