منتديات المُنى والأرب - فياض يواصل تحركاته لتشكيل حزب جديد

فياض يواصل تحركاته لتشكيل حزب جديد

مؤيدوه يحرصون على أن تكون "الولادة طبيعية"

http://www.manar.com/file-attachs-18171-100-80.jpg

القدس-كشفت مصادر سياسية فلسطينية أن سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني ـ والذي أعلن مؤخرا عبر صحيفة "الواشنطن بوست" الامريكية عن رغبته في خوض انتخابات الرئاسة ـ بدأ منذ فترة طويلة وضع اسس تشكيل تجمع سياسي حزبي يضم "شخصيات" فلسطينية من اتجاهات متعددة سياسية واقتصادية واكاديمية، ومنهم من يعمل معه مستشارون بعقود، وبعض هؤلاء يرون في الانضمام الى فياض فرصة لتحقيق "أحلامهم"، وقالت المصادر أن "شخصيات غاضبة" على القيادة الفلسطينية ستكون ضمن هذا التجمع وله "هيئة عليا" تتكون من ثمانية اشخاص وثلاثة من رجال الاعمال حيث يرتبط فياض بعلاقات متينة مع طبقة التجار ورجال المال والاعمال، ومنحهم امتيازات كبيرة، واعفاءات في مجالات عدة، ومنهم من يريد دخول "بوابة السياسة" من خلال تكتل يقيمه فياض. وتحدثت المصادر عن أن هناك "شخصيات اسلامية" على استعداد للتحالف مع فياض في اي اطار حزب قادم، بعضهم يعتبر قناة "سرية جدا" بين سلام فياض وبعض ما أسمتهم المصادر بقيادات معتدلة في "تيارات دينية".

ونقلت المصادر عن مقربين من فياض أن قيادات التجمع السياسي المرتقب يسعون لأن تكون "الولادة طبيعية" لهذا الجسم السياسي الذي يتزعمه فياض، وأن تتوارى الجهات الخارجية الداعمة له سواء أكانت امريكية أو اوروبية أو اسرائيلية عن الانظار في المرحلة الراهنة، حتى لا تكون هناك انعكاسات سلبية لهذا الظهور الاجنبي وترك انطباع سيء وسلبي عن الجسم السياسي في أوساط الفلسطينيين، وأنه يجب تصوير هذا الحزب الجديد على أنه "حزب الخلاص" من أزمات الفلسطينيين السياسية والاقتصادية، ويضيف هؤلاء: انه في الوقت نفسه يجب تشجيع هجرة الشخصيات الفتحاوية الى شواطىء الحزب الجديد، وفياض سينتظر حتى عشية انتخابات عامة من اجل تشكيل قائمة انتخابية من 30 ـ 40 شخصا برئاسته، وأن يتم العمل بكل الوسائل على دعم هذه القائمة الانتخابية من أجل أخذ مكان لهم في وسط الخارطة الحزبية الفلسطينية.

غير أن هذه المصادر ترى أن مشروع فياض السياسي سيفشل وأن الكثير من الاشخاص الذي يراهن على اغرائهم للخروج من الاطر السياسية التي ينتمون اليها لا يتمتعون بأية قواعد شعبية، كما أن فياض كما تقول هذه المصادر ليس شفافا كما يدعي، فهناك ملفات عديدة داخل وزارة المالية قد يسأل عنها أمام المحاكم المختصة كما تقول المصادر، خاصة وأن هناك موظفين كبار في وزارة المالية المطلعين على اسرار كثيرة وتابعوا حركة الانفاق المالي قد بدأوا بكشف ما لديهم من تجاوزات!!

وتنقل المصادر عن هذه القوى قولها أن فياض استخدم الاموال من القوى المانحة في شراء الدعم والتأييد له في المدن والمناطق الفلسطينية، واقامة التجمعات والجمعيات في الارياف والمخيمات، وقام بواسطة هذا المال بشراء البعض من أصحاب النفوذ في الساحة الفلسطينية.

وتتساءل دوائر ومصادر سياسية، ماذا لو أقصي فياض عن منصبه، كما حصل بالنسبة لوزارة المالية؟! فمثل هذه الخطوة في حال اتخاذها في المرحلة القادمة فانها تقطع الطريق على فياض، ولن يستطيع فياض أو الاشخاص الذين قام فياض "بشرائهم بالمال" الاحتجاج على ذلك!!

هذه الدوائر تشير الى الوعي الذي يتمتع به الشارع الفلسطيني، لذلك، الفلسطينيون يدركون العلاقات القوية بين فياض والمسؤولين الاسرائيليين الذين يرون فيه الأمل والحل، فأمريكا، مثلا وعبر "الواشنطن بوست" على لسان مسؤول امريكي رفيع المستوى دعا الادارة الامريكية الى "استنساخ" سلام فياض، وايهود باراك أكد اكثر من مرة في لقاءات مع مسؤولين كبار ضرورة "الاستثمار" في فياض، ونائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سلفان شالوم في محاضرة له، قال انه يتفهم انتقال فياض من العلنية الى السرية في لقاءاته مع المسؤولين الاسرائيليين، وأحد مستشاري باراك، قال في لقاء مع مجموعة الازمة الدولية أن وزير الدفاع باراك يرى في ولاية فياض "فرصة يجب استغلالها".

والسؤال الذي يطرح نفسه، هو:

ما هو تاثير البحث عن الملفات المالية، والاداء المالي، والانفاق غير المشروع الذي يستعد أصحاب مواقع في وزارة المالية لاخراجها الى العلن، بهدف المساءلة.. بمعنى، أنه في حال ثبوت تجاوزات ارتكبها فياض، فان تحركه لتشكيل الحزب السياسي الجديد، يكون قد ولد ميتا.