![]() |
هل تنجح أمريكا في تحديها للتاريخ؟ The American Future - A History
<b>
الأخوة الزملاء والأعضاء الكرام يشرفنا ويطيب لنا أن نتقدم إليكم بترجمة السلسلة الوثائقية والتي تتطرق لموضوع القوى العظمى الرأسمالية الاحتكارية الأمريكية المهيمنة على العالم فهذه السلسلة من إنتاج البي بي سي، وهي باسم: المستقبل الأمريكي - نظرة تاريخية The American Future - A History فلقد قام نخبة من المترجمين الأكفاء بترجمة هذه السلسلة الوثائقية المكونة من أربع حلقات بفـريـق يمـزج عناصـر الخبـرة بالـشـبـاب وهم: </b> |
الضرائب: حيث شكلت الضرائب المفروضة على المستعمرات سبباً مباشراً لاشتعال الثورة الأمريكية، إذ تمسكت الحكومة الإنجليزية بحقها في فرض الضرائب على مستعمراتها بهدف زيادة دخل الخزينة، وأهم هذه الضرائب ضريبة السكر، وضريبة الدمغة (الطوابع)، لأن الأمريكيين كانوا يرون أنهم غير ملزمين بدفع أية ضريبة لم يشاركوا في إقرارها عن طريق مجالسهم المنتخبة.عوامل قيام الثورة الأمريكية حرب السنوات السبع (1756-1763م): تطلع الأمريكيون إلى الحصول على الحقوق والحريات التي يتمتع بها الإنسان. حرب السنوات السبع ويطلق عليها أحيانا الحرب البومرانية هي حرب جرت بين عام 1756 م وعام 1763 م. وقد شاركت فيها بريطانيا وبروسيا ودولة هانوفر ضد كل من فرنسا والنمسا وروسيا والسويد وسكسونيا. ودخلت إسبانيا والبرتغال في الحرب بعد مدة من بدايتها عندما هوجم إحدى جيوش المقاطعات المتحدة الهولندية في الهند. في عام 1765م أجاز البرلمان البريطاني قانون الطابع وفرض الضرائب الذي يلزم المستعمرات بشراء الطوابع لتكون ضريبة على المطبوعات. وقد قام أحد الرسامين في المستعمرات برسم جمجمة وعظمتين متقاطعتين رمز الموت، إلى اليمين، تعبيرًا عن احتجاجه على ذلك القانون. وأثارت هذه التغييرات ردود فعل غاضبة لدى المستعمرين الذين عارضوها بشدة ورددوا شعار "فرض الضرائب دون تمثيل يُعَدُّ طغيانًا" ونجح الاحتجاج وألغى البرلمان البريطاني قانون الطابع في 1766م. حرب الاستقلال لم يستمر الوفاق بين الأمريكيين والبريطانيين طويلاً؛ فقد صدرت قوانين بريطانية جديدة تثير الغضب والاستياء لدى الأمريكيين إلى درجة أن بريطانيا أرسلت قواتها إلى كل من بوسطن ونيويورك حيث قتلوا بعض المواطنين فيما سُمي بمذبحة بوسطن التي رد عليها الأمريكيون بالاحتجاج المعروف "حفلة شاي بوسطن". فعاقبت بريطانيا المتمردين بإغلاق ميناء بوسطن وزيادة سلطة الحاكم البريطاني، وإجبار المستعمرين على إيواء وإطعام البريطانيين. ورد المستعمرون بتشكيل المجلس القاري الأول بفيلادلفيا والذي يضم 12 مستعمرة والذي أجبر بريطانيا على سحب القوانين القسرية. بدأت الحرب رسمياً سنة 1775 ومعارك "ساراتوجا" أعطت روحا معنوية مهمة للأمريكيين. وفي يوليو 1776م أعلن المجلس القاري الرابع الاستقلال عن بريطانيا مكونا الولايات المتحدة الأمريكية واستمرت بعد ذلك الحرب الطاحنة بين أمريكا وبريطانيا حتى انتصر الأمريكان في 1781م في معركة "يوركتاون" بفرجينيا. ثم وقَّع الطرفان معاهدة فرساي في 1783م وكانت بمثابة إعلان بنهاية الثورة الأمريكية. وفي عام 1787 وقع المندوبون من جميع الولايات المتحدة على اتفاقية دستور البلاد التي تم التصديق عليها في سنة 1788م. الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865)، أو الحرب بين الولايات ويطلق عليها عدة أسماء أخرى، وهي حرب أهلية قامت في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أعلنت إحدى عشرة ولاية من ولايات الجنوب تحت قيادة "جيفرسون ديفيس"، الانفصال عن الولايات المتحدة وأسست الولايات الكونفدرالية الأمريكية. وأعلنت الحرب على اتحاد الولايات المتحدة، والتي كانت تساندها كل الولايات الحرة وولايات الرقيق الخمسة التي تقع على الحدود. كان يشار للاتحاد أحيانا بالشمال. "أبراهام لينكولن" أثناء الانتخابات الرئاسية لعام 1860، شن الحزب الجمهوري بقيادة الرئيس الأمريكي "أبراهام لينكولن" حملة ضد توسيع العبودية خارج الولايات التي توجد بها بالفعل. أسفر فوز الجمهوريين في الانتخابات عن إعلان سبعة من ولايات الجنوب الانفصال عن الاتحاد حتى قبل تولى لينكولن منصبه يوم 4 مارس 1861. رفضت كلا من الإدارة السابقة والجديدة هذا الانفصال، واعتبرته حركة تمرد. وبدأ القتال في 12 أبريل 1861، حيث هاجمت القوات الكونفدرالية قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في فورت سومتر بولاية كارولينا الجنوبية، ردا على ذلك دعا "لينكولن" لتشكيل جيش من المتطوعين من كل ولاية، مما أدى إلى إعلان انفصال أربع ولايات أخرى من رقيق الجنوب. أعد كلا الجانبين الجيوش وسيطر الاتحاد على الولايات الحدودية في وقت مبكر من الحرب، وفرض حصارا بحريا. في سبتمبر 1862، أطلق "لنكولن" إعلان تحرير العبيد مما حقق هدف الحرب من إنهاء الرق في الجنوب، وأثنى بريطانيا عن التدخل في شئون البلاد الداخلية. استطاع القائد الكونفيدرالي "روبرت إي. لى" أن يحقق انتصارات في معارك في شرق البلاد، ولكن في عام 1863 لم يتمكن من مواصلة التقدم شمالا بعد معركة "جيتيسبيرغ" وفي الغرب، سيطر الاتحاد على نهر مسيسيبي بعد معركة "فيكسبيرغ"، وبالتالي فصلت بين قوات الولايات الكونفيدرالية. ظهر تميز الاتحاد على المدى البعيد من حيث عدد الرجال والعتاد في عام 1864، عندما خاض الجنرال "يوليسيس جرانت" معارك الاستنزاف ضد قوات الجنرال "لي"، في حين سيطر الجنرال "وليام شيرمان" على أتلانتا، بولاية جورجيا، وواصل الزحف حتى وصل إلى المحيط. انهارت المقاومة الكونفدرالية بعد استسلام "لي" إلى "جرانت" بعد معركة محكمة "أبوماتوكس" في 9 أبريل 1865. كانت الحرب الأهلية الأمريكية من أقدم الحروب التي استخدم بها السكك الحديدية والسفن البخارية، كما استخدم بها كمية هائلة من الأسلحة. تنوعت الأساليب الحربية خلال تلك الحرب حيث استخدم فيها أساليب الحرب الشاملة وحرب الخنادق التي سبقت في ذلك الحرب العالمية الأولى. تعتبر هذه الحرب الأكثر دموية في التاريخ الأمريكي، حيث أدت إلى مقتل 620،000 جنديا وعددا غير معروف من الضحايا المدنيين. ترتب على هذه الحرب إنهاء الرق في الولايات المتحدة، واستعادة الاتحاد، وتعزيز دور الحكومة الفيدرالية. ساعدت القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعرقية التي ظهرت خلال الحرب، في تشكيل التوجهات الأمريكية في حقبة إعادة الإعمار التي استمرت حتى عام 1877، وأحدثت تغيرات ساعدت على جعل البلاد قوة عظمى فيما بعد. مرحلة التوسع وبعد انتهاء الحرب الأهلية اشترت الولايات المتحدة آلاسكا وجزر ألوشيان من روسيا ثم توسعت في الجزر الباسيفيكية على حساب إسبانيا، جزر هاولاند وبيكر عام 1857 وميدواني عام 1859 وهاواي وفينكس في نهاية القرن التاسع عشر وانتزعت الفلبين من إسبانيا واستعمرتها عام 1899 إلى أن منحتها الاستقلال عام 1946. وفي بداية القرن العشرين بدأت تتوسع في منطقة الكاريبي فاحتلت بورتوريكو وبنما التي شقت فيها قناة بنما الواصلة بين المحيطين الأطلسي والهادي والتي تعد من أهم النقاط الإستراتيجية في تركيبتها كقوة عالمية. بدأت الولايات المتحدة باقتصاد زراعي واسع وبمجتمع ريفي مخلخل، وظلت طوال القرن التاسع عشر دولة زراعية تصدر الخامات الزراعية وتستورد المصنوعات وتمثل حضارة ريفية غير مدنية (الكاوبوي) ولكنها تحولت بسرعة إلى أعظم وأغنى دولة صناعية وأضخم قوة حضارية حديثة تقود العالم في كل مجالات الإنتاج وتحتكر الأولوية والصدارة في أغلب (مناطق الكاوبوي) وتضاعف عدد سكانها خلال قرن ونصف أكثر من خمسين ضعفا. جاءت الحرب العالمية الأولى، ثم الأزمة الاقتصادية الكبرى، والكساد الكبير، ثم تلي ذلك الحرب العالمية الثانية. الحرب الباردة وسياسات الاحتجاج وكانت في الأربعينات قوة عظمى تكاد تحتكر التفوق والهيمنة وعبرت عن ذلك بالقنبلة الذرية امتلاكا وردعا واستخداما كما حدث في اليابان، ولكن الاتحاد السوفيتي بدأ ينافسها في الخمسينات وإن بقيت متفوقة كما تجلى في الحرب الكورية والعدوان الثلاثي على مصر، وحدث تعادل نسبي في الستينات تجلى في أزمة الصواريخ في كوبا، ثم اتجه القطبان إلى التعايش والوفاق كما تجلى في اتفاقية سالت. مارتن لوثر كينغ يلقى خطاب "لدي حلم"، 1963 وتحقق في عام 1969 ما نتج من محاولة السوفيت في عام 1961 لإطلاق أول مركبة فضائية مأهولة بالناس استجابة لدعوة الرئيس "جون كينيدي" للولايات المتحدة لتكون أول من يرسل "رجل إلى القمر". كما تعرض كينيدي لمواجهة نووية حاسمة مع القوات السوفيتية في كوبا. وفي غضون ذلك، شهدت الولايات المتحدة استمرارا للتوسع الاقتصادي. تزايدت الحركات المطالبة بالحقوق المدنية، بقيادة الأميركيين الأفارقة مثل "روزا باركس" و"مارتن لوثر كينج"، والذين حاربوا التفرقة والتمييز. وفي أعقاب اغتيال كيندي عام 1963، صدر قانون الحقوق المدنية لعام 1964 وقانون حقوق التصويت لعام 1965 في عهد الرئيس "ليندون جونسون". شن "جونسون" وخليفته "ريتشارد نيكسون" حرب بالوكالة في جنوب شرق آسيا من أجل التوسع، والتي أدت إلى نشوب حرب فيتنام الفاشلة. وظهرت حركة معارضة للحرب، نتيجة للقومية الإفريقية والثورة العرقية. قادت "بيتي فريدان"، و"غلوريا شتاينم" وآخرون موجة جديدة من الحركة النسائية التي تسعى إلى تحقيق المساواة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمرأة. المجمع السكني لواتر جيت، والذي يضم شقق مرفهة ومكاتب وفنادق ونتيجة لفضيحة "وترجيت"، أصبح "نيكسون" أول رئيس أميركي يستقيل في عام 1974، وذلك لتجنب اتهامه بعرقلة سير العدالة، والتعسف في استعمال السلطة، وتولى نائب الرئيس "جيرالد فورد" الحكم من بعده. اتسم عهد حكومة "جيمي كارتر" بالركود والذي كان قد بدأ منذ أواخر 1970 وأزمة الرهائن وإيران. أدى انتخاب "رونالد ريجان" رئيسا للولايات المتحدة في عام 1980 إلى تحول يميني في السياسة الأميركية، انعكس في تغييرات كبيرة في الضرائب، وأولويات الإنفاق. وظهرت خلال فترة ولايته الثانية للحكم قضية إيران - "كونترا" بالإضافة إلى التقدم الدبلوماسي الهام مع الاتحاد السوفيتي. كما أد انهيار الاتحاد السوفيتي إلى انتهاء الحرب الباردة. رحيل الرئيس نيكسون من البيت الأبيض واستعادت الولايات المتحدة المبادرة وعادت في تسعينات القرن العشرين قوة متفردة ومهيمنة وقد تفوقت بالضربة القاضية (تقريبا) على الاتحاد السوفيتي الذي انهار وانسحب من أوروبا إلى الشرق مسافة ألف كيلومتر مخليا المجال لحلف الأطلسي بقيادة أميركا، وانسحب السوفيت من أفغانستان. |
