منتديات المُنى والأرب - و قرن في بيوتكن !!!

فالتربية في الصغر كالنقش على الحجر !
مووووووووووو غلط على رأي إخواننا السوريين ...
حين كنت طفلة و أهوى القفز و الركض كان الجميع ينهرني لأهدأ، حين كنت تلميذة في المتوسط إكتشفت أن البنات لا يحق لهن أن يمارسن الرياضة مع الذكور، لأنه من العيب أن تركض الفتاة و نهديها يهتزان، و من العيب في ظرف خاصة أن تخبر أستاذ الرياضة بمصابها حتى يعفيها ذلك اليوم من ممارسة الرياضة.
لهذه الأسباب المنطقية " جدا" كنا نحضر شهادات طبية من عند طبيب القرية الوحيد، على أننا معطوبات حتى لا نمارس الرياضة.
كل بنات المدرسة معطوبات بشهادة من طبيب محلف..
كل بنات الوطن معطوبات بشهادات طبية من طرف أطباء محلفين ...
لا تعليق فالعادات و التقاليد تجبرنا على حنث القسم و التصرف عكس قناعاتنا.
الآن و بعد أن ولى الشباب و بدأت الكهولة تطرق أبواب العمر، يندهش طبيبي لأن مستوى الكوليسترول عندي 300 ، فغر فاه و قد كبلته الصعقة و لم يفهم كيف تركت نفسي أصل لهذا الحد المأساوي من التدهور الصحي في نظره...
سكر عالي
أكوام من الدهن في جسدي
أعصاب متوترة على طول الخط...
و أشياء أخرى لا داعي لذكرها...
طبيبي العبقري وصف لي أولا ممارسة الرياضة !!!
أنا الأخرى فتحت فمي مدهوشة و مصعوقة : الآن و في هذا العمر يا دكتور تطلب مني أن أمارس الرياضة؟؟؟ حين كنت أرغب في أن أطير إتفق الجميع على قص أجنحتي و الآن تطلب مني أن أطير بدون أجنحة...!
عذرا و لكني تعودت أن أمارس كل عاداتي السيئة لإرضاء أبي و أمي و أهلي و أقارب أهلي و الجيران و الناس الذين لا أعرفهم في الحي و الشارع الذي يؤدي إلى حينا و شوارعه الفرعية و كل ما حولنا ...
يا دكتور ...و كدت أن أضيف له يا متخلف ....حتى الملائكة في السماء تغضب إن ركضت فتاة و نهداها يهتزان ...
لقد تأخرت لتطلب مني أن أمارس الرياضة، لأن الرياضة تربية منذ الصغر، و نحن تلقينا تربية أخرى : تربية البنات الصالحة هي أن نبقى في البيت، و لا نخرج سوى عند الضرورة،
نقتل الوقت بالثرثرة أو بالأكل أو بمشاهدة التلفزيون و غالبا بهذه الهوايات الثلاث معا و هي مدمرة و قاتلة للمرأة و الرجل معا.
قلت ذلك لطبيبي فكتب لي قائمة من الأدوية، من بينها فيتامين د الذي نقص من جسدي لأني تحولت إلى حشرة أختبئ طيلة النهار في البيت ، حاملة كل عقدي الجزائرية معي ...
لم يفهم الطبيب ما الذي يمنعني من التشمس و من الركض على الرصيف مثل أغلب اللبنانيين و اللبنانيات
نظر إلي و هو يشجعني لتغيير سلوكي
قال لي أني مازلت صبية، و العمر أمامي قد يكون طويلا فكيف أعيشه بأمراض مبكرة؟
قال الكثير و لم ينتبه إلى القضبان التي تسيجني
إلى سجني اللامرئي الذي حملته معي من الجزائر و أعيش به مع أن المفتاح في يدي...
و لشدة خوفي من الرقم 300 الذي ينبئ بموت مفاجئ بسبب تصلب الشرايين ...حاولت أن أمشي يوميا نصف ساعة
و لكن النصف ساعة هذه كأنها عقاب ...
لقد أدركت لماذا تشيخ نساءنا باكرا، و لماذا تتهدل بطونهن و تنحني ظهروهن و يتحولن إلى عجائز في الأربعين...
إكتشفت ذلك متأخرة...
و تألمت لأجلهن لأنهن لا يحظين بما أحظى به من حرية...فربما كثيرات منهن لا يحملن القضبان التي أحملها في داخلي ، لعلهن يحلمن بالركض تحت الشمس و في الهواء الطلق في مساحات خضراء لا وجود لها سوى في أحلامهن ...
تألمت ...و حزنت من أجلهن و من أجلي
و من أجلهن ..اصبحت أمشي يوميا 30 دقيقة...ثم 40 دقيقة ...ثم ساعة ...
إحتجت إلى أشهر طويلة لأقتنع أن لا قضبان حولي ..!