منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   لكي لا ننسى .. (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=256)
-   -   في وداع عالم اﻷمة إبراهيم زيد الكيلاني (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=29927)

المُنـى 5 - 4 - 2013 11:29 PM

في وداع عالم اﻷمة إبراهيم زيد الكيلاني
 
في وداع عالم اﻷمة إبراهيم زيد الكيلاني

إياد أبو تيلخ

قال تعالى: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً».
سبحانك ربي ما أعدلك، فحينما تشتد المصائب في عنف، يسكتها اﻹيمان في لطف، وحينما يعظم الكرب تتجلى رحمة الرب، ولا عزاء للمحزون إلا: (إنا لله وإنا إليه راجعون).
لقد فقدت اﻷمة اﻹسلامية علماً من أعلامها، وكوكبا من كواكب الهداية في سمائها، وانطفأ سراج من سرجها، بل انتقصت اﻷرض ركنا من أركانها، وطرفا متينا من أطرافها، ذلك بوفاة العالم العلامة والحبر الراسخ المجاهد سماحة الشيخ الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني رحمه الله تعالى.
لقد فقدنا هذا العالم الرباني القرآني الذي أفنى عمره في خدمة القرآن وخدمة اﻹسلام، وموت العالم لا شك مصيبة، خصوصا إذا فقد العالم العامل الصادق، وقد جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).
وإن وفاة شيخنا الجليل ليس خسارة ومصيبة ﻷهل بيته أو لأهل حيه وبلدته ووطنه فحسب، وإنما في الحقيقة هي خسارة فادحة، ومصيبة كبرى للعالم اﻹسلامي بأسره، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: (موت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسد، وهو نجم طمس، موت قبيلة أيسر من موت عالم).
نعم.. إننا في بلاء، وبلاؤنا في شيخنا عظيم..
إننا في مصيبة ومصابنا في عالمنا جلل.. ولكن عظيم المصيبة وجلال الرزء لا يحملنا إلا على ما يرضي ربنا، فقد كان الشيخ العالم أحرصنا على مرضاة الله..
إن الذي فقدناه أحد العلماء الربانيين الذين تركوا وراءهم العلم الزاخر..
لقد رحل عنا الرجل الذي رزقه الله المعرفة بأمور الدين وكتاب الله العظيم وأسراره وأعماقه ما لا يرزق غيره.. فلقد استطاع أن يؤثر بمعرفته وعلمه وورعه وكرمه على اﻷمة كلها.. فهو الرجل الذي نور القرآن قلبه.. فأنار العقول والقلوب..
شيخنا.. لقد أعطيت فأجزلت العطاء، متجردا لله، مخلصا لدعوتك، وفيا لأمتك، زاهدا في دنيا تهالك عليها غيرك، ومنشغلا في تعمير آخرتك..
فكنت بحق عامل بناء ولم تكن معول هدم..
سيدي.. أعذرني إذا عجز اللسان والبيان والجنان والبنان.. فأنت أكبر مني بكثير..
وما أنا أمامك سيدي إلا كشعاع الشمس المتسلل من حنايا النافذة.. وما أنا معك شيخنا الجليل إلا كبعوضة وهنانة تحاول أن تنقل جبلا أشم من مكانه..
لقد أوفيت يا ابن اﻹخوان المسلمين فأحسنت الوفاء صادقا مع الله.. رحلت عنا ونحن بأمس الحاجة إلى علمك الفياض.. وقولك الحصيف.. وحكمتك البالغة.. وشجاعتك النادرة..
والله إنك في سويداء القلوب.. والغائب الحاضر في وجدان كل اﻷوفياء.. فقد أتعبت الرجال وأنت خفيف الظل.. وأرهقتهم وأنت حمال اﻷحمال الثقال..
أيها العالم الجليل العظيم.. يا من فهمت الشريعة حبا وولاء وإنتماء وصفاء ونقاء ووفاء وسلوكا..
كان أمام ناظريك على الدوام مقالة أمنا عائشة الصديقة رضي الله عنها، وهي تصف سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم: (كان خلقه القرآن)..
لم تعرف تزمت المتزمتين، ولا تفريط المفرطين.. لم تشغلك القضايا الفرعية عن القضايا الرئيسية، مع عدم تساهلك في أي قضية..
عرفتك أستاذا وشيخا وخطيبا وواعظا وعالما ومربيا.. وصاحب علم منير..
كان على دراسة عالية فائقة من العلم والكياسة والفطنة..
ارتقى المنبر فازدان به المنبر، رمحا من رماح اﻹسلام، ونسمة من نسائم اﻹيمان، تزاوج بين الرحمة والقوة، فليت الذين يعتلون المنبر كحاله..
كان سلطانا للعلماء ولم يكن عالم سلاطين.. نزيها في فتواه.. لا يخشى في الله لومة لائم ولا ظلم ظالم أو طاغية..
جراءة في الحق.. ثبات على المبدأ..
حقا إنه من اﻷولياء اﻷصفياء الصادقين المخلصين الصالحين..
رضي الله عنه.. كان مثالا للسلف الصالح..
قبل 10 أعوام كنت أخطب في مسجد حراء في منطقة جبل عمان..
فلما دخلت المسجد وجدت سماحة الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني جالس على الكرسي في الصف الأول مقابل المحراب..
فذهبت إليه وقبلت يده وقلت له: أين أنا منك يا عالمنا قم فاخطب بنا الجمعة..
فرفض وقال: (قم أيها الشاب الداعية فما أقيمت إلا لك، وأنا سوف أعلق على خطبتك بعد الصلاة.. لقد بلغني عن خطبك أنها جميلة!!)..
وأصر الشيخ على أن أخطب بين يديه..
فكان عنوان خطبتي: (عوامل النصر وعوامل الهزيمة)..
ولما نزلت عن المنبر قدمته ليصلي بنا صلاة العالم العابد الخاشع..
وبعد الصلاة أثنى على خطبتي ثناءً حسناً..
ودعا لي بالثبات..
وقال لي حينها: (أخشى ما أخشاه يا بني أن يمنعك الظالمون من الخطابة بسببي)..
فقلت له: يا مرحباً بالمنع من أجلكم.. وهذا شرف لي أنني تبركت اليوم بعالم من أعلام الأمة من أمثلكم..
وحينها بكى.. وقال: (بارك الله فيك يا بني)..
وبعد يومين اتصلت بي «الأوقاف» وأبلغتني أني ممنوع من الخطابة والتدريس!!
فكيف لا أمنع يا شيخنا وقد منعتَ من قبل إرضاءً لليهود الكافرين..
عندما كان سماحة الشيخ وزيراً للأوقاف كان يخطب من على منبر المسجد الحسيني وكانت خطبه مذاعة..
حتى ان اليهود قالوا: هذا وزير أوقاف أم وزير دفاع؟؟
فكان بحق مرعب الكفار اليهود..
إنني لم أعجب لأمتنا التي لا تكرم علماءها الرجال الرجال.. وإن من حقهم علينا أن نكرمهم ونقدرهم، ونقتبس من ضيائهم، ونأخذ العلم عنهم، وننتهز الفرصة لنتربى على أيديهم، ولكننا للأسف لا نعرف قيمة العالم إلا حينما نفقده.. وليس أمثال سماحة شيخنا العلامة الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني بالكثيرين، بل هم القليل واﻷقل من القليل، ولا أرى أحدا في الساحة من يقوم مقام هذا الشيخ العالم العامل..
إن علينا نحن أن نهيئ من أبناء هذه اﻷمة من يسد الثغرة ويلبي الحاجة، وإلا فإن اﻷمة كلها آثمة إذا خلت ساحتها من أمثال هؤلاء الرجال الذين يعلمون الناس الخير، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى وملائكته وأهل السماوات وأهل اﻷرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في بحره؛ ليصلون على معلمي الناس الخير)..
ولقد كنت يا شيخ إبراهيم من معلمي الخير للناس، وأعظم الخيرات هو علوم الشريعة..
إننا ونحن نقف مودعين لهذا الرجل العالم الرباني، والذواقة اﻹيماني، وأحد المربين الذين نوروا القلوب بعلم اﻹسلام، وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وربط الناس بالله، وحشدهم في ساحة هذا الدين تحت راية القرآن العظيم.. إننا حينما نقف هذه الوقفة لا يسعنا إلا أن ندعو الله تبارك وتعالى أن يغفر للشيخ العالم، ويستقبله في الصالحين، ويجزيه عن القرآن وأهله وعن اﻹسلام وأمته خير ما يجزي العلماء العاملين، والدعاة الصادقين، واﻷئمة المجاهدين..
نستودعك الله يا شيخنا.. ولا أقول وداعا.. وإنما إلى لقاء بإذن الله.. فإننا غدا إلى الله راجعون.. وموعدنا جنة الخلد إن شاء الله تعالى، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا..
فطب نفسا يا شيخنا، وقر عينا يا عالمنا، ونم هانئا أيها الفارس المدلج، وإنا على الدرب سائرون..
(إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا عالمنا الجليل لمحزونون)..

شيماء يوسف 5 - 4 - 2013 11:48 PM

رد: في وداع عالم اﻷمة إبراهيم زيد الكيلاني
 
#cc#يسلمو على الطرح الرائع
لا عدمنا حضورك
تحياتي لك#cc#





ابو فداء 6 - 4 - 2013 12:05 AM

رد: في وداع عالم اﻷمة إبراهيم زيد الكيلاني
 
رحمه الباااري
مووودتي

سفير بلادي 6 - 4 - 2013 12:29 AM

رد: في وداع عالم اﻷمة إبراهيم زيد الكيلاني
 
رحمة الله عليه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى وملائكته وأهل السماوات وأهل اﻷرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في بحره؛ ليصلون على معلمي الناس الخير)..
ولقد كنت يا شيخ إبراهيم من معلمي الخير للناس، وأعظم الخيرات هو علوم الشريعة..

عاشقة الوطن 6 - 4 - 2013 12:55 AM

رد: في وداع عالم اﻷمة إبراهيم زيد الكيلاني
 
رحم الله فقيدنا وعالمنا وشيخنا الجليل وأسكنه فسيح جنانه
سنبقى نتذكره ولن ننساه وننسى ما علمنا ما حيينا
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة آمين
مشكورة

الهنوف 6 - 4 - 2013 01:32 AM

رد: في وداع عالم اﻷمة إبراهيم زيد الكيلاني
 
الله يرحم الشيخ ابراهيم ويجعل قبره روضة من رياض الجنة
مشكورة على الخبر

وردة المسااااء 6 - 4 - 2013 01:52 AM

رد: في وداع عالم اﻷمة إبراهيم زيد الكيلاني
 
وسيبقى بصوته الحنون بذاكرة كل مواطن اردني وعربي
رحمه الله وجزاه الجنة عن كل ما قدم للاسلام والمسلمين
لروحك الفاتحة

أرابيلا 6 - 4 - 2013 01:16 PM

رد: في وداع عالم اﻷمة إبراهيم زيد الكيلاني
 
شكرا لك على هذا المقال وعزائنا ما ترك لنا من ارث ديني
رحمه الله واسكنه الجنة

همسه 6 - 4 - 2013 02:50 PM

رد: في وداع عالم اﻷمة إبراهيم زيد الكيلاني
 
رحم الله فقيد أمتنا الأسلاميه الدكتور الشيخ
أبا الطيب
وهو باق بيننا في ما قدمه لنا ولأمته الأسلاميه
من أرث لا ينسى

المفتش كرمبو 6 - 4 - 2013 03:02 PM

رد: في وداع عالم اﻷمة إبراهيم زيد الكيلاني
 
رحمة الله وغفر له ذنوبة جميعا


الساعة الآن 01:58 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى