منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   ذالك الدين القيم (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=26157)

ابوايمن 28 - 7 - 2012 08:58 PM

ذالك الدين القيم
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الإسلام دِين قيِّم، وصراطه مستقيم، وأمَّته أمَّة وسط، وهذه الألفاظ (قيم، مستقيم، وسط) تعني
الاعتدالَ والتوازن.
والتوازن: يعني المساواةَ والمعادلة، بحيث لا يكون ثمَّة مَيل إلى اليمين أو اليسار.
وهذا ما يتناسب مع طبيعةِ الإنسان وفِطرته.
يقول - جل شأنه -: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ
اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ .
وهذه الآية الكريمة على إيجازها رَسمتِ المنهجَ الشرعيَّ المتَّفق مع الناموس الكوني.
فالمنهج الشرعي: أقِم وجهَك للدِّين حنيفًا.
والناموس الكوني: فِطرة الله التي فطَر الناس عليها لا تبديلَ لخَلق الله.
فهُما حقيقتان لا جدالَ فيهما، ذلك الدِّين القيِّم.
وأمَّا مَن انحرف عن هذا المنهج وذلك الناموس، فهو جاهلٌ، وما أكثرَ الجهَّال! ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ .
ولذلك كان على المسلم أن يعيَ هاتين الحقيقتين ويلزمهما، فإذا فعَل كان كامل التوازن، وإلاَّ
كان الانحرافُ والميل.
والتوازن في المسلِم يشمل أمرين مهمَّين:
الأوَّل: التوازن في التفكير.
الثاني: التوازن في السُّلوك والعمل.
والمقصود بالأوَّل: التوازن في الجوانب الفِكرية والاعتقاديَّة والتصوريَّة، وهذه مكانها العقْل والقلْب.
فالعقل: لا بدَّ أن يسلكَ مسلكَ الاتزان والاعتدال.
فيأخذ مِن المعارف والعلوم ما يُناسبه، مما هو مشروعٌ وممكن، دون ما هو ممنوعٌ أو مستحيل.
فإذا أفرَغ الإنسان في عقله معارفَ وهميَّةً أو تناقضيَّة أو خاطئة، كالسِّحر والشعوذة والطلاسم،
ونحو ذلك، فقد أساء إلى عقلِه ووضَع فيه ما لا يناسبه.

وكذلك إذا سمَح لعقله أن يَسبَحَ في الخيال ويبحث في عالَم الغيب بدون ضوابطَ ولا حدود، فإنَّه
عندئذٍ وضعَه في غير موضعه.
والله - جلَّ شأنه - يقول: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ .
ذلك بالنِّسبة للعقل.
وأمَّا القلب، فإنَّه محلُّ الاعتقاد والنيَّة والأعمال الخفيَّة، فالإيمان محلُّه القلب، والكُفر كذلك
، والنِّفاق مثلهما.
بل إنَّ الأعمال الظاهِرة كلها ما هي إلاَّ مظهر للمكنون في القلْب، وصدَق الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألاَ وإنَّ في الجسد مضغةً إذا صلَحَتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسدتْ فسَد الجسد كلُّه، ألاَ وهي القلْب)).
فهذه المُضغة على صِغرها هي محورُ الأعمال والتصرُّفات والأقوال، وهي المحرِّك الحقيقي، بل الدليل والهادي، والله يَهدينا سواءَ السَّبيل.

وكما قلنا إنَّ التوازن يشمل أمرين:
1- التوازن في التفكير.
2- التوازن في السُّلوك والعمَل.
وقلنا: إنَّ التفكير والفِكر محلُّه: العقل والقلْب.
أمَّا العقل، فلأنَّه محلُّ التعقُّل والتفكر.
والقرآن الكريم زاخِرٌ بالدعوة إلى التعقُّل والتفكُّر وإلى ما في معناهما؛ مِثل: التدبُّر، والنظر،
والاعتبار، والتذكُّر، والتفقُّه... وهكذا كما في الآيات الكريمة الآتية: ﴿ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ ﴾ ، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ .
وقد وردتْ مادة "عقل" في القرآن الكريم حوالي خمسين مرَّة، كما في قوله - تعالى -: ﴿ أَوَلَمْ
يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ﴾ ، وقوله: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ .
وقد وردتْ مادة "فكر" في القرآن حوالي 18 مرةً في المعاني المقصودة هنا، ومثلها مادة
"فقه"، أمَّا المادة "عبر"، فقد وردتْ حوالي سبع مرَّات كما هو مرادٌ هنا.
ومادة "التدبُّر" أربع مرَّات.
ومادة "التذكُّر" حوالي 45 مرة.
أمَّا مادة "النظر"، فقد وردت عشرات المرَّات.
وهذا كلُّه يُشير إشارةً بليغةً إلى أهمية التعقُّل والتبصُّر والتدبُّر والتأمُّل في كلِّ التصورا
الذهنيَّة، وأنها لا بدَّ أن تقومَ على البرهان الصحيح، لا على الخَرْص والتخمين والتخيُّل.
وهذا المنهج الإسلامي فريدٌ بيْن المناهج الأخرى، وهو متَّزن معتدل، والناظِر في المناهِج
البشريَّة الدينيَّة والفلسفيَّة يراها أطرافًا، حيث المنهج الدِّيني التقليدي الأعْمى الذي يفكِّر ولا ينظُر
ولا يتأمَّل، بل يعتقد اعتقاداتٍ متناقضةً لا يُطيقها عقل الطفل، فضلاً عن عقولِ الكبار، كما في
عقيدة النصرانيَّة القائمة على التثليث، وعقائد البوذيَّة والهندوس وغيرهما، وقد تأثَّر بهذا المنهج
معظمُ المناهج الطرقيَّة الصوفيَّة في العالَم الإسلامي، فقد جاؤوا بسلوكياتٍ مبتدعة متطرِّفة.


وبإزاءِ ذلك هناك المنهجُ العقلاني الصِّرف الذي يعتمد على العقلِ اعتمادًا كليًّا، فيحتكِم إليه في
عالَم الغيب والشهادة، أو ما وراءَ الطبيعة وما دونها وما فيها.
وهذا منهجُ فلاسفة اليونان ومَن اندرج في سلكهم مِن فلاسفة العرَب، أو مَن سَمَّوا أنفسهم
بالفلاسفة الإسلاميِّين، كابن سينا والفارابي، ثم تأثَّر بهذا المنهج فئامٌ من المسلمين كالمعتزلة،
والمتكلِّمين عمومًا.
وهناك منهجٌ ثالث خلَط بين المنهجين العقلاني والدِّيني الأعْمَى، وهو منهجُ الصوفية الإشراقيَّة
القائلين بالحلولِ والاتحاد وتناسُخ الأرواح، وقد مثَّل هذا المنهج جمهرةٌ من المتصوِّفة الكبار
كابن سبعين، والسهروردي، والحلاَّج، وابن عربي، وابن الرومي.
أمَّا منهج الإسلام، فهو التوازُن في هذا، فالعقل يكون محيط الدائرة المحدَّدة.
والقلْب مشحونٌ بالإيمان الذي قد يَزيد بالطاعة وينقص بسببِ المعصية، ولكنَّه لا يخرُج عن
دائرة الإسلام أو الإيمان.
وبالتزامِ هذا التوازن لا يَطغَى أيٌّ من العقل أو القلْب على الآخر

منقول
طيب الله اوقاتكم


أرابيلا 28 - 7 - 2012 09:37 PM

أمَّا منهج الإسلام، فهو التوازُن في هذا، فالعقل يكون محيط الدائرة المحدَّدة.
والقلْب مشحونٌ بالإيمان الذي قد يَزيد بالطاعة وينقص بسببِ المعصية، ولكنَّه لا يخرُج عن
دائرة الإسلام أو الإيمان.
وبالتزامِ هذا التوازن لا يَطغَى أيٌّ من العقل أو القلْب على الآخر
طبت ودام هذا العطاء المميز
بارك الله بك

أبو جمال 28 - 7 - 2012 09:38 PM

وصدَق الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألاَ وإنَّ في الجسد مضغةً إذا صلَحَتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسدتْ فسَد الجسد كلُّه، ألاَ وهي القلْب)).
بوركت اخي أبو أيمن على هذا الطرح الهادف
تحية واحترام وبارك الله بك

أجراس المطر 28 - 7 - 2012 09:54 PM

جزاك الله عنا كل خير
مشكور على الافادة

الهنوف 28 - 7 - 2012 09:56 PM

بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

شكرا على الإفادة والطرح

ابوايمن 29 - 7 - 2012 12:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أرابيلا (المشاركة 273637)
أمَّا منهج الإسلام، فهو التوازُن في هذا، فالعقل يكون محيط الدائرة المحدَّدة.
والقلْب مشحونٌ بالإيمان الذي قد يَزيد بالطاعة وينقص بسببِ المعصية، ولكنَّه لا يخرُج عن
دائرة الإسلام أو الإيمان.
وبالتزامِ هذا التوازن لا يَطغَى أيٌّ من العقل أو القلْب على الآخر
طبت ودام هذا العطاء المميز
بارك الله بك




وفيك بارك المولي الاخت الكريمة
امتناني لمرورك العطر

ابوايمن 29 - 7 - 2012 12:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جمال (المشاركة 273638)
وصدَق الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألاَ وإنَّ في الجسد مضغةً إذا صلَحَتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسدتْ فسَد الجسد كلُّه، ألاَ وهي القلْب)).
بوركت اخي أبو أيمن على هذا الطرح الهادف
تحية واحترام وبارك الله بك




وفيك بارك المولي ابوجمال
شكرا لتعطيرك متصفحي بمرورك
دمت بخير

ابوايمن 29 - 7 - 2012 12:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أجراس المطر (المشاركة 273643)
جزاك الله عنا كل خير
مشكور على الافادة



اكرمك الله في الدارين
امتناني لمرورك

ابوايمن 29 - 7 - 2012 12:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهنوف (المشاركة 273644)
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

شكرا على الإفادة والطرح




وفيك بارك المولي الاخت الكريمة
شكري وامتناني لمرورك العطر
جزاك الله خيرا

منتصر أبوفرحة 29 - 7 - 2012 05:41 PM

بإختصار شديد فالمنهج السليم هو منهج السنة
وأهل السنة وهم الجماعة
وكل خير في إتباع ماقد سلف
موضوع رائع ومفيد جزيت خيرا اخي ابا ايمن


الساعة الآن 12:29 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى