منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   التوكل على الله ..تفقه وقصص (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=29228)

ايمن جابر أحمد 15 - 1 - 2013 12:00 AM

التوكل على الله ..تفقه وقصص
 

التوكل على الله ..
التوكل ( 1-2 )

روى البخاري والنسائي وغيرهما
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
حسبنا الله ونعم الوكيل
قالها إبراهيم عليه الصلاة والسلام
حين ألقي في النار ،
وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا:
"إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً
وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ."
آل عمران173.
نقف مع هذا الحديث الوقفات الآتية :
الوقفة الأولى:
يدل الحديث على أمر جلل ومسألة عظيمة ،
تساهل فيها أقوام فضلوا واستسلموا للشياطين ،
وصاروا نهباً للحيرة والضلالات ،
وحادوا عن الطريق المستقيم ،
وتمسك به عباد الله الموفقين فأيدهم ونصرهم ورزقهم
وآواهم وحفظهم وأنزل عليهم السكينة
والطمأنينة والراحة النفسية ،
هذه القضية المهمة التي نتذكرها في كل ركعة
من ركعات صلاتنا هي الاستعانة بالله والتوكل عليه
:
"إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"
والتي لا يجوز صرفها ولا صرف شيء منها لغير الله تعالى.
التوكل على الله :
هو الاعتماد على الله تعالى وقوة الثقة به ،
وأنه حسب العبد وكافيه ،
موقناً أن الأمور كلها بيد الله تعالى فلا معين إلا هو ،
ولا مغيث إلا هو ، ولا مصرف للكون إلا هو ،
خالق الخلق ومدبر شؤونهم ، والعالم بأحوالهم
.
فالمتوكل على الله هو الذي يعتمد عليه ويثق به
ويلجأ إليه ويطمأن بموعوده
.
ولعظم هذه المسألة في عقيدة المسلم أمر أن يتذكرها ،
وأن يستصحبها في جميع أحواله وشؤونه ،
فجاءت توجيهات الإسلام العامة ،
والخاصة بأشياء معنية بهذا الأمر الجلل ، يقول الله تعالى
:
" وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ".
المائدة23، وقال تعالى عن موسى عليه السلام :
"وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ
فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ"
يونس84.
وقال تعالى عن نوح عليه السلام:
"يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ
فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ ".
يونس71،
وقال عن هود عليه السلام :
"إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم
مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا
إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
"
هود56،
وقال عن شعيب:
"وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ"
هود88،
وقال لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
"فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ"
النمل79
وقال له :
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"
الأنفال64،
وقال عن عباده المؤمنين :
"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ *
فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ
وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ
"
آل عمران173.
فالتوكل على الله عبادة جليلة ، يجب إخلاصها لله سبحانه ،
بل من أعظم العبادات القلبية التي يجب التنبه لها ومعاهدتها .

الوقفة الثانية :
من رام المعالي هانت عليه السبل فهذه العبادة الجليلة
لها أثار محمودة عظيمة فمن يريد تحصيلها
فليخلص قلبه في طلب هذا التوكل
.
فالتوكل على الله تعالى يورث صاحبه قوة وشجاعة ،
وثباتاً واطمأناناً . تهون أمامه كل قوة ،
فهذا خليل الله إبراهيم عليه السلام
عندما ألقي في النار لم يزد على أن قال:
"حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"
فقال الله تعالى للنار:
"كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ"
الأنبياء69 .
والتوكل على الله ينتج الرزق الواسع ،
والخير العميم ، والفضل الكبير ،
قال تعالى :
"ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب"
، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله
لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً ).
، فيبشر المتوكلون برزق الله تعالى وفضله وإحسانه ،
والتوكل على الله سبيل لقطع الوساوس الشيطانية ،
والهواجس المخيفة ، والارجاف في طلب المعاش خشية الفقر ،
والتعلق بالأوهام والخزعبلات ، حال المصائب والأمراض ،
والشيطان يحرص أن يدخل على الناس من هذه المداخل
لكي يزعزع إيمانهم ، ويضعف يقينهم ، ويخلخل عقيدتهم .
فالذي يعتمد على الله تعالى ويتوكل عليه يرى
حقارة هذه الوساوس والخزعبلات .
والتوكل على الله تعالى سبيل السعادة والراحة النفسية ،
فأسعد الناس في هذه الحياة المتوكلون على الله تعالى حق توكله ،
إذ إنهم يعلمون أن الحياة السعيدة ليست بكثرة المال والعرض ،
أو الجاه أو النصب أو غيرها ما لم يعمر هذه الأشياء إيمان عميق ،
قال الله تعالى :
"ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب
ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره
قد جعل الله لكل شيء قدراً
"