النظام العالمي الجديد ما بعد 11 سبتمبر |
سياسة الباب المفتوح والأساليب الأخرى: المقصود بمبدأ الباب المفتوح، الذي دعا إليه سكرتير الخارجية الأمريكية "جون هاي" في عهد"ماكنلي" والذي استمر وزيرا للخارجية في عهد "ثيودور روزفلت"، هو الضغط "بكل الوسائل" من أجل إجبار الدول الكبرى، أقطاب الاستعمار القديم وفي إطار جدل الصراع والتنسيق بينها وبين القوة الأمريكية الصاعدة، على القرار بحق الولايات المتحدة في امتيازات متساوية، اقتصادية وتجارية، في المستعمرات أو الدول الخاضعة لنفوذها. وكان من الدوافع الأساسية لإعلان المبدأ والسعي لتحقيقه: 1- الضغط الذي شكله ممثلو الاحتكارات الأمريكية على السياسة الأمريكية من أجل "إتباع سياسة أكثر حزما في الشرق". 2- ظهور القوة البحرية الأمريكية "الأسطول القوي" والتي كانت لها اليد الطولي في تنفيذ المبدأ. 3- الصراع على الشرق الأقصى عامة وعلى الصين خاصة بين الدول الاستعمارية والخوف الأمريكي من ضياع فرص الاستثمار والتجارة فيها. والحقيقة أن تحركات الولايات المتحدة صوب الشرق الأقصى سبقت إعلان مبدأ "الباب المفتوح" بسنوات تصل إلى نصف قرن، فتحت التهديد باستخدام القوة رضخت الحكومة الصينية لمطالب أمريكا ووقعت معاهدة "وانجيسيا" عام 1844 التي منحتها تسهيلات وامتيازات مثل تخفيض التعرفة الجمركية على البضائع الأمريكية وفتح موانئ الصين أمام التجارة الأمريكية …. إلخ، كما تحالفت الولايات المتحدة مع بريطانيا وفرنسا في استخدام القوة ضد الصين واحتلال بعض مدنها مما أضطر حكومة الصين " التايبنج" إلى توقيع معاهدة "تينتس" عام 1858 والتي نصت إضافة إلى قبول منح الامتيازات السابقة على فرض غرامة حربية كبيرة على الحكومة الصينية والموافقة على مشروعية تجارة الأفيون!. ومنذ هذا التاريخ فقدت الصين هيبتها كدولة وفتح الباب لتقسيم الصين إلى مناطق نفوذ متعددة، عادت بعدها الولايات المتحدة تزاحم للفوز بنصيب كبير في تلك الكعكة الشهية، وقدمت مبدأ "الباب المفتوح" الذي أقرته دول الاستعمار القديم عام 1900. ولكي يتبين للعالم حقيقة مفهوم هذا المبدأ بعيداً عن تضليل الصياغات الأمريكية لمشروعاتها كان عليه أن ينتظر صدور وثيقة أمريكية في أبريل 1944 قدمتها وزارة الخارجية بعنوان "السياسة النفطية والولايات المتحدة" التي عالجت مفهوم "حرية الوصول إلى المصادر" والتي أوضحت وجوب أن تكون حرية الوصول إلى مصادر متكافئة للشركات الأمريكية في كل مكان، وغير متكافئة بالنسبة لغيرها من الشركات. لقد سيطرت الولايات المتحدة على إنتاج نصف الكرة الغربي وتوجب المحافظة على هذا الوضع، في حين يجب تنويع السيطرة في الأماكن الأخرى، وهذه السياسة "سوف تشمل المحافظة على الوضع المطلق السائد حاليا، وحماية الامتيازات القائمة التي هي في متناول الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الإصرار على مبدأ الباب المفتوح الذي يوفر فرصا متساوية للشركات الأمريكية في المناطق الجديدة". ولقد تم الإصلاح الاقتصادي الصيني بنجاح اقتصادي عظيم يفوق توقعات الولايات المتحدة الأمريكية في العصر الحالي. منذ "الباب المفتوح" إذن انطلق قطار الإمبريالية الأمريكية مخترقاً العالم، ماراً بكل محطات الشر والوحشية، ملتهماً ما بها، قديمة وجديدة، ليشرعها في وجه شعوب المعمورة ومستقبلها سياسيا واقتصاديا وثقافيا وإنسانيا: القوة المسلحة الغاشمة، الهجومية وليست الدفاعية، كانت بداية أو نهاية كل خطوة لها لإخضاع شعب أو منطقة من العالم كما قامت مبكرا عام 1898 بافتتاح عصر إمبراطوريتها خارج نصف الكره الغربي بضم جزر "الفلبين" بالقوة والقضاء على ثورتها الداخلية وفرض حكما أجنبيا على شعب مسالم من أجل البحث عن "أسواق جديدة وارض بكر تستثمر فيها الأموال، فهي أسهل منالاً من غيرها واربح استثماراً وأضمن لمصالح الأمريكيين". ومنذ ما قبل هذا التاريخ في إلحاق أمريكا الجنوبية بدائرة نفوذها، وحتى قصف"هيروشيما" و "ناجازاكي" بالقنبلة النووية عام 1945م، ووفقا للمفهوم أمريكي ظهر وقتئذ وهو اختصار زمن المذابح وما تلاه من انفرادها بالقوة المسلحة الأكثر تدميرا، لعبت الولايات المتحدة الدور الأهم في جرجرة العالم إلى جحيم سباق التسلح والعسكرة الدفاعية وفرضت شعوراً عاماً باستحالة تحقيق السلم العالمي خارج مفهوم الخضوع والانصياع لأمركة العالم أي بالاستسلام العالمي لأمريكا. عقد الصفقات مع الدول الاستعمارية الأخرى لاقتسام الأسلاب والغنائم "المستعمرات ومناطق النفوذ" جاءت هذه الوسيلة في زمن التكوين الإمبريالي للوليات المتحدة وزمن المزاحمة الاستعمارية وقبل أن يتم حسم تفوقها العسكري في المنظومة الإمبريالية مع نهاية الحرب العالمية الثانية، ومن الأمثلة: * نالت الصين نصيبها من تلك الصفقات، فبعد أن أخرجت الثورة البلشفية "أكتوبر 1917م" روسيا من أتون الحرب العالمية الأولى – باعتبارها حربا إمبريالية لتقسيم المستعمرات وبعد أن زالت بذلك الجبهة الشرقية من أمام الألمان خشي الحلفاء من انضمام اليابان إلى جانب ألمانيا، فبادرت الولايات المتحدة "في عهد ويلسون" بعقد اتفاقية "لنسنج إيش" مع اليابان التي أقرت بمطالب اليابان في الصين ومنحها استغلال إقليم "شانتنج" الخاضع للنفوذ الأمريكي. * ذاقت الشعوب العربية مرارة تلك الصفقات عندما اعترفت الولايات المتحدة لبريطانيا وفرنسا بمعاهدة "سان ريمو عام 1920م" والتي تم بمقتضاها تقسيم البلاد العربية ومناطق البترول إلى مناطق للنفوذ بينهما، في مقابل حصول الولايات المتحدة بمشاركتها في اتفاقية "الخط الحمر عام 1928م" على حصة في بترول الموصل. إتباع أسلوب "المعونات والمساعدات" الاقتصادية والفنية: وقد اعتمدته الولايات المتحدة – علنا – سواء من خلل مذهب "ترومان" – النقطة الرابعة – أو نظرية "ملء الفراغ" التي أعلنها إيزنهاور "يناير 1957م" أو ما قبل هذا وتلك – دون إعلان – في إطار ما عرف بسياسة الاحتواء . فقبل أن تفرز الحرب العالمية الثانية بزوغ القوة الأمريكية كقيادة مهيمنة للعالم الرأسمالي، أفرزت موجه كاسحة للثورة العالمية بشقيها : الاشتراكية والتحرر الوطني، وبات تحويل الاستقلال السياسي الذي حصلت عليه معظم دول العالم الثالث إلى استقلال وطني كامل "سياسي واقتصادي" أمرا ممكنا جدا إذا ما استطاعت القواعد الشعبية في تلك البلدان المشاركة الفاعلة في النضال السياسي – مدعومة بالثورة الاشتراكية العالمية – وكونت حلفاً سياسيا وطنيا وديمقراطيا وشعبيا يضرب الإمبريالية في أضعف حلقاتها "المستعمرات ومناطق النفوذ" ويخرج تلك الدول من إطار منظومة الرأسمالية العالمية، وهي منظومة إمبريالية بالضرورة. ولهذا قادت أمريكا الإمبريالية العالمية في صرف توجهات دول العالم الثالث الاستقلالية في اتجاه تبعية من نوع جديد باستخدام سلاح المساعدات والمعونات المشروطة بشروط سياسية وعسكرية واقتصادية "إلى جانب أسلحة أخرى في مقدمتها الإرهاب العسكري". وقد مثلت هذه الوسائل نقطة البدء في تراجع حركات التحرر الوطني في معظم تلك البلدان ثم انكسارها وهزيمتها في نهاية ستينيات وسبعينات القرن العشرين. كذلك استخدمت الولايات المتحدة ثالوثا "سمي دوليا" خاضعا لسيطرتها بشكل خاص ولسيطرة رأس المال الدولي ككل بشكل عام وهو: صندوق النقد الدولي "1944"، البنك الدولي لالنشاء والتعمير "1944"، الاتفاقية العامة للتعريفات والتجارة الدولية "الجات 1948"، ليكونوا رؤوس الحربة لرأس المال الدولي المهيمن في حصار وإجهاض محاولات دول تحاول "فك الارتباط" مع التبعية والتخلف، ولتمهيد التربة اقتصاديا وإجتماعيا ومؤسسيا للتوسع والهيمنة على من قبل الخضوع. قيادة الحلف الرجعية ضد ثورات الشعوب ومحاولتها للتطور المستقل "شرطي الاستعمار العالمي": فإلى جانب إنشائها وقيادتها لمنظمة حلف شمال الأطلنطي "الناتو" والذي استهدفت منه – إلى جانب مشروع "مارشال" – تقويض الثورات الاشتراكية في دول أوروبا الغربية ، نذكر على سبيل المثال فقط بعضا من أحلاف أخرى سارعت أمريكا بتكوينها لحصار وتقويض ثورات العالم الثالث التحريرية ومنها : حلف جنوب شرق آسيا "السيتو" والذي ضم ثمان دول هي:- الولايات المتحدة – بريطانيا – فرنسا – أستراليا – نيوزيلندا – باكستان – تايلاند والفلبين – لتطويق أتساع نطاق الثورات في شرق آسيا بقيادة الصين الشعبية. حلف بغداد "1955" الذي عرف بحلف المعاهدة المركزية والذي ضم في البداية بريطانيا – العراق – تركيا – باكستان – إيران – والولايات المتحدة بعضوية غير كاملة. ولما انسحبت منه العراق بعد ثورتها عام 1958 انضمت إليه الولايات المتحدة بشكل كامل "حلف السنتو" وذلك لمواجهة تنامي حركة التحرر الوطني العربية وفي منطقة الشرق الوسط بقيادة مصر. استخدام المخابرات المركزية الأمريكية للقيام بما سمي "بالعمليات القذرة": تدبير الانقلابات واغتيال وخطف الساسة والقادة، وحتى العلماء، المناوئين لسياستها "إرهاب الدولة"، ولنتذكر فقط: الانقلاب الذي أطاح بحكومة مصدق الوطنية في إيران، الانقلاب الذي أطاح بحكومة "سلفادور الليندي" الاشتراكية في شيلي، محاولة الإطاحة "بفيدل كاسترو" في كوبا، محاولات اغتيال "عبد الناصر"، اغتيال "جيفارا"، اغتيال العالمة المصرية "سميرة موسى"، ... ( شن الحروب الوحشية "بدم بارد" وإتباع سياسة الأرض المحروقة والمحروثة بالرعب الأمريكي) فقد رأت الولايات المتحدة أن لا مفر من اعتماد هذه السياسة لكسر إرادة الشعوب – والدول – الرامية إلى التطور الذاتي المستقل خارج منظومة التبعية ولضمان بقاء تلك الدول خاضعة لاحتياجات المراكز الرأسمالية الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وقد شهدت الفترة من نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى هزيمتها في فيتنام – وبعدها – أسوأ فظائع اقترفت في العالم، من حربها ضد كوريا "1950-1953" إلى حروبها ضد الهند الصينية "فيتنام – لاوس – كمبوديا". لم تستهدف القاذفات الأمريكية فقط قصف القرى والمدن المكتظة في تلك الدول وحصد أرواح الملايين، ولم تستهدف فقط إحداث المجاعات والموت البطئ لتلك الشعوب بضرب السدود وإغراق الأرض لوقف زراعات الأرز "الغذاء الحياتي للأسيويين" بل حرصت أكثر على تبوير الاراضي الزراعية "إصابتها بالعقم" باستخدام الملوثات بواسطة قاذفاتها المدمرة مصادرة على مستقبل شعوب تلك المناطق بعد إحرازها النصر. أما بالنسبة للمنطقة العربية فإضافة إلى دخول القوات الأمريكية إلى لبنان في عام 1958، عام 1982، والاعتداء على ليبيا 1986 والاعتداء على السودان 1997 وحرب تدمير العراق 1991 والاعتداءات المتكررة التي لم تتوقف لنحو أثنى عشر عاما على العراق قبل غزوه واحتلاله بالكامل عام 2003، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل المسئولية الأولى عن الحروب العدوانية التوسعية التي شنتها إسرائيل على البلاد العربية ابتداء بحرب 1948، وهي في حقيقتها حروب خاضها الكيان الصهيوني بالأصالة عن نفسه وبالوكالة عن أمريكا الاستعمارية التي قدمت له كل صور المساندة والدعم العسكري والسياسي والاقتصادي ولا نستثنى من ذلك العدوان الثلاثي عام 1956م على مصر. وسنتناول لاحقا حقيقة وأهداف تلك الاعتداءات العسكرية والحروب من زاوية المصالح الإستراتيجية الأمريكية في العالم وعلاقاتها بوجود الكيان الإسرائيلي وتثبيته وتوسعه في منطقتنا العربية. |
إفساد العالم وتشويه الروح والذهنية الإنسانية وتسويق أحط نماذج الحياة للبشر "وخاصة الفكر الاستعماري الطابع": <b>ويجري ذلك اعتمادا على – وكنتيجة التالي: |
ملخص حلقات الفيلم الوثائقي
المستقبل الأمريكي - نظرة تاريخية The American Future - A History http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif الحلقة الأولى الوفرة الأمريكية http://img340.imageshack.us/img340/6457/part1xq.jpg يستطلع البروفيسور سايمون شاما بالحلقة الأولى كيفية أن التفاؤل الأمريكي حول القدرات اللانهائية لمصادر وموارد الأرض الأمريكية يتعرض لخطر الوصول لمرحلة الاضمحلال التام. ولا يوجد مكان يظهر به هذا الأمر جليا أكثر من الغرب الأمريكي، والذي طالما كان رمزا لاستغلال الفرص والحرية.وقد يكون خبر السعر المرتفع 4 دولارات للجالون الواحد من النفط هو ما يتصدر العناوين الرئيسية بالأخبار، لكن ما يمثل خطورة أكبر على المستقبل الأمريكي هو قلة مصادر المياه، حيث يواجه الغرب خطر مدة تسعة أعوام من الجفاف ولطالما استثير التفاؤل الأمريكي حول موارده الطبيعية بالصدامات التي خلقت حالة من التحفظ، وذلك عندما نعود للماضي حيث أول رجل قام بالإبحار بنهر كولورادو جون وولسي باول. ولقد جعل الإبداع الأمريكي عملية الزراعة على المقاييس الصناعية أمرا قابلا للتحقق بالسنوات الأولى من القرن العشرين، ولكن ذلك تحقق على حساب جعل أوكلاهوما منطقة تعج بالغبار المستمر. ولم يعد سد هوفر، وهو بمثابة الإعجوبة الأمريكية، قادرا الآن على إمداد المياه والري لكل من عملية الزراعة ومدينة لاس فيجاس الجديدة، لقد هزم تفاؤل رونالد ريجان عام 1980 حملة جيمي كارتر الداعية لضبط النفس ولكن في الانتخابات الأخيرة لا يمكن لأي من المرشحين أن يتجاهل التحديات التي تواجه أمريكا وهي تدخل عصر الموارد المحدودة. مشاهدة على اليوتيوب الحلقة الثانية الحرب الأمريكية http://img716.imageshack.us/img716/5348/part2l.jpg لقد اعتاد العالم على الصورة النمطية لأمريكا كامبراطورية تقوم على الرجال شديدي البأس ورعاة البقر المسرورين باطلاق النيران والمدمنين على الاندفاع نحو القوة العسكرية. لكن أمريكا لا تنظر لنفسها على هذا النحو. يكشف لنا البروفيسور شاما بالحلقة الثانية ماهية الشعور الحقيقي للأمريكيين حيال مسألة خوضهم الحروب. وقد اختلف اثنان من أهم المؤسسين للجمهورية وهما توماس جيفرسون وأليكساندر هاميلتون حيال موضوع ما إذا كان يتحتم على أمريكا أن تشكل جيشا رسميا محترفا. وهو انقسام لا يزال قائما وماثلا للعيان، ويلخصه البروفيسور شاما حين يقوم بزيارة للأكاديمية العسكرية الراقية في ويست بوينت. ومنذ أن اندلعت الحرب الأهلية الأمريكية وحتى واقعة استنكار الروائي مارك توين لمغامرة الرئيس تيدي روزفيلت الامبراطورية في الفلبين، فإن الحروب الأمريكية قد أثارت الكثير من المناظرات الجدلية والخلافات العميقة. ولا مكان يعبر بوضوح عن ذلك أكثر من مدينة سان أنطونيو في ولاية تكساس، وهي مدينة لُقبت بالمدينة العسكرية نظرا لكثرة الجنود الذين لا يزالون على رأس الخدمة والمحاربين المخضرمين من مجموع تعداد سكانها. ويجد البروفيسور شاما هناك أن الحروب قد خلقت مشاعر منقسمة بدرجة عميقة جدا. وكما حدث بالماضي عبر الانتخابات التي جرت بالحرب العالمية الأولى، فلا يزال الجدل قائما حول ماهية القوى التي يتعين على أمريكا البحث العميق عنها واعادة اكتشاف ما تمثله أمريكا لنفسها من مباديء. مشاهدة على اليوتيوب http://www.youtube.com/watch?v=55Fkz...layer_embedded |
الحلقة الثالثة شغف الدين الأمريكي http://img96.imageshack.us/img96/8725/part3w.jpg يستعرض البروفيسور سايمون شاما بالحلقة الثالثة كيفية تشكيل الإيمان الديني للحياة السياسية في أمريكا. وللمرة الأولى عبر جيل كامل يزعم الديمقراطيون أنهم حزب الرب. ففي الانتخابات الرئاسية الأخيرة كان من تحدث عن دينه هو باراك أوباما وليس جون ماكين. لقد اعتبر البريطانيون لمدة طويلة أن الدين في أمريكا يمثل قوة محافظة، إلا أن البروفيسور شاما يكشف النقاب عن أن الإيمان الديني وعبر مجمل التاريخ الأمريكي قد ساعد على تشكيل أمريكا. وقد كان ذلك البحث عن الحرية الدينية هو ما جعل الآلاف يقومون بالرحلة الخطيرة نحو المستعمرات بسنين القرن السابع عشر. وبعد أن ظفرت أمريكا باستقلالها، توجت الحرية الدينية عبر الدستور حيث جعلها هذا أول دولة بالعالم تقوم بهذا الإنجاز. وينظر شاما كذلك للدور الذي قامت به كنيسة السود وذلك بمسألة تحرير العبيد بالقرن التاسع عشر أولا، ومن ثم عبر حركة الحقوق المدنية بالستينات. وقد كانت هذه الكنيسة هي التي مثلت الإلهام لباراك أوباما وهو من يتعقب آثار جذور إلهامه السياسي وحتى يصل إلى جذوره الدينية. مشاهدة على اليوتيوب http://www.youtube.com/watch?v=JFndw...layer_embedded |
رد: هل تنجح أمريكا في تحديها للتاريخ؟ The American Future - A History
لن تنجح اخي كرمبو
|
رد: هل تنجح أمريكا في تحديها للتاريخ؟ The American Future - A History
موضوع قيم
سأعود لقراءته لاحقا شكرا لك اخي كرمبو |
رد: هل تنجح أمريكا في تحديها للتاريخ؟ The American Future - A History
اقتباس:
لايوجد مواجه واحد zolz |
الساعة الآن 06:39 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |