منتديات المُنى والأرب

الأكل إللي يلزق في آخر الطاسة أو الطنجرة: إحنا البدو بنسميه ( أَثَرْ الطاسة )..والفلاحين يقولوا عنّو ( قاع الطنجرة ) ولا أعرف شو يحكو ( المدنيين ) عنّو ..مع إني أعتقد إنهم بيحكوا زينا وزي الفلاحين : يعني بيحكو (أَتَـرْ التاسة ) و(آع التَّنجرة ) ..والعلم عند الله أولاً وأخيراً...،،

المهم ..ليس مهمّاً التسمية بقدر ما هو مهم ارتباط ( آع التَّنجرة ) بأشخاص مهمين أمثالي ..فقد كان لـً ( آع التَّنجرة ) شغلّ شاغل في حياتي قبل ظهور ( تيفال لا يلصق أبداً ) .. كم اكره هذا التيفال ..فالشيء المهم يجب أن يلصق بالذاكرة : وكذلك الأكل المهم : إن لم يلصق بالطنجرة فهو لا يعتبر أكلاً..،،

أهمية الأكل إللي في( آع التَّنجرة ) أنه مستوي أكثر ولونه يميل للسواد و الانحراق بالاضافة إلى الملوحة التي لا تقاوم ..،، كنتُ أحجز أثر الطاسة كل مقلوبة ..أصنع مئات المعارك من أجل أن أحظى بها ..فأثر الطاسة ينتش من قطع الجاج و يلتصق بانتظاري و البطاطا والزهرة ..كل الملتصق في القاع كان ينتظرني و يا ويل إللي يقرّب لأني كنتُ فنّاناً في كيفيّة التعامل معه و إضفاء نوع من الاحترام والقداسة عليه ..لذا ..فقد كان ( آع التَّنجرة ) يحبني أيضاً و يستناني على نار..،،

لم يكن ينافسني على ( آع التَّنجرة ) إلاّ رجل من أخوال أبوي هو ( أبو فريز ) رجل يتعدّى الآن الثمانين عاماً.. وإذا شاءت الأقدار سأحكي لكم عن هذا الرجل كثيراً في قابل الأيّام ..،، كان أبو فريز يحب أثر الطاسة حبّاً عجيباً وأعترف بإني كنتُ أغار على الطاسة منه ..وكم مرّة كنت أشدّ الطنجرة من بين يديه وهو يشد كذلك ورغم إني كنتُ في بداية المراهقة الأولى إلاّ إنني كنتُ أنجح بانتزاع الطاسة من بين يديه وأشرد أو أهرب و هو يلحقني فارع الرأس وما يخلّي مسبّة إلاّ و يعطيني إيّاها ..،،

تعب أبو فريز من تلويعي له على قاع الطنجرة ..علماً ان أبو فريزمن نابلس و يلفظها (كاع الطنجرة ) .. ،، حاول أن يساومني بأن نأكل ( كاع الطنجرة ) مع بعض : فرفضت ..،، هوّ دور وأنا دور ..فرفضت ..،، دفع لي فيها شلن على مكملو : فرفضت ..وقد وصلت بي الجرأة في إحدى المرّات بأن كنتُ أحط بجنبي خمس ست حجار وأنا آكل أثر الطاسة ولمّا سألني ليش الحجار ؟؟ قلت : بدّي أسطح راسك وأشوف دمّك يعبّي الطاسة إذا قرّبت عليها ..،،ومن يومها لم يساومني أبو فريز على أثر أو أتر أو قاع أو آع أو كاع ..بل تخلّى عن الطناجر كلها ..،،

كنتُ أتمنى أن يكون أبو فريز رجل حكومي كبير ..وأنا : أنا ..والطنجرة هي هذا الوطن العربي الذي عبثوا به ..قلت كنتُ أتمنى ..لأضع الحجار بجنبي وأشوف دم مين بدّو يعبّي الطنجرة إللي التصق بها كل تاريخنا الذي أرادوا تحويله إلى طنجرة تيفال ..،،
الكاتب
كامل النصيرات