التوكل ( 2 - 2 )
تحدثنا في الحلقة السابقة
عن حديث ابن عباس رضي الله عنهما
وفي هذه الحلقة نكمل بقية الكلام عليه:
الوقفة الثالثة :

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ودخل إلى المسجد ليصلي ،

إن من تمام عقيد المسلم تجاه التوكل أن يعلم أن
التوكل لا يعني ترك الأسباب المشروعة ،المأمور بها ،
فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
أعقل دابتي أو أتوكل على الله ؟ فأجابه عليه الصلاة والسلام :
(اعقلها وتوكل)،
وكما جاء في فتح المجيد قوله : قال العارفون :
التوكل بدون القيام بالأسباب المأمور بها عجز محض
وإن كان مشوباً بنوع من التوكل ،
فلا ينبغي للعبد أن يجعل توكله عجزاً ، ولا عجزه توكلاً ،

وهذا معروف في الحياة فلا نسل بدون زواج ،
ولا ثمرة بدون زرع ،
بل يجعل توكله من جملة الأسباب التي لا يتم المقصود
إلا بها
كلها كما ذكر ذلك ابن القيم وغيره .

ولا رزق بدون عمل ، فالمسلم مطالب بأن يحقق التوكل على الله
ويبذل الأسباب ولكن لا يتكل عليها . فالنتائج بيد الله سبحانه.

الوقفة الرابعة:


في الحياة تقلبات ، أحوال وأحداث ،
وأفراح وأتراح ، وشدة وضيق ،
ولذا تحصل هفوات في تعامل المسلمين مع توكلهم على الله :
فتجد بعضاً من المسلمين يجري على ألسنتهم
الخوف من المستقبل ،
والتشاؤم فيه ، وكأن الأمور بيد البشر ،
وكذا تعلق بعض المسلمين بالسحرة والكهان والمشعوذين ،
وطلب شفاء أمراضهم منهم ،
وتصديق أخبارهم وإرجافاتهم وخزعبلاتهم ،
وكذا الشعور الدائم بالقلق من أمور الدنيا
وعدم الثقة بالله وبموعوده ،
وكذا الطمع والجشع المؤديان إلى الشح والبخل
والخوف على الرزق
وعدم صرفه بمصارفه الشرعية ،
والتعلق بالطبيب المعالج واعتقاد أن الشفاء عنده أو بأدويته ،
أو التداوي بالأدوية المحرمة ،
أو الخوف على رزق الأولاد ومستقبلهم ،
أو النفاق والمجاملة المذمومة مع الآخرين
لطلب ما عندهم دون الله سبحانه ،
فضلاً عن طلب شفاعتهم فيما لا يقدر عليه إلا الله ،
وكذا طلب الرزق من الطرق غير المشروعة ،
والتفكير السلبي المتشائم من المستقبل ،
وكذا الاستجابة لوساوس وأوهام الشياطين؛
كل هذه المظاهر وغيرها
مردها ضعف التوكل على الله ، وقلة اليقين بالله سبحانه ،
وعدم إحسان الظن به
.

ايمن جابر أحمد 15 - 1 - 2013 12:08 AM

رد: التوكل على الله ..تفقه وقصص
 
قصة عجيبة في التوكل على الله


لما فتح عبد الله بن علي العباسي دمشق قتل في ساعة واحدة 36 ألف من المسلمين وادخل بغاله

وخيوله في المسجد الاموي

الجامع الكبير ثم جلس للناس وقال للوزراء : هل يعارضني احد ؟؟

قالوا : لا

قال : هل ترون احدا سوف يعترض علي ؟

قالوا : ان كان فالاوزاعي وهو محدث فحل امير المؤمنين في الحديث ابو عمرو وكان زاهدا عابدا

قال : تعالوا به

فذهب الجنود للاوزاعي فما تحرك من مكانه

قالوا : يريدك عبد الله بن علي

قال : ((( حسبنا الله ونعم الوكيل ))) انتظروني قليلا فذهب فاغتسل ولبس اكفانه تحت الثياب لانه يعرف ان المسألة موت احمر

وقتل ودمار

ثم قال لنفسه : الآن آن لك يا اوزاعي ان تقول كلمة الحق لا تخشى في الله لومة لائم فدخل على هذا السلطان الجبار

قال: الاوزاعي وهو يصف القصة : وهذا هو لب الموضوع فتأمله بارك الله تعالى فيك اخي الكريم

قال : فدخلت فاذا اساطين من الجنود صفان قد سلوا السيوف فدخلت من تحت السيوف حتى بلغت اليه وقد جلس على السرير

وبيده خيوران وقد انعقد جبينه عقدة من الغضب قال : فلما رأيته والله الذي لا اله الا هو كانه امامي ذباب (( حسبنا الله ونعم

الوكيل ))

قال : فما تذكرت احدا لا اهلا ولا مالا ولا زوجة وانما تذكرت عرش الرحمن اذا برز للناس يوم الحساب

قال : يا اوزاعي ما تقول : في الدماء التي ارقناها واهرقناها

قال الاوزاعي : حدثنا فلان عن فلان حدثنا ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال : ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد

أن لا اله الا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة )

فإن كان من قتلهم من هؤلاء فقد اصبت وان لم يكونوا منهم فدمائهم في عنقك قال : فنكث بالخيزران ورفعت عمامتي انتظر السيف

ورايت الوزراء يستجمعون ثيابهم ويرفعونه عن الدم

قال : وما رايك في الاموال ؟

قال الاوزاعي : ان كانت حلالا فحساب وان كانت حراما فعقاب

قال : خذ هذه البدرة وهي كيس مملوء من الذهب قال الاوزاعي : لا اريد المال قال : فغمزني احد الوزراء يعني خذها لانه يريد ادنى

علة ليقتل قال : فاخذ الكيس ووزعه على الجنود حتى بقي الكيس فارغا فرمى به وخرج فلما خرج قال : ( حسبنا الله ونعم الوكيل )

قلناها يوم دخلنا وقلناها يوم خرجنا

{ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم )

ويقال إن عبد الله بن علي العباسي ذلك السلطان المتجبر يقول كلما مر بقبر الاوزاعي والله لا اخاف في هذه الدنيا من رجل كهذا

الرجل فاني كلما رأيته يتخيل لي اني امام اسد

فسبحان الله الاوزاعي رآه كالذباب وهو يرى الاوزاعي كالاسد فانظر لتلك عزة والتوكل


ايمن جابر أحمد 15 - 1 - 2013 12:11 AM

رد: التوكل على الله ..تفقه وقصص
 
قصص في التوكل على الله

قال الله تعالى ( وتوكل على الحي الذي لا يموت ) وقال تعالى ( وعلى ربهم يتوكلون ) وقال تعالى ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال ( يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير ) رواه مسلم قيل معناه متوكلون وقيل قلوبهم رقيقة وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله قال ( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتعود بطانا ) وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام يا داود من دعاني أجبته ومن استغاثني أغثته ومن استنصرني نصرته ومن توكل علي كفيته فأنا كافي المتوكلين وناصر المستنصرين وغياث المستغيثين ومجيب الداعين .

حكي أنه كان في زمن هارون الرشيد قد حصل للناس غلاء سعر وضيق حال حتى اشتد الكرب على الناس اشتدادا عظيما فأمر الخليفة هارون الرشيد الناس بكثرة الدعاء والبكاء وأمر بكسر آلات الطرب ففي بعض الأيام رؤي عبد يصفق ويرقص ويغني فحمل إلى الخليفة هارون الرشيد فسأله عن فعله ذلك من دون الناس فقال إن سيدي عنده خزانة بر وأنا متوكل عليه أن يطعمني منها فلهذا أنا إذا لا أبالي فأنا أرقص وأفرح فعند ذلك قال الخليفة إذا كان هذا قد توكل على مخلوق مثله فالتوكل على الله أولى فسلم للناس أحوالهم وأمرهم بالتوكل على الله تعالى .

وحكي أن حاتما الأصم كان رجلا كثير العيال وكان له أولاد ذكور وإناث ولم يكن يملك حبة واحدة وكان قدمه التوكل فجلس ذات ليلة مع أصحابه يتحدث معهم فتعرضوا لذكر الحج فداخل الشوق قلبه ثم دخل على أولاده فجلس معهم يحدثهم ثم قال لهم لو أذنتم لأبيكم أن يذهب إلى بيت ربه في هذا العام حاجا ويدعو لكم ماذا عليكم لو فعلتم فقالت زوجته وأولاده أنت على هذه الحالة لا تملك شيئا ونحن على ما ترى من الفاقة فكيف تريد ذلك ونحن بهذه الحالة وكان له ابنة صغيرة فقالت ماذا عليكم لو أذنتم له ولا يهمكم ذلك دعوه يذهب حيث شاء فإنه مناول للرزق وليس برزاق فذكرتهم ذلك فقالوا صدقت والله هذه الصغيرة يا أبانا انطلق حيث أحببت فقام من وقته وساعته وأحرم بالحج وخرج مسافرا وأصبح أهل بيته يدخل عليهم جيرانهم يوبخونهم كيف أذنوا له بالحج وتأسف على فراقه أصحابه وجيرانه فجعل أولاده يلومون تلك الصغيرة ويقولون لو سكت ما تكلمنا فرفعت الصغيرة طرفها إلى السماء وقالت إلهي وسيدي ومولاي عودت القوم بفضلك وأنك لا تضيعهم فلا تخيبهم ولا تخجلني معهم فبينما هم على هذه الحالة إذ خرج أمير البلدة متصيدا فانقطع عن عسكره واصحابه فحصل له عطش شديد فاجتاز ببيت الرجل الصالح حاتم الأصم فاستسقى منهم ماء وقرع الباب فقالوا من انت قال الأمير ببابكم يستسقيكم فرفعت زوجة حاتم رأسها إلى السماء وقالت إلهي وسيدي سبحانك البارحة بتنا جياعا واليوم يقف الأمير على بابنا يستسقينا ثم أنها أخذت
كوزا جديدا وملأته ماء وقالت للمتناول منها اعذرونا فأخذ الأمير الكوز وشرب منه فاستطاب الشرب من ذلك الماء فقال هذه الدار لأمير فقالوا لا والله بل لعبد من عباد الله الصالحين يعرف بحاتم الأصم فقال الأمير لقد سمعت به فقال الوزير يا سيدي لقد سمعت أنه البارحة أحرم بالحج وسافر ولم يخلف لعياله شيئا وأخبرت أنهم البارحة باتوا جياعا فقال الأمير ونحن أيضا قد ثقلنا عليهم اليوم وليس من المروءة أن يثقل مثلنا على مثلهم ثم حل الأمير منطقته من وسطه ورمى بها في الدار ثم قال لأصحابه من أحبني فليلق منطقته فحل جميع أصحابه مناطقهم ورموا بها إليهم ثم انصرفوا فقال الوزير السلام عليكم أهل البيت لآتينكم الساعة بثمن هذه المناطق فلما أنزل الأمير رجع إليهم الوزير ودفع إليهم ثمن المناطق مالا جزيلا واستردها منهم فلما رأت الصبية الصغيرة ذلك بكت بكاء شديدا فقالوا لها ما هذا البكاء إنما يجب أن تفرحي فإن الله قد وسع علينا فقالت يا امى والله إنما بكائي كيف بتنا البارحة جياعا فنظر إلينا مخلوق نظرة واحدة فأغنانا بعد فقرنا فالكريم الخالق إذا نظر إلينا لا يكلنا إلى أحد طرفة عين اللهم انظر إلى أبينا ودبره بأحسن التدبير هذا ما كان من امرهم . وأما ما كان من امر حاتم أبيهم فإنه لما خرج محرما ولحق بالقوم توجع أمير الركب فطلبوا له طبيبا فلم يجدوا فقال هل من عبد صالح فدل على حاتم فلما دخل عليه وكلمه دعا له فعوفي الأمير من وقته فأمر له بما يركب وما يأكل وما يشرب فنام تلك الليلة مفكرا في أمر عياله فقيل له في منامه يا حاتم من أصلح معاملته معنا أصلحنا معاملتنا معه ثم أخبر بما كان من امر عياله فأكثر الثناء على الله تعالى فلما قضى حجه ورجع تلقته أولاده فعانق الصبية الصغيرة وبكى ثم قال صغار قوم كبار قوم آخرين إن الله لا ينظر إلى أكبركم ولكن ينظر إلى اعرفكم به فعليكم بمعرفته والاتكال عليه فإنه من توكل على الله فهو حسبه .



قال الشاعر :

وما ثم إلا الله في كل حالة ** فلا تتكل يوما على غير لطفه
فكم حالة تأتي ويكرهها الفتى ** وخيرته فيها على رغم أنفه

ولمؤلفه رحمه الله تعالى

توكل على الرحمن في الأمر كله ** فما خاب حقا من عليه توكلا
وكن واثقا بالله واصبر لحكمه ** تفز بالذي ترجوه منه تفضلا


B-happy 15 - 1 - 2013 12:42 AM

رد: التوكل على الله ..تفقه وقصص
 
"إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم
مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا
إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
"
ونعم بالله
بارك الله بك اخي ايمن وجزاك الخير
وفقك الله

شيماء يوسف 15 - 1 - 2013 01:01 AM

رد: التوكل على الله ..تفقه وقصص
 
موضوعك قيم جدا

وممتع

جزاك الله خيرا عنه وجعله في موزين حسناتك

ليل الغريب 15 - 1 - 2013 12:15 PM

رد: التوكل على الله ..تفقه وقصص
 
مميز بطرحك الاخ ايمن ومن اعظم المواضيع التي مررت بها
بارك الله بك وجزاك عن الاسلام والمسلمين الخير

زمان الصمت 15 - 1 - 2013 01:04 PM

رد: التوكل على الله ..تفقه وقصص
 
بارك الله بك على هذا الموضوع ويجزاك الخير

ابتسام 15 - 1 - 2013 01:09 PM

رد: التوكل على الله ..تفقه وقصص
 
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

الامير الشهابي 15 - 1 - 2013 01:14 PM

رد: التوكل على الله ..تفقه وقصص
 
الأخ الغالي أيمن
من توكل على الله فهو حسبه صدق الله العظيم
التوكل صفة المؤمن الحق الساكن إيمانه بقلبه
يرسمه سلوكا وقولا وعملا
التوكل لايعطي مبرر التواكل لأن الله خلقنا
لنقدم في الحياة على كل صعيد وليس كما يعتقد
البعض واجبات للرب هي بينك وبين الله فالواجبات
تفرض موجبات العمل النافع
بارك الله فيك وقل يارب دوما فتشتد عزيمتك
ويزداد يقينك ويتجدد إيمانك ..

وفاء بنت غزة 15 - 1 - 2013 01:57 PM

رد: التوكل على الله ..تفقه وقصص
 
ونعم بالله دائما اللهم اجعلنا من المتوكلين عليك دائما
شكرا لك على ما طرحت

بانتظارك وبانتظار باقة من مواضيعك المفيدة

لك منّي ارق تحية وأعذبها



الساعة الآن 11:27 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